نشرة “الإنسان والتطور”
الخميس: 8-3-2018
السنة الحادية عشرة
العدد: 3841
فى رحاب نجيب محفوظ
مراجعة وتحديث التناص على الأحلام المتبقية
(من 53 إلى 210)
تقاسيم على اللحن الأساسى
نص اللحن الأساسى: (نجيب محفوظ)
الحلم (61)
وصلتنى دعوة عشاء فى بيت قريب عزيز. ولما اقتربت من الباب رأيت أفواجا من المدعوين يدخلون. فأدركت أن الدعوة عامة. ورأيت بين القادمين نخبة من جيل أساتذتى وأخرى من جيل الزملاء. وتبادلنا التحية وبعض الكلام وكان مما أجمعوا عليه أنهم يقيمون الآن فى قرية كرستوفر وقالوا الكثير عن جمالها وتفوقها على جميع القرى السياحية. دخلنا وتفرقنا بين الموائد. وكانت جلستى أمام مائدة صغيرة عارية من كل شىء فلا مفرش ولا طبق ولا أدوات طعام وقبل أن أفيق من دهشتى رأيت شكوكو قادما نحوى قابضا على فخدة خروف محمرة. وسلمها لى يدا بيد وذهب وهو يضحك. صعقت واستأت ولكنى لم أر بدا من قطع اللحم بأصابعى لأتناول طعامى غير أننى كنت أفكر طيلة الوقت فى كرستوفر،
التناصّ (التقاسيم): (يحيى الرخاوى)
…. ورفعت طرف بعض مفرش المائدة الذى لم أحظه فى البداية، أو لعله طار وحده بفضل المروحة القريبة، ووجدت تحته ما يشبه إعلانا أو بيانا بتعليمات الفندق، وأنه يشترط لمن يشغل إحدى غرفه ولو لليلة واحدة أن تكون فصيلة دمه (AB)، وأنا أعرف أن فصيلة دمى هى (O) وأنى بذلك قادر أن أعطى كل الناس، لكن لا آخذ دما إلا من فصيلتى (O)، فعدلت وقررت الانصراف.
وأثناء ركوبى المصعد للانصراف، نظرت في المرآة فرأيت صورتى ولم أتعرف على نفسى، لكن لاح لى فى المرآة عدد من المدعوين من جيل الأساتذة والزملاء وهم يلوحون لى تلويحه غامضة كأنها الوداع “بالسلامة” “بالسلامة”، كما لمحت فى المرآة من ينادى على عرائس الجبس “شكوكو بالأزايز، كاريوكا بالأزايز، ثم راحت عرائس الجبس تتحرك نحوى وتكاد تقفز من المرآة في اتجاهى، ضغطت من جديد على زر رقم الدور الأرضى وإذا بالمصعد يهبط دون توقف ويتجاوز حتى دور البدروم إلى قاعٍ مجهول، وظل يهبط يهبط دون توقف بغض النظر عن محاولاتى مع كل الأزرار، وتذكرت ما جاء في تعليمات الفندق، وفزعت. واستمر الهبوط وأنا لا أستطيع حتى أن أصيح أن فصيلة دمى (O)، وأنه لا يوجد بين النزلاء من هو دمُه من فصيلتى.