نشرة “الإنسان والتطور”
الخميس: 29-10-2015
السنة التاسعة
العدد: 2981
ص 208 من الكراسة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
نجيب محفوظ
أم كلثوم نجيب محفوظ
فاطمة نجيب محفوظ
الحمد لله رب العالمين
الرحمن الرحيم
مالك يوم الدين
إياك نبعد وإياك نستعين
اهدانا الصراط المستقيم
صراط الذين أنعمت عليهم
غير المغضوب عليهم
ولا الضالين، آمين
نجيب محفوظ
6/9/1995
القراءة:
اليوم تأتى سورة الفاتحة الجميلة مرة أخرى لتملأ صفحة كاملة دون أية إضافة إلا المقدمة التقليدية باسمه واسمى كريميته، وهذه ليست المرة الأولى التى أفاجأ فيها بذلك، ويبدو أننى لم أعتبرها مفاجأة ولا مرة واحدة من المرات الستة كما وصفتها حالا ((1) كما لم يخطر لى إطلاقا أنه نوع من الاستسهال أو لملء فراغ نتج عن غياب ما قد يطفو على وعيه فى ذلك اليوم على هذه الصفحة، وفى كل مرة من هذه المرات كان يصلنى نور الفاتحة وكأنه يقرأها أمامى وهو فرح بها فرحة من فتح الله له فتحا مبينا من جديد، وقد رجعت إلى هذه السوابق التى وردت فيها السورة هذه، وتصورت أن قراءتى نشرة اليوم يمكن أن تمثل عينة محدودة مما أسميته “القراءة الجامعة” التى أعلنت من البداية أننى أنوى الرجوع إليها بعد انتهائى من هذه القراءة التشريحية. (كما قدمت نفس الوعد بالنسبة لقراءتى لأصداء السيرة أيضا حيث لم أقدم ألا فصلا واحد يمثل الدراسة الشاملة) (2)
مقتطفات:
وقد رأيت أن أقتطف من خمس قراءات سابقة لهذه السورة الكريمة ما تصورت أنه يصلح للتذكرة مما استلهمته من حضور الفاتحة مكررا فى وعى شيخنا:
(1) (3) من قديم وأنا أحب هذه السورة (الفاتحة)، هذه سورة لا نمل من تكرارها أبدا!! نكررا فى اليوم فى صلاتنا بسبعة عشرة (على الأقل)، لماذا؟ هذه سورة نقرأها أيضا على الذين رحلوا مع وقبل وبعد أن نترحم عليهم ، هذه السورة نفتتح بها كل خير نأمله.
فاتحة تدعوك للولوج إلى نوع من الحياة مفتوح النهاية، متسع الأبواب، باهر الأضواء، تبدأ بالحمد على “الآتى”، وليس على أمر تحقق فعلا بذاته أو عن فضل خاص تم أو كرم من ربنا حدث، يصلنى أن الحمد لله أولا قد يسبق لتحلقه الرحمة التى تفسر الحمد البدئى
(2) شعرت وأنا أقرأ الفاتحة الآن هنا بخطه كأنى اسمعها بصوته وقد انجذب من أعماقه كما وصف، وكيف انشرح صدره بنفس نوع الانشراح، الذى عبر لى يوما عنه فى علاقته بالنقشنبدى وهو ينشد أسماء الله الحسنى، وكان ذلك يوم أن سمعنا زفاف عروس باسماء الله الحسنى فى حديقة فلفلة على شاطئ النيل بالمنيل) (4)
(3) (5) عن مغزى قراءة الفتحة “على” الراحلين منا، ونحن نذهب للقبور ونقرأ عليهم الفاتحة، ونكتب فى النعى “سألناكم الفاتحة”، يا ترى ما معنى ذلك، وهل نحن بعد أن ينتقل الوعى الشخصى إلى الوعى الكونى إلى ربنا سبحانه وتعالى تظل دعوتنا إلى ربنا أن “اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ” قائمة هى هى، حتى بعد ما نعبر إلى ما الموت؟
ربما، من يدرى؟
وبعد
على أن هذه السورة الكريمة قد وردت بشكل كامل لكن بالتوازى مع فرحة لا علاقة لها بها إلا حالة مزاج شيخنا إذ حضرته الفاتحة وهى الصفحة رقم (104) (6) وقد رأيت أن أعيد نشر الصفحة ذات العمودين بخط يده هنا لتميزها عن كل الصفحات الأخرى.
فنلاحظ أن العمود الأيمن به الفاتحة والعمود الأيسر أورد فيه أغانى شديدة البهجة والحسْن فيما عدا ” ضيعت مستقبل حياتى” وحتى هذه الأغنية هى أغنية فرحة أيضا لأن المتغنى بها قد ضيع مستقبل حياته فى هوى المحبوب وليس “على الفاضى”!! وهل هناك أبهر من أن يضيع المستقبل أيضا وليس الحاضر فقط فى هوى المحبوب عشقا وذوبانا،
أما بقية الأغانى فى عمود الأغانى المقابل للفاتحة فيكفى قراءة عناويها فيذكرها من يحبها ليعرف لماذا وصلتنى على مستويتن: الأول مستوى أغانى الغرام الصادقة الخفيفة، والثانى على مستوى أنها تسبيحات يمكن أن تكون صوفية أيضا:
“ياما انت واحشنى” (!!!) “بستان زمانك من حسنه!!”، سالمة يا سلامة، خفيف الروح(!) الزهر فى الروض ابتسم، يا وردة الحب الصافى، على قد الشوق.
حين يحضر الوجد مع الإيمان مع الطبيعة مع البهجة نتعرف على إيمان هذا الرجل وتناسق مستويات وعمق وجوده فى الكون إلى وجه الله.
فمن أين لهم – هؤلاء الذين على قلوبهم أقفالها – هذا التأثيم البشع لهذا النور المتألق.
يا ربنا
أهدهم الصراط المستقيم
صراط الذين أمنوا وعملوا الصالحات
ليخرجوا من حظيرة المغضوب عليهم
ومن سجن الضالين
ربما يرون هذا الرجل كما نراه،
والأجمل “كما هو”
ما أمكن ذلك.
[1] – صفحة التدريب رقم(44) بتاريخ: 17-11-2011 – صفحة التدريب رقم(67) بتاريخ: 29-3-2012 – صفحة التدريب رقم (80) بتاريخ: 14-6-2012 – صفحة التدريب رقم (102) نشرة:1-11-2012 – صفحة التدريب رقم (104) نشرة:15-11-2012 – صفحة التدريب رقم(115) بتاريخ: 11-7-2013 – صفحة التدريب رقم (153) تاريخ: 8-5-2014 – صفحة التدريب رقم (160) تاريخ: 3-7-2014 – صفحة التدريب رقم (201) تاريخ: 20-8-2015
[2] – يحيى الرخاوى “أصداء الأصداء” الفصل الخامس: الطفولة: نبضٌ متجدد دائم (الفصل الأول من الدراسة الجامعة). المجلس الأعلى للثقافة – 2006.
[3] – من صفحة 44 من الكراسة الأولى بتاريخ 17-11-2011
[4] – نشرة 31-12-2009 “تلميذٌ “أنا” فى مدرسة السماح اليقـِظ” فى شرف صحبة نجيب محفوظ
[5] – من صفحة التدريب رقم (102) من الكراسة الأولى بتاريخ 1-11-2012
[6] – صفحة التدريب رقم (104) من الكراسة الأولى بتاريخ 15-11-2012