الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / قراءة فى كراسات التدريب نجيب محفوظ صفحة (106) من الكراسة الأولى (الحلقة 5)

قراءة فى كراسات التدريب نجيب محفوظ صفحة (106) من الكراسة الأولى (الحلقة 5)

نشرة “الإنسان والتطور”

الخميس: 3 – 1 – 2013

السنة السادسة

العدد: 1952

صورة نشرات تدريب محفوظ

نواصل زيارة مكتبة الأستاذ (قراءة نفس الصفحة) (الحلقة 5):

ص 106 من الكراسة الأولى

3-1-2013 p.106 1أعوذ‏ ‏بالله‏ ‏من‏ ‏الشيطان‏ ‏الرجيم

بسم‏ ‏الله‏ ‏الرحمن‏ ‏الرحيم

ودار‏ ‏ندامى‏ ‏عطلوها‏ ‏وادلجوا  أَثْنى على الخمرِ بآلائها

وكانت‏ ‏في‏ ‏حياتك‏ لى عظات

كل‏ ‏بيت(فاكره؟) (1) ‏أو‏ ‏نصف‏ ‏بيت

(ك.غ) (2)

لنذكر الكتب التى شغلتنا عند القراءة

قصص ‏بوليسية   ماجدولين

وسيرانو دي برجراك  تشارلز هارفى

ريدر هاجرد     هول‏ ‏كين 

الأيام‏ ‏لطه‏

 

3-1-2013 p.106 2والديوان‏ ‏للعقاد

ورفرفت‏ ‏أعلام‏ ‏سلامة‏ ‏موسى

اما‏ ‏الترتيب‏ ‏فقد‏ ‏مضى‏ ‏وانقضى

اما‏ ‏عند‏ ‏الترتيب

القرآن

الملاحم‏ ‏الشعبية

الف‏ ‏ليلة‏ ‏وليلة

مختارات‏ ‏الشعر‏ ‏العربى

ما‏ ‏ترجم‏ ‏من‏ ‏الاغريق‏ ‏والانجليزي

والفرنسى وغيرهما‏ ‏من‏ ‏الادب‏ ‏الغربى

ثم‏ ‏تجىء‏ ‏القراءة‏ ‏في‏ ‏اللغات‏ ‏الاجنبية

وقد‏ ‏قرأت‏ ‏ما قرأت‏ ‏بوجد‏اني ‏ولم‏ ‏ادرسه

نجيب‏ ‏محفوظ

 

 

القراءة:

 مازلنا فى زيارة مكتبته، أعنى عشر معشار مكتبة نجيب محفوظ الذى ورد عفوا فى الصفحة (106) من التدريب.

 ما كل هذا يا شيخنا الجليل ؟ لست أدرى ماذا ينتظرنى فى مئات الصفحات التالية، أتعلّم وأبحث وأدعو لك، وأشكر الحضارة والتكنولوجيا وأقرأ الفاتحة لسيدنا جوجل الذى يُظهرنى وكأنى أعرف كل هذه المعارف مع أننى منذ أول صفحة أعلنت جهلى وقلة موسوعيتى (نشرة 7-1-2010). متى قرأتَ كل هذا؟ ولماذا؟ قلت لنفسى تعلّم يا رجل، وليتعلم معك الجميع خاصة الأصغر والأكسل: نتعلم جميعا ما هى القراءة المبدعة، وكيف تُدخل وتُهضم وتُتمثل وتُنسى ثم تظهر آثارها تلقائيا فى عميق الأعمال دون ذكر حرف مباشر منها، وهو ما تعلمه “الحسن بن هانىء” (أبو نواس) من “خلف الأحمر”، أتعلمه أنا منك يا شيخنا من تدريباتك العفوية، وأمانة سردك بعض بعض ما مررِت به فى قراءاتك، هكذا تسرد عفو الخاطر وأنت لا تعلم أن أحدا سوف يقرأه يوما، أو يعلق عليه.

أستطعتَ يا شيخى أن أفك شفرة جديدة فى العمود الأول كنت قد كتبتها على أنها “كلمة غير مقروءة” (ك.غ) لكننى قرأتها اليوم بالكاد وأرجو أن أكون وفقت وهى “تشارلز هارفى” (ثالث سطر من أسفل العمود الأول)، أدعو الله أن تكون هى كذلك.

كنت قد توقفت الأسبوع الماضى قائلا “ونكمل الأسبوع القادم” مع إشارة موجزة إلى رواية “سيرانودى برجاك” التى وردت فى نفس صفحة التدريب بعد “ماجدولين” والتى ذكرتُ عنها أننى لم أكن أعرف اسم الرواية ولا كاتبها ولا ترجمتها (أقصد إعادة صياغتها) من المنفلوطى وباختصار: هى رواية للشاعر الفرنسي الشهير إدموند روستان ترجمها للعربية المنفلوطي، “وسيرانو دي برجراك” شخصية حقيقية على خلاف ما هو شائع، وقد ولد عام 1619 وتوفي في عام 1655 وقيل بانه كان فارسا ً مغوارا ً لا يشق له غبار . وكانت عقدة حياته دمامته وكبر حجم أنفه  وكان جنديا في فصيلة شبان الحرس من الجيش الفرنسي، إلا أن أنفه سبب شقائه لأنه وقف عقبة بينه وبين غرامه، وكان الآخرون يسخرون منه، وهو لا يطيق ذلك فكان النزاع بينهم لا ينتهي إلا بمبارزة يخرج منها منتصرا، فأصبح كثير الخصوم والأعداء… مما أدى لمصرعه مقتولا ً بخشبة سقطت على رأسه .. أو لسبب آخر.

وكما أسلفنا فإن مصطفى لطفي المنفلوطي لم يترجم فقط .. بل قام بالتعريب وحولها لعمل أدبي مهم، وبطلة الرواية هي روكسان ابنة عم سيرانو دي برجراك وهي فتاة شريفة متعلمة وافرة الفضل والذكاء عالية الهمة مولعة بالشعر والأدب، وكان لا يعجبها من الكلام إلا ذلك النوع الذي يسمّونه بالصناعة اللفظية، كانت تعيش عيشا رغدا بفضل ثروة ورثتها عن أبويها، وقد عَنونَ المنفلوطى الرواية باسم “الشاعر”، وأهداها لسعد زغلول عام 1920، وكنت قد ألمحت الأسبوع الماضى إلى احتمال أن يكون حب نجيب محفوظ للمنفلوطى ليس فقط لذائقته الفائفة الرقة، وأسلوب المنفلوطى البالغ الرصانة والحبكة، وإنما لعلاقتهما المشتركة فى حب سعد زعلول، ذلك أن سعد باشا زغلول كان من المعجبين بالمنفلوطى، ولما تولى سعد باشا زغلول نظاره المعارف 1909م عينه في وظيفة تتناسب مع مواهبه واستعداداته وهى وظيفة المحرر العربي. ولما تحول سعد باشا زغلول إلى وزاره الحقانية “العدل” فى فبراير 1910م حول المنفلوطى معه وولاه نفس الوظيفة الذي كان يعمل بها وهى المحرر العربيـ إلى ان انتقل الحكم لغير حزبه، ثم عاد سعد باشا واسندت اليه الوزارة وافتتح البرلمان وهنا عين المنفلوطى رئيسا لغرفه سكرتارية مجلس الشيوخ بمرتب قدره خمسون جنيها واستمر فيها الى ان وافته المنيه عن عمر يناهز 48عاماً وقد توفى المنفلوطى فى نفس اليوم الذي اعتدى فيه على سعد باشا زغلول يوم السبت الموافق12يوليو 1924م.

ياليتنى كنت قد عرفت بعض ذلك فى وقت يسمح لى بالتراجع عن غلوائى فى وصف أسلوب المرحوم د. محمد راضى قدحا بأنه أسلوب منفلوطىّ!!ّ! هل هذا يصح؟ كنْتَ نبهتنى يا شيخى أنى بهذا الجهل كله.

… ؟؟؟؟ هارفى

قلت حالا فى البداية أننى لم أستطع ابتداء أن أقرأ أول كلمة قبل اسم “هارفى” وكنت قد تعرفت عن طريق الأستاذ على صديق له، محام قديم قدير، يبدو أنه عشرة قديمة جدا كان الأستاذ يذكره بكل خير حتى استطعت أن أرتب أن يحضر لجلسته يوم الجمعة فى بيتى، وقد أشرت إلى ذلك فى كتابى “فى شرف صحبة نجيب محفوظ”: نشرة: 1- 4 – 2010  من كراسات التدريب (1) وتاريخ الصفحة 18/2/1995  قائلاً:

“المرحوم الأستاذ هارفى (المحامى)، هو الصديق القديم جدا، اليسارى الثائر، الجميل، وقد كان فى مثل عمر الأستاذ تقريبا ، كنت أرسل للأستاذ هارفى  السائق إلى بيته ليحضره خصيصا كل جمعة حين كانت صحته تسمح بذلك، وكنت أشعر أن “التاريخ” يحضر بحضوره، وأقرأ على أسارير الأستاذ تاريخهما معا، وتاريخهما مع مصر والناس، حتى لو لم ينطق الأستاذ هارفى (المحامى) حرفا واحدا طوال الليلة، كان التاريخ يحضرنا بمجرد حضوره”.

لا ليس هو المقصود لأننا فى صدد قراءات بعض كتابين كان يقرأ الأستاذ،  إذن ربما أصب تاليوم فى محاولتى الجديدة حين استطعت بالكاد أن أقرأ الكلمة الأولى فكانت أقرب إلى تشارلز، ليكن، وإليكمن الاستطراد الثانى من هذا الاحتمال:

 تشارلز هارفي (1891-1967). صفحى وكاتب كندى، اشتهر برواية اعترضت عليها الكنيسة   Civilisés   وهذه الرواية التي اكتسبت كانت نموذجا  لحرية الفكر بشكل يبدو أنه هدد الفكر الكنسى آنذاك.

ولم أستطع أن أتحقق من اسم هذه الروياية تماما حيث ورد هكذا:

هاجم جان تشارلز هارفي الأيديولوجية البرجوازية Civilisés  Les Demi  ديمي (1934، و “نصف الحضارى”، وربما هذا ما قصده باسم الرواية الذى لم أتأكد منه  فقمت بترقيه بالتقريب إلى “أنصاف المتحضرين” وقد نددت بها الكنيسة الكاثوليكية الرومانية مما أدى إلى عزله في هارفي من وظيفته في الصحيفة التى يعمل بها.

الاحتمال الثالث: (وهو مستبعد أكثر) أن الأستاذ كان يعنى: توماس هارفى

وهو احتمال بعيد لأن هذا الشخص ليس أديبا بل طبيبا شرعيا، توماس هارفي ، هل يا ترى قرأ الأستاذ خبرا عن هذا الطبيب الشرعى، وهو أمريكى  اشتهر لتشريحه دماغ أينشتاين عام 1955، وأنا أعرف أن الاستاذ كان معجبا بعبقرية أينشتاين وأظن تاريخه أيضا، وقد حكيت له عن مرض ابنه (ابن أينشتاين) بأحد أمراضنا الخطيرة، وإيداعه مستشفى للأمراض العقلية، وعزوف أينشتاين عن زيارته، وما أخذ عليه من أجل ذلك، كان ذلك فى سياق حديثى المتكرر عن أسر المبدعين والعباقرة وكيف أنها مليئة بالمرض العقلى بالذات، وكان لا يمل الاستماع إلى حكيى عن أينشتاين وعلاقة طريقة ابداعه فى الرياضة بتشكيل الشعر، وحين قرأت له مقالى أينشتاين شاعرا” الذى نشر بالأهرام بتاريخ 30-5-2005  بمناسبة الاحتفال به، أثنى عليه بفهمٍ خاص، وكم فتح معى موضوع احتمال تميز الموهوبين والعباقرة بتركيب دماغى خاص، وكنت أجيبه عادة بالسلب فى حدود علمى.

 ثم إنى أذكر أن أحد أصدقائى ذكرنى أن هذا الطبيب (توماس هارفى)، ظهر  اخر مرة في قناة ناشونال جيوغرافيك ابوظبي وسنّه يناهز 90 عاما وهو يشرح طريقة تشريحه لاينشتاين وتقسيم دماغه الى 240 قطعة، ولم أربط بين الخبر وبين اسم “هارفى” هنا لأسباب واضحة.

****

“هنرى رايدر هاجرد”

وقبل الاسم الأخير اليوم فى نفس الصفحة أواجَه  بتحدٍّ آخر وأنا أقرأ اسم مجهول جديد بالنسبة لى، أهكذا يا شيخى تكشف لى جهلى بهذا الحجم؟ المهم هأنذا أحاول أن أنقص منه بفضلك أيضا:

“السير هنري رايدر هاجرد” (Sir Henry Rider Haggard)، ولد في نورفولك ، إنجلترا 22 يونيو 1856 – توفي 14 مايو 1925 ، وهو من العصر الفكتوري العريق ، من أوائل الكتاب الذين كتبوا في أدب المغامرات .. وكانت روايته كنوز الملك سليمان  King  Solomon’s Mines   هى أحد الروايات التي نالت شهرة كبيرة .. في حين صدورها، فهي أول رواية تتحدث عن مغامرات .. في أفريقيا بالذات، وقد بدأ كتابة الروايات .. وهو في سن الـ 13 سنة .. وكان لوالده دار نشر صغير .. قام بنشر اعماله الأولى، عاش حياته مشهورا .. وثرياً أيضا .. فقد كانت تنهال عليه عروض التراجم لرواياته .. بكثرة ، عرف عنه الذكاء .. والتواضع ، ولم يكن يقبل بأن يكتب إسمه كاملا .. لا في الجرائد ولا حتى في رواياته .. وقد إختار لنفسه إسماً مختصراً .. وهو : هـ . ج . ويلز ، وأتذكر أن الرواية التى كانت مقررة علينا فى الثقافة العامة سنة 1948 مع رواية مستر بكويك لتشارلز ديكنز هى رواية “الحرب بين العوالم” The War of the Worlds هـ . ج. ويلز، فلعلّه هو. ياه !!، ولست أدرى ماذا قرأ شيخى من هذين العملين والأرجح أنه قرأهما الاثنين، وهي تحكي عن رحلة في مناطق غير مكتشفة من أفريقيا ومناطق بلاد الشام مثل عفرة في شمال الأردن والقريبة من نهر اليرموك يقوم بها مجموعة من المستكشفين يقودهم ألان كواترمين في البحث عن الإبن المفقود لأحد أفرادها .. والبحث عن كنوز سليمان أيضا .. التي يعتقد بأنها موجودة عند قبائل الزولو، وعندما يتعمقون في هذه الأدغال ، يكتشفون أنهم عثروا على حضارة قديمة .. تحكمها حفيدة سليمان، وتستضيفهم في قصرها .. وتعرض عليهم كنوز سليمان كلها .. إذا خلصوا شعبها من قبيلة همجية تغير عليهم بين الحين والآخر) ..المور) ..وتكمن طريقة هزيمة شعبهم .. في تدمير معبودهم الحجري المسمي بـ) هرمق (و يوافق الأبطال الأربعة على ذلك .. وتبدأ مرحلة جديدة من الصراع وتكمن أهميتها كونها أول رواية خيالية تدور أحداثها في أفريقيا وتعتبر مصدر إلهام لأدب العالم المفقود.

(هل يا ترى هناك علاقة بين هذه الأحداث وما يجرى هنا الآن؟)

ثم نختم نشرة اليوم بالسطر التالى الذى يحمل اسما جديدا علىّ أيضا هو:

 هول‏ ‏كين

وهو كاتب الانجليزى  اسمه السير هول كين، واشهر رواياته  “صوت الضمير” وهى رواية إنسانية رائعة، وفيها (من موجز متواضع)، أزمة قاض ينظر قضية فيها متهمة ويشعر القاضى شبهة أنه شريك فى جريمتها، ويوجه اليها اسئلته ويصدر حكمه عليها؟ ولكن يهاجمه خوف مروع إذ يشعر أنها لن تكون جريمة ضد العدالة فحسب بل انه يأثم فى حق الله ايضا بموقفة هذا”.

ونتذكر أيضا أزمة القضاء والقضاة التى نمر بها الآن!!!.

وأشكر شيخنا أنه يذكرنا بضمير القاضى الإنسان وفى الوقت المناسب لمن شاء منا أن يتذكر.

وبعد

بقى لدينا بعد ذلك كلام عن “سلامة موسى” و”طه حسين” و”العقاد” ثم “ترتيب القراءات”

نفس الصفحة هى هى “106” .

[1] – من الآن سيكون ما بين قوسين ملحوقا بعلامة استفهام، يدل على كلمة لست متأكد من قراءتى لها لكنها الأرجح وفى انتظار رأى آخر.

[2] – وسوف يكون رمز (ك . غ) مقصود به “كلمة غير مقروءة” أو “كلمة غامضة”، ومطلوب ممن يستطيع من الأصدقاء الإسهام فى فك طلسمها أن يرسل لنا ما يرى، مع الشكر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *