الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / قراءة فى كراسات التدريب نجيب محفوظ صفحة (194) من الكراسة الأولى

قراءة فى كراسات التدريب نجيب محفوظ صفحة (194) من الكراسة الأولى

نشرة “الإنسان والتطور”

الخميس:  26 – 3 – 2015

السنة الثامنة

 العدد: 2764
mahfouz 2

ص 194 من الكراسة الأولى


26-3-2015
بسم الله الرحمن الرحيم

نجيب محفوظ

أم كلثوم نجيب محفوظ

فاطمة نجيب محفوظ

محمد، عزت، نعيم، زكى، حافظ،

حسين، مصطفى ابو النصر، سعاد،

نهلة، أدهم، ريموند ..

وذهبنا جمعيا الى القسم وحررنا محضرا

بالحادث كما وقع ولكن حصلنا فى النهاية على

أكثر من عشرة حوادث حتى قيل فى النهاية

انه لم يحدث شىء وانه كلام فى كلام وقامت

معركة اشترك فيها غرباء ولكن الله

      سلم

         نجيب محفوظ       

             23/8/1995

القراءة:

وهكذا يعود بنا شيخنا محفوظ إلى تدعيم الفرض الذى لاح لى مؤخرا بدءًا من صفحة (176) ، وقد أكدته صفحة (177) ثم تراجعنا إلى مثل ما كان أولا مما يطفو على وعيه إلى قلمه كيفما اتفق، وفى كلٍّ خيٌر وإيمانٌ رائع وتَعَرُّفٌ على طبقات وعيه بكل سماح.

أقول: هكذا يعود بنا محفوظ إلى تدعيم هذا الفرض بملامح نبضة أصدائية أو أحلامية لم تكتمل لكن بها علامات لا تخطئ الإعلان عن أنه حملٌ لإبداعٍ محتمل. الحمل على الأقل،

الأهم أننى لاحظت  رابطا يربط ما بين الجنين الذى ظهرت أولى معالمه فى هذه الصفحة وبين الجنين الذى حاولنا التعرف عليه صفحة التدريب رقم “177” (نشرة 20/11/2014).

ولكن قبل أن نتطرق إلى الاجتهاد والتداعى من هذا المنطلق دعونا نرحب مرة أخرى بذكر أصدقائه الذين لم يحدد أيامهم هذه المرة، وأكتْفَىَ بذكر أسمائهم الأولى، فيما عدا مصطفى أبو النصر، ولن أعود إليهم ثانية مكتفيا بما جاء ذكره فى(صفحة التدريب رقم “188” نشرة 5/2/2015) فقط أنبه أن اسم “نهلة” لم يرد قبلا، وأنا لا أذكر هذا الاسم، فلعلها كانت تحضر لقاءات الأحد أو الثلاثاء، أما الاسم الجديد الذى يذكر لأول مرة أيضا فهو “ريموند” وهو شخص أمريكى الجنسية، المفروض أنه من مريدى الأستاذ أو محبيه أو مؤرخيه أو ما لا أعرف مما قد يعرفه غيرى إن كان أحدٌ يعرف عنه ما يكفى، وهو شخص يتقن العربية المصرية، والفصحى إلى درجة ما، ووصلتى ممن يعرفه، أو يتصور أنه يعرفه كل الشكوك، والإشاعات من أول أنه أحد المريدين الخواجات حتى أنه عميل المخابرات الأمريكية CIA وربما اسرائيل!!

وأكتفى هنا بذكر لمحه عنه من كتابى الأول ” فى شرف صحبة نجيب محفوظ” كالتالى:

  المقتطف:(نشرة 11-11-2010 الحلقة التاسعة والأربعون)

  السبت: 8/4/1995

……….

وكان‏ ‏السفير‏ ‏قد‏ ‏أشار‏ ‏إلى ‏أنه‏ ‏يشرفه‏ ‏أن‏ ‏يمثل‏ ‏بلاده‏ ‏فى ‏هذه‏ ‏الفترة، ‏وأنه‏ ‏هو‏ ‏الذى ‏اقترح‏ ‏إسم‏ ‏نجيب‏ ‏محفوظ‏ ‏لينال‏ ‏هذا‏ ‏الوسام‏ ‏الذى ‏لم‏ ‏ينله‏ ‏عربى ‏من‏ ‏قبل،‏ ……………..

……………..

…. ‏أخذت‏ ‏الصور‏ ‏وتبودلت‏ ‏التهانى، ‏وجرت‏ ‏أحاديث‏ ‏جانبية‏ ‏وحضر‏ ‏ريمون‏ ‏الأمريكى ‏ثقيل‏ ‏الظل، ‏وراح‏ ‏يصوِّر،‏ ‏وقال‏ ‏له‏ ‏الاستاذ‏ ‏ألم‏ ‏يشبع‏ ‏صورا، ‏هذه‏ ‏هى ‏الصوره‏ ‏المائة‏ ‏ألف‏ ‏على ‏الاقل، ‏…. الخ

****

ثم أعود إلى الجنين الجديد وهو كالتالى:

وذهبنا جمعيا الى القسم وحررنا محضرا

بالحادث كما وقع ولكن حصلنا فى النهاية

 على أكثر من عشرة حوادث حتى قيل فى النهاية

انه لم يحدث شىء، وانه كلام فى كلام

وقامت معركة اشترك فيها غرباء ولكن الله سلم

فأتذكر ما جاء فى جنين فى صفحة التدريب رقم “177” (نشرة 20/11/2014) “حين ذهب المتلاحمون من الأبرياء مع من قذفهم بأقبح التهم وانتهى الأمر بالقبض على الأبرياء (وليس على الذين قذفوهم) وكيف تجمهر الناس وقذفوا القسم بالطوب، وخطب رجل بينهم بحاجة الناس إلى الثورة”

هنا – فى الصفحة الحالية/الجنين الجديد – يبدأ القصّ بالذهاب للقسم وتحرير المحضر، لكن يبدو أن المذنب هنا أيضا أمكنه الإفلات حين تفرق فعله بين تعدد الحوادث حين يقول النص: “ولكن حصلنا فى النهاية على أكثر من عشرة حوادث” وبالتالى قيل “أنه لم يحدث شىء، وأنه كلام فى كلام” فينجو المذنب ولكن دون اتهام الشاكى كما حدث فى الجنين الأول، مع أنه فى حالتنا هذه كانت معركة أيضا اشترك فيها غرباء: يا ترى احتجاجا على ضياع الحق أم انها كانت مثل المعركة فى القصة الأولى حين تجمهر الناس فقذفوا القسم بالطوب، وقد وصلنى أن الناس الذين تجمهوا فى القصة الأولى كانوا غرباء أيضا.

وينهى محفوظ هذه القصة بما يشبه السلام بأنه “ولكن الله سلم” عكس ما أنهى به القصة الأولى (صفحة 177) بأن يخطب رجل منهم بحاجة الناس إلى ثورة

نجيب محفوظ ثورى أصيل، لكن الثورة عنده لا تعنى تقلصا مستمرا وإنما هى نبض متكامل، وهنا حين ينتهى المحضر بأن الله سلَّم حتى بعد ما تَاهَ الحق بين الأوراق((1)) فإنه لا يشير إلى أى استسلام، بقدر ما ينبه إلى ضرورة التناوب بين الانقباض للدفع، والانبساط للامتلاء فتكتمل النبضة: لتكون ثورة.

وبعد

كالعادة نذكر ما ورد فى النشرات السابقة بالهامش ((2))

[1] – كما يقول العرب “وضاع دمه بين القبائل”.

[2] – محمد، عزت ، نعيم، زكى ، حافظ حسين، مصطفى ابو النصر، سعاد  نهلة ، أدهم، وردت هذه الاسماء فى صفحة التدريب (ص 188) نشرة 5-2-2015

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *