الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / قراءة فى كراسات التدريب نجيب محفوظ صفحة (200) من الكراسة الأولى (5)

قراءة فى كراسات التدريب نجيب محفوظ صفحة (200) من الكراسة الأولى (5)

نشرة “الإنسان والتطور”

الخميس: 13-8- 2015

السنة الثامنة

العدد: 2904

mahfouz 2

  ص 200 من الكراسة الأولى (5)

6-8-2015

بسم الله الرحمن الرحيم

نجيب محفوظ

أم كلثوم نجيب محفوظ

فاطمة نجيب محفوظ

فجر جديد، وعى المفكرين

مارى انطوانيت ملكة فرنسا

روبسبير رئيس الانقلاب الدموى

صلاح الدين الأيوبى مجد (أو محرر) العرب

المعز لدين الله الفاطمى

المماليك البحرية والبرجية

محمد على الكبير مؤسس مصر الحديثة

الخديو اسماعيل يباشر الحضارة الحديثة

أحمد عرابى رئيس الثورة العرابية

ثم فترة حديثة من التاريخ

                        نجيب محفوظ

                      29/8/1995

القراءة:

لم يبق لنا فى هذه الصفحة إلا:

 “المماليك البحرية والبرجية”، ثم “فترة حديثة من التاريخ”

يا ترى ما هى علاقة المماليك البحرية والبرجية بتلك الفترة الحديثة من التاريخ التى ختم بها شيخنا هذه الصفحة، وصلنى احتمالان: أن هذه العبارة الأخيرة هى للتنبيه أن ما نعيشه ليس إلا صفحة مكررة على اعتبار أن التاريخ يعيد نفسه ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وإما أنها استثارة لنا حتى يكون ما نعيشه هو صفحة حديثة فعلا لو أحسنّا التعلم من استحالة أن يعيد التاريخ نفسه إلا إذا كانت اتجاهات دوراته أصبحت على الجانب السالب.

بالبحث عن تاريخ المماليك البحرية والبرجية تصورت أن هناك خطأ مطبعى وأن تصحيحه هو أن تكون المماليك البحرية والبرية (على اعتبار أن البرية هى المقابل للبحرية) إلا أننى بالرجوع إلى مصادرى اكتشفت من جديد أن هذا الرجل كان الأصدق  والأعلم والأصح، فثم مماليك باسم المماليك البحرية وأخرى باسم المماليك البرجية!!

بالله عليكم كيف نرى وعى هذا الرجل وهو أثناء تدريباته الطليقة ليثبت فى كراساته ما يعينه على العودة للكتابة، تحضره هذه العناوين التى لا يعرف واحد مثلى عنها شيئا!!

بل إننى اكتشفت أننى لا أعلم عن عصر المماليك كله ما ينبغى، وقد دفعتنى تداعيات شيخى إلى اكتشاف أنه عصر لا يقل أهمية فى تاريخه ودلالته عن أى عصر مرت به مصر، حتى أننى أخشى أن أقول: بما فى ذلك العصر الفرعونى ليس فى عظمته وعطائه الحضارى، ولكن فى دلالته ومغزاه. ما ينبغى أن نتعلمه منه.

وتسلسلت التداعيات والمعلومات:

أولاًَ: أما المماليك البحرية فهم معروفون أيضا بمماليك الترك، فهى سلالة من المماليك أغلبها من الأتراك القبجاق التى حكمت مصر من عام 1250 إلى عام 1382. أى مائة واثنان وثلاثون سنة، وفى عام 1250 كان بيبرس هو أحد قادة المماليك الذين دافعوا عن المنصورة ضد فرسان الحملة الصليبية لويس التاسع ملك فرنسا، الذى هُزم وأُسر فى فراسكور وتم افتداؤه.  وفى عام 1261م بعد أن أصبح بيبرس سلطانا. صار يتحكم فى الخلافة العباسية من القاهرة، وحارب المماليك بقايا الدول الصليبية فى فلسطين حتى استولوا على عكا

ثانياً: أما المماليك البرجية أو مماليك البرج أو مماليك الحصن، أو المماليك الجركس فهم عبارة عن لواء (من المماليك) كان مقيما في القلعة منذ جندهم قلاوون منذ مايقرب من مائة عام على وصولهم للحكم1382 ميلادية 787هـ. وبدأ الحكم بالظاهر برقوق. وانتهى بالأشرف قنصوه الغورى الذى قتله العثمانيون فى مرج دابق سنة 922هـ الذى يوافق 1516م.

الدولة المملوكية البرجية بدأت بعد الدولة المملوكية البحرية بعد سلطنة الظاهر برقوق اول سلاطين الدولة البرجية فى مصر التى استمرت من سنة 1381 لغاية غزو الاتراك العثمانيين واحتلالهم لمصر سنة 1517. الذى اسهمت فيه تمردات الشام وكثرة غارات العربان واعتداءتهم على القرى المصرية وبالتالى تدمير البنية الزراعية فى مصر والنزاعات بين الأمراء، مما أدى إلى اضعاف الدولة.

تميز عصر الدولة المملوكية البرجية بتولى عدد كبير من الأطفال للسلطنة وكان اصغرهم ” شهاب الدين أبو السعادات” الذى كان عمره اقل من سنتين، تلك الفترة اللى قعد فيها الأطفال على العرش كانت تسمى “فترة حكم الأوصياء”، وقد تميزت بحصول تمردات كتيره فى الشام التى أصبحت عاله على مصر والدولة المملوكية، وكانت حصيلة ذلك استنزاف مصر واضعاف الدولة المملوكية وتوصيلها لنهايتها بعد ما استولى العثمانيون بالخيانات والمؤامرات على الشام سنة 1516 وعلى مصر نفسها بعد سنة.

وبعد

يا شيخنا أخجلتنى،

أشكرك على كل هذه المعلومات، وإن كنت قد عريت جهلى وجهل أغلبنا، حين نسمع كلمة المماليك فلا تحضرنا إلا تصورات سلبية أغلبها ليس له علاقة بالتاريخ ولا بالموضوعية ولا بالسياسة حتى لم يبق فى أذهاننا عن المماليك ومن قبلهم مباشرة أو بعدهم إلا هجاء المتنبى لكافور وموت شجرة الدر بالقباقيب وجنون الحاكم بأمر الله وكل هذا يحتاج إلى عودة فعودة.

شكرا شيخنا الكريم لعطائك

وعذرا لجهلى

أبقاك الله لنا معلما ومرشدا على مر العصور

 وأدام فضلك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *