الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / فى رحاب نجيب محفوظ قراءة أخرى للحلم (43) تقاسيم على اللحن الأساسى

فى رحاب نجيب محفوظ قراءة أخرى للحلم (43) تقاسيم على اللحن الأساسى

نشرة “الإنسان والتطور”

الخميس: 2-11-2017محفوظ

السنة الحادية عشرة

العدد:  3715                         

فى رحاب نجيب محفوظ

قراءة أخرى للأحلام الأولى (43- 52)

تقاسيم على اللحن الأساسى

نواصل تقديم الــ 52 حلما الأولى بأسلوب: “التناصّ النقدى

نص اللحن الأساسى: (نجيب محفوظ)

 الحلم‏ (43)

ليلة‏ ‏زفاف‏ ‏ابن‏ ‏عمى ‏تقام‏ ‏فى ‏بيتنا‏ ‏بالعباسية‏ ‏بين‏ ‏الطبل‏ ‏والأغانى‏. ‏يتقدم‏ ‏ابن‏ ‏عمى ‏تتأبط‏ ‏ذراعه‏ ‏عروسه‏ ‏فى ‏حلة‏ ‏العرس‏. ‏وقبل‏ ‏أن‏ ‏يصعدا‏ ‏السلم‏ ‏إلى ‏الداخل‏ ‏يعترضهما‏ ‏مفتش‏ ‏الشرطة‏. ‏ذهلنا‏ ‏وتساءلنا‏ ‏عما‏ ‏وراء‏ ‏ذلك‏. ‏انقض‏ ‏المفتش‏ ‏على ‏العروس‏ ‏فتفحص‏ ‏وجهها‏ ‏وأخذ‏ ‏بصمتها‏ ‏على ‏لوح‏ ‏صغير‏ ‏وفحصه ‏بمنظار‏ ‏مكبر‏ ‏وألقى ‏القبض‏ ‏عليها‏ ‏وسار‏ ‏بها‏ ‏إلى ‏سيارة‏ ‏الشرطة‏، ‏وأدرك‏ ‏الجميع‏ ‏ما‏ ‏يعنيه‏ ‏ذلك‏

‏وأقبلوا‏ ‏على ‏ابن‏ ‏عمى ‏يواسونه‏ ‏ويحمدون‏ ‏الله‏ ‏الذى ‏نجاه‏ ‏من‏ ‏شر‏ ‏أوشك‏ ‏أن‏ ‏يطوقه‏،

‏ورغم‏ ‏ذلك‏ ‏فقد‏ ‏مضى ‏الشاب‏ ‏وهو‏ ‏يبكى ‏وقررت‏ ‏أن‏ ‏أمضى ‏الليلة‏ ‏فى ‏بيت‏ ‏العباسية‏ ‏مع‏ ‏أهلى ‏ولكنى ‏اكتشفت‏ ‏أن‏ ‏جميع‏ ‏مصابيحه‏ ‏الكهربائية‏ ‏معطلة‏. ‏

فسألت‏ ‏أختى ‏كيف‏ ‏يعيشون‏ ‏فى ‏الظلام‏. ‏واكتشفت‏ ‏أيضا‏ ‏أن‏ ‏جدرانه‏ ‏تحتاج‏ ‏إلى ‏ترميم‏ ‏ودهان‏ ‏وضقت‏ ‏بالمكان‏ ‏ونويت‏ ‏أن‏ ‏أصلحه‏، ‏وأعيده‏ ‏إلى ‏رونقه‏ ‏القديم‏.

 التناصّ (التقاسيم): (يحيى الرخاوى)

وفى الصباح ذهبت إلى المقاول صديق المرحوم والدى، وطلبت منه أن يأتى ليعاين البيت آملا فى أن يكرمنى بحق صداقته مع والدى، وأخذ المقاول يبحلق فى وجهى وكانه يرانى لاول مرة، وسألنى سؤالا تعجبت له حيث قال: ألم تكن زفتك ليلة أمس، وحين قلت له إننى انوى إصلاح البيت لأننى بدأت أفكر فى الزواج فعلا منذ أيام، فأكمل وكأنه لم يستمع إلى، وقال: لكننى متأكد يا إبنى، هل أثـَّر الحادث فيك إلى هذه الدرجة، إنتظر التحقيق لعلها تكون بريئة، وحينئذ خيل إلى أنه هو المجنون ولست أنا، فسألته أن يعيد ما قال، فأشار إلى جندى كان يمر وقال: كله من هؤلاء، إمـّا أن تعطيهم المعلوم أو يلفقون لك تهما ما أنزل الله بها من سلطان، إبعد عنهم يا بنى، خيرها فى غيرها! وأسرعت إلى صالون الحلاق التى اعتدت الذهاب إليه، وحيانى صاحبه بترحيب مألوف، وكان مشغولا فأشار لى بالانتظار، فشكرته لاستعجالى، وأطلت النظر فى المرآة وأنا أتحسس وجهى لأتعرف عليه وهل هو أنا أم العريس، فاستغرب الرجل وقال لا بأس إن دقنك يمكن أن تنتظر يومين على الأقل، فشكرته وانصرفت وأنا أتلفت.  

 

النشرة التالية 1النشرة السابقة 1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *