نشرة “الإنسان والتطور“
31-3-2011
السنة الرابعة
العدد: 1308
الحلقة التاسعة والستون
الإثنين: 19/6/1995
مررت عليه فى نوفوتيل المطار، لم أذهب هناك من مدة، قابلت عادل عزت، وزكى سالم ونعيم وخالد الرخاوى وحافظ طبعا ومحمد يحيى، والبنتين اللتين لا أعرفهما، كان الحديث أيضا عن حكم المحكمة، بالتفريق بين نصر أبو زيد وزوجته، وكان حافظ يعترض على البيان الذى أصدره نصر أبو زيد فى الصحف، وبعضه أخذ عنوان أشهد ألا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، وكأنه كافر واستتيب فتاب، واعترضت على الاعتراض، فليست البطولة أن تقف فى وجه تخلف تغلغل حتى فى ضمير القاضى، وإنما الرد على التافه يكون بما هو أتفه منه، وشهادة ألا إله إلا الله ليست تافهة، وإنما النطق بها بهذا الشكل السطحى، هو الرد المناسب لهذا الحكم السطحى، وكذلك فإن هذا الحوارالغبى يفتح الباب للردة، ثم التوبة، ولو حدث هذا مائة مرة فلْيتبْ صاحب الرأى مائة وواحد، ثم يقول رأيه ويتوب وهكذا، والتقط الأستاذ دون غيره ما فى موقفى من سخرية وواقعية فى آن، ثم كان الحديث أيضا عن رأى نصر أبو زيد فى ضرورة تسوية المرأة بالرجل فى الميراث مخالفا بذلك النص، فقلت إن تعريف الذكر سنة 1995 غير تعريف الذكر منذ أربعة عشر قرنا، فالذكر – نفسيا وسلوكيا الآن غير الذكر فى المجتمع قديما بما فى ذلك المجتمع أو حتى الإسلامى التقليدى، الذكر هو الإنسان الذى يتمتع بصفات المبادأة، والاقتحام والمسئولية واتخاذ القرار والإنفاق،، وبما أن المرأة تتمتع بكل هذه الصفات هذه الأيام فإنها تستحق أن تتمتع بحق الميراث كاملا مثلها مثل الذكر، ثم عليها – إذن – أن تساهم فى الإنفاق، فالدين الإسلامى يلزم الرجل – ولو كانت زوجته مليونيرة- أن ينفق الرجل على زوجته طول العمر، وبالتالى فالنصف الذى تأخذه هذا هو “مصروف يد” هدية من أبيها، وحكيت قصة أبى الذى نادانى قبيل موته وأخطرنى أن والدتى حين تزوجها كان عندها فدانين ونصف، وأن ريع هذه الأفدنة لو أجّرتْها طوال هذه السنين سوف تدر على الأقل كذا، وأنه باع هذه الافدنة سنة كذا، واشترى بدلا منها أرضا أكبر، فريعها كذا، وأنه علىّ أن أجمع كل هذا بعضه إلى بعض، ثم أعطيه لها، قبل أن تحصل على ميراثها الشرعى منه الذى هو الثـُّمن، وقد فعلت ذلك فعلا، ووافقنى إخوتى عليه. فوصلها أكثر بكثير من أى ذكر فينا نحن الثلاثة، مع أننا اتفقنا على أن كل ما ترك والدى هو لها حتى تقضى، ثم انتبهت إلى نقطة أهم وهى أن الإسلام ليس به توريث أصلا لأنه لا يعترف بالملكية، فالمسألة كلها حمل أمانة، لأن ملكية المال أو الأرض أو أى شىء هى لله، ونحن مستخلفون في ما نحوزه بعض الوقت (مدة حياتنا) ثم ننقله لأبنائنا لا ليتملكوه، ولكن ليوصلوه إلى أهله، فهم “موصلاتية” لا أكثر، والميراث إذن هو مسئولية يحمل عبئها الذكر لأنه الأقوى، والأقدر حينذاك، وحين يجتهد فرد الآن ويقول إن المرأة ترث مثل الرجل فإنه لا يحرم الرجل حقه بقدر ما يخفف عنه مسئوليته، ويسألنى نعيم كيف يوصله (المال/الميراث) لأصحابه، من هم أصحابه؟: فأكرر ما لم يسمعه نعيم منى وسبق ذكره أن اصحابه – عندى كما أوصيت أولادى بلا ضمان غالبا- هم الناس، عامة الناس، أو المصلحة العامة، ومن ذلك: وسائل تحريك وعى الناس، وتعميق الثقافة وتنمية الفطرة، ويقول محمد إبنى مازحا (مع أنه الوحيد الذى سمع منى مثل هذا الكلام ألف مرة)، أنا مستعد لتوصيل ما تشاء خلّ عنك!!، ويرفع الأستاذ حاجبيه باسما ولا يعلق، وأتصور أنه يوافقنى وأثناء انسحابى مستأذنا (لم أمكث إلا بضع دقائق) خطر ببالى تعبير أكثر حداثة للميراث فى الإسلام بهذا المعنى الذى قدمته، وهو أنه عملية “نقل عهدة،” وكنت قد قلت أثناء النقاش إن الإبن (والبنت) أوْلى بتولى مسئولية حمل الأمانة باعتبار أن الوالد (أو الوالدة) المسلم قد نجح أن ينقل لهم إسلاما صحيحا قبل أن ينقل لهم أمانة عيانية فى شكل ميراث أو ما شابه.
هامش حرافيش الخميس: 10/8/1995
أيام كثيرة مرت لم أكتب فيها عن صحبته، ذلك لأنى لم أعد أصاحبه كثيرا مثل الأول، وإن لم يغب عن وعيى لحظة، المولد أول أمس. توفيق مسافر أمريكا بشأن يتعلق بالشركة الجديدة، حين أسمع حديث رجال الأعمال، أو عن رجال الأعمال، أمتلئ إعجابا بكل هذا الاغتراب والمثابرة إعجابا مختلطا بدهشة بالغة وأنا أشفق عليهم وعلى نفسى وعلى المنطق السليم، أكاد أتبين كيف أننى لا أعرف كثيرا فى الطبيعة البشرية كما أتصور ويتصورون.
أحمد مظهر حضر إلى منزل الأستاذ قبلى بقليل، لكننى لحقته قبل أن يدخل وسألته شاكر عن سبب التبكير فقال إنه يريد أن يستأذن الأستاذ فى أن يلقى فيما يسمى الليلة المحمدية مقطعا صوّر فيه المؤلف “… زهدى ؟؟؟” موقف الأستاذ وهو يخاطب رسول الله شاكيا شارحا موقفه متعجبا من عدم فهم الشباب للإسلام الذى أدى إلى غرس النصل فى العنق، وفعلا يستأذنه ونحن فى السيارة، ويوافق الأستا ذ كالعادة، أثناء ركوبنا السيارة أيضا يقرأ أحمد مظهر للأستاذ الفقرة التى تبدأ بـ: “أنا نجيب محفوظ أتيتك من أرض الكنانة”، ثم تشرح كلمة مظهر فى سطحية خطابية مباشرة أنه كان ضد الظلم وضد الطغيان..إلخ ويكرر بعد كل مقطع: ”كما رفض الإسلام”، ”كما رفض الإسلام”، وأحس بالغثيان من فرط السطحية والمباشرة، ولكن الأستاذ مازال موافقا – كما تعلمت أنها عادته- وحين أسأله لاحقا فى الفندق: عن رأيه فى كل هذه السطحية يرد ” هذا عمل ليس مسرحيا وليس دراميا، إنه خطبة متعددة الأصوات بمناسبة دينية محددة، ولا ينبغى قياسها بغير ما هى له، فأتعلم وأحترم وأصمت، وأخبره عن أن المولد لم يعد مولدا، وأتساءل ما هو البديل لهذا الكرنفال الذى كنت أنتظره صغيرا من العام للعام ونحن فى زفتى، والذى كان يسير يوم المولد عبر داير البلد كلها، وأهل الحرف كل على عربة كارو يمارس حرفته، الحداد يدق، ومبيض النحاس يلف داخل الحلة العملاقة، وصانع الفخار، والسباكين، ثم مواكب الطرق الصوفية، يقول الأستاذ إنه لم يحضر المولد بهذه الصورة، وأنه حين نشأ فى العباسية طفلا كان المولد بالنسبة له مكان متسع خال، يمتلئ بالسرادقات فى مناسبة المولد (أشبه بمولد الحسين الآن أو مولد الرفاعى) وأن المصالح الحكومية كانت تتنافس فى نصب سرادقاتها مثلها مثل الطرق الصوفية سواء بسواء، وأن السرادقات كانت تمتلئ بالمنشدين والمداحين، ويذكر منهم الشيخ على محمود، ولا أعرف كيف سرحت فسألت على محمود من؟، فابتسم متسامحا وقال إنه الشيخ على محمود الصييت الأشهر، ويذكر كيف كانوا يتسللون إلى بيته فى العباسية شارع المخزنجى، هو وأولاد نويرة، فؤاد نويرة وعاصم نويرة (وكان عبد الحليم نويرة مازال طفلا صغيرا عنهم، يصحبهم أحيانا قليلة، وينادونه حليم)، وقد كان تلصصهم تحت الشرفة ليشاهدوا محمد عبد الوهاب وهو عند الشيخ عبد الحليم يسمعه بعض معزوفاته وأغانيه قبل أن يخرج بها إلى الجمهور، كان يذهب إليه سائرا على قدميه حاملا عوده، ونادرا فى حنطور، وذلك قبل اختراع التاكسى وهذه الأشياء، وكان عبد الوهاب يضع اعتبارا هائلا لتذوق ورأى الشيخ على محمود، وأسأل الأستاذ كيف كان الحوار النقدى فى إبداء الرأى آنذاك ، فيقول الأستاذ فى الأغلب كان عبد الوهاب يتلقى الرسالة من تعبير الوجه، أو هزة الرأس، أى إيقاع وأى حوارات وأى فن !!! كان الشيخ على محمود أعمى \؟ وأضاف الأستاذ أن الشيخ على محمود كان إذا أنشد نفس النص يعتبر نصا صوفيا ومديحا إلهيا أو نبويا، وإذا غنته أم كلثوم كان يعتبر أغنية عاطفية، فمثلا، يقول الأستاذ، أغنية “أدر ذكر من أهوى ولو بملامِ فإن أحاديث المحب مدام” تنفع فى مدح النبى عليه الصلاة والسلام، كما تنفع فى مدح المعشوق، وهكذا
يقول أحمد مظهر للأستاذ: هل تذكر الشيخ محمود صبح، فيقول طبعا، كان ذلك أيام الإذاعات الأهلية، وكان التنافس بينهما طريفا ودالا، وكان مدحت عاصم يقدم بعض المقطوعات الأجنبية فى إذاعة ما، ويرد عليه الشيخ محمود صبح بتعميق النغم الشرقى والطرب البلدى، وكان أحيانا يوجه الأغنية قبل أن يبدأها لمدحت عاصم قائلا: إسمع دى يا مدحت يا أعمى، أو بعد ما يعقب فى الإذاعة: سامع يا مدحت يا عاصم يا أعمى !!، ويعقب الأستاذ ضاحكا: مع أن الشيخ صبح كان فاقد البصر فعلا، ولا يتردد فى أن يسب مدحت عاصم بالعمى، ويقول الأستاذ مخاطبا مظهر أنه كان للشيخ محمود صبح أسطوانات حقيقية أيام كانت الأسطوانات عبارة عن أسطوانة مجوفة فعلا لا قرصا يدور حول نفسه، بل أسطوانه تلف أمام إبرة خاصة، وهذا أصل التسمية، ويقول الأستاذ إن الشيخ صبح كان صاحب أعمق صوت باز سمعته، ويعقب أحمد مظهر على قبح غنائه، ولو أنه لا ينكر أنه كان له شخصية مميزة، يقول الأستاذ إنه كان مغنيا ومقرئآ وملحنا ورافع أثقال (يشيل حديد) ومصارعا، ويقال إنه مات نتيجة لزيادة الجرعة، ثم سقوطه من شرفة منزله وهو لا يرى.
ويرجع الأستاذ إلى ذكر الشيخ على محمود فيقول إنه هوالذى كان يحيى ذكرى سعد زغلول فى سرادق يقرأ فيه القرآن بشكل خليق بالمناسبة، ويذكرالأستاذ أن الشيخ على كان حين ينتشى وهو يرتل قصار السور تبلغ النشوة بالسامعين مبلغا، ويصف الأستاذ النقراشى وهو يقفز من مقعده بعد أن يختم الشيخ على محمود وصلته بقراءة قصار السور، ويندفع نحوه يقبله ويحتضنه مبتهجا.
وبمناسبة الحديث عن المولد النبوى أذكر للأستاذ أن أول شعر كتبته كان فى مدح النبى فى هذه المناسبة، وأظن كان عمرى ثلاثة عشر، فيطلب الأستاذ سماعه إن لم أكن نسيته، فأتذكر وأعيد:
ولد السعيد فأسعدا هاك الظلام تبددا
فالنور قد ملأ الفضا فى يوم أن ولد الهدى
أبشر بنى الإنسان قد أهداك ربك مرشا
قد كنت ضالا فاهتديت وكنت عاقا مفسدا
وعبدت ما صنعت يداك وصار صنمك سيدا
والغار يشهد أنه أمضى الليالى ساجدا
يدعو القدير ويبتغى منه الهداية والرضا
فاختاره الله القدير لكى يكون المنجدا
ويضحك الأستاذ، ويقول كيف حفظت ذلك حتى الآن، فأقول لقد عثرت عليه مؤخرا فى أوراق قديمة، بل إننى عثرت على شعر غريب فى نفس السن (13/14)، أدعو فيه نفسى إلى الثورة والتبذير والمجون، فى وقت كان مصروفى الشهرى هو ثلاثون قرشا صاغا بالتمام، فلت فيه:
أنظر إلى مالـِكْ واعجب على حالكْ
وابكى على ما فاتْ من عمرك الحالكْ
فأنت من أمواتْ فاسلك مع السالكْ
فى عالم اللذاتْ فكلّكم هالك ْ
وأسأل الأستاذ كيف أن من كتب هذا كتب ذاك فى نفس السن، ثم ما هذا التناقض كله بين واقع المصروف (30 قرشا صاغ شهريا، أى قرشا واحدا يوميا) ثم أكتب شعرا يقول: انظر إلى مالك، واسلك مع السلاك فى عالم اللذات، وأنا لم أكن أعرف عن هذا العالم إلا صور سوزان هيوارد فى مجلة مسامرات الجيب، أو كتابات عبد الرحمن الخميسى فى الصفحة الأخيرة فى المصرى، وأى عمر حالك هذا الذى فات، وكل الحكاية ثلاثة عشر عاما بالعافية ؟؟ وأسأل الأستاذ ألم يكتب شعرا صغيرا ؟ فيقول طبعا كتبت، وقطعته، وأسأله لماذا؟ يقول أنا مقطّعاتى، إذا كتبت شيئآ وعرفت أنه لا يصلح أقطعه فورا، فأسأله وكيف تعرف أنه لا يصلح، لعله يصلح، يقول أسمع تعليقا أو رأيا، فأقتنع أو أشك فأقطعه، فأحتج أن التعليق ربما جاء ممن لا يفهم أو لا يتذوق، فيقول هذا وارد، ولكنى كنت أعتمد على من أثق فيهم مثل سلامة موسى، فمثلا كتبت فى أول حياتى قصصا مزقتها بعد أن عرضتها عليه وهز رأسه قائلا: أن هناك موهبة، لكن هذه المحاولات لا تصلح للنشر، كانت القصة الأولى باسم ” أحلام القرية، والأخرى كانت عن لعب الكرة أو لعيب كرة، وقطعتهما بعد أن سمعت رأى سلامة موسى، وأقول له إنه ليس قرويا أصلا، ولا يعرف ما هى القرية حيث أنه قاهرى لحما ودما، فكيف بدأ بـ “أحلام القرية؟” فيضحك ويقول فعلا، ولكننى كتبتها من خيالى فإذا بها مدينة صغيرة بها مزارع وفلاحين أو شىء من هذا
وأستزيد من حديثه عن علاقته بسلامة موسى، فيقول إنه كان يعرض عليه كتاباته التى كانت مقالات أساسا حيث كان يخفى الجانب الآخر (مشروع القاص أو الروائى) عنه وعن الجميع، وأن سلامة موسى كان يسمع له ويشجعه، وكان لسلامة موسى رأى فى الرواية المصرية أو العربية، وأنها مستحيلة بالنموذج الغربى، فالنموذج الغربى يعيش مجتمعا فيه حرية وصراحة وجسد وحوار، أما المجتمع العربى الإسلامى فهو شىء آخر، وكان يتصور أن القادر على كتابة رواية عربية هو شيخ من الأزهر أو خريج أزهر أو شىء من هذا القبيل، وأقول له يبدو أن سلامة موسى كان علامة فى تكوينك، فيقول إنه أب لكل هذا الجيل الذى مهد لثورة يوليو، وأن موقفه الاجتماعى (لا الإبداعى) هو الذى أعطاه هذه المساحة الكبيرة من التأثير، أما عن العلاقة به فقد كان لسلامة موسى الفضل فى بداياته حيث رد على أحد خطاباته بدعوته ذاكرا له عنوان المجلة التى كان يصدرها وعنوان البيت، وقد عرضت عليه رواية ”عبث الأقدار”، وكان إسمها بطولة خوفو، وقد اعترض على الإسم وهو الذى اقترح اسم عبث الأقدار، مع أن إبنه إسمه خوفو، وأذكر كيف كان خوفو ابنه يلعب حولنا ونحن نتحادث، وقد وافقت على الإسم مع أن الشيخ مصطفى عبد الرازق حذرنى من أن الإسم قد يكون مثيرا دينيا، فنحن المسلمين لنا موقف مقدس من القدر والأقدار إذ أن الإيمان بالقدر هو جزء من أساسيات العقيدة، فكيف نصورها أو نتصورها وهى تعبث. ويمضى الأستاذ يحدثنى عن توجيهات سلامة موسى له، ويقول: أنت تعرف كم أنا إنطوائى (ولم أعرف تماما مدى ما يقصد من استعمال هذا اللفظ) ويضيف، فمثلا أنت تعرف كم أحب العقاد وطه حسين، ومع ذلك لم أجرؤ أن أذهب لهذا أو ذاك متطوعا، ولم يدعُـنى أيهما مثلما فعل سلامة موسى، فلم أذهب خجلا، لكن سلامة موسى كان مرحبا منصتا وهو الذى دعاني.
وينتقل أحمد مظهر إلى حديث الفن ويستعيد مع الأستاذ ذكر الشيخ سلامة حجازى، وأغنية “اليوم باحت بالدموع محاجرى” فيتذكر الأستاذ رواية روميو وجولييت والشيخ سلامة يشدو: جولييت ما هذا السكوت.
فرصة! توفيق غير موجود، فالعشاء سمك عند (مطعم أبو زيد)، ذهبنا ورفض أحمد مظهر مشاركتنا مكتفيا بمشهيات خفيفة بادئة، الأستاذ شهيته مفتوحة، أكلنا فى صمت نشط، وأخذ أحمد مظهر يعلق على سمك البوربونى، ويحكى لماذا هو نظيف شهى، ويشرح بأن ذلك لأنه يعيش وسط الحجر، ويأكل أعشابا حجرية متميزة، ولذلك يسميه أهل السواحل، بوربونى الحجر، وحين انتهينا من الطعام، قال أحمد مظهر واصفا منظرنا ونحن نتبارى فى التهام السمك ونعزم على بعضنا البعض الأستاذ وشخصى ويقول مظهر: “لقد كنت أشاهد مباراة فى كرة الماء”
هؤلاء الفنانون!!
هؤلاء الفنانون!