الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار/بريد الجمعة: 21-12-2012

حوار/بريد الجمعة: 21-12-2012

نشرة “الإنسان والتطور”

الجمعة: 21-12-2012

السنة السادسة

العدد: 1939

حوار/بريد الجمعة

مقدمة:

تراجع عدد المشاركين فى البريد مع زيادة كرم العدد القليل المتبقى، فبعد الرد السريع الذى شرفنا به الابن د. إدريس الوزانى (بعد شكر أ.د. جمال التركى) كاد بريد هذا الأسبوع يخلو إلا من إسهام عدد قليل بتعقيبات مطولة كريمة.

 أفكر أن أنشر هذه المداخلات الطويلة تحت عنوان “ضيوف الموقع” أو ضيوف النشرة بدلا من حكاية بريد الجمعة المتراجع بهذه السرعة، وذلك حتى أعفى نفسى من اختصار الردود المطولة أو الاعتذار عن نشر النصوص كاملة فيما يسمى بالبريد، وما هى كذلك.

لست متأكدا، ولن أتراجع، وشكراً لمن صبر ويصبر علينا، والله تعالى هو السميع المجيب.

الحمد لله

******

 الأساس: الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية (138)

 الإدراك (99)

علاقة الوجدان بالإدراك بالشعر بالموت (3 من ؟)

د. إدريس الوزاني

أستاذي ووالدي:

هذا رد سريع و هو أيضا عبارة عن تحية وتقدير

أخذتني تيارات الحياة وأمواجها العاتية بعيدا شيئا ما عن تحليقاتكم حول موضوع الإدراك، و حين فتحت الإميل هذا الصباح سعدت بتعليقكم على موضوع كنت بعثت به إلى \”شعن\”، ولم أتلق منذ سنة و أكثر أي تعقيب عليه، وكان يهم\”قضية الموت والحياة\”، وحسبت أن المقالة دخلت في طي النسيان، وفرحت أن الذي علق بذهنه الموضوع ويعلق عليه الآن بقلم الباحث عن الحقيقة المتواضع في سموه أستاذي الغالي، فأقول لك والدي الحبيب:

أولا: التعليق على مقالتي دليل على تقديركم لمحتواها، و هذا يشرفني كثيرا

ثانيا: هذا درس لنا بأن ما نكتبه أو نتلفظ به نحن مسؤولون عن كل حرف فيه، وأنا أطالع تعليقكم \”المحدود\” اكتشفت معكم جوانب وأبعادا أرى لزاما علي توضيح مرماها بالنسبة إلي..

ثالثا: أسأل الله تعالى أن يصرف الموانع للحوق بركب الصابرين أمثالكم ، ومواكبة هذه التحاليل السامية و الراقية، والتي تهم الإنسان في أخص خصيصة  ألا وهي قضية الموت والحياة وعلاقتها بالإدراك وبمعرفة الله تعالى في نهاية المطاف.

د. يحيى:

… وفى بدايته وفى وسطه دائما “هنا والآن”

شكرا يا إدريس والشكر دائما للابن المضيف الكريم جمال التركى أن عرفنى بمن يحاول معنا، والله المعين.

ملحوظة: آسف لطول ما أحلتك إليه فى ملف الإدراك والنشرات والأطروحات عن الموت، خذ وقتك حتى تأخذ بيدنا إلى الجديد المفيد وإليك بعض المجموعة ثانية: النشرات من (10-1-2012 إلى 17-12-2012)

..عن “المصداقية” بالاتفاق : 12-11-2007

.. عن “المصداقية” وتشكيلاتها : 11-11-2007

علاقة الموت بالإدراك نشرة : 5-11-2012

علاقة الوجدان بالإدراك بالشعر بالموت (2 من ؟) 16-12-2012

علاقة الوجدان بالإدراك بالشعر بالموت (3 من ؟)

عن الموت والجنون والإبداع  نشرة: 10-12-2008

وما لا تعثر عليه فى النشرات تجده فى الموقع وأكرر اعتذارى مع شكرى.

*****

الأساس: الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية (135)

 الإدراك (96)

تجليات الإدراك فى الحياة المعاصرة (3)

الإدراك والوجدان والتلقى المبدع

أ. نجاة انصورة

ورد بالنص عنكم أستاذي بآن \”الوجدان \” يتجاوز الإنفعال، العاطفه، والمشاعر .
و\”الإدراك \” يتجاوز الحواس الخمس (نوافذ التفكير(

بين هذا وذاك التلقي المبدع والذي له علاقه ديناميه بالإدراك_ وهذا بديهي_ فهل نحن نبدع بالضرورة عندما نفلح في إستخدام  وتوظيف أعلى مستويات وعينا ، أم إن الأمر يتم بداهة ؟؟!!خاصة في الأمور التي لاتحتاج منا عناءا ودقة ترقى لمستويات الوعي العليا.

د. يحيى:

والله يا نجاة أصبحت محتارا أى المستويات الوعى هى العليا، فما وصلنى من كل ما يصلنى هو أن هناك مستويات عديدة للوعى ترتقى باللاوعى الفرويدى إلى الوعى الآخر، فأنا لم أحب وصف الوعى بـ “لا” النافية: “اللاوعى” ولو كان فرويد بيننا لقبل هذا الاسم “الوعى الآخر” وربما قبل أن نضيف إلى هذا الوعى الآخر وعيا نوعيا ثالثا ورابعا إلى ما لا يحصى، فثم وعىٌ أعمق، ووعىٌ أقدم، ووعىٌ أحدث، ووعىٌ أقرب، ووعىٌ أعرف، ووعىٌ أكمل، ووعىٌ مشتمل، ووعىٌ مطلق، ووعىٌ كونىّ، وكلها منظومات متضفرة متجادلة عبر تاريخ الحياة، وإلا ما تخلق الإنسان من سلالة من طين بفضل الله ليحمل تاريخ الحياة بأمانتها بكل جدل ومخاطرة، ثم يواصل مسيرته فى بحور الغيب إلى المجهول المعلوم بالقوة وبالضرورة.

أ. نجاة انصورة

” أن تقرأ للدراسة.. وأن تقرأ بالوجدان” وصلني ولست متأكدة  بأن الأُولى فهم معاني ماتقرأ والربط بينها.

د. يحيى:

تعبير “قرأته بوجدانى وليس للدراسة” هو تعبير شيخى حامل المنارة نجيب محفوظ وهو لم يكتبه لنا لنقرأه ونتعلم منه، وإنما كتبه عفو الخاطر وهو يدرب يده فى الصفحة 106، فقرأته أنا كما وصلك، وطبعا أنا لا أستطيع أن أجزم ماذا كان يقصد به تحديدا لكنه ألهمنى ما استلهمته، وكتبته.

أ. نجاة انصورة

والثانية: “تقرأ بالوجدان” هي بآن تشعر بمعاني ماتقرأ بإحساسك وتتفاعل معه بإنفعال فعال وإيجابي فيؤصل المضمون فيك ..إن صح ماتوصلت إليه هنا أيكون ذلك هو الإدراك أم إنه الإدراك الوجداني خاصة.؟؟

د. يحيى:

بصراحة أنا لم أعد أعتنى أن أميز الإدراك الوجدانى عن الوجدان الإدراكى، ما أنا متأكد منه حالا هو أن الإدراك وقد قد يكون قريبا جدا مما اسميناه لاحقا “الوجدان المعرفى”، لا يحتاج فهما أو ترجمة إلى مفاهيم بقدر ما يحتاج رصدا لنتائجه: إما بالبقاء ضد قوى الانقراض مثلما جرى الحال فى الأحياء جميعا، وإما بتشكيل الوعى الفائق وحفز النمو وترسيخ المعنى دون اختزاله إلى رمز أو لفظ.

 أ. نجاة انصورة

هل للغة علاقة مباشرة بتنمية الوجدان أو تحفيزه داخلنا وبالتالي دغدغة التلقي ليكون مبدعا بالإستيعاب؟؟

د. يحيى:

إشكالة اللغة بلا حدود، فبقدر ما هى نقلة رائعة هائلة تؤكد “التمثيل” وتسهل “التواصل” هى فى نفس الوقت قد تكون عائقا لما يليها ويعمقها ويؤصلها، وللحديث تفصيلات أخرى.

أ. نجاة انصورة

 ورد عنك أستاذي جمله غاية في الآهميه لدي \” أن ثمة خواطر تحضر في الممارسه الإكلينيكيه بما هي بنيه مكثفه في سياق وعي خاص…الخ\” هي إن المريض يعبر عن مدركاته حول نفسه وحالتهالعرضيه أو المرضيه من خلال وعيه بما يشعره  ويستبصره عن نفسه عن طريق ترجمة كل ذلك بكلمات ودقة  الإستدلال بهاتتضمن وعيه واصفا للحدث أما إذا ماأحبط لإستفراغ حالته بكلمات تعزز إستبصاره بنفسه فقد يعد ذلك مؤشرا لكونه لم يدرك حالته آساسا (غير مستبصر بها(

أو على الآقل لم يدركها في كل الآحوال

وهل يمكننا الإعتماد على لغة المريض كمحدد لقياس وعيه (إستبصاره)

د. يحيى:

راجعت ماكتبت فى عجلة من أمرى ولم أعثر على كل هذا النص بحروفه وسوف أراجعه مرة أخرى.

عموما: التواصل مع المريض يجرى – إذا صحت الخبرة الإكلينيكية – على مستويات عديدة لا تمثل الكلمات إلا بعضها فقط، أما مسألة بصيرة المريض فلها أيضا مستوياتها حتى أن البصيرة اللامعة المصقولة المعقلنة قد تكون ضد مسار العلاج فى بعض الأحيان.

ثم إن حكاية “أن المريض أدرك أو لم يدرك حالته” لا تأتى فى المقام الأول مقارنة بضرورة صبر المعالج على احتواء كل الرسائل التى تصله وهو يشحذ أدوات نقده للنص البشرى، فمستويات إدراك المريض لحالته عديدة ومتنوعة أيضا سلبية وإيجابية.

أ. نجاة انصورة

 كنت دائما أدافع وبشدة على إن جميع أنواع الإكتئاب تندرج ضمن الإضطرابات اللاوجدانيه لشيوع الإنسحاب والتبلدفيها جميعاعدا\” ثنائي القطب\” وهو آيضا يتضمن تبلدا لاوجدانيا رغم شيوع مظاهر المرح المصطنع والغير مسؤول؟!!وحتى في تورط المريض في ميله العاطفي للمعالج أحيانا \” وهذا نمط معهود لدى مرضى الإكتئاب) في التشبث بأي مهتم بهم على رأسهم المعالج خاصه لو كان من جنس مخالف للمريض (ذكر وأنثى) تجدهم آيضا متبلدي المشاعر والتعابير بحيث لاتكتشف مشاعرهم إلا من خلال تصريحاتهم المقتضبه جدا  هم أنفسهم بذلك.

د. يحيى:

واحدة واحدة يا نجاة، دعى حكاية “جميع أنواع” هذه، ليس فى الممارسة الحقيقية “جميع” هكذا بهذ البساطة، وإن كنت معك فى رفض وصف المريض الهوسى بأنه ” مرح خفيف الظل” على طول الخط، ووصفك الذى تضمنه تعقيبك يدل على حسك الإكلينيكى دون استعمال حكاية “جميع” هذه.

أ. نجاة انصورة

“مثل البرق بين الغيوم

سوف تخترق كلماتي ظلام فكرك

لتصل إلى إحساسك وجدانك مباشرة

فلا تحاول أن تفهمها جدا جدا

ولسوف تشرق في فكرك بعد حين(د.يحيى الرخاوى)

وصلني أستاذي بأن ذلك يتطابق مع سياق ما رمي له “بالمر” قائلا:

“إنك لن تعلم أبدا مدى تأثير ما قد تفعله أو تقوله أو تفكر فيه اليوم

 على حياة الملايين غدا”

هل هذا صحيح

  مودتي.

د. يحيى:

ربما

*****

الأساس: الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية (138)

 الإدراك (99)

(تابع) علاقة الوجدان بالإدراك بالشعر بالموت (3 من ؟)

د. جوزيف

من واقع خبرتى السابقة الضئيلة نسبياً فى العمل مع بعض المرضى أصحاب الحالات الحرجة والمشرفين على أبواب الموت والانتقال للبداية الجديدة وجدت: أن إدارك الحياة وواقعها يؤثر على استقبال الموت، إدراك الحياة يُكون صورة ذاتية لإدراك الموت كما تعكس الحياة هذا الإدراك.

د. يحيى:

برجاء بعض التفصيل بارك الله فيك.

د. جوزيف

ما اقصده هنا أن ليس للموت صورة فى ذاته أنما هو انتقال لبداية جديدة تعكس صورة الحياة السابقة فى الدنيا.

فهناك من يشقى فى هذه الحياة وينظر للموت كالراحة المنتظرة من هذا الشقاء وينتظره بل ويتمناه.

فيشق الصف طالبا إياه باقصى سرعة: منتحراً.

وهناك من يموت كل يوم فلا يلقى له بالاً.

وهناك من يخشى ذكر الموت.

وهناك من يدرك حقيقته وضعفه أمام براءة طفلٍ… الخ.

د. يحيى:

كل هذا صحيح على شرط الانتباه إلى تنوع استعمال ومضامين لفظ الموت مجازا وغير ذلك، (ووضع اعتبار للسياق الذى ورد فيه طبعا).

إ. إسلام حسن

الموت عبارة عن فكرة، (تصرفات الناس تدل على أن حقيقة الموت غائبة عنهم)

وصلنى معنى أن تصرفات الناس هى من ذنوب ومعاصى، هل هذه التصرفات هى المقصودة منها؟

د. يحيى:

الموت ليس فكرة

برجاء مراجعة نقلات فروضى عن الموت، وهم لم تنته

أما حكاية غياب حقيقة الموت عن الناس فربما يكون فى ذلك رحمة من ربنا حتى تستمر الحياة

وطبعا ليس المقصود بتصرفات الناس قصرها على الذنوب والمعاصى، وإنما أساسا الاغتراب فى الطمع وأوهام السلطة والخلود على هذه الأرض.

د. بيتر نبيل

الموت ليس أبداً نهاية الطريق، وإلا لصدق المثل الإغريقى القائل “فلنأكل ونشرب لأننا غداً نموت” فى فهم محدود وشهوانى للحياة، وفهم تشاؤمى للموت.

ولكن لا يستطيع أحد أن يدرك الموت إدراكا سليماً إلا من يدرك الحياة كذلك!

وقد يسأل أحدهم: “فما حكمة الموت إذن إن لم يكن فناءاً، وما معنى أن الموت والحياة متلازمان؟!”

يا رجل.. الذى تزرعه لا يحيا إن لم يمت، والذى تزرعه لا تزرع الجسم الذى يصير بل حبة مجردة، ولكن الله يعطيها جسماً كما أراد.

د. يحيى:

لم أفهم جيدا ما تقصد

ولكن لا مانع عندى أن أوافقك مؤقتا

د. بيتر نبيل

البذرة التى ترفض أن تدفن فى التراب لن تثمر أبداً بل تبقى وحدها بلا معين بلا هدف بلا ثمر بلا حياة، كذلك الإنسان الذى يرفض التفاعل مع ديناميكية الحياة والموت. أما الإنسان الحكيم، فيزرع فى فساد ويقام فى عدم، يزرع فى هوان ويقام فى مجد يزرع فى ضعف ويقام فى قوة، يزرع فى وحل الألم والحزن ويقوم بأفرع التحدى وثمار النجاح!

د. يحيى:

لا مانع، مع تحفظى على اللهجة

د. بيتر نبيل

أما إذا كان للموت رعب وللقبر عذاب.. ما أعلمه وأؤمن به أن ما يزرعه الإنسان فإياه يحصد، فمن زرع لحياته موتاً حصد الهلاك فى موته، ومن ملأ حياته حياة صار الموت أخف من الريشة له.

فلنملأ حياتنا بالحب والبذل والسباحة فى نور الله، حتى إذا جاء الموت لا نجزع من ظلمته، فهل يستطيع الظلام مهما بلغ جبروته أن يصمد أمام النور السرمدى؟!

د. يحيى:

نفس اللهجة! (خطابية لا تفتح الأبواب لإعادة النظر)

*****

 الأساس: الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية (137)

 الإدراك (98) تجليات الإدراك فى الحياة المعاصرة (5)

علاقة الوجدان بالإدراك بالشعر بالموت (2 من ؟

د. بيتر نبيل

أستاذى ومعلمى د. يحيى أود أن أشكرك جداً على هذا المجهود البحثى الذى تبذله حتى تأتى لنا بهذه الكلمات العميقة من كل صوبِ وحدبٍ، خصوصاً ما يتعلق بالموت والحياة.

أرى يا سيدى أنه لا يمكن الفصل أبداً بين حياة الجسد والنفس والروح وبين معرفة الله الحقيقية الذى هو مصر الحياة بكل معانيها، وهو الذى به نحيا ونتحرك ونوجد.

كما لا يمكننى الفصل أبداً بين الموت وعلاقته بالشر وفساد البشر وتلك البشرية الزاحمة بقوة تجاه الفناء والانقراض.

د. يحيى:

أوافقك على الجزء الأول فقط الخاص بالحياة والله سبحانه وتعالى

لكننى أرفض بشدة أن يقترن الموت بالشر وفساد البشر بهذه البساطة

 ألم تلاحظ يا بيتر أن رحلتى كانت – وما زالت – طويلة .. وأنا أجتهد فى محاولة التميز طويلة بين الموت والعدم، وايضا لتعميق معنى الموت كنقلة وعى، ثم كوعى بين وعيين؟ ثم فى كونه أزمة نمو..!!

 أبعد كل هذا تنتظر منى أن أوافقك ولو جزئيا على هذا السطر الأخير وثلث السطر بعده عن علاقة الموت بالشر وفساد البشر، سامحك الله.

د. بيتر نبيل

كما أرى أن الأصل لدى البشر هو الحياة والخلود، وإلا فبماذا نفسر تلك الرغبة الكامنة للخلود وتحدى الموت، لماذا نجد العديدين يبدأون مشروعات ويخططون لأوطانهم ما يتجاوز أعمارهم المحدودة، لماذا تلك الغريزة الدفيئة فى التناسل والأبوة، أليست انعكاساً للخلود.

يقول سليمان الحكيم: “الله الذى خلق البشر وجعل الأبدية فى قلوبهم”.

د. يحيى:

الأصل فى الحياة هو الحياة، وليس الخلود وتحدى الموت، كل ما عرفته هو أن حب الحياة لا يتعارض مع حب الموت شريطة أن نعمق اللحظة ما أمكن ذلك، بما فى ذلك النقلة بينهما،

ياليتنا نستطيع

لست متأكداً.

د. بيتر نبيل

كذلك الموت هو دخيل على الطبيعة البشرية، الموت ليس هو الفناء والعدم، فذلك الكائن العظيم الآخذ نسمة الحياة من نفخة الإلة، لا يمكن أن يفنى أو أن يلتحف بالعدم مهما كان خيراً أو شريراً.

د. يحيى:

الله!!! الله!!

هل رجعت فى كلامك وفصلت الموت عن الشر؟

هذا طيب،

أو لعلى أنا الذى أخطأت وأنا أقطع كلامك حتى أرد عليك فقرة فقرة

د. بيتر نبيل

الموت الدخيل هذا ليس مجرد انتهاء العلامات الحيوية، أو تحول عناصر الجسد إلى تراب، ليس فساد الخلايا واختفاء ظاهر للعيون.

إنما الموت نلمسه كل يوم كما الحياة، حتى يبدوان كوجهين لعملة واحدة هى نحن.

وكلما اقتربنا من الله الذى هو مصدر الحياة، وجدنا أن الموت باد سلطانه وراحت فاعليته، بل صار الموت هو الطريق الذهبى لحياة أجمل وأرقى، ومع كل موت جديد نختبر حياة أكثر قوة وفاعلية، حتى يأتى ذلك اليوم المجيد الذى يأتى فيه الموت بأخر ميتاته ويحارب بأعتى أسلحته، ويوقف القلب عن الخفقان لكنه يعجز أن يفصل الحياة عن الإنسان هذا إن كان ذلك الإنسان حياً فى حياته.

د. يحيى:

اللغة غريبة علىّ

لكننى قبلتها بترحيب نسبىّ

إ. إسلام حسن

أنا أرى يا دكتور يحيى أن اللى بيقول فى فتنة المحيا والممات وبيقول أنه فى مرحلة الموت لكن هو يستجيب لبعض الأشياء التى نطلبها منه وأوقات مايستجبيش، مع أن الموقف أو القرار اللى واخده الحقيقة لا أعرف المفروض يكون طول الوقت أم لا؟

د. يحيى:

ليس لى تعقيب مباشر عن ما نشر عن هذه الحالة إلا بعد لقاءات عدة أجريهما الآن فعلا، قد استطيع منها أن أخرج بفرض محتمل، وقد لا أستطيع.

أ. أحمد سعيد

ويموت موتي كل يوم

               فأدرك أنني مازلت حيا

وأحيا حياة الحي

                 فأدرك أن الموت حيا

د. يحيى:

ليس عندى مانع

*****

 الأساس: الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية (137)

 الإدراك (98) تجليات الإدراك فى الحياة المعاصرة (5)

علاقة الوجدان بالإدراك بالشعر بالموت (2 من ؟

أ. نجاة أنصورة

السلام عليكم أستاذنا جميعا…أشكرك سيدي الموضوع زاخر جدا بالكاد أحاول لملمته وإلى مايرمي بارك الله فيك وفي سعيك الدؤوب.

\”الموت نقلة من الوعي الشخصي إلى الوعي الكوني\” (حياة الآخرة) بكل مستوياتها إبتداءا من حياة البرزخ الأولى (القبر) هذا هو اليقين عن الموت بالأساس هو الإنتقال من وإلى …هذا الوعي بها غير المنقطع إدراكيا منذ اللحظه الأولى.. عليه هل ندرك الموت كمرحله أو \”شعرا آخر\”_ كما تفضل تسميته_ منذ اللحظه الأولى لحدوثه بمستوى وعي متفوق يأخذنا لعالم آخر ندركه في حينه؟!!

د. يحيى:

لا أعلم

ثم ألم تلاحظى يا نجاة أننى لم أستخدم أية لغة دينية تراثية ثابتة أبدا خوفا من الدخول فى مناقشات لفظية أو وصاية تفسيرية لست مستعدا لها فى الوقت الحالى (وربما فى أى وقت)،

 فالبدء بالألفاظ والنهاية بها والسجن فى الثابت دون ضمان قياس مصداقيته بطرق أحدث لا يتقدم بنا (بى على الأقل) نحو رب العالمين .

 والله سبحانه وتعالى يعلم مدى اجتهادى ومبلغ حذرى.

أ. نجاة أنصورة

وصلني أستاذي ولست متأكده \”النوم\”يحتوي نشاط الحلم فهو إعادة ولادة .. وكأنه هنا أستُعمل بمعنى الموت ربما وقوفا عند من يقول بالنوم موتا أصغر …وصلني مزج وتضمن بين النوم والموت؟؟!!! إذا كان ذلك كذلك هل يعتبر وعينا بالموت وبالنوم يندرج ضمن أحلامنا المدركه أساسا؟؟!

د. يحيى:

علاقة أحلامنا بما وصلنى عن الموت وثيقة، لكنها ليست الأحلام المدركة بمعنى المحكية بظاهر الوعى بعد الاستيقاظ.

ودعاء النوم والاستيقاظ الذى لا أمل من تكراره هو رد كافٍ دائما: ولن أخجل أن أعيده

دعاء النوم : “بِاسْمِكَ رَبِّى وَضَعْتُ جَنْبِي وَبِكَ أَرْفَعُهُ، اللهم إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَارْحَمْهَا وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ”

دعاء الاستيقاظ: “الحمد لله الذي أحيانى بعد ما أماتنى وإليه النشور”

ماذا تريدين بعد ذلك.

أ. نجاة أنصورة

 ورد عن حضرتك بأن الموت أزمة نمو بلغة أزمات نمو آريكسون الثمانيه وهذا عظيم الأهميه ربما يحتاج مني للرجوع لمطالعة نمو أريكسون لكنني أتساءل أيمكنني الرجوع لنشره سابقه إذا أمكن تناولت مفهومك عن الموت كأزمه … مشكور جدا أستاذي لو ذلك ممكنا. وهل يمكننا إعتبار حياة الآخرة متكامله جدا ولكن بإدراكا آخر لايتطلب الوعي فيه إحتياجات حياتنا في الدنيا بحيث لن نعاني أي نقص فى النمو بفناء الجسد وبقاء الروح والتي لن تعاني من أي أزمات لافي النمو ولا في السكن ولا مرتب ولا حتى نمو عضوي ولا روحي  … الخ

د. يحيى:

يمكن ونصف،

بشرط أن تلاحظى أننى لا أقترب من مفهوم “الروح” ولا أستعمل نص هذه الكلمة أصلاً، لأنها كما ذكرت مرارا من أمر ربى.

وكل ما عندى هى فروض عاملة من وحى استلهاماتى وخبرتى وصلاتى ونسكى ولغتى وعلومى وممارستى، والله المستعان.

أ. نجاة أنصورة

 هل ندرك الموت بوجداننا؟؟؟!!!!!

 الحالة: \”إدفع بالتي هي أحسن \”هذا ماكان يتردد من هلاوس ضلاليه على أسماع الحاله.

\” كنت بادفع بالتي هي أحسن \”

وصلني هنا بأن الحاله قد تعاني وعيا أخرا  بالأساس حتى لو كان عشوائيا وغير ممنطق رغم ضلالاتها الهلوسيه لربما هنا بلاشعورا منه يستخدم ميكانيزم التعويض عن حلات ذنب إرتكبها في السابق.

(بقية التعقيب بلغ صفحة كاملة فحذفته مؤقتا)

د. يحيى:

عذراً يا نجاة، لقد حذفت بقية تعقيبك لأننى لم أنشر عن الحالة ما يسمح بكل هذا، وقد أعلنت أننى انتظر المزيد من اللقاءات والاقتراب والمحاولة والخطأ قبل وضع فروضى؟

فلا تتعجلى، ونحن لا نعرف عنها شيئا إلا بعض ما جاء من ألفاظ فى الشكوى المنشورة.

وقد أرجع إلى تعقيبك فيما بعد، وربما يعيننى فى استكمال فروضى وشكراً.

أ. نجاة انصورة

  لم يصلني شئ أستاذي من خبرة قديمه من العيادة (نص بشري) إلا كتلويح ربما بفهم الموت وجدانيا….!!وأهميه ربما الدموع  كعامل مساعد أو مخفف للتنفيس.

د. يحيى:

وقد يكفى هذا.

أ. نجاة أنصورة

 متى يعرف الآطفال الموت ؟؟ ونحن !!

من خلال خبرتي كأم لاحظت بآن الطفل يدرك بوعيه الكامن فيه \”الموت\” بالمعنى الأشمل قبل سن السابعه بكثير فلديه كل إختفاء عن النظر العيني المباشر هو إختفاء إلى الأبد _ هذا هو الموت _ وإن لم يستطيع الطفل ترجمته لكلمات مفهومه لكننا نجده يترجمه بالصراح المستمر والمتوسل وربما الحزين جدا فهو يستجدي اللحظه لعودة الأم أو أي عزيز آخر متعلق به أشد تعلق …ونجده يحبو ويفرح بإبتهاج  عند رؤية الغائب وكإن قدريه ما جلبته من عالم خاله ضاع فيه أو من ذاك الموت المفترض .

د. يحيى:

ربما

ليس بالضرورة

ليس هذا هو المهم الآن، ولا هو ما قصدت إليه بالنقد.

أ. نجاة أنصورة

شكرا شكرا أستاذي وأعذرني على الإطاله حسبي إنه يصلني منك كل هذا ألفيض من العطاء … وآكيد أنا أسمح بالحذف متى كانت الضرورة أو للإطناب الغير مقصود ، كذلك بالإيجاز وبالرد المقتضب وإسداء نشرات رائعه أرجع إليها لمزيدا من الفهم ، أسمح وأغفر بطيب خاطر حتى بعدم الرد … بارك الله فيك وشكرا جزيلا .

د. يحيى:

أزلت حرجى لما حذفت

شكراً.

أ. إبراهيم عبد الرحيم

الحتم

مثقل بكل حتم

يدفعني أن أعيش

أو أن أموت

…. الخ

د. يحيى:

عذرا يا إبراهيم (إن كان هذا اسمك)

فقد حذفت ما بعد ذلك لنفس الأسباب السابقة

 وفقك الله ونفع بك.

*****

حوار/بريد الجمعة

أ. نجاة انصورة

والله إننا لصادقون ولانتقرب زلفى، لكنك الأب والأستاذ الذي أفلح بجداره في أن نضع أنفسنا على جادة الطريق، وبفضل أن تقبل بأن نكون تلاميذك لتمنحنااكل هذا الوقت والأهتمام وكذلك كل هذا الكد المتواصل والزاخر

مودتي وفائق شكري لك دوما ودعواتي بوافر الصحه والسلامه.

د. يحيى:

مرة أخرى أشكرك، وأعتذر لك وللآخرين عن مواصلة نشر مثل ذلك مع احترامى لصدقك ومودتك وعرفانك.

*****

الثلاثاء الحرّ:

حـديثـان أحدث! فى الأحـداث

أ. نجاة انصوره

وردت تسميه مهمة بالنسبه لي من حضرتكم بأن الآخوان ككيان سياسي بآنه ( تنظيم) ومن المعروف كيف يكون التنظيم في هرميته الإداريه والمبادئيه … وبغض النظر عن كل مانعرفه عن الإخوان _سواءا آكان ذلك دقيق أم إنها تعميمات زائده_ ألا يمكننا إعتبار هيمنتهم على كافه شعوب ماسمي بالربيع العربي هي بالفعل حدتث وفقا لتنظيماتهم إستراتيجيا؟!! وكذا دعم كلينتون وأوباما لهم في العديد من المناسبات التي قد تندرج ضمن دعم حملاتهم الإنتخابيه تؤكد كونهم تنظيم يستعمل الدين لأغراض سياسيه لغرض الهيمنه والتي لربما تكون لصالح الغرب بالدرجه الأولى وإلا فلماذا تدعمهم أمريكا .. نحن لم نرى كلينتونقد أسلمت وهي ترتدي الجيبه القصيره ولا أوباما غراب الصليب..

شكرا لحضرتك ….. اللهم أحمي شعوبنا من شر الفتن والخونه … اللهم آمين.

د. يحيى:

لا عيب أن يكون لكل تجمع تنظيم، بل العكس هو المرفوض، التنظيم والهيراركية والإلتزام هى من مبادىء أية جماعة متحضرة، بل أية جماعة حية حتى لو حيوانية، ولكن العيب فى السرية والاتفاقات التحتية وتزييف الوعى واستعمال القوة لترسيخ الظلم، واستعمال المبادىء لغير مسمياتها، وهذا ليس قاصرا على الإخوان، بل إن الإغارة العولمية بأبواقها الإعلامية العملاقة، وأسلحتها الفتاكة استباقا، وأموالها المكدسة باعتبارها الغاية والوسيلة معا، موجودة عند أقوى وأشرس وأظلم القوى فى العالم وليست قاصرة على الإخوان. كل عيب الإخوان هو احتمال الاتفاق مع هذه القوى بطريق مباشر أو غير مباشر، وهو ما ألمحت إليه من اتفاقات تحتية إن ثبتت، كما أنه قد يعيبهم أيضا قفل باب الاجتهاد برغم الزعم بفتحه، والتخلى عن حمل هم الناس أجمعين بالاقتصار على أنفسهم حتى دون سائر المسلمين ، وكذلك التركيز على ما يسمونه الشريعة على حساب الإسلام، وعلى الإسلام على حساب الإيمان، وعلى ما يتصورنه الإيمان على حساب الناس وحب الناس، وحب رب العالمين، العدْل الرحمن الرحيم.

غفر الله للجميع ووقانا شر أنفسنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *