نشرة “الإنسان والتطور”
الخميس: 7-6-2018
السنة الحادية عشرة
العدد: 3932
فى رحاب نجيب محفوظ
مراجعة وتحديث التناص على الأحلام المتبقية
(من 53 إلى 210)
تقاسيم على اللحن الأساسى
نص اللحن الأساسى: (نجيب محفوظ)
الحلم (74)
هذا ملعب كبير حل محل بيوت الجيران فى الجانب المقابل من الطريق يملأه الجنود البريطانيون، فيغنون ويرقصون.. ونحن نتابعهم بدهشة وقلق، ثم ينتشرون فى شارعنا والشوارع المتفرعة منه.
وتشاورنا فى الأمر واستقر رأينا على الانتقال إلى حى آخر، ولما لم نجد بيتا مستقلا رضينا بشقة فى عمارة ضخمة ولم نضن بجهد حتى جعلناها صالحة للمعيشة، وما كدنا نركن إلى شئ من الراحة حتى سمعنا صوت خرفشة مما يصدر عادة من الفئران فتعكر صفو راحتنا.. وقبل أن نفكر فى شئ ينبغى عمله سمعنا طرقات الباب الخارجى. ولما فتحت الباب رأيت كثرة من الرجال المسلحين بالعصى، قالوا إنهم سكان العمارة يطاردون لصا يظنون أنه تسلل إلى شقتنا واقتحموا الشقة وتفرقوا فى الحجرات وأحدثوا جلبة مزعجة، ولكنهم أعلنوا أنهم لم يعثروا على اللص، وغادروا المكان بعد أن قلبوه رأسا على عقب.. بل واكتشفنا اختفاء اللص المتخفى، وبينما نحن نتبادل النظر فى غيظ وضيق إذ سمعنا من جديد صوت الخرفشة.. فثرت غضبا وقلت ليكن فأرا أو لصا أو عفريتا فلن أفتح الباب للطارق.
التناصّ (التقاسيم): (يحيى الرخاوى)
…. وتوقف الصوت، وسمعنا وقع أقدام تبتعد تدريجيا، وبمراجعة أشياء المنزل اكتشفنا أن مصاغ أمى وزوجتى وأختى وحافظة أبى قد اختفت كلها، ولم يشك أحد منا فى اللص المختفى المتخفى، ولا فى الفئران.
رحنا ننظر إلى بعضنا البعض دون أن ينبس أى منا ببنت شفة، لكن أخى الأكبر مضى مسرعا يفتح التليفزيون، ربما ليكسر الصمت، ويمنع التعليق فى آن واحد. كانت الأخبار تتحدث عن تصريح كوندا ليزا رايس بالعثور على جثة دبليو بوش فى الأهواز، وأن جنازته ستشيع من مسجد باريس، بعد أن يصلى عليه الشيخ حسن نصر الله فى المسجد الأقصى، وسألت أخى الأكبر كيف يحدث ذلك كله ومازال الجنود البريطانيون يحتلون مدن القناة.
فقال: إن كل شئ مرتبط بكل شئ، وحين تنتبه أكثر سوف تعرف كل شئ.
قلت له: كل شئ؟! كل شئ؟!
قال: أنت وذكاؤك وحضور بديهتك.
قلت له: هل أنت متأكد؟
قال: مـِنْ ماذا؟
ولم أرُدّ