الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / “فقه العلاقات البشرية” عبر ديوان “أغوار النفس” الكتاب الرابع: “”قراءة فى نقد النص البشرى للمُعـَالِج”” اللوحة (16) “المِعــلـِّم “(5)

“فقه العلاقات البشرية” عبر ديوان “أغوار النفس” الكتاب الرابع: “”قراءة فى نقد النص البشرى للمُعـَالِج”” اللوحة (16) “المِعــلـِّم “(5)

نشرة “الإنسان والتطور”

السبت: 4-11-2023

السنة السابعة عشر

العدد:  5908

مقتطفات من: “فقه العلاقات البشرية”(4) [1] 

عبر ديوان “أغوار النفس”

الكتاب الرابع:

“قراءة فى نقد النص البشرى.. للمُعـَالِج”

الفصل الأول:  

 اللوحة السادسة عشر: قراءة فى عيون:

المِعــلـِّم (5)

…………………..

…………………..

ثم يعود “المعلم” يكتشف جانبا آخر من وجوده يبدو عكس ذلك تماما حين يقول المتن:

 (9)‏

‏ ‏وساعات‏ ‏أشوفنى ‏وحش‏ ‏كاسر‏.‏

إلـلى ‏يخالف‏ ‏أدبحه‏ ‏من‏ ‏غير‏ ‏فصال‏.‏

ولا‏ ‏أقبل‏ ‏المنطق‏ ‏ولا‏ ‏أقبل‏ ‏جدال‏.‏

وأشك‏ ‏فى ‏النـِّسمهْ‏، ‏وفى ‏الوردهْ، ‏وفى ‏الطفل‏ ‏الرضيعْ‏،‏

‏ ‏لو‏ ‏مـَيـِّلـُوا‏ ‏كده‏ ‏أو‏ ‏كده‏،‏

‏ ‏أحسن‏ ‏يكونوا‏ ‏بيعملوا‏ ‏خطة‏ ‏متينهْ ‏مُحكمهْ‏ ‏ضد‏ “‏الحياه‏” !!‏

وكأنها‏ ‏معمولهْ‏ ‏مخصوص‏ ‏لجْل‏ ‏خاطرى،‏

‏ ” ‏تبقى ‏المؤامرة‏ ‏عليها‏ ‏ضدى‏”!!،‏

‏ ‏وكأنى ‏مبعوث‏ ‏العناية‏، ‏منقذ‏ ‏البشرية‏ ‏فى ‏مركب‏ ‏تخاريفى

            اللى راح ترحم:  عزيزى “إبن آدم” مالطوفان!‏!!!. ‏

أعتقد أن هذه الرؤية هى كشف اعتراف لما هو أقرب إلى الموقف النمائى المسمى الموقف “البارنوى”([2])، والذى سميتُـهُ مؤخراً الموقف “الكرّفرّى” وإن رجحتْ فى هذا المقتطف نسبيا كفة “الكرّ” على كفة “الفرّ”، أو الذراع العدوانية على آلية التوجس والشك.

انطلاقا من رؤية ذلك الطفل القادر الضعيف الوديع الواعد، استطاع المعلم أن ينتقل وهو يكتشف سائر احتمالات وجوده وتركيبه، أن ينتقل إلى رصد الجانب الآخر من وجوده، وهو قدرته الفائقة على الإغارة العدوانية دفاعا عن موقفه المحدد، وتمسكا بأبعاد رؤيته، وهو ما بدأ به المتن، فإذا كان المتن قد بدأ بالسخرية ممن يحيد عن الصراط من مريديه.

واللى يخالف هو حرْ، ميت صحيح، لكنه حرفْ تربته

فإن الصورة تنتهى هنا بإعلان اعتراف صريح  بالميل إلى رفض الخلاف والاختلاف من الأساس، وهكذا استطاع المعلم أن يعترف بذلك الجانب التوجسى الشاك فى كل شىء دون استثناء “فهو يشك “فى النسمة وفى الوردة، وفى الطفل الرضيع”، وهو يبرر شكه ويقبله يقينا يتيح له التخلص من أى مخالف من المخالفين ماداموا حادوا عن طريقه، فهى “المؤامرة”.

“أحسن يكونوا بيعملوا خطة متينة محكمة ضد الحياهْ”

وكأنها‏ ‏معمولهْ‏ ‏مخصوص‏ ‏لجْل‏ ‏خاطرى،‏

‏ ” ‏تبقى ‏المؤامرة‏ ‏عليها‏ ‏ضدي‏”!!،‏

 وكأنه يعتبر نفسه بذلك الممثل الأول للحياة، أو صاحبها، أو أنها خلقت من أجله، فهو حارسها، ومنقذ البشر بالحفاظ عليها من الضياع والغرق بالطوفان.

وكأنى مبعوث العناية، منقذ البشرية فى مركب تخاريفى

اللى راح ترحم عزيزى “إبن آدم” ما لطوفان

وهكذا تحتد البصيرة “مركب تخاريفى” فتصبح كل هذه الرؤية كشفاً للترويض أكثر منها تقريراً للتسليم، ولو بهذا الاسلوب الكاريكاتيرى الساخر

هل ياترى لهذا الجانب من وجود المعالج لزوم فى العملية العلاجية؟

مادام الشعر قد قفز منى يعرّى هذا الاحتمال، ولو ليروّضه، فلا مفر من الإقرار بوجود هذا الجانب، وأيضا لا مفر من محاولة فهم دوره فى العلاج النفسى كما حاولنا مع الجانب الطفلى حالا.

مرة أخرى “الطبيب والد”، والوالد فى ثقافتنا يحضر فيه هذا الجانب المهاجم الشاك الحاسم بهذا القدر وأكثر، فإذا ما اعترف المعالج بحضوره فإنه قد يحسن ترويضه من جهة، كما أنه قد يستفيد من إطلاق قدراته فى المساعدة فى اتخاذ قرارات حاسمة أو فرض شروط لازمة يرى أنها ضرورية تماما لاستمرار مسيرة التأهيل والعلاج فى الاتجاه الصحيح، وفى جميع الأحوال هو لا يفرض رأيه أو يلزم باتباع طريقه، ثم أن هذا الموقف الشاكّ له جانبه الإبداعى، فهو يسهل أحيانا وضع الفروض التفسيرية والتأويلية بشكل مترابط حتى لو بدا تآمريا ، فهو إيجابىّ، يعين على فهم النفسِمـْراضية Psychopathology. (التى هى موضوع هذا العمل ربما أكثر من العلاج النفسى).

(9)‏

وكتير‏ ‏أشوفنى ‏كل‏ ‏ده‏! ‏

لكن‏ ‏هناك‏ ‏جوا‏ ‏قوى ‏فرق‏ ‏بسيط‏.‏

يفرق‏ ‏كتير‏.‏

يمكن‏ ‏يكون‏ ‏سر‏ ‏الوجود‏. ‏

(10)‏

واتـْـمـَـنـَّـى ‏يوم‏ ‏قبل‏ ‏ما‏ ‏اموت‏:‏

ييجى ‏حد‏ ‏منكم‏:‏

‏– ‏بس‏ ‏بيحب‏ ‏الحياة‏ ‏أكتر‏ ‏ما‏ ‏انا‏ ‏ما‏ ‏باحبها‏ –‏

ويبص‏ ‏فى ‏عيونى ‏قوى:‏

ويقولى “‏مين‏”‏

أنا‏ ‏أبقى ‏مين‏؟

والفرق‏ ‏ده‏:‏

فرق‏ ‏بصحيح‏،‏

ولاَّ‏ ‏كلام‏‏؟‏!!‏؟‏ ‏

وبعد

إن من‏ ‏أراد‏ ‏رؤية‏ ‏نفسه‏ ‏حقيقة‏، ‏فسوف‏ ‏يجد‏ ‏أن‏ ‏كل‏ ‏هذه‏ ‏النوازع‏ ‏والصور والتجليات والاحتمالات‏ ‏و”حالات‏ ‏الأنا”‏ ‏موجودة‏ ‏فى ‏نفس‏ ‏الوقت،‏ ‏وأن‏ ‏واحدة‏ ‏لا‏ ‏تغنى ‏عن‏ ‏الأخرى، ‏وأن‏ ‏هذا‏ ‏لا‏ ‏يعنى ‏أى‏ ‏انقسام‏ ‏أو‏ ‏تفكك،‏ ‏بقدر‏ ‏ما‏ ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏يعنى ‏وعيا‏ ‏بكل‏ احتمالات حضور ‏جوانب وتجليات‏ ‏الوجود‏، ‏حتى ‏إذا‏ ‏تم‏ ‏التكامل‏ ‏لم‏ ‏يغفل‏ ‏جانبا‏ ‏لحساب‏ ‏جانب‏ ‏آخر‏.

‏ ولكن‏ ‏ما‏ ‏هو‏ ‏الفرق‏ ‏الحقيقى ‏بين‏ ‏من‏ ‏يريد‏ ‏التكامل‏ ‏فيرى ‏هذا‏ ‏كله‏ ‏فى ‏نفسه‏، ‏ومن‏ ‏يعيش‏ ‏بسبعة‏ ‏أوجه‏، أو مائة، يتلاعب‏ ‏بها‏ ‏ويلبس‏ ‏لكل‏ ‏مقام‏ ‏وجهه‏‏؟‏ ‏هذا‏ ‏هو‏ ‏الإشكال المتحدّى.

لعل‏ ‏هذا‏ ‏الفرق‏ ‏هو‏ ‏بين‏ ‏مسيرة‏ ‏الوعى ‏المسئول‏ ‏وبين‏ ‏تحايل‏ وتقلب ‏الوجود‏ ‏المناوِر‏.‏‏

 وبألفاظ أخرى‏:

 هو‏ ‏الفرق‏ ‏بين‏ ‏التفكك‏ ‏المتصارع‏، ‏وبين‏ ‏التناقض‏ ‏المتآلف‏ ‏فى ‏جدل‏ ‏خلاق‏.

‏ وهو‏ ‏هو الفرق‏ ‏بين‏ ‏الاعتراف‏ ‏بكل‏ ‏جوانب‏ ‏النفس‏ ‏ضعفها‏ ‏وقوتها‏ ‏شرها‏ ‏وخيرها‏، ‏للتوليف‏ ‏بينها‏ ‏فى ‏كلًّ‏ ‏جديد‏، ‏وبين‏ ‏مواجهة‏ ‏أجزاء‏ ‏النفس‏ ‏المنفصلة‏ ‏فى ‏هرب‏ ‏من‏ ‏بعضها‏.

‏ وهو‏ ‏الفرق‏ ‏بين‏ ‏الرؤية‏ ‏المسئولة‏ ‏للتغيير‏، ‏وبين‏ ‏الرؤية‏ ‏‏للفرجة‏ العاجزة المكتفية بالرؤية والتأجيل.

 وهو‏ ‏الفرق‏ ‏بين‏ ‏تناسق‏ ‏الوجود‏ ‏رغم‏ ‏اختلاف‏ ‏أجزائه‏ ‏وبين‏ ‏تناثر‏ ‏الوجود‏ ‏بسبب‏ ‏اختلاف‏ ‏أجزائه، ‏إلخ‏.

الإشكال الحقيقى هو فى وجه الشبه الشديد بين معالم التكامل وألعاب النكوص، وللتحقق من حقيقة الأمر لا مفر من تجاوز الاكتفاء برؤية الشخص نفسه مهما احتدت بصيرته.

 وهذا هو ما ختم به المعلم القصيدة بإعلانه الصريح لحاجته لرؤية من خارجه تنقذه من احتمال خطئه، لكنه يشترط  فى حكم هذا الشاهد العدل أن “يحب الحياة أكثر”.

“بس بيحب الحياة أكثر ما أنا ما باحبّها”

حب الحياة ربما كما سيرد فى الفصل الأخير، هو حب الناس فعلا قادرا متجددا طول الوقت.

وتنتهى القصيدة (التشكيل) بألا تنتهى، فهى تترك الباب مفتوحا، لكل احتمال، وللمراجعة، ولتجديد الحكم، ولاستمرار النقد.

والفرق ده: فرق بصحيح، ولاَّ كلام؟

هكذا ينهى المعلم القصيدة بإعلان‏ ‏حاجته‏ ‏لرؤية نفسه بعيون الآخر، ويبدو أنها حاجة‏ ‏شديدة‏ ‏وملحة‏، ‏ومن‏ ‏خلالها‏ – ‏لو‏ ‏تمت‏ ‏فى ‏حياته‏ – ‏سيطمئن‏ ‏ويرتاح‏، ‏فإذا‏ ‏عز‏ ‏وجود‏ ‏الآخر‏ ‏فليكن‏ ‏الحكم‏ ‏لآخرين، ‏وإذا‏ ‏عز‏ ‏وجود‏ ‏الآخرين‏ ‏فليس‏ ‏أمامه‏ ‏إلا‏ ‏الاحتكام‏ ‏للتاريخ‏، ‏ولكنه‏ ‏حينئذ‏ ‏لن‏ ‏يحقق‏ ‏أمنيته‏ (‏قبل‏ ‏ما‏ ‏أموت‏).

……………

…………….

ثم نختم هذا الفصل بالقصيدة مكتملة لعل قراءتها مجمعة توصل لنا ما هو أكثر من كل ما ورد فى هذه الصفحات السابقة.

 (1)‏

طب‏ ‏والمعلمْ….‏‏؟

له‏ ‏عيونْ‏ ‏كما‏ ‏العيونْ‏‏؟

بتقول‏ ‏كلام‏ ‏هوَّا‏ ‏الكلامْ‏؟

ولاَّ‏ ‏كلامْ‏ ‏غير‏ ‏الكلامْ‏؟‏ ‏

(2)‏

شيخ‏ ‏الطريقة‏ ‏قاعدْ‏ ‏لى ‏كما‏ ‏قاضى ‏الزمانْ‏.‏

بيقسِّم‏ ‏الأرزاقْ‏ ‏ويمنح‏ ‏صكّ‏ ‏غفران‏ ‏الذنوبْ‏،‏

وكإن‏ ‏مشكلة‏ ‏الوجـود‏،‏

‏ ‏ما‏ ‏لهاش‏ ‏وجود‏،‏

‏ ‏إلا‏ ‏حـَـداهْ‏. ‏

عامل‏ ‏سبيل‏ ‏إسمه‏ “‏الحياه‏”:‏

‏”‏قال‏ ‏ده‏ ‏يعيش‏، ‏

ودى ‏تموتْ‏، ‏

ودا‏ ‏مالوش‏ ‏الا‏ ‏كده‏”.‏

قاعد‏ ‏يصنف‏ ‏فى ‏البشر‏ ‏حسب‏ ‏المزاج‏: ‏

‏ “‏لازم‏ ‏تـعــدِّى ‏عالصراط‏”‏

‏ ‏واللى ‏بيشبه‏ ‏حضرته‏ ‏يديه‏ ‏قيراط‏:‏

‏ ‏فى ‏جنته‏، ‏

واللى ‏يخالف‏ ‏هوه‏ ‏حر‏.‏

‏ ‏يكتب‏ ‏على ‏قبره‏ ‏ماشاء‏:‏

ميـِّتْ‏ ‏صحيح، لكنه‏ ‏حر‏ ‏فْ‏ ‏تربته‏. ‏

‏ ‏وان‏ ‏قلنا‏ ‏ليه‏ ‏ياعمنا‏ ‏؟

بيقول‏ ‏كما‏ ‏قاضى ‏الزمان‏:‏

ماقدرشى ‏يمشى ‏عالصراط‏، ‏ويكون‏ “‏كـمـثـلي‏”.‏

ونقولُّه‏: ‏مثلك‏ ‏يعنى ‏إيه‏ ‏؟‏ ‏

يتخض‏ ‏ويبان‏ ‏فى ‏عيـنيه‏،‏

ســــؤالات‏ ‏كثير‏:‏

‏ ‏بتقول‏ ‏عـيـنيه‏:‏

‏(3)

 ‏يا‏ ‏هلترى ‏عمال‏ ‏باشوف‏ ‏الناس‏ ‏عشان‏ ‏أهرب

‏‏ما‏ ‏شوفشى ‏مين‏ ‏أنا‏؟!

ولا‏ ‏باشوفنى ‏الناس‏؟؟!!

نفسى ‏أشوفْنِى ‏من‏ ‏بعيد

من‏ ‏تحت‏ ‏جلدي‏. ‏

من‏ ‏وسط‏ ‏قضبان‏ ‏الحديد‏. ‏

من‏ ‏غير‏ ‏كلام‏ ‏ولا‏ ‏سلام‏.‏

أقلب‏ ‏عيونى ‏ولا‏ ‏ابص‏ ‏فى ‏المرايه‏؟ ‏ ‏

‏ ‏أنا‏ ‏لو‏ ‏أبص‏ ‏فى ‏المرايه‏ ‏حاشوف‏ “‏خيال‏”.‏

إيده‏ ‏اليمين‏ ‏إيدى ‏الشمال‏.‏

واقف‏ ‏بعيدْ‏، ‏ورا‏ ‏الإزاز‏. ‏

واجى ‏أقرب‏ ‏للمرايهْ‏ ‏التقى ‏بَرْد‏ ‏الجماد‏. ‏

وشى ‏يبطط‏، ‏والنـَّـفس‏ ‏بيغطـى ‏تقاسيمه‏ ‏كما‏ ‏جبل‏ ‏السحاب

‏ ‏قدام‏ ‏قمر‏ ‏مظلم‏ ‏حزين‏.

…..‏

وامّا‏ ‏قلبت‏ ‏عيونى ‏جوَّهْ‏ ‏عـْـمـِـيت‏.‏

وحاولت‏ ‏ابص‏.‏

حاولت‏ ‏اقرا‏ ‏فى ‏الضلام

مالقيت كلام

ورْجعت‏ ‏أبصِّـلْـكم‏ ‏هناك‏، ‏فى ‏عيونكم‏ ‏انتم‏:

أنا‏ ‏أبقى ‏مين‏ ‏؟

وألاقى ‏صورتى ‏زى ‏ما‏ ‏انتم‏ ‏محتاجين‏: ‏

‏ ‏اللى ‏شايفنى ‏كما‏ ‏النَّبِى، ‏

واللى ‏شايفنى ‏ربِّـنـَا‏، ‏

واللى ‏شايفنى ‏واد‏ ‏بُرَمْ‏،‏

واللى ‏شايفنى ‏قِفْل‏ ‏ومْتَرْبِسْ‏ ‏حزين‏، ‏

واللى ‏شايفنى ‏حرامى ‏أصلى ‏معـتـبـر‏، ‏

يمكن‏ ‏أكون‏ ‏أنا‏ ‏كل‏ ‏ده‏.‏

‏ ‏لكنِّى ‏أبدا‏ ‏مِشْ‏ ‏كِدَه‏ .‏

شوفوا‏ ‏كويس‏ ‏يا‏ ‏جماعه‏: ‏

واحد‏ ‏يقول‏: ‏خايف‏ ‏أشوفك‏ ‏لسَّهْ‏ ‏حَبّه‏،‏

والتانية‏ ‏بتقول‏: ‏يا‏ ‏حرام‏ !! ‏طَبْ ‏ حَبّه حَبّه

والتالت‏ ‏المسطول‏ ‏لو‏ ‏الكرباج‏ ‏يطرقع‏ ‏جوا‏ ‏مخه يشوف‏ ‏دقيقة‏

‏بس‏ ‏فينه‏ ‏مـْن‏ ‏الحقيقة‏ !

والرابع‏ ‏اللى ‏خوفه‏ ‏عازلــه‏ ‏جوا‏ ‏سجن‏ ‏المزه‏، ‏أو‏ ‏جبل‏ ‏الجيوشى،‏

الوِدّ‏ ‏وِدُّهْ‏ ‏يشوف‏ ‏ضلام‏ ‏القبر‏،‏

ولا‏ ‏إنه‏ ‏يدوق‏ ‏الصبر‏،‏

الصبر‏ ‏مـرّ‏ ‏والشوف‏ ‏يضرّ‏.‏

وانا مين يشوفنى؟

 أنا أبقى مين؟

 (4)

‏… ‏وساعات‏ ‏أبص‏ ‏لإيدى ‏وانا‏ ‏بالعب‏ ‏ببيضتين‏ ‏والحجر‏،‏

أو‏ ‏لما‏ ‏باقـلـب‏ ‏فى ‏التلات‏ ‏ورقات‏ ‏واخـَبـِّـى ‏فى ‏الولد‏.‏

وأقول‏ ‏يا‏ ‏ناس‏ : ‏بقى ‏دول‏ ‏إيدىّ ‏اللى ‏بصحيح‏ ‏؟

‏ ‏بقى ‏ده‏ ‏أنا‏ ‏؟‏ ‏

وانا مين يشوفنى؟

 أنا أبقى مين؟

(5)

وساعات‏ ‏أشوفنى ‏حكيم‏ ‏وعمرى ‏ألف‏ ‏عام‏.‏

شايف‏ ‏تمام‏ ‏عارف‏ ‏تمام‏. ‏

كل‏ ‏اللى ‏راح‏، ‏واللى ‏احنا‏ ‏فيه‏،

 ‏واللى ‏حاييجى ‏بدون‏ ‏أوان‏.

(6)‏

وساعات‏ ‏أشوفنى ‏أبويا‏ ‏صُحْ‏.‏

بس‏ ‏الزيادة‏ ‏إنى ‏لابس‏ ‏بدله‏ ‏وارطن‏ ‏باللسان‏،‏

وأقول‏ ‏كلام: ‏قال‏ ‏إيه‏ ‏لصالح‏ ‏البشر‏،‏‏ ‏وللتاريخ‏ !!‏

لكنه -‏ ‏الله‏ ‏يرحمه -‏ :‏

كان‏ ‏يعبد‏ ‏اللوزة‏ ‏وطين‏ ‏الأرض‏ ‏والورد‏ ‏الطويل‏،‏

مزيكته‏ ‏كانت‏ ‏مكنة‏ ‏الرى ‏تغنى ‏تحت‏ ‏جميزه‏ ‏كبيرة‏ ‏مضللة‏،‏

واسأل‏ ‏فى ‏نفسى:‏

أنهو‏ ‏اللى ‏أصلح‏ ‏للتاريخ‏؟

الكلمه‏، ‏والحب‏ ‏السعيد‏، ‏فى ‏أوده‏ ‏ضلمة‏ ‏منعكشه‏‏؟

                                   أو‏ ‏لوزه حلوه‏ ‏مفتحه‏؟؟‏ ‏

 (7)‏

وساعات‏ ‏أشوفنى ‏طفل، ‏طفل،‏

إنتو‏ ‏نسيتوه‏،‏

واهله‏ ‏سابوه‏، ‏

ولا‏ ‏هوّا‏ ‏قادر‏ ‏يبقى ‏أبوه‏،‏

ولا‏ ‏انْتو‏ ‏قادرين‏ ‏تلحقوه‏،‏

يا‏ ‏ناس‏ ‏ياهوه‏:‏

يا‏ ‏تلحقوه،.،‏

‏ ‏يا‏ ‏تموّتوه‏.‏

 (8)‏

‏ ‏وساعات‏ ‏أشوفنى ‏وحش‏ ‏كاسر‏.‏

إلـلى ‏يخالف‏ ‏أدبحه‏ ‏من‏ ‏غير‏ ‏فصال‏.‏

ولا‏ ‏أقبل‏ ‏المنطق‏ ‏ولا‏ ‏أقبل‏ ‏جدال‏.‏

وأشك‏ ‏فى ‏النـِّسمهْ‏، ‏وفى ‏الورده‏، ‏وفى ‏الطفل‏ ‏الرضيعْ‏،‏

‏ ‏لو‏ ‏ميلوا‏ ‏كده‏ ‏أو‏ ‏كده‏،‏

‏ ‏أحسن‏ ‏يكونوا‏ ‏بيعملوا‏ ‏خطة‏ ‏متينهْ ‏مُحكمهْ‏ ‏ضد‏ “‏الحياه‏” !!‏

وكأنها‏ ‏معمولهْ‏ ‏مخصوص‏ ‏لجْل‏ ‏خاطرى،‏

‏ “تبقى ‏المؤامرة‏ ‏عليها‏ ‏ضدى‏”!!،‏

‏ ‏وكأنى ‏مبعوث‏ ‏العناية‏، ‏منقذ‏ ‏البشرية‏ ‏فى ‏مركب‏ ‏تخاريفى

اللى راح ترحم عزيزى “إبن آدم” ما لطوفان!‏!!!. ‏

 (9)‏

وكتير‏ ‏أشوفنى ‏كل‏ ‏ده‏! ‏

لكن‏ ‏هناك‏ ‏جوا‏ ‏قوى ‏فرق‏ ‏بسيط‏.‏

يفرق‏ ‏كتير‏.‏

يمكن‏ ‏يكون‏ ‏سر‏ ‏الوجود‏. ‏

(10)‏

واتمنى ‏يوم‏ ‏قبل‏ ‏ما‏ ‏اموت‏:‏

ييجى ‏حد‏ ‏منكم‏:‏

‏– ‏بس‏ ‏بيحب‏ ‏الحياة‏ ‏أكتر‏ ‏ما‏ ‏انا‏ ‏ما‏ ‏باحبها‏ –‏

ويبص‏ ‏فى ‏عيونى ‏قوى:‏

ويقولى “‏مين‏”‏

أنا‏ ‏أبقى ‏مين‏؟

والفرق‏ ‏ده‏:‏

فرق‏ ‏بصحيح‏،‏

ولا‏ ‏كلام‏‏؟‏!!‏؟‏ ‏

………………

………………

ونواصل الأسبوع القادم بتقديم الفصل الثانى: “جمل المحامل”

ـــــــــــــــــــــــ

[1] – يحيى الرخاوى: (2018) سلسلة “فقه العلاقات البشرية” (4) (عبر ديوان: “أغوار النفس”) قراءة فى نقد النص البشرى  للمُعـَالِج، الناشر: جمعية الطب النفسى التطورى – القاهرة.

[2] – وهو الذى اسميته مؤخرا اسما أفضل وهو “الطور الكرّفرّى التوجسى” انظر نشرة الانسان والتطور اليومية بتاريخ 6/6/2016. www.rakhawy.net

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *