الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / قراءة فى كراسات التدريب نجيب محفوظ صفحة (198) من الكراسة الأولى (5)

قراءة فى كراسات التدريب نجيب محفوظ صفحة (198) من الكراسة الأولى (5)

نشرة “الإنسان والتطور”

الخميس: 21-5-2015

السنة الثامنة

العدد: 2820 

mahfouz 2

نفس صفحة 198 من الكراسة الأولى (5)

21-5-2015_2

بسم الله الرحمن الرحيم

نجيب محفوظ

أم كلثوم نجيب محفوظ

فاطمة نجيب محفوظ

الأصدقاء الأعداء المسيح يصلب من جديد

الشيخ والبحر، الصخب والعنف، فرانسوا

ساجان، عن الحرب والسلام، الأخوة كرامازوف

اللصوص، يوسف واخوته، البحث عن

الزمن المفقود، القلعة، الحكمة،

(ك.غ)(1)، الجريمة والعقاب، لمن تدق الأجراس ، أحلام شهر زاد،

 سليمان الحكيم، أهل الكهف، سارة، إبراهيم   

الكاتب، زينب، ماجدولين

                     نجيب محفوظ

                      27/8/1995

   القراءة:

ما زلنا فى صفحة  التدريب رقم “198”، ومازال شيخنا يهدينا ما حضر إلى سطح وعيه فانساب إلى قلمه، وقد أجّلت ما حضرنى من تداعيات على ما جاء من إبداعات المصريين فى هذه الصفحة، ويبدو أن ما أثارته هذه الصفحة عندى لا يريد أن ينتهى.

 ونواصل اليوم بـ  “أحلام شهر زاد“، وهى الرواية التى نشرها د. طه حسين عام 1943 فى بداية سلسلة “اقرأ”.

فجأة أعادنى شيخى إلى ألف ليلة كلها، قدمها وما أوحت به فقررت أن أكمل مشوارى معها، وأبدا اليوم بما يتعلق بمناقشتى التى بدأت معه شخصيا، وذلك فى كتابى الإلكترونى حتى الآن “فى شرف صحبة نجيب محفوظ” يومية الخميس: 9/2/1995،(2)

وقد بدأت تلك اليومية هكذا:

‏مرة‏ أخرى أجد نفسى مع‏ ‏الأستاذ‏ ‏وحدى ‏على مدى‏ ‏ساعات، ‏سبق أن انفردت معه ذات ليلة، وحكيت عن ذلك يوم الاثنين، يوم ما اتقابلنا احنا الاتنين،‏ ‏لكن اليوم شىء آخر، ‏ذلك‏ ‏أن‏ ‏اليوم‏ ‏هو‏ الخميس، يوم ‏الحرافيش، ‏ولا يوجد سواه وشخصى. (بما أتاح لى مناقشة ثنائية طويلة هذا بعضها):

……………..

…………….

“…. انتهزتها فرصة، وقلت لعل الأمر يكون أوضح حين أفتح معه حديثا عن نقدى لعمله “‏رأيت‏ ‏فيما‏ ‏رأى ‏النائم‏”، ‏وكذلك‏ ‏ليالى ‏ألف‏ ‏ليلة، ‏(ولم يكن قد بدأ فى كتابة “أحلام فترة النقاهة بعد، ولا كنت أنا بدأت فى قراءتها ناقدا طبعا)، قلت له إن ‏جرعة‏ ‏الإبداع التى وصلتنى من هذين العملين بالذات، جعلتنى أتصور أن الإبداع الأعمق هو من أعظم ما يثبت نظريتى فى تشكيلات النشاط الحالم، وأن الله سبحانه خلقنا كائنات قادرة على التفكير أثناء اليقظة، ثم إعادة التشكيل أثناء الحلم، وأن المبدع هو الذى يتمكن من امتلاك ناصية المستويين معا فى وعى فائق، هو وعى الإبداع، وأن هذا بالذات هو ما وصلنى من هذين العملين بوجه خاص، قال لى “هذا عن رأيت فيما يرى النائم، حيث كانت الأحلام تسرد باعتبارها رؤى أحلام فعلا، فما علاقة ليالى ألف ليلة بنظريتك هذه؟” ‏قلت له إن التشكيل فيها هو أقرب إلى عمق تشكيلات الحلم دون إعلان أنها حلم، وهذا أجمل إيقاعا وأرسخ إبداعا، ثم اضفت أنها وصلتنى على هذا المستوى وحكيت له عن علاقتى الفاترة بـ ألف ليلة وليلة ‏الأصلية‏، فقد وصلنى ما قرأته منها – على ما أذكر- على أنه نسيج وعى اليقظة العادى، أكثر منه تشكيل وعى الحلم أثناء النوم، وحين استعاد ما قلته من عدم استساغتى لألف ليلة وليلة الأصلية شعرت أنه مستغرب، فأكدت له ذلك، فسألنى‏ ‏على ‏التو: “‏متى ‏قرأتها، ‏لابد‏ ‏أنك‏ ‏قرأتها‏ ‏وأنت‏ ‏كبير”، ‏فتعجبت‏ ‏لاستنتاجه السريع هكذا، ‏لأننى ‏قرأتها‏ ‏فعلا مؤخرا وأنا أتحدى حركة ‏ ‏مصادرتها‏ ‏أو‏ ‏محاولة‏ ‏مصادرتها‏ ‏منذ‏ ‏بضعة‏ ‏سنوات‏ ‏(ليس لذلك علاقة بما حدث مؤخرا -2010- وهو نفس الأمر)، وأضفت أننى عجزت أن ألزم نفسى بإكمالها بشكل متلاحق، مع أننى ما زلت أعود إليها بين الحين والحين، ولا يتغير مذاقى لها، فقال‏ ‏عندك‏ ‏حق، ‏إن‏ ‏قراءتها‏ ‏فى ‏سن‏ ‏باكرة‏ ‏أمر‏ ‏آخر، ‏إنها‏ ‏تحتاج‏ ‏إلى ‏جرعة‏ ‏كبيرة‏ ‏من‏ ‏الطفولة‏ ‏حتى ‏تعايشها، ‏إنها‏ ‏تكملة‏ ‏لحواديت‏ ‏الأطفال‏ ‏والجان‏ ‏وأمنا‏ ‏الغولة‏ ‏التى ‏كنا‏ ‏نسمعها‏ ‏أطفالا، ‏ثم‏ ‏نجدها‏ ‏مكتوبة‏ ‏هكذا‏ ‏فى ‏ألف‏ ‏ليلة، ‏فتفعل‏ ‏فعلها، ‏أما‏ ‏أن‏ ‏تقرأها‏ ‏كبيرا‏ ‏فهذه‏ ‏هى ‏ ‏النتيجة‏ ‏كما‏ ‏وصفتها‏ ‏أنت، قبلت تفسيره لكننى لم أقتنع به جدا، ولم أقل له إن الطفل بداخلى ما زال قارئا نهما حتى الآن، وأننى أستمتع بميكى وهانز كريستيان أندرسون وهارى بوتر أكثر فأكثر كلما تقدمت فى السن،….”

استمر التداعى فحضرنى نقدى (لنقد عز الدين اسماعيل لمسرحية باكثير “سر شهر زاد” فى “إشكالية العلوم النفسية والنقد الأدبى”)(3) قلت فيه: حاول الناقد د. عز الدين اسماعيل ‏تفسير‏ ‏مسرحية ‏”‏سر‏ ‏شهر‏ ‏زاد” ‏لباكثير فأورد‏ ‏فى ‏هذا‏ ‏الشأن‏ ‏محاولات‏ ‏متجاورة‏ – وليست‏ ‏مؤتلفة‏ ‏بالضرورة‏- ‏ ويمكن‏ ‏الرجوع إليها فى موقعى وموجزها كالتالى:

انطلاقا‏ ‏من‏ ‏رؤية‏ ‏المؤلف‏ ‏والناقد‏ (‏النفسي‏) ‏على ‏حد‏ ‏سواء‏، ‏فقد‏ ‏أعلنا‏ -الواحد‏ ‏تلو‏ ‏الآخر‏- ‏حاجة‏ ‏شهريار‏ ‏إلى ‏أن‏ ‏يُرى(4) (‏يشاف‏) ‏فجوره‏ ‏الدال‏ ‏على ‏فحولته‏، ‏فنبهت أنا إلى ما يلى:

‏ ‏إن‏ ‏حاجة‏ ‏الإنسان‏ ‏إلى ‏أن‏ ‏يرى – ‏عموما‏ – ‏هى حاجة‏ ‏أصيلة‏ ‏فى ‏الوجود‏ ‏البشري‏”‏وهى ‏عميقة‏ ‏الغور‏، ‏قبل‏ ‏الجنس‏ ‏وبعد‏ ‏الجنس‏ ‏والرؤية‏ ‏المطلوبة‏ ‏تشمل‏ ‏التقبل‏، ‏وهوية‏ ‏الرائى (‏المتقبل‏) ‏لها‏ ‏دلالة‏ ‏خاصة‏، ‏فان‏ ‏يرى ‏شهريار‏ ‏من ‏”‏بدور‏”‏ أو‏ ‏شهر‏ ‏زاد‏ ‏غير‏ ‏أن‏ ‏يرى ‏من‏ ‏جواريه‏، ‏فالرؤية‏ ‏المتقبلة‏ ‏تكون‏ ‏ذات‏ ‏قيمة‏ ‏وجودية‏ ‏خلاقة‏ ‏حين‏ ‏يكون‏ ‏مصدرها‏ ‏شخص‏ ‏آخر‏، ‏يستطيع‏ ‏أن‏ ‏يُبدى ‏قبولا‏ (‏ولو‏ ‏مبدئيا‏) ‏للمرئى “‏كما‏ ‏هو‏”، ‏لا ‏”‏كما‏ ‏ينبغي‏”‏ ولا ‏”‏كما‏ ‏يريد‏”. ‏وحين‏ ‏يكون ‏”‏الشوفان‏”‏ كليا‏، ‏فلا‏ ‏تراه‏ ‏الجوارى ‏إلا‏ ‏فحلا‏ ‏جنسيا‏، ‏ولا‏ ‏تراه‏ ‏بدور‏ ‏إلا‏ ‏بعلا‏ ‏دمثا‏، ‏وإنما‏ ‏تراه‏ ‏شهر‏ ‏زاد‏ ‏سندبادا‏ ‏يجمع‏ ‏الاثنين‏ ‏ويتخطاهما‏ ‏بالبحث‏ ‏الدائم‏ ‏عن‏ ‏معرفة‏ ‏متجددة‏ ‏أبدا‏ ‏للداخل‏ ‏والخارج‏ (‏اللذان‏ ‏هما‏ ‏فى ‏النهاية‏ ‏صورتان‏ ‏لوجه‏ ‏واحد‏)

 انطلاقا من هذا الفرض‏ ‏تصبح‏ ‏القضية‏ ‏التى ‏تعلنها‏ ‏شهر‏ ‏زاد‏ ‏الأسطورة‏، ‏أو‏ ‏شهر‏ ‏زاد‏ ‏المسرحية‏ (‏سر‏ ‏شهر‏ ‏زاد‏) ‏هى ‏قضية‏ ‏النهم‏ ‏إلى ‏المعرفة‏، ‏والرؤية‏ ‏المتجددة‏ ‏الكشف‏ ‏لى ‏وللعالم‏، ‏والحاجة‏ ‏إلى ‏القبول‏ ‏الكلى، ‏كشروط‏ ‏أساسية‏ ‏لوجود‏ ‏البشر‏”‏معا‏”، ‏بما‏ ‏يميز‏ ‏البشر‏. ‏ومن‏ ‏هذا‏ ‏المنطلق‏ ‏تصبح‏ ‏عذراء‏ ‏كل‏ ‏ليلة‏ ‏هى ‏المجهول‏ ‏الذى ‏لم‏ ‏يكتشف‏ ‏من‏ ‏قبل‏، ‏وحين‏ ‏تفض‏ ‏بكارته‏ ‏فلا‏ ‏ينبئ ‏إلا‏ ‏عن‏ ‏جنس‏ ‏لا‏ ‏يُغنى، ‏أو‏ ‏عمى ‏لا‏ ‏يُتقبل‏، ‏ينتهى ‏دوره‏ ‏ليبدأ‏ ‏البحث‏ ‏من‏ ‏جديد(5)، ‏إلى ‏أن‏ ‏تظهر‏ ‏شهر‏ ‏زاد‏ ‏فتمسك‏ ‏الخيوط‏ ‏من‏ ‏أطرافها‏ ‏المتعددة‏، ‏وتقبل‏ ‏كل ‏”‏البدايات‏”‏ برغم‏ ‏ظاهر‏ ‏تباعدها‏، ‏فهى ‏تقبل‏ ‏فحولته‏ ‏وتنفخ‏ ‏فيها‏، ‏وهى ‏ترى ‏حاجته‏ ‏إلى ‏هذا‏ ‏القبول‏ ‏أكثر‏ ‏من‏ ‏الفعل‏ ‏المترتب‏ ‏عليه‏، ‏وهى ‏تلتقط‏ ‏حاجته‏ ‏إلى ‏معرفة‏ “‏الباقي‏”، ‏فتقدمه‏ ‏إليه‏ ‏فى ‏حكايات ‏”‏الخارج‏” (‏التى ‏هى ‏مساقط‏ ‏لما‏ ‏بالداخل‏ ‏من‏ ‏جانب‏ ‏ما‏) ‏حتى ‏تجعله‏ ‏يكتشف‏ ‏نفسه‏ ‏سندبادا‏، ‏لا‏ ‏فحلا‏ ‏جنسيا‏ (‏فحسب‏)، ‏ولا‏ ‏زوجا‏ ‏مطيعا‏ ‏ماسخا‏ (‏فحسب‏)، ‏بل‏ ‏إنسانا ‏”‏يسعي‏”‏ عشقا‏ ‏فى ‏المعرفة‏ ‏والاكتشاف‏. ‏وهنا‏ ‏تقع‏ ‏أهمية‏ ‏مراجعة ‏”‏النهاية‏” ‏المختلفة‏ ‏ما‏ ‏بين‏ ‏حدس‏ ‏كاتب‏ ‏المسرحية‏ ‏وتفسير‏ ‏الناقد‏(6)

ثالثاً: وأخيراً حضرنى جزء من مقدمة نقدى فى “ليالى ألف ليلة” لشيخى شخصيا قلت فيه:

……………

……………

فهذه‏ ‏الليالى “واقعية” حسب ما اسميتها “الواقعية الإبداعية” التى تفوق الواقعية المادية وذلك‏ فى ‏مجملها‏ ‏رغم‏ ‏الاسم‏ ‏والجو‏ ‏الأسطورى، ‏من‏ ‏كل‏ ‏ذلك‏ ‏نجد أن‏ ‏جرعة‏ ‏الواقعية‏ ‏تخف‏ ‏حتى ‏تكاد‏ ‏تختفى ‏كلما‏ ‏تقدمنا‏ ‏خلال‏ ‏العمل‏ ‏حيث‏ ‏يغلب‏ ‏فى ‏نهايته‏ ‏الخيال‏ (‏لا‏ ‏الحلم‏) ‏حتى ‏ليفرض‏ ‏نفسه‏ ‏على ‏الحلول‏ ‏المطروحة، ‏كما‏ ‏يطغى ‏الأسلوب‏ ‏التقريرى ‏وتعلو‏ ‏لهجة‏ ‏الخطابة‏ ‏ونبرة‏ ‏الحكمة‏ ‏قرب‏ ‏النهاية‏ ‏أيضا‏ ‏يحدث‏ ‏ذلك‏ ‏بشكل‏ ‏ملح، ‏لكنه‏ ‏لا‏ ‏ينجح‏ ‏فى ‏أن‏ ‏يبعد‏ ‏العمل‏ ‏عن‏ ‏واقعيته‏ ‏الغالبة‏ ‏فى ‏البداية‏ ‏خاصة‏.‏

والعمل‏ ‏فى ‏مجمله، ‏ورغم‏ ‏تراجع‏ ‏نهايته، ( ‏كالعادة‏ !!) ‏إنـما‏ ‏يمثل‏ ‏مرحلة‏ ‏متقدمة‏ ‏من‏ ‏رحلة‏ ‏كاتبه‏ ‏فى ‏أغوار‏ ‏نفسه‏/‏العالم، ‏وبه‏ ‏نجح‏ ‏نجيب‏ ‏محفوظ‏ ‏فى ‏إعادة‏ ‏إبداع‏ ‏هذا‏ ‏الأصل‏ “الفريد‏”، ‏فأعاد‏ ‏خلق‏ ‏بعضه‏ ‏فى ‏دورة‏ ‏تناسخية‏ ‏رائعة، ‏ورغم‏ ‏كل‏ ‏هذه‏ ‏المساحة‏ ‏بين‏ ‏الأصل‏ ‏والتجديد، ‏فنحن‏ ‏لا‏ ‏نملك‏ ‏لهما‏ ‏فصلا، ‏ولكن‏ ‏أى ‏مقارنة‏ ‏تفصيلية‏ ‏تبدو‏ ‏أبعد‏ ‏ما‏ ‏يكون‏ ‏عن‏ ‏المطلوب‏ ‏فى ‏قراءة‏ ‏مثل‏ ‏هذا‏ ‏العمل”‏.‏

وبعد

انتهت النشرة منى دون أن أعرج إلى أحلام شهر زاد لطه حسين  وما وصلنى من بعض النقد حولها، وقد أجلت تداعياتى منها لعلنى أستطيع قراءة المتن حيث كل ما أذكره أننى قرأت بعض نقده وخاصة نقد سهير القلماوى.

  عذرا

فالمسألة قد تطول.

[1] – كلمة غير مقروءة من الجائز أن تكون “ريبيكا”

[2] –  نشرة 1-7-2010 الحلقة الثلاثين (فى شرف صحبة نجيب محفوظ)، تناولت بعد ذلك هذه الأطروحة بالتفاصيل فى كتابى الذى صدر لاحقا عن دار الشروق،…الخ

[3] – يحيى الرخاوى: “إشكالية العلوم النفسية والنقد الأدبى” مجلة فصول – المجلد الرابع – العدد الأول – 183.

[4] – انظر‏ ‏الحاجة‏ ‏إلى ‏الشوفان‏ ‏فى ‏دراسة‏ ‏لعلم‏ ‏السيكوباثولوجى (1979) ‏للكاتب‏ ‏صفحات‏ 193، 529، 700

[5] – هذا‏ ‏الرأى ‏ليس‏ ‏بديلا‏ ‏لفكرة‏ ‏عدم‏ ‏الأمان‏ ‏من‏” ‏يوم‏ ‏آخر‏” ‏يحمل‏” ‏خيانة‏ ‏أخري‏” ‏وإنما‏ ‏هو‏ ‏مستوى ‏آخر‏ ‏متداخل‏ ‏من‏ ‏الرؤية

[6] – يمثل‏ ‏سندباد‏ ‏معنى ‏عاما‏ ‏يكاد‏ ‏يكون‏ ‏مؤكد‏ ‏لهذه‏ ‏الرؤية‏. ‏ولعل‏ ‏أقرب‏ ‏المعانى ‏لما‏ ‏نريد‏ ‏إظهاره‏ ‏هنا‏ ‏ماورد‏ ‏على ‏لسان‏ “بلوم‏” (‏جيمس‏ ‏جويس‏) ‏يحيى ‏عبد‏ ‏الدايم‏” ‏الطفل‏ ‏الرجل‏، ‏مجهد‏; ‏الرجل‏ ‏الطفل‏ ‏فى ‏الرحم‏ -رحم؟‏ ‏مجهد؟‏ ‏يستريح‏.. ‏لقد‏ ‏طاف‏ ‏مع‏ ‏سندباد‏ ‏البحار‏ (‏فصول‏ 1982 ‏المجلد‏ 2 ‏عدد‏ 2 ‏ص‏ 158) ‏وهنا‏ ‏تعلن‏ ‏الرحلة‏ ‏بشقيها‏، ‏وأنه‏ ‏لكى ‏يستطيع‏ ‏الواحد‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏سندبادا‏ ‏فإنه‏ ‏لابد‏ ‏أن‏ ‏يطمئن‏ -فى ‏نهاية‏ ‏كل‏ ‏جولة‏- ‏إلى ‏رحم‏ ‏ينتظره‏ ‏صفلا‏ ‏رجلا‏ ، ‏رجلا‏ ‏طفلا‏، ‏يستجمع‏ ‏نفسه‏ ‏ليبدأ‏ ‏من‏ ‏جديد‏ ‏كل‏ ‏يوم‏ ‏جديد‏، ‏مثلما‏ ‏علمته‏ ‏شهر‏ ‏زاد‏; ‏فطمأنينة‏ ‏شهر‏ ‏يار‏ ‏لرحم‏ ‏شهر‏ ‏زاد‏ ‏المنتظر‏ ‏القابل‏ ‏الرائى ‏هو‏ ‏الذى ‏يسمح‏ ‏له‏ ‏أن‏ ‏يجوب‏ ‏آفاق‏ ‏المعرفة‏ ‏بشقيها‏

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *