نشرة “الإنسان والتطور”
الخميس: 1-3-2018
السنة الحادية عشرة
العدد: 3834
مراجعة وتحديث التناص على الأحلام المتبقية
فى رحاب نجيب محفوظ
(من 53 إلى 210)
تقاسيم على اللحن الأساسى
نص اللحن الأساسى: (نجيب محفوظ)
الحلم (60)
دققت جرس الباب ففتح عن ثلاث فتيات يقينا أنى لا أعرفهن، لكننى شعرت بأننى لا أراهن لأول مرة. سألت عن السيدة صاحبة الشقة فأجبن بأنها مازالت فى الحج ولم يعرفن بعد ميعاد عودتها. وسرن بى إلى حجرات الشقة. وعند فتح كل باب أرى جماعة حول مائدة مستديرة غارقين فى مناقشة حادة ولكنى لم أعرف أى موضوع يناقشون من اختلاط الأصوات وتداخلها. ولم أرغب فى الدخول فى أى غرفة مفضلا انتظار السيدة صاحبة الشقة. ولفتت نظرى إحدى الفتيات بأن السيدة سوف تتأخر بضعة أيام ومن يأسى أجبتها بعد أن اشتركت فى المناقشات دون جدوى أننى أفضل انتظار عودة السيدة.
التناصّ (التقاسيم): (يحيى الرخاوى)
.. لا أعرف إن كنَّ قد سمحنَ لى بالانتظار أم خفنَ من إصرار عينىّ. مددت يدى على رف فى الصالة دون حاجة إلى استئذان، فقد اختفت الفتيات الثلاث لا أعرف متى، فوجدت بين يدى كتابا من الكتب القديمة ذات الورق الأصفر والرائحة العتيقة، فتصورت أنه كتاب فى الدين أو فى الجنس أو فيهما معا. لكننى حين فتحته وجدت أن به تسجيلات كل الأحاديث التى كانت تدور فى الحجرات، وتعرفت على صوتى من خلال السطور، وتأكدت من أننى اشتركت فى المناقشات، مع أننى لم أدخل أية حجرة أصلا.
عادت صغرىِ الفتيات الثلاث، وكانت أجملهن، وسألتنى إن كنت أشرب شيئا، فشكرتها، فأردفتْ إن كنت فعلا سوف أنتظر الحاجّة كل هذه الأيام هنا فى البيت، فأجبت بالإيجاب، قالت وهى غير متحجبة، وأين ستنام؟ قلت أنت وما ترين. وحين نبهتنى أنه لا يوجد مكان للنوم أصلا أبديت عدم فهمى، فقالت: إن كلمات الأحاديث تشغل الحجرات كلها أكثر مما كانت أثناء المناقشات، بحيث لا تعود تتسع لموضع قدم بعد انصراف المتناقشين، فسألتها وأين تنامين أنت؟
قالت: أنت مالك؟!!