الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / قراءة فى كراسات التدريب نجيب محفوظ صفحة (181) من الكراسة الأولى

قراءة فى كراسات التدريب نجيب محفوظ صفحة (181) من الكراسة الأولى

“نشرة” الإنسان والتطور

الخميس: 18-12-2014

السنة الثامنة

العدد: 2666

 mahfouz 2

 ص 181 من الكراسة الأولى

18-12-2014 بسم الله الرحمن الرحيم
نجيب محفوظ
أم كلثوم نجيب محفوظ
فاطمة نجيب محفوظ
ذهبت إلى السوق فلم أجد
موضع لقدم وجاءنى العون من
صاحب خبرة بالزحام فشق بى
سبيلا إلى غايته واقنعنى بأنها غايتى
لم أجد فى ذلك بأسا وكانت
سبب الكثير من  افراحى وحزنى
ولكن صاحب الخبرة اختفى
فى زمن يسير وتركنى أبحث
عن شىء كنت أبحث عنه
. . .  .(?)
                      نجيب محفوظ

 

  القراءة:

وها هو جديد آخر يتخلق، مرة أخرى لا أسمح لنفسى أن أقرأه ناقدا وهو بعد لم يتم أشهر تكوينه، لكن دعونا نتعلم كيف يتخلـّق الإبداع واحدة واحدة.

المتن:

ذهبت إلى السوق فلم أجد موضع لقدم وجاءنى العون من صاحب خبرة بالزحام فشق بى سبيلا إلى غايته، واقنعنى بأنها غايتى، لم أجد فى ذلك بأسا وكانت سبب الكثير من افراحى وحزنى، ولكن صاحب الخبرة اختفى فى زمن يسير وتركنى أبحث عن شىء كنت أبحث عنه”……”(؟) (1)

لمحات من قراءة النص:

“صاحب خبرة فى الزحام” هل يوجد خبير زحام وخبير براح؟ نعم يوجد، لكن هذا تعبير يجعلك تتصور كيف أن الخبرة يمكن أن تكون فى أى شىء، وكل شىء ثم تلحقه جملة “شق بى سبيلا”، وقد فضلت أن أقرأها “بى” وليست “لى” كما بدت لأول وهلة، ذلك أنها حين أصبحت “شق بى” رأيته وقد تأبط ذراعه مثلا، المفاجأة  ليكون إبداعا: هى أن صاحبنا اقتنع بتغيير غايته إلى غاية من سهّل له سبيله، ولا نعرف ما هى غاية هذا المرشد الماهر، ولا يمكن استبعاد الخير كما لا يمكن استبعاد الشر، لكن صاحبنا كان من الطيبة والوعى وربما الرغبة فى الاستكشاف ألا يجد فى ذلك بأسا، ومثل أى طريق مجهول نسبيا لابد من أحزان وأفراح لتكون حياة، وتبدو الصحبة معقولة وبغض النظر عن الموقف الحُكمى: خيراً أو شراً، لتصبح الصحبة فى ذاتها مأربا جيدا.

لكنها لا تدوم، فيختفى صاحب الخبرة ويدعنا، لايدع صاحبه فقط، نضرب كفا بكفاً فلا نعرف يا ترى هل استطاع صاحبنا أن يتبين ماذا كانت غاية المرشد الخبير بالزحام حتى يواصل السعى إليها وحده، أم أنه تخلى عنه هكذا فقط ولم يبق أمامه إلا مواصلة البحث وحيدا كما بدأ وحيدا؟ البحث عن ماذا يا ترى عن غايته الأولى أم عن غاية الخبير الذى تبناها راضيا أم عن غاية مجهولة تصل به إلى ما لا يعرف

وبالمصادفة لا أتمكن من قراءة الكلمة الأخيرة التى تشغل أول سطر (وحدها) فأضفت ذلك أيضا من جانبى حثـًّا على مواصلة البحث….

ها هو ذا إبداع “آخر يتخلق” أمام ناظرينا

وهو بعدُ جنيناً.

[1] – كلمة غير مقروءة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *