الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / قراءة فى كراسات التدريب – نجيب محفوظ – ص 162 من الكراسة الأولى

قراءة فى كراسات التدريب – نجيب محفوظ – ص 162 من الكراسة الأولى

نشرة “الإنسان والتطور”

الخميس:  17-7 – 2014

السنة السابعة

العدد: 2512

mahfouz 2 (1)

ص 162 من الكراسة الأولى

17-7-2014

القراءة:

نفس ترتيب الصفحة السابقة: الشهادتين ثم اسمه فاسمى كريمتيه، بارك الله فيهما وطمأنه عليهما حيثما كان.

 كالعادة نذكر ما ورد فى النشرات السابقة بالهامش (1)

أما الجديد:

* “جاء من الغيب نور، نور يضىء المشارق والمغارب، العلم نور، والمعرفة أنوار

حين وردت من قبل عبارة العلم نور (صفحة التدريب رقم “82” نشرة 28-6-2012)، وأيضا وردت فى (صفحة التدريب “99” نشرة 18-10-2012) لم يشر شيخنا إلى مدى الإنارة، ثم جاء هنا فأضاف أن النور القادم من الغيب هو “يضئ المشارق والمغارب”، فيصلنى نور السماوات والأرض من الغيب هذه المرة، فتكتمل مقولته الأولى العلم نور أكثر، والتى كررها هنا، وقد سبقت الإشارة إلى تقديسه للعلم ومنارته وعطائه وأمله فيه، لكنه بإضافته هنا مصدر آخر للنور وهو الغيب، إذا به يفرد له مساحة غير محدودة لإنارته وتنويره، ليلحقه مباشرة بما هو أشمل وأعمق وهو “المعرفة” التى جعل لها أنوارا وليس نورا واحدا، وكأنه برغم أمله فى العلم الحديث حتى التقديس، إلا أنه يقر أنه ليس المصدر الوحيد للنور، وكم تناقشنا فى ذلك وحكيت عن بعض تفاصيل حوارنا فى نشرات: “فى شرف صحبة نجيب محفوظ” ( نشرة: 18-2-2010 (فى شرف صحبة نجيب محفوظ) حتى فضلت أن أثبت بعض نقاشنا هنا مرة ثانية مما ورد  فى (صفحة التدريب رقم “82” نشرة 28-6-2012) كالتالى:

“… وحين كانت تأتى سيرة أن “العلم نور” كنت أصرعلى أن أوصل له ضرورة التفرقة بين العلم والمعرفة، وأنه غالبا يقصد كل المعارف بل وعملية المعرفة ذاتها التى تشرق بنور الوعى الباحث المستقصى المبدع أبدا، فتزيل زيف الأنوار الكاذبة، …. التى تحيط العلم بهالة خادعة”

“…. فاستفسر الأستاذ عن ما أعنى من أن العلم حوله هالة خادعة، فقلت إن رأيى أن المسألة ‏مسألة‏ ‏معرفة، وتوسيع‏ ‏للوعى ‏وتعميقه، ‏وأن‏ ‏كلا‏ ‏من‏ ‏العلم‏ ‏والأدب‏ (‏والفنون‏) ‏والدين‏ ‏يقومون‏ ‏بهذاه ‏الوظيفة، ‏وهذا‏ ‏ما‏ ‏أسميه‏ ‏دائما‏ ‏مناهل‏ ‏المعرفة‏ ‏المتوازية” (2)

ثم يأتى هنا وبتلقائية الطلاقة فيوضح لى موقفه أجمل وأنه لم ينس الغيب مصدراً للنور الأعظم، وهو يقرنه بالمعرفة حتى يتبين لنا – برغم حماسه للعلم العلم- كم هو مؤمن بالنور من حيثما هو، ولعل النور الذى يأتى من الغيب اليقين هو أقرب إلى رحابة الإبداع وحركية الوعى، فينتفى عن الغيب زعم أنه تسليم إلى ظلام الخرافة والمجهول، وهكذا تتكامل كل قنوات المعرفة فينتشر النور إلى نور السماوات والأرض، وأتيقن من رحابة وعيه الإبداعى الإيمانى المعرفى الأشمل.

هذا، وقد سبق أن تناولنا ما وردنا من تداعيات حول الغيب ونحن نقرأ (صفحة التدريب رقم “138” بنشرة 16-1-2014)  قائلين إن الإيمان بالغيب يضئ الوعى، وحركية الوعى تبدع العلم الذى ينشر أضواءه ضمن كل أنوار المعرفة فتكتمل إضاءة الطريق إليه سبحانه وتعالى.

ثم نختم قراءة اليوم بمزيد من الحديث عن الإحسان، وكيف أنه “جميل فى كل شئ”، فيحضرنى قوله سابقا وهو يقول: “يارب يا محسن” (صفحة تدريب رقم “112” بنشرة 20- 6 – 2013) وأن الإحسان من القلوب، كما جاء أيضا ذكر “الاحسان هو فى خلق الإنسان”، (صفحة التدريب “113” نشرة 27-6-2013)، حيث قلنا: وسواء كان يعنى أنه جزء مما كرم الله به هذا النوع البشرى من الأحياء بأن جعل خلقه إياه يتصف بالاحسان فى خَلقه (بفتح الخاء)، أو كان يعنى معنى الطباع أى “خُلق” الإنسان، فإنهما معنيان يتكاملان بالإضافة إلى التذكرة بأن مخالفة الطبيعة البشرية المكرمة من خالقها، أو مخالفة الخلق القديم النابع من الفطرة السليمة هما ضد الإحسان بهذا المعنى الجميل المتكامل.

وقد ذكرت من قبل فى (صفحة تدريب رقم “112” بنشرة 20- 6 – 2013) نقدى للفهم المسطح للعامة عن الإحسان إلى أن انتهيت بفرحة تعميق الاحسان الذى يربط كل إتقان العمل بالعبادة بحضور رب العالمين فى كل جزء من ثوانى الوجود كأننا نراه، فإن لم نكن نراه فإنه يرانا، وحين يكون الأمر كذلك ثم تأتى صياغة اليوم فتؤكد بُعْد الجمال، كما يحضرنى بُعْد الاتقان، فيما هو إحسان، يرتبط عندى حضور الله يرانا طول الوقت فنحسن أعمالنا وعبادتنا ونتقن ما بين أيدينا فيشرق جمال آخر يقربنا إليه.

فنحمد ربنا، ونشكرك يا شيخنا الجليل  وندعو لك فى رمضان الكريم.

ونسألك الدعاء لمصر ولكل الطيبين.

خاتمة:

بعد أن تصورت أننى أنهيت القراءة شدتنى النقلة إلى كل هذه الأغانى المتكاملة المتلاحقة وقد سبق لى التعليق عليها واحدة واحدة واستلهامه فى قراءتى لصفحات تدريب سابقة، لكنها هنا حين اصطفت بجوار بعضها بدت لى وكأنها تدعم الإحسان الجميل فى كل شئ،: كل شئ من أول ليالى الهنا حتى لعبة عشرة كوتشينة، نقرأ ما جاء بعد الإحسان جملة واحدة فى كلٍّ متصلِ هكذا:

“عادت ليالى الهنا، ياللى تشكى من الهوى، عندما يأتى المساء، الليل لما خلى، كلنا نحب القمر، فيك عشرة كوتشينة”

وكأننا نقرأ رواية طويلة من 752 صفحة.!!!

ما رأيكم؟

رمضان كريم.

 

[1] –  ما جاء فى نشرات سابقة:

* لا إله الا الله محمد رسول الله: وردت فى صفحة التدريب (21) نشرة 18-3-2010، وصفحة التدريب (33) نشرة 18-8-2011، وصفحة التدريب رقم (107) نشرة 7-2-2013، وصفحة التدريب (131) نشرة 31-10-2013، وصفحة التدريب (133) نشرة 14-11-2013، وصفحة التدريب (140) نشرة 30-1-2014، وصفحة التدريب (147) نشرة 27-3-2014.، صفحة التدريب (161) نشرة:  10-7-2014

* عادت ليالى الهنا: ورد هذا النص فى صفحة التدريب رقم (156) نشرة: 29-5-2014

* ياللي تشكي من الهوى: ورد هذا النص فى صفحة التدريب (ص 74) بتاريخ: 3-5-2012

* وعندما يأتى المساء:  وردت مثلا فى صفحة التدريب رقم (62) بتاريخ: 23-2-2012، وفى صفحة التدريب رقم (73) بتاريخ: 26-4-2012، وفى صفحة التدريب رقم (119) بتاريخ: 8-8-2013، وفى صفحة التدريب رقم (120) بتاريخ: 15-8-2013، وفى صفحة التدريب رقم (123) بتاريخ: 5-9-2013، وفى صفحة التدريب رقم (124) بتاريخ: 12-9-2013.

*‏ ‏الليل‏ ‏لما‏ ‏خلى: ورد هذا النص فى صفحة التدريب (ص 130) بتاريخ: 24-10-2013

* كلنا نحب القمر: ورد هذا النص فى صفحة التدريب (73) نشرة 26 -4-2012، وفى صفحة التدريب (105) نشرة 22-11-2012، صفحة التدريبات (117) نشرة 25/7/2013، 

*”فيك عشرة كوتشينة”: ورد هذا النص فى صفحة التدريب (73) نشرة 26-4-2012،  صفحة التدريبات (117) نشرة 25/7/2013

* جاء من الغيب نور: كلمة “الغيب” وردت فى صفحة التدريب (138) نشرة 16-1-2014

* نور يضىء المشارق والمغارب:

* العلم نور: ورد هذا النص فى صفحة التدريب رقم (82)  نشرة 28 – 6 – 2012،  وأيضا ورد فى  صفحة التدريب (99) نشرة 18-10-2012

* الاحسان جميل فى كل شئ :

ورد نص “الإحسان ‏بين‏ ‏القلوب”  فى صفحة التدريب (112) نشرة: 20-6-2013، وأيضا ورد نص “الاحسان هو فى خلق الإنسان”  فى صفحة التدريب (113) نشرة 27-6-2013

[2] –  مقتطف من نشرة 24-2-2011 (الحلقة الرابعة والستون – الجمعة: 26/5/1995 فى شرف صحبة نجيب محفوظ)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *