الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار مع مولانا النفّرى (155) قبل الحوار

حوار مع مولانا النفّرى (155) قبل الحوار

نشرة “الإنسان والتطور”

الأربعاء: 28-10-2015

السنة التاسعة

العدد: 2980

حوار مع مولانا النفّرى (155 

قبل الحوار

جاءنى من د. محمد يحيى الرخاوى فى بريد الجمعة الموافق 23-10-2015 تعقيبا على النشرة السابقة بعنوان:  من موقف “اسمع عهد ولايتك”، جاءنى ما يلى:

ذكرني السطر الأخير من المقتطف بما وددت كثيرا لو انتبهتم له في النشرة أو في غيرها: “أوقفني في الأدب” وقال لى:

“طلبك منى وأنت لا ترانى عبادة… طلبك منى وأنت ترانى استهزاء”

فرددت عليه فى البريد: أن هيّا، هيّا

ولم أكن أعرف ماذا أقصد بهذه الدعوة، ربما كانت دعوة له أن يربط بين ما ذكره، وبين ما ورد “فى توصيته أنه يود لو أنى انتبهت إليه”،

ولعلمى بموقفه أن “الحق الا يحتاج دليلا من خارجه”، فقد تراجعت عن دعوته إلى ما قد لا يوافق عليه، ورحت أبحث شخصيا فى حاسوبى، وفى النشرات بالذات، فوجدت أننى سبق أن انتبهت إلى هذا الموقف بالذات، وتحديداً إلى هذه الفقرة منذ ثلاث سنوات، لكن ليس فى حوارى مع مولانا النفرى، لكن حين كنت أشجع وأوثق – فى حوارى مع الله مباشرة، وإليكم النص بتاريخ: 18-9-2012

من موقف “الأدب”(1)

وقال له (لمولانا النفـّرى):

أوقفنى فى الأدب وقال لي

طلبك منى وأنت لا ترانى عبادة،

وطلبك منى وأنت ترانى استهزاء

فقلت له:

لا أطلب إلا بناء عن أمرك لى أن أطلب

قربك هو الذى طمأننى

القرب غيبٌ واعد

لا حاجة بى أن أطلب لو أننى رأيتك

الاستهزاء يعلن عماىَ أن أرصد كيف أنى لم أرك، ما دمت قد تماديت فى الطلب بعد رؤيتك

 أسألك صدق الدعاء ولا أشغل نفسى بانتظار الاستجابة.

الطمع فى المزيد هو الذى ينسينى أحيانا أنك غفرتَ، وأنـَرْتَ. وحين نسيتُ أنسيتُ، وحين أنسيتُ تماديتُ فى الطلب، وها أنت تفيقنى أنه لم يعد للطلب مكان لو صحت الرؤية، وإلا وقعتُ فى هذا المحظور.

 ومن أنا حتى أستهزئ؟

لعلّها لهفة المشتاق الأعمى!! أو هى غلطة السعى متعجّلا !!

الطلب العبادة هو غاية المراد

والغَيْبُ القُربْ القرب هو وعد الرؤية

وإلا تغفر لى وترحمنى أكن من الخاسرين.

وبعد

يا ترى يا محمد، هل تريد منى انتباها آخر وأنا أحاور مولانا النفرى استلهاما من موقف “أسمع عهد ولايتك” الأسبوع الماضى، وهل يا ترى كنت تعنى علاقة السطر الأخير بهذا الذى أشرت إليه فى هذا الموقف، وأعنى السطر الذى جاء فيه:

ولا اتخذتك جليساً لتسألنى ما يخرجك عن مجالستى

إن كان ذلك كذلك فإليك ما خطر لى من ارتباط أوجِّهه لمولانا، ولك!

فأن يسمح بأن يتخذنى جليسا فربما يتضمن ذلك انه سمح أن أراه، فإذا خرجتُ عن هذا المجلس بأن أطلب منه أى طلب فكأنى بذلك أخرج عن مجالسته، وفى هذا ما فيه من احتمال استهزاء، وعلىّ أن أستغفره وأتوب إليه.

شكراً

بارك الله فيك.   

[1] – نشرة “الإنسان والتطور” السبت:  8-9-2012 السنة السادسة،  العدد:  1835،  حوار مع الله (79)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *