الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / قراءة فى كراسات التدريب نجيب محفوظ: صفحة 120 من الكراسة الأولى

قراءة فى كراسات التدريب نجيب محفوظ: صفحة 120 من الكراسة الأولى

نشرة “الإنسان والتطور”

الخميس : 15-8- 2013

السنة السادسة

العدد: 2176

صورة نشرات تدريب محفوظ

ص 120 من الكراسة الأولى

120 صفحة تدريب محفوظنجيب‏ ‏محفوظ

أم‏ ‏كلثوم‏ ‏نجيب‏ ‏محفوظ

فاطمة‏ ‏نجيب‏ ‏محفوظ

————

ليحفظنا‏ ‏الله

العمر‏ ‏الطويل‏ ‏لمن‏ ‏تصفو‏ ‏له‏ الحياة

وإذا‏ ‏جاء‏ ‏نصر‏ ‏الله‏ ‏والفتح

الحمد‏ ‏لله‏ ‏رب‏ ‏العالمين

عندما‏ ‏يأتي‏ ‏المساء

دع‏ ‏النوم‏ ‏يجئ‏ ‏وقتما‏ ‏يشاء

إذا‏ ‏لم‏ ‏تنم‏ ‏بالليل‏ ‏ونمنا‏ بالنهار‏ ‏فلا‏ ‏خسارة‏ ‏هناك

أنه‏ ‏وهم‏ ‏أن‏ ‏تظن‏ ‏إنك‏ ‏لا‏ ‏تنام‏ ‏الليل كله

‏ ‏نجيب‏ ‏محفوظ‏   4‏ ‏يونية‏ ‏

 

 القراءة:

عاد شيخنا بعد فترة لم أفهم سرها يكتب اسمه ثم اسم كريمتيه فى بداية التدريب، وكنت حسبت من البداية أن هذا الافتتاح كان أسهل عليه فى بدء مرانه، وأيضا أقرب إلى وجدانه لقرب كريمتيه من نبض قلبه طول الوقت، برغم ندرة حضورهما فى أحاديثه، طبعا ولا فى أحاديثنا معه، وأعتقد أن دعوته اللاحقه “ليحفظنا الله” كانت لهما اساسا، وله أساسا أيضا، فما وصلنى منه وعنه حتى نجاته من الحادث كان دائما وأبداً “فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ”.

أما أن “العمر الطويل لمن تصفو له الحياة“، فقد  وصلتنى باعتبار أن عمرنا لا يقاس بعدد السنين التى بلغناها أو التى نقضيها أو التى تتبقى لنا، وإنما يقاس بنوع اللحظات التى نعيشها ونتعمقها فترق لنا ونرق لها، وهذا هو معنى الصفاء الذى وصلنى منه فى هذا السياق، وهو النصر المبين بمعنى أن يمتلك صفاء هذه اللحظات فيملؤها بما نستحق هو الذى امتلك مقود الزمن ونوعية الحياة التى تستحق أن تسمى عمرا.

لا أريد أن أبالغ فأربط بين الأسطر الأربع من الدعاء بأن يحفظنا الله، فتكون الحياة نصرا على الزمن، وفتحا مبينا يستأهل الحمد، ولكننى اطمأننت لمّا وصلتنى مترابطة وقررت ألا أفرضها على أحد، فالأرجح أنه لا رابط لمن شاء ألا يجد بينها رابط.

وقبل أن يعطينا درس مجرّب فى النوم وطبيعته بل ووظيفته بما يحويه ويؤديه لنا، مهد لذلك بأغنية يحبها وأحبها أنا كذلك، كما أحببتها أكثر وأنا استمع إليها تمهيدا لتعقيبى على ورودها صفحة (62) & (119).

النوم عند شيخنا كان شاغلا متوسطاً وصلنى بعد الحادث، وكان أمرا طبيعيا أن يخشى شيخنا الأرق وما يصاحبه بعدما كان الذى كان، وقد تجنبت بشكل حاسم أن أشير عليه بأى منوم له أثر باق فى الصباح، وكل ما وصفته له هو مهدىء خفيف يساعد فى بدء النوم لا أكثر، على ألا تزيد جرعته أبدا، وقد التزم بذلك سنين عددا، إلا أنه كان يعتريه بعض القلق، الذى يصل أحيانا إلى حد الهلع حين تقترب حية علبة هذا المهدىء من الانتهاء، فيسأل ويكرر السؤال إن كان لدىّ غيرها، أو إن كانت متوفرة فى السوق، فأطمئنه بشكل حاسم، وأنه يوجد بدائل كثيرة ليست منومة أيضا، لكنه يبدو أنه اطمأن إلى كفاءة وحدود هذا المنوم، وأقرر وأعترف أنه استطاع الاستغناء عنه وحده دون نصيحة منى، ربما بناء على اقتراح أحد الزملاء أو الأهل، ولم تحدث أية مشاكل والحمد لله، ففرحت به وفرحت له.

أما ما جاء فى نص صفحة التدريب هذه عن النوم فهو جدير بالرصد لأنه علم بسيط من مجرّب أمين،

فعلا: “دع النوم يجىء وقتما يشاء“، هذه نصيحة رقيقة أفضل كثيرا مما أفعله مع بعض مرضاى الذين يجعلون من لحظة استجلاب النوم معركة لا لزوم لها، فكنت أوصى بعضهم أنه “ممنوع النوم إلا غصبا”، فيتعجب الواحد منهم كيف يكون النوم ممنوعاً، فأقول له إن هذه مسؤوليتى، وعموما إذا غلبك النوم فلن أعتب عليك فهو سيغلبك غصباً عنك، وهذا استثناء متضمن فى الأمر بعدم النوم، وكان أغلبهم لا يستجلب النوم ولا حتى ينتظره بل أحيانا يقاومه وحين يأتى فى الاستشارة يكاد يعتذر أنه نام “غصباً عنه” وكأنه يطلب سماحى لمخالفته أوامرى، يحدث ذلك عادة ونحن نضحك معا.

وها هو هذا استاذنا يصل إلى نفس الفكرة بطريقة أرق ثم يردف ذلك بحقيقة علمية وهى أن الجسم (والمخ) يحتاج إلى عدد معين من ساعات النوم سواء كان ذلك ليلا أم نهاراً، وهذا صحيح من حيث المبدأ، وإن كان من الأفضل أن تسير دورات النوم مع دورات الليل والنهار (النور والظلام) (اللباس والمعاش).

أما أنه “وهم أن تظن أنك لا تنام الليل كله” فهذه حقيقة علمية جميلة تصدر عن مجرّب رقيق، وهى ما نسميه “الأرق الذاتى  “Subjective Insomnia” ونعنى به حالة الذى يشكو من أنه لا ينام، فى حين أنه ينام، ومن طريف ما احاور به مريضتى – مثلا– التى تشكو من عدم النوم نهائيا، أسألها هذه الشكوى منذ كم من الوقت فتجيب مثلا منذ اثنى عشر عاما، فأرد عليها، ومع ذلك فصحتك مثل الفل “زى الفل” يبدو أنها “بتيجى على قلة النوم” ما رأيك لو نمضى الاثنى عشر عاما القادمة مثل التى مضت حتى نحافظ عليها، وأشير لزوجها الذى يشير إلى وهو يقف وراءها أنها تنام وتشخر وأنه هو الذى لا ينام من شخيرها، ونضحك وأعلمها كيف تكف عن اللعب مع النوم لعبة “القط والفأر” حتى لا يهرب منها، لعل هذا هو ما عناه شيخنا برقته وهو يقول “وهم أن تظن أنك لا تنام الليل كله” أما علاقة النوم بالأحلام بإبداع الأحلام فقد قلت فيه ما يكفى فى مكان أخر.

أما ما ورد من قبل فى صفحات التدريب السابقة فأشير إليه فيما يلى:

* ليحفظا الله: ورد هذا النص فى صفحة التدريب (2) نشرة 31-12-2009، وصفحة التدريب (31) نشرة 4-8-2011، وصفحة التدريب (95) نشرة  20-9-2012

* إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ: ورد هذا النص فى صفحة التدريب (15) نشرة 18-2-2010، فى صفحة التدريب (83) نشرة 5-7-2012، ، وفى صفحة التدريب (85) نشرة 19-7-2012، وفى صفحة التدريب (88) نشرة 9-8-2012، وفى صفحة التدريب (93) نشرة 13-9-2012، وفى صفحة التدريب (97) نشرة 4-10-2012.2010 وفى صفحة التدريب (109) نشرة 28-3-2013

* الحمد لله رب العالمين: ورد هذا النص فى صفحة (7) نشرة 21-1-2010، وفى صفحة التدريب(16) نشرة 25- 2 – 2010، وفى صفحة التدريب (113) نشرة 27 – 6 -2013، وفى صفحة التدريب (115) نشرة 11-7-2013

* عندما يأتى المساء: ورد هذا النص فى صفحة (62) نشرة 23-2-2012، وفى صفحة التدريب (119) نشرة 8-8-2013.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *