فى رحاب نجيب محفوظ: تقاسيم على اللحن الأساسى: الحلم (158)
نشرة “الإنسان والتطور”
الخميس: 16-1-2020
السنة الثالثة عشرة
العدد: 4520
فى رحاب نجيب محفوظ
مراجعة وتحديث التناص على الأحلام المتبقية
(من 53 إلى 210)
تقاسيم على اللحن الأساسى
نص اللحن الأساسى: (نجيب محفوظ)
الحلم (158)
كلفنى الوزير بالتنقيب فى مخزن الفن التشكيلى بالوزارة تمهيداً لإقامة معرض فأخذت مجموعة من الفراشين لإزالة الغبار وقتل الحشرات ولاحظت وجود لوحة كبيرة مغطاة فأزحت الغطاء عنها فطالعتنى صورة الزعيم سعد زغلول جالساً على كرسى الرياسة وشابكاً يديه فوق عصاته. فتأثرت لإهمال الزعيم الذى تربيت فى مدرسته الوطنية وإذا بالحياة تدب فى الصورة فترمش عيناه ويبدل يديه فوق العصا ويتجلى فى عظمة لا مثيل لها وسرعان ما جاءت الوفود من أبناء جيله تحييه وتشكو إليه ما أصابها من ظلم وسرعان ما نسيت تعاليم الوزير والمهمة التى انتدبت لها وانضممت إلى أكبر مجموعة وهى التى كان يتقدمها مصطفى النحاس.
التناصّ (التقاسيم): (يحيى الرخاوى)
…. لم أصدق أننى أسير بالصف الأول على يسار النحاس باشا شخصيا، ولا يفصلنى عنه إلا صاحبة العصمة ومكرم عبيد، تطلعت إليه دون أن ألتفت، لكن قامتى القصيرة حالت دون أن أرى وجهه، فشككت أنه النحاس باشا، فالتفت إلى يمينى فلم أجد لا صاحبه العظمة ولا مكرم عبيد، وابتدأت الهواجس تراودنى، لكن سعد باشا كان أمامى ونحن نتقدم إليه وهو يبدل يديه فوق العصا، فما أنا فيه حقيقة ماثلة، ولكن أين ذهب الباقون؟ لابد من التوقف أو التراجع للخلف لأتأكد أنه النحاس باشا، وأنى فى حمايته، وفجأة أطفئت الأنوار، وأحاطنا ظلام خبيث، وحين أضيئت عرفت أنهم تخلصوا من الصورة بمن فيها ودفنوه حيا، وقبضوا على كل المعزين بعد نهاية آخر جزء من القرآن الكريم، ولم يهتموا بى لصغر سنى.
2020-01-16