الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / قراءة فى كراسات التدريب نجيب محفوظ صفحة (167) من الكراسة الأولى

قراءة فى كراسات التدريب نجيب محفوظ صفحة (167) من الكراسة الأولى

نشرة “الإنسان والتطور”

الخميس: 21-8-2014

السنة السابعة

العدد: 2547

mahfouz 2

ص 167  من الكراسة الأولى

 

21-8-2014بسم الله الرحمن الرحيم

لا إله إلا الله محمد رسول الله

نجيب محفوظ

أم كلثوم نجيب محفوظ

فاطمة نجيب محفوظ

قفانبك من ذكرى حبيب

الله جميل يحب الجمال

متع حياتك بالاحباب

الله يديم دولة حسنك

قدك أمير الاغصان

بستان جمالك من حسنك

فى العقد ياما

نجيب محفوظ

القراءة:

لا يوجد فى هذه الصفحة جديد (1) إلا:

“متع حياتك بالأحباب”

وأنا لم أسمع أو أقرأ هذه العبارة من قبل، حتى أنه لم يخطر لى أنها أغنية أو دور أصلا، إلا أننى اكتشفت كالعادة أنه “دور” يغنيه “الشيخ يوسف المنيلاوى”، فبحثت عن كلماته أولا قبل أن أستمع إليه، ثم رحت أتعرف على الشيخ المنيلاوى (كل هذا بفضل شيخنا الجليل ثم سيدنا جوجل):21-8-2014 yussef elmanyalawi

ولد الشيخ المنيلاوى عام 1850 م، وقيل 1847م. لقب بالمنيلاوي، نسبة إلى منيل الروضة بالقاهرة. في بداية عهده تتلمذ فى الإنشاد على الشيخ محمد عبد الرحيم الشهير بالمسلوب، ثم أخذ الغناء عن الملحن محمد عثمان. سافر إلى الأستانة سنة 1888 م وغنى للسلطان عبد الحميد فأنعم عليه بالنيشان المجيدي. توفي سنة 1911 م.

إذن فقد توفى سنة ميلاد شيخنا، فهو لم يعاصره حيا، لكنه استمع إلى ما أطربه حتى ظهر على سطح وعيه هكذا، يا ترى لماذا الآن هكذا؟

ولكن قبل أن أحاول أن أجيب دعونى أذكر هذا التعريف أيضا بالشيخ يوسف  المنيلاوى حيث كان معروفا بـ “مطرب النهضة العربية” (اية نهضة ؟ كيف؟ ومتى؟ لا أعرف، غالبا شيخنا كان يعرف)، وكان من أوائل كبار المطربين الذين سجلت لهم اسطوانات في بدايات القرن العشرين،

وقد صدر عنه مؤخرا فى أكتوبر 1911  كتاب تاريخي وتحليلي موسيقي كتبه كل من الاستاذ محسن صوا والمؤرخ الموسيقي فريدريك لاجرانج والمؤرخ  مصطفى سعيد، كما  جرى الاحتفال بذكرى مرور مائة عام على وفاته من خلال نشاطات عدد من ندوات وحفلات موسيقية إقيمت في القاهرة وفي بيروت.

أما الأغنية فهى من كلمات: الشيخ “أحمد عاشور سليمان”، وهى تقول:

متع حياتك بالأحباب
أنسك ظهر
شأن الطرب يشفى الأوصاب
للى حضر
وكيدْ زمانك،  واتهنى
سعدك قمر
….

أنظر لخلـَّك قلبه داب
ياما الهوى
لوع كتير قلبى أحباب
مثلى سوا
والقلب صابر تتهنى
على الدوام
يا ريت زمانى مره طاب
وآدى الدوا

وهى كلمات بسيطة عميقة سريعة

أما اللحن فهو ما يحتاج إلى مختص، وأيضا إلى إحياء حس تذوق هذه الألحان

ياترى هل صداقات شيخنا التى عاصرت بعضها مؤخرا، والأهم صداقاته بأحباب وثلل أجيال بعد أجيال طول العمر، وأهمهم الحرافيش الأصليين (الذين لا أنتمى لهم كما كررت، لا أنا ولا أى من الذين لعبوا احتياطى فى الوقت بدل الضائع كما كررت أيضا) يا ترى هل هذا هو عمق حس شيخنا بالصداقة والناس؟ وفى الناس وللناس وكلهم “أحباب”؟

فى ندوة عقدتها جمعية الطب النفسى التطورى منذ شهر (الثلاثاء 16 يوليو 2014)، قمت بتقديم مادة علمية بعنوان: هل تصدِّق أنـَّكَ تـَحُولُ بينكَ وبين أن تحبّ الناس؟، وقد نبعت فكرتها من العلاج الجمعى  الذى أمارسه فى “قصر العينى” أساسا حيث اكتشفنا أننا نحب بعضنا البعض “غصبا عن مقاومتنا لذلك”،

 فى عشرتى مع شيخنا مؤخرا عرفت معنى الصداقة عند شيخنا الجليل، وشعرت أنها – الصداقة– عنده هى الاصل، أحيانا كنت أشعر أنها تكاد تسبق أية علاقات أخرى مما لا أريد تسميته الآن، ولكن دعونى أطرح الفكرة كما جاءت فى الدعوة لتلك الندوة كالتالى:

“..يبدو أن  الأصل لاستمرار الحياة هو  أن يمارس  أفراد النوع درجات مختلفة من التكافل، والتعاون، وتبادل الرؤية والتعاطف للحفاظ على نوعهم، بل وعلى الأنواع المتكافلة معه،  إلا أنه يبدوا أن الإنسان المعاصر يمر بمحنة ردّة خطيرة، جعلت كل هذه المظاهر إما استثناء، أو موصى عليها من مواثيق مكتوبة ملتبسة، حتى وصل الأمر أن يكون الجارى هو أن يشوّه كل منا هذا النزوع، ليُحـِل محله آليات الدفاع عن نفسه (أو عن شعبِه المختار أو قبيلته أو عائلته أو أصله العِرقى) ضد أى اقتراب تكافلىّ حقيقى، بين الأفراد أو بين المجموعات، لكن يبدو أن كل ذلك لم يقض على أصل الفطرة وقوانين البقاء، حتى عند البشر الذين شوهتهم السلطة وأضلهم المال”.

يا عمنا الجليل

أنا مشغول هذه الأيام بالتطور أكثر كثيرا مما كنت أحدثك عنه، وأكتشف كل يوم، وكل صفحة، ومع كل مريض، أن ما آل إليه حال البشر هذه الأيام هو من أخطر منذرات الانقراض، فأتذكر تحديك لذلك، ليس فقط بالإبداع المتصاعد، وإنما بالحياة التكافلية الصداقاتية الرائعة، بالبشر يا شيخنا الجليل، وهأنت ذا تذكرنا كيف نملأ الحياة بالأحباب ونكيد زماننا بعد ما غلبت فيه قوى الانقراض. هيا ننصت:

متع حياتك بالأحباب

أنسك ظهر

 وكيدْ زمانك،  واتهنى

نكيد هذا الزمان بصداقات تذكرنا أننا بشرَ!!

هذا ما وصلنى من تحملك لنا هكذا، وفرحتك بنا دائما، مهما اختلفنا عن بعضنا البعض

ومهما سخّفنا ونحن حولك

أوحشتنا يا عمنا

ربنا يخليك.
 

[1] – لا إله الا الله محمد رسول الرب الله: صفحة التدريب (21) نشرة 18-3-2010، وصفحة التدريب (33) نشرة 18-8-2011، وصفحة التدريب رقم (107) نشرة 7-2-2013، وصفحة التدريب (131) نشرة 31-10-2013، وصفحة التدريب (133) نشرة 14-11-2013، وصفحة التدريب (140) نشرة 30-1-2014، وصفحة التدريب (147) نشرة 27-3-2014.، صفحة التدريب (161) نشرة10/7/2014، ونشرة التدريب (162) بتاريخ17/7/2014، ونشرة التدريب (163) بتاريخ: 24/7/2014

– قفانبك من ذكرى حبيب: وردت فى صفحة التدريب (14) نشرة:18-2-2010

– الله جميل يحب الجمال” ورد هذا النص فى صفحة التدريب ( 32) نشرة 11-8-2011، وصفحة التدريب (147) بتاريخ: 27-3-2014

–   “الله  ‏يديم‏ ‏ دولة‏ ‏حسنك” ورد هذا النص فى صفحة التدريب (76) ، نشرة 17-5-2012، وصفحة التدريب (94) نشرة 13-9-2012، صفحة التدريب (104) ، نشرة 15-11-2012

– قدك‏ أمير الاغصان من غير مكابر: وردت فى صفحة التدريب (105) بتاريخ: 22-11-2012، وردت فى صفحة التدريب (159) بتاريخ:26-6-2014، وصفحة التدريب (164) بتاريخ 31-7-2014

– بستان جمالك من حسنه فى العقد ياما: وردت مثلا فى صفحة التدريب رقم (76) بتاريخ: 17-5-2012، وفى صفحة التدريب رقم (94) بتاريخ: 13-9-2012، وفى صفحة التدريب رقم (104) بتاريخ: 15-11-2012، وفى صفحة التدريب رقم (126) بتاريخ: 26-9-2013.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *