نشرة “الإنسان والتطور”
الأربعاء: 28-2-2018
السنة الحادية عشرة
العدد: 3833
الأربعاء الحر:
أحوال وأهوال (85)
اللوحة السادسة: من قصيدة:
(6) قبر رخـام
(عن الأيديولوجيا والجمود)
…………
…………
(4)
التعلب، فات فاتْ،
وفْ راســُهْ، أيْـدُولُوجِـيَّـاتْ.
والثورة: شوية كلمَاتْ،
وانا وانتَ: لابْسين شعارات،
بنغـَنـِّى، ونقول حكاياتْ:
(5)
”فى الواقعْ: إن الواقعْ، واقعْ جداً،”
والبنى آدم يادوبْ: مـادّةْ وْتَاِريخْ،
والتاريخ عَرْكَةْ اللِّى فاز فيها بيْركَبْ
يطلع المـنْـبَـرْ ويخطُبْ:
إلعيال الشغالين هُمَّا اللِّى فيُهمْ،
باسُمُهمْ نـِـْلَعْن أبو اللِّى خلّفوهـُمْ
”باسْمُهُمْ كل الحاجات تِبْقى أليسْطَا
والنـِّسـَا تلبس باطِيسْـطَا
والرجال يتحجّـُبوا، عامِلْ وأُسْطَىَ”.
(6)
يعنى كل الناس، عُمُومْ الشعب يَعْنِى :
لمْ لابد إنه بيتغذّى لِحَدّ ما بَطْنُه تِشْبَـْع.
وامّا يِشْبَعْ يِبْقى لازِمْ إنُّه يسْمَعْ.
وان لَقَى سمْعُه ياعينىِ مِشْ تمامْ، يِبْقَى يِرْكَعْ.
بَسّ يلزَقْ ودْنه عَالأْرضِ كـِيـوَيِّسْ،
وانْ سِمْعِ حاجَةْ تِزَيَّقْ، تبقى جَزْمة حَضْرِةْ الأخ اللِّى
عـيّنْ نَفُسُهْ رَيّسْ،
لاجْلِ ما يْعَوَّضْ لنَاِ حرمَانْ زمَانْ.
إمّالِ ايِهْ ؟!!
واللِّى يشبْع مِنكُو أكل وشُـوفْ، ركوعْ، سمَعَانْ كلامْ،
يِقَدْر يـِنَامْ:
مُطْمَئِنْ،
أو ساعات يقدر يِفِـنْ.
واللى ما يسمعشى يبقى مُخّهُ فوِّتْ،
أو غرابْ على عِشُّه زَنْ.
(7)
والحاجات دى حلوه خالصْ
بس إوعـَكْ تِسْتَـمَنّـى إنك تقيسْهـَا،
أَصْلَهَا خْصُوصِى، ومحـْطوطَةْ فى كيسْها.
وانت بس تنـفــِّذ الحتّة اللِّى بَـظـِّـتْ (يعنى بانتْ).
إنت حُـرّ فْْ كل حاجة، إلآ إنك تبقى حر.
(لأْ، دى مش زَلِّـــةْ قَلْم، ولا هِيّةْ هفوةْ،
مش ضرورى تـِتـْفَهمْ، لكن مفيَدةْ،
زى تفكيكةْ ”داريدا”(1)
يعنى كل الناس يا حبة عينى ممكن تبقى حُرَّةْ.
حرة كما وُلدوا وأكْتَرْ،
يعنى بـَـلـْـبـُـوصْ حر خالصْ، بسّ ما ينطقشى كلمة،
….. يِتخدش بيها حياءْ حامى البلاد من كل غُمّـةْ،
ما هـُو مَـوْلانَا رأى الرأى اللىِّ ينفعْ،
الحكومة تقول، يقومْ الكلّ يسمعْ.
واللى عايز أمر تانى، ينتبه للأوّلانى .
مش حا تفرقْ.
قول يا باسطْْ.
والوثائق فى المعانى، والمعانى فى المباني.
(برضه تفكيكة داريدا، ….تبقى هاصِـط ْ).
(8)
الدنيا دى طول عمرها تدّى اللى يـَغـْلـِبْ:
سيفْ ومطوةْ
واللى مغلوب يـنـضرب فوق القفا فى كل خطوةْ
أصل باينْ إن “داروين” كان ناويلْهَا:
إن أصحاب العروشْ. ويَّا أصحاب الفضيلةْ،
يعملولنا جنس تانى. جنس أحسنْ.
إسمُهُُ: “إنسانٌ مُحَسَّنْ،
واللى يفضل منّا إحنا؟
مش مهمْ.
إحنا برضه لسّة من جنس البشرْ،…إلقديمْ.
يعنى “حيوانٌ بـِيِنْـطَـقْ”،
مش كفاية؟!!!
ليه بقى عايز يقلِّبْ، ولاّ يفهمْ؟
هوّا إيهْ؟ هىَّ سايبةْ؟
يعنى إيه الكل يفهم ؟
مشْ ضرورِى،
يِكفـِى إنه يقرا “ميثاق” السعادةْ،
واللى صعـْب عليه حايلقى شَرْحُهُُ فِى خُطَبِ القيادةْ.
واللى لسّة برضه مش فاهمْ يـُحاكـَـــمْ .
وانْ ثَبَتْْ إنه برئْ. يتــْـَرَزْع نوطِ “العَبَطْ”
وانْ ثَبتْْ إنه بِيِفْهَمْ، يبقى من أَهْل اللَّبَطْ.
”يعنى إيـــه؟”
زى واحد ناسى ساعتُه.
يعنىِ نِـفسُهْ فِـى حاجاتٍ، مِشْ بِتَاْعتُه
”زى إيه؟”
(9)
زى واحد جه فى مخه -لا مؤاخدة - يعيش كويّـــــسْ.
”برضه عيب”
هوّا يعنى ناقْصُهْْ حَاجَةْ؟
قال يا أُمّى، والنبى تدعى لنا إحنـَا والرئيسْ،
ربنا يبارك فى مجهودنا يكتّــر فى الفلوسْ.
بس لو نعرف معاهم قدّ إيه، واحنا لينا كامْ فى إيهْ!
(10)
”آدى أَخْرِةْ فَهْـمَـك اللِّى مالُوشْ مُنَاسْبَةْ.
طبْ خُــدوهْ، وضّــبوهْ،
واحكُموا بالعدْل يعنى: إعْدلوهْ
تُهمتُهْ ترويج “شفافـيِّه” مُعاصْرةْ
هذا ملعوبُ الخَواجةْ،
وان رمِينَا الكومِى بدرى، تبقَى بَصرةْ.
”الكلاْم دا مِشْ بتاعْنَا،
دَشْ ماْ لهُوْش أى معنى”
تُهمتُهْ التانية “البجاحة”
واحنا فى عِـزّ الصراحةْ،
واللى عايز غير ما يُنشـرْ،
هوّه حرّّ انه “يفكـَّـرْ”،
فى اللى عايزُهْ
أو يشوفُهْ جوّا حـِلمـهْ،
وان حكاهْ يحكيه لأمُّــهْْ،
وانْ أخد بالُـه وقاُلْه مُـوَطِّى حِسُّهْ،
مستحيل حدّ يِمسُّهْ
(11)
قالـــَّها يا مّهْ أنا شفت الليلادِى:
“إنى ماشى فى المعادِى.
شفت نفسى باخترعْ نظريَّةْ موضَـهْ،
زى ساكنْ فى المقابرْ يبنى قصر ألف أُودهْ:
”والعواطف أصبحت مـِلْك الحكومةْ،
والحكومة حلوهْ خالص.
عبّـت الحب الأمومى، والحنانْ،
جوّا أكياس المطالْبةَ بالسَّلاَمْ،
والطوابير اللى كانت طولـْهـَا كيلو،
اختفت ما عادتشى نافعة.
”أصلنا شطـَّـبـْنا بيع وبلاش مِلاَوْعة “
واللِّى طَالُهْ من رضا الريّس نصيبْ:
فازْ، وقّــلعْ.
واللى لسّه ما جاشِـى دوره: بات مولـَّع.
قام سعادة البيه قايـلْ لُـهْ: “تعالى بكُرَه”
[درس مشْ عايز مِذاكرهْ”]
وْرُحت صاحِى.
(12)
قالُوا إنْ أكْرَمْتُوا ميِّـــتكُو ادْفِنُوه.
دا القبر رخامْ،
والنقش عليه آخر موضَةْ، خلاّله مقامْ،
واللى دَفَنُوهْ، سَوَا من مُـدَّة، نِسْـيُوا المرحومْ كان مين.
أَتِاريهْْ كان شَبَه الإنْسَانْ.
مقتطف من قصيدة “قبر رخام”
ديوانى “أغوار النفس”
ويطلب من مكتبة الأنجلو المصرية – بالقاهرة
[1] – التفكيكية هي مصطلح معروف، وإن كان قد أسئ فهمه إساءة بالغة، ربما بسبب عدم تقديمه في صورته التاريخية التي تعتبر فلسفية أولا ونقديةأوأدبية ثانيا، هذه الفلسفة التي قدمها جاك دريدا في ثلاثة كتب أصدرها عام 1967