نشرة “الإنسان والتطور”
الأربعاء: 6-6-2018
السنة الحادية عشرة
العدد: 3931
الأربعاء الحر:
أحوال وأهوال (76)
الديـوان الأول: “ضفائر الظلام واللهب”
قصيدة “حرف النجاة”
حرف النجاة (1)
-1-
يا شاعر الودادِ والسهاد والمؤانسهْ،
معذرةً، عجزتُ عن نثـْرِِ الورود فوق موكب الأشواق.
حقّا عيونها أصفى من السماءْ
من بعد يومٍ ممطرٍ بهيجْ.
وعودها أطرى من النسيم،
وسـَيـْرها كمِثْلِ مِشٌية الَمــهـَا، والوجهُ بالغماّزة البريئهْ،
يقول ما لا يقدر اللسان.
حقَّا عبيرها كريح جنّة الأحلام.
وعطرها الإلهامْ،
تبارك الخلاَّق.
لكننى لم أستطعْ.
-2-
يــا شاعراًً تمايلتْْ أعطافـُهُ فوق البـراقْْ.
فرُحتَ تشدو للفراق والعناقْ،
وتجْدلُ الأنغامْ،
ضفائرا من ذهب الكلام،
تعوم فى عيونها وترتوى،
فتعزفُ الألحانْ
فأنت تحذق الإبحارَ بالشراع الكلمهْ
وتحذق السباحةَ الفصاحهْ،
وتتقن الإمساك بالرّياحْ،
تدور حوْل الدفَّه،
تشدُّنى خفّتك، المهارهْْ.
أحـْسـُدُكْ.
أحاول التقليد أنكفئْ،
فلم يعلّمنى أبى فن الضياع ِ الحاذق ِِِ المتمكّنِ.
يشدّنى من سـُرَّتى حرفُ النجاة،
تـُـرضـِعـُنى الطبيعة.
..فوق الصخور أرتطمْ.
تموت آثارُ القدمْ.
لا..، لستُ شاطرا.
-3-
وســْط الحياة كلـّها
(بها … بدونها )
نصبتُ خيمتى:
ناجيتُُ ثـُعْـباناً وحيداً ذاتََ ليلهْ،
أناملى ترتاح فوق شوك قنفدْ،
حَـضرتُ حفلاً ساهراًً فى وكْـرِ صـُرْصُـورٍ مُـهـَاِجْـر،
صاحبتُ نملةًً وحيدهْ،
فى رحلة عنيدهْ
كلَّمتُ فرخا عاجزا قد أسقطتـْـهُ قسوة الرياح،
حملــُتـُه مـُهـَدْهـِـداً لعشَّه فوق الـَّشـَجرْ،
وما نسيتُ حورَكم من الحِـسـَانْ
(الحسنُ عندى كل ما دبّت به حياهْْ).
وفاضَ قلبى بالسماح والشَّجَنْ:
يمامَتَان حَطَّتَا عَلَىَ فَنَنْ
لكننى لم أَسِتَطَـِعْ أن أصْحَبَكْ،
فى المَخْدَعِ الوثيرْ
فمعذرهْ
خَرَجْتُ بَعْدَ الدَّائِرهْ.
سقارة 6/7/1981
[1] – يحيى الرخاوى: قصيدة من الديوان الأول “ضفائر الظلام واللهب” وهو ضمن ثلاثة دواوين (1981 – 2008) مجتمعة وهم: الديوان الأول: “ضفائر الظلام واللهب”، الديوان الثانى: “شظايا المرايا”، الديوان الثالث: “دورات وشطحات ومقامات” وهما تحت الطبع فى طبعة ورقية حاليا (2018) تطلب قريبا من مكتبة الأنجلو المصرية – القاهرة.