الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / قراءة فى كراسات التدريب نجيب محفوظ نواصل قراءة نفس الصفحة .. صفحة (106)

قراءة فى كراسات التدريب نجيب محفوظ نواصل قراءة نفس الصفحة .. صفحة (106)

نشرة “الإنسان والتطور”

الخميس: 20 – 12 – 2012

السنة السادسة

 العدد:  1938

mahfouz 2

نواصل قراءة نفس الصفحة:

ص 106 من الكراسة الأولى

 20-12-2012

أعوذ‏ ‏بالله‏ ‏من‏ ‏الشيطان‏ ‏الرجيم               والديوان‏ ‏للعقاد

بسم‏ ‏الله‏ ‏الرحمن‏ ‏الرحيم                      ورفرفت‏ ‏اعلام‏ ‏سلامة‏ ‏موسى

ودار‏ ‏ندامى‏ ‏عطلوها‏ ‏وادلجوا                اما‏ ‏الترتيب‏ ‏فقد‏ ‏مضى‏ ‏وانقضى

أَثْنى على الخمرِ بآلائها                        اما‏ ‏عند‏ ‏الترتيب

وكانت‏ ‏في‏ ‏حياتك‏ لى عظات                    القرآن

كل‏ ‏بيت(فاكره؟)(1)أو‏ ‏نصف‏ ‏بيت‏            الملاحم‏ ‏الشعبية

(ك.غ) (2)                                      الف‏ ‏ليلة‏ ‏وليلة

لنذكر الكتب التى شغلتنا عند القراءة          مختارات‏ ‏الشعر‏ ‏العربى

قصص ‏بوليسية                                 ما‏ ‏ترجم‏ ‏من‏ ‏الاغريق‏ ‏والانجليزي

ماجدولين                                        الشعر (ك.غ) وغيرهما‏ ‏من‏ ‏الادب‏ ‏الغربى

وسيرانو دي برجراك                         ثم‏ ‏تجيىء‏ ‏القراءة‏ ‏في‏ ‏اللغات‏ ‏الاجنبية

(ك.غ)هارفى                                   وقد‏ ‏قرأت‏ ‏ما قرأت‏ ‏بوجد‏اني ‏ولم‏ ‏ادرسه

ريدر هاجرد                    

هول‏ ‏كين                                                 نجيب‏ ‏محفوظ

الايام‏ ‏لطه‏

القراءة:

يبدو أن صفحة التدريب هذه (106) سوف تستغرق عدة نشرات إذا اتبعت فيها نفس الأسلوب: وهو التعريف ببعض ما أتاح لنا تدريب شيخنا أن نتعلمه منه، وعنه، حتى بعد زعم رحيله، هذا ما اعتدناه ونحن نقرأ كلمة واحدة أو اسم أغنية أو شطر بيت شعر، فما بالك وقد ذكر هذه المكتبة الزاخرة وهو يشير إلى بعض قراءاته.

لست متأكدا كيف سأكمل، لكن دعونى أخصص هذه النشرة اليوم للاعتذار لكل من المرحوم أ.د. محمد راضى وللأديب الرقيق الجميل مصطفى لطفى المنفلوطى، ولشيخى طبعا على ما بدر منى تجاه أسلوب من أرقى وأجمل ما قرأت، وأبدأ بالتعريف بأديب مصرى عربى عاش جميلا ومات شابا:

ولد مصطفى لطفي المَنْفَلُوطي  سنة 1876، وانتقل إلى بارئه 1924م، ميلادية وعمره ثمان وأربعين عاما، إذن فقد انتقل إلى رحاب ربه وعمر الأستاذ 14 سنة تقريبا، بناء على ذلك فأغلب الظن أن الأستاذ قرأه حول هذه السن أو بعدها بقليل، ولا بد أنه انبهر بلغته الجميلة التى لم أتبين أنا كل جمالها هكذا إلا الآن، برغم أننى أذكر أن بعض نثره ربما كان مقررا علىّ فى المرحلة الثانوية فى منتصف الأربعينات تقريبا، أتعجب كيف كنت أقدح فى أسلوب المرحوم أ.د.راضى وأنا أشبهه بأسلوب المنفلوطى فى حين أن المفروض لو كنت عادلا أو مثقفا أو ناقدا أن أعتبر ذلك مدحا لا قدحا، أنا لم أجد شيئا قريبا من جمال هذه اللغة العربية وفحولتها وصقلها إلا فى المقدمة التى كتبها أستاذى محمود محمد شاكر لقصيدته “القوس العذراء” على قصيدة “الشماخ”، وبعض كتابه أباطيل وأسمار ردا على لويس عوض، ثم أسلوب يوسف زيدان فى عزازيل (وليس فى الأهرام) أنا آسف يا عم راضى، وآسف يا شيخى المسامح الكريم، وآسف أيها الشاب الرقيق المسمى مصطفى لطفى المنفلوطى.

قرأت رواية ماجدولين كلها هذا الأسبوع 227 صفحة من القطع الكبير، وفرحت بها، وزاد ألمى حين تجسد لى خطئى فى حق هؤلاء الثلاثة الكرام، حسبت أننى أقرأ رواية كتبها كاتب عربى رومانسى رقيق، وليس كاتبا فرنسيا هو “الفونس كار” سنة 1832، أخذت أتأمل صورة الفونس كار المتاحة وصورة المنفلوطى، وصور من يظهرون فى التليفزيون هذه الأيام ولو قلت للأستاذ ماذا دار  بذهنى لضحك واسعا وربما لم يعقب.

20-12-2012-

جين بابتيست ألفونس كار كاتب وناقد وروائي فرنسي شهير من مواليد باريس 24 تشرين ثاني (نوفمبر) 1808م، الوفاة 29 ايلول (سبتمبر) 1890. أول قصص ألفونس هي القصة الشهيرة مجدولين „Sous les Tilleuls“ التي ترجمها إلى العربية الراحل المنفلوطي صدرت هذه القصة باللغة الفرنسية في عام 1832م

** *

20-12-2012--

مصطفى لطفي المَنْفَلُوطي (1876ـ1924م)

* * **

وأنا أقرأ سيرة المنفلوطى إذا بى اكتشف الاسم التالى الذى كتبه الأستاذ بعد ماجدولين مباشرة وهو “سيرانو دى براجراك” وإذا بها اسم الرواية التى ترجمها المنفلوطى أيضا ولكنه غير عنوانها إلى “الشاعر” وهى للكاتب الفرنسى أيضا “ادمون روستان” وقد نشرت بالعربية سنة 1921.

ما الحكاية بالضبط؟ ما هذا يا شيخى، تعرّى جهلى بدرجة لم أحسب حسابها، فشكراً.

هل الترجمة خيانة؟

هل كان المنفلوطى يعرف الفرنسية؟ استبعدت هذا مع علمى بعلاقته بالشيخ محمد عبده، ولى هنا وقفة اعتذار أخرى لشيخى محفوظ بعد أن وصلنى سبب آخر لحبه للمنفلوطى غير أسلوبه، وبالتالى لقبوله وترحيبه بأسلوب د. راضى فى الكتابة، إذْ قد يرجع ذلك أيضا إلى علاقة المنفلوطى بسعد زغلول بصفة خاصة، مما قد أعود إليه الأسبوع القادم، المهم، عثرت بشكل قاطع على ما رجحته وهو أن المنفلوطى شخصيا لم يكن يتقن الفرنسية والأرجح أنه لم يعرفها أصلا، وقد استعان ببعض أصدقائه ممن يتقنون الفرنسية وكان أحدهم يترجم النص إلى العربية، وقد ذكر بعضهم اسم صديق بالتحديد وهو “محمد فؤاد كمال بك”، قام بترجمة ماجدولين ثم أعطاها للمنفلوطى ليعيد صياغتها، ففعل ذلك بأسلوب عربى رصين من أجمل ما يكون، لكن إلى أى مدى يمكن اعتبار ذلك ترجمة النص الأصلى بأمانة؟

عدت أبحث للرد على هذا السؤال فإذا بى أعثر على بحث مطول كتبه الناقد الأستاذ الدكتور “ابراهيم عواد” احترم فيه المنفلوطى أبلغ الاحترام، لكنه أورد موقفه الذى أعلنه بصريح العبارة فى مقدمة كتابه “النظرات”، “وهو ينعى على الكتاب الذين يترجمون من اللغات الأجنبية تمسكهم بحرفية النص والتواء عبارتهم وانبهام معانيهم”، ومن ثم فكأنه يومىء هنا إلى أهمية الدور الذى قام به حين أعاد صياغة الترجمة العربية لرواية “ماجدولين” وأمثالها بأسلوب أدبى بديع، أما ما أورده الدكتور عواد بعد ذلك من نصوص فرنسية من رواية ماجدولين وتجاوزات المنفلوطى فى التصرف فى النص، فهو كثير وغريب، وقد أقر المنفلوطى بنص تصريحه(3) مثل ذلك قائلا:

“أما طريقة تعريبها فقد كان يملى علىَّ ترجمةَ أغراضها ومعانيها حضرةُ صديقى العالم الفاضل محمد فؤاد بك كمال، ثم أعود إلى كتابة ما أملاه علىَّ بكثير من التصرف ما بين زيادة وحذف وتقديم وتأخير حتى فرغنا من هذا الجزء الصغير”. ويقول جبرائيل سليمان جبور فى مقدمته التى كتبها لنفس الرواية لطبعة “دار الآفاق الحديثة” الصادرة عام 1402هـ- 1982م من الرواية إنها “رواية غرامية اجتماعية مقتبسة من رواية فرنسية” (صفحة ل). أى أنه يراها عملا مقتبسا لا ترجمة. كما ذكر فى المقدمة ذاتها ما كان قد قرأه من أن الذى ترجم له هذه الرواية هو صديقه محمد فؤاد كمال بك”

أقول إننى لم أرتح لكل التجاوزات التى أوردها د. عواد مهما بلغ إعجابى بجمال أسلوب المنفلوطى، ولست متأكدا هل كان شيخى محفوظ سوف يتسامح فى هذه التجاوزات أم لا لو كنت قرأت عليه نص ملاحظات د. عواد، وقد أورد الأصل بالفرنسية، والأستاذ قرأ بالفرنسية نصوصا عدة، وقد بلغ عجبى مداه حين أكد د. عواد أنه قد بلغت جرأة المنفلوطى أن يغير نهاية الرواية تماما فماجدوين المنفلوطى ابنة فى حين أن الرواية الأصل تقول إن لها إبنا لا إبنة!!…الخ.

كذلك هناك خاتمة للرواية الأصلية تقع فى عدة صفحات يوجه فيها الكاتب رسالة إلى سيدة كانت تعرف ستيفن وماجدولين، يقول لها فيها بلسان ستيفن ما كان خليقا أن يقوله لحبيبته ماجدولين. وهذه الخاتمة لا وجود لها فى تعريب المنفلوطى، الذى قلنا إنه قد أمات ستيفن، ثم زاد فجعل من قبره مزارا يحجه الزائرون هو والمنزل الذى كان يسكنه!!

وإلى الأسبوع القادم لنقدم مزيدا من التجاوزات،

أو ننتقل إلى الصفحة الأصل نستلهم مزيدا من القراءات.

 

[1] – من الآن سيكون ما بين قوسين ملحوقا بعلامة استفهام، يدل على كلمة لست متأكد من قراءتى لها لكنها الأرجح وفى انتظار رأى آخر.

[2] – وسوف يكون رمز (ك . غ) مقصود به “كلمة غير مقروءة” أو “كلمة غامضة”، ومطلوب ممن يستطيع من الأصدقاء الإسهام فى فك طلسمها أن يرسل لنا ما يرى، مع الشكر.

[3] – “فى مقدمة الجزء الأول بالمجلد الثانى من كتاب “النظرات” (ط 1912م):

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *