نشرة “الإنسان والتطور”
الخميس: 10-1-2019
السنة الثانية عشرة
العدد: 4149
فى رحاب نجيب محفوظ
مراجعة وتحديث التناص على الأحلام المتبقية
(من 53 إلى 210)
تقاسيم على اللحن الأساسى
نص اللحن الأساسى: (نجيب محفوظ)
الحلم (105)
جميع الرجال فى حيٍّنا يحلقون رءوسهم فى صالون عم عبده انجذابا للحسناء الجالسة خلف صندوق النقود وتمنينا جميعا أن تتحسن حالتنا المالية فنحلق ذقوننا كل صباح فى رحاب الجمال وذات يوم وجدتنى أسير فى طريق متألق الجمال والنقاء وإذا الحسناء مقبلة نحوى من بُعد قريب حتى إذا حاذتنى التفتت إلىّ فجأة وأخرجت لى لسانها وبسرعة مذهلة تحول وجهها إلى كتلة خشبية سميكة ملونة فذعرت وسارعت مبتعدا غير أنه ترامى إلىّ صوت ضحك فنظرت ناحيته فرأيت الحسناء تراقص الأسطى وهما فى غاية الحيوية والمرح.
التناصّ (التقاسيم): (يحيى الرخاوى)
…كان الرقص على الرصيف فى أول الأمر، فتوقفت تحت شجرة ليست بعيدة بحيث أراهما ولا يريانى، وأنا أمتلىء غيظا وحسدا يتزايدان، وكانت هى كما نعرفها فى المحل، تمنيت أن يعود وجهها الخشبى ليراه الأسطى مثلما رأيته، لكن كان وجهها يزداد تألقا ومرحا، أما الأسطى فأخذته النشوة، ويبدو أنه لمحنى فأراد أن يغيظنى أكثر فانطلقا يرقصان وسط الشارع الخالى نسبيا غير عابئين بالمارة، وفجأة ظهرت عربة من عربات الشباب ذات الباب الواحد وكأن الأرض قد انشقت لتظهر ومرقت مسرعة وصدمتهما وهما فى حال، لم أفرح أو أشمت، بل أسرعت إليهما أنقذ ما يمكن، كذلك فعل بعض المارة، نظرت فى وجهها فرأيت نفس تعبير المرح والسعادة، لكن جسمها الراقص الجميل هو الذى أصبح كتلة من مطاط بارد مع أن الدم كان ما زال يسيل منه، التفت لأرى ما أصاب الأسطى فلم أجده، ووجدت الناس ينظرون نحو السماء ففعلت مثلهم، فإذا به يتمايل وفى زهو وهو يصعد بهدوء، ويرفع قبضته وإصبعه الإبهام إلى أعلى علامة التفوق والانتصار.