الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / فصامى يعلمنا (12) : عن “الآخر”، والحضن”، و”الجنس”، والعقلنة واستدراج إلى تفسير ختامى

فصامى يعلمنا (12) : عن “الآخر”، والحضن”، و”الجنس”، والعقلنة واستدراج إلى تفسير ختامى

“نشرة” الإنسان والتطور

 27-5-2009

السنة الثانية

العدد: 635

فصامى يعلمنا (12)

 (سوف نكرر فى كل مرة:  أن  اسم المريض والمعالج وأية بيانات قد تدل على المريض هى أسماء ومعلومات بديلة، لكنها لا تغير المحتوى العلمى أو التدريبى).

 

عن “الآخر”، والحضن”، و”الجنس”، والعقلنة

واستدراج إلى تفسير ختامى

مقدمة :

كما ذكرت أمس، تصورتُ أن علىَّ أن أؤجل المناقشة النهائية لهذه الحالة إلى الأسبوع القادم، لكننى وجدت نفسى أثناء إطالة ردى على زميلة (د. مَىْ إبراهيم) التى سألت سؤالا بسيطا فى آخر هذا اللقاء، وجدت نفسى قد قدمت تفسيرى لكل الحالة فى بضع صفحات، وحين أعدت قراءته، رأيت أنه قد يكفى، على أن أجعل المناقشة الختامية، إما فى كتاب ورقى إذا صدر، وإما بعد أن تصلنى فى بريد الجمعة أسئلة مثل سؤال د. مى هذا الذى أعفانى مؤقتا من  تفسير وتأويل ومناقشة هذه الحالة التى امتدت لأكثر من مائة صفحة (12 حلقة)

توقفنا أمس عند هذا المقطع فى الحوار الذى جرى يوم 21 مايو 2009

د. يحيى:  زى ما تكون يا رشاد حكايتك كده بقت زى مكنة باظت وبنصلحها عشان ترجع تشتغل، وخلاص، لأ بقى ..

رشاد: قصد حضرتك إيه؟

د.يحيى:  مش برضه انت شاب، وراجل، وبقى عندك 33 سنة؟ مش لازم نشوف مع بعض النيلة اللى أنت فيها دى، زى  قلة الحب وقلة الجنس وقلة الونس 

رشاد:  اللى هى الجواز يعنى؟

د.يحيى: يعنى

ونكمل اليوم كما يلى:

رشاد: آه،عشان نتكلم فى الجواز ده لازم مال

د.يحيى: نعم ياخويا !!؟ ما انت بتضيعه أول بأول

رشاد: عشان نتكلم فى نقطة الجواز دى لازم يبقى فيه مال موجود

د.يحيى: يا إبنى، يا اينى،  الله يطول عمرك، ماتحطش العربية قدام الحصان إعمل معروف، خلينا واحدة واحدة، هوّا انا يعنى مش عارف يعنى إيه مال، وإن الجواز محتاج مال، ، دا انا  صعبان عليا الـ2500 جنيه اللى ضاعوا فى السفرية المهببة دى أكتر منك، مش كانوا دول نفعوا شبكة للبنت صاحبة النصيب، إنت مش عارف إن سنك 33 يا أخى، صحيح ما تأخرتش قوى، لكن ما سمعتكشى فى كل الهيصة دى بتشاور على أيها بنت، أو ست، أو عاطفة، المفروض بنى آدم زى ما ربنا خلقه يشتغل، ربنا خلقه بيحب ويعوز نصه التانى، وحاجات كده، خدت بالك يا رشاد، إنت سايب الحتة دى خالص وعمال تزن على المعرفة والعلم، وكأنى لا عالم، ولا باعرف، مش نشوف احتياجاتك الإنسانية العادية، ونرتبها يا أخى هى رخرة، ولاّ إيه

رشاد: آه

د.يحيى: حكاية الكلام الكلام الكلام اللى بتسميه معرفة مرة، وعلم مرة، زى ما يكون بقى حاجز بيني وبينك،  وبينك وبين الشفاء، إن كان على الدوا بندى دوا، وآدى الشغل عمالين نضغط عليك عشان ترجع له وانت ربنا يخليك بتجاوب، وبتشتغل، مش نكمل فحص النواحى التانية بقى عشان نعمل اللى علينا؟

رشاد: ما هو لازم اعرف برضه

د.يحيى: انا دلوقتى فتحت ملف تانى ، كلمتك في الجنس والحريم والجواز، راجع تشدنى الناحية بتاعة الكلام اللى بتقول عليه معرفة ليه بقى؟ مش الجنس والحب والونس جزء مهم برضه من الحياة اللي ربنا خلقنا عشان نعيشها

رشاد: جزء آه

د.يحيى: إمال ليه  مش شاغلك زي المعرفه والمِعْرفَاشْ

رشاد: اصل انا راميه عل جنب

د.يحيى: راميه علي إيه؟!! دا دم بيجري في عروقنا، واحنا بنتشكل بيه بما يرضى الله، إزاى الحتة دى مش شاغلاك  خالص،  ما بتجيبش سيرتها من أصله؟

رشاد: انا عارف  كويس إنها مش شغلاني ؟ أنا مش لاقيها نهائى

د.يحيى: يا نهار اسود راحت فين هي رخره،  اختفت مع اللى اختفى، ولا هى ما ظهرتشى من الأول حتى فى المرض؟ 

رشاد: لأ يعني ، مش مهمة عندى

د.يحيى: إمال ايه دقنك اللى طالعة ومتوضبة وجميلة دى، (رشاد مطلق لحيته بأناقة) مش هرمونات دى اللى مطلعاها، ولا يمكن شاريها بلاستك من كارفور، يا شيخ بلا خيبة، يابني عايزين واحنا بنصحح الكسر، وبنفضى الأوض ونرتبها من جديد، عايزين نشوف إيه اللى ملاها غلط من ورانا(1)

رشاد: بس هو مافيش دلوقتي لا كسر ولا أُوَضْ

د.يحيى: يا عم ده انت باين عليك ما اهتمتشى إلا بتصليح الباب اللى اتكسر، وجبت قفل متين، وقفلت على القديم والجديد مع بعض مرة واحدة

رشاد: ماشي بس هو مافيش حاجة دلوقتي

د.يحيى: مافيش إيه؟ راح فين؟

رشاد: المهم مفيش

د.يحيى: يبقي اختفت ولا اتصلحت

رشاد: أكيد اتصلحت

د.يحيى: هوه انت لما لقيتنى مصمم علي التصليح قلت: إديها اتصلحت

رشاد: لأ لأ ، هي أكيد اتصلحت

د.يحيى: يا ابني دي بتتصلح في 5 سنين ولا 10 سنين، وساعات فى خمسين ويمكن تقعد لحد سبعين  سنه علي ما تتصلح

رشاد: ياه !!! مش معقول يا دكتور، هى إيه دى يا دكتور؟

د.يحيى: هى خلقة ربنا، يعنى ربنا هو خلقها متصلحه، بس احنا بنبوظها لدرجه تحتاج وقت على ما ترجع تاخد مسارها الطبيعى، إنت ابن حلال، بلاش تسحبنى للكلام طق الحنك بتاع معرفة ومش معرفة، أديك بتصدقني شويه،  وانا باصدقك شويه، ونأجل اللت والعجن  ده لحد ما تاخد واحده تحضنها وتحضنك بما يرضى الله،  الحضن ساعات بيبقي احسن من حاجات تانية، عارف يعني ايه حضن يا رشاد(2)

رشاد: لأه

د.يحيى: حضن يا راجل!!

رشاد: جواز  يعني ؟

د.يحيى: حضن بتاع ربنا، آه بورقة يبقى جواز، بس فيه جواز من غير أحضان

رشاد: احضن مين يعني

د.يحيى: اللى ربنا قاسمها لك

رشاد: من غير جواز شرعي وكده؟

د.يحيى: ليه بقى؟!!!  كل واحد وظروفه ومسئوليته ودينه

رشاد: مش عارف، حضرتك قصدك إيه؟

د.يحيى: قصدى نوع تانى من المعرفة بدال المعرفة اللى دوشتنا بيها، المعرفة مش بس كلام وده حصل ليه وما حصلشى ليه، ما هو احنا برضه لازم نعرف خلقة ربنا ، ونعرف حضن يعنى إيه، ونتعلم منّه وكلام من ده(3).

رشاد: بالمعرفه يعنى برضه

د.يحيى: أيوه بس معرفة تموتيكى(3)،  إسأل الواد الصغير اللي في اللفه وامه بترضعه،  شوف بترضعه ازاى وهى ضمّاه على صدرها فى حضنها،  ويروح لازق في صدرها، حاجه عظمه كده، يعرف اللى جارى وبعدين تتنى المعرفة معاه لما يكبر، وهو بيدور على حضن برضه، وبيحضن هوه راخر، ما فيه رجالة يا رشاد ما يعرفوش يعني إيه حضن، يعملوا حاجات كده غريبة الشأن من غير حضن،

رشاد: بس هو الحضن معروف يعني

د.يحيى: لا والله ما هو معروف ولا حاجة، لله يسامحك يا شيخ، شفت بقى المعرفة التانية دى، فيه  حاجه اسمها ستات وحاجه اسمها حُضن وحاجه اسمها ربنا، وفيه معرفة واحنا بنمشى، واحنا بناكل، وكل ما نعرف  شوية حاجات سواء بالخبرة أو بالقراية وكده، نحطها في مكانها فى الأوض اياها، وييجى العلم  يا يزود يا ينقص يا يعدّل، وكلام من ده، (4) أنا آسف، بس أنا متصور إنك فاهم، وإنك محتاج تكمل معرفتك بشوية حاجات من دى، ياللا بقى نكمل نشوف إيه اللى جرى فى الحاجات اللى انت كنت جى بيها ، وازاى اختفت

رشاد: يعنى حضرتك عايز نكمل فى إيه

 د.يحيى: إنت بتقول:  الشق اختفي، والنصين اختفوا، واللى زى شد اللبانة اللى اتقطعت نصين، اختفت، والأُوض، اختفت، والاخرام اختفت

رشاد: لأ الاخرام متهيألي لسه

د.يحيى: لسه بتحصل من نظرات الناس برضه؟

رشاد: آه

د.يحيى: هى لما بتحصل، إنت بتشوف اللى جواك منها

رشاد: لأ ما باشوفش حاجه

د.يحيى: بتحس بس بإن النظرة تروح عاملة خرم

رشاد: أيوه، عقلى بيتخرم وبس

د.يحيى: طب اوصف لنا دلوقتي الخرم ده هو شكله ايه، خرم بريمه ولا خرم دق؟

رشاد: لأ مش بريمه

د.يحيى: امال ايه؟

رشاد: ممكن دق

د.يحيى: النظرة يعنى تروح داخلة كده زي الصاروخ يعنى؟

رشاد: آه

د.يحيى: تقوم تعمل ايه ؟ تخرم في مخك ولا في جسمك

رشاد: لأ في المخ

د.يحيى: تقوم تعمل ايه بقي؟ آدي نظره اهه، (5) هوب راحت باعته صاروخ راح داخل عامل خرم ،  إيه بقي اللى يحصل بعد ما يتخرم مخك؟

رشاد: مش فاكر بصراحه

د.يحيى: مش فاكر إيه؟ مش الاخرام  لسه موجوده زى ما بتقول، هىّ آخر مرة حصلت امتى؟

رشاد: من أسبوع

د.يحيى: طيب يبقي سهل إنك توصفها مادام حصلت من أسبوع، جرى إيه لما حصلت بقى؟

رشاد: بس هو ممكن يكون فيه عرق ظهر في العين

د.يحيى: الخرم ده هو اللى خلّى عرق يظهر في العين؟

رشاد: ممكن يعنى؟ إللى بيظهر فى العين، يكون بسبب الخرم ده، اصل انا مش فاكر قوي

 د.يحيى : وهو ظهر عندك العرق ده فى عينك بعد الخرم الأخير من أسبوع؟

رشاد: آه

د.يحيى: ياااه، طب والعرق ده الناس تشوفه ولا انت بس

رشاد: انا باحس بيه

د.يحيى: تحس بعرق يظهر في العين

رشاد: آه

د.يحيى: يا ساتر على شطارتك واللى انت شايفه، إنت زى ما يكون الوعى الناعم اللى عند الناس كله على بعضه، جبّن عندك، كَلْكَع لحد ماشفت حته منه فى العين، إيه الشغل ده كله يا شيخ؟

رشاد:  إيه الـ “إيه”؟

د.يحيى: أنا آسف، أصل  انا مشغول عليك يا رشاد، (6) مشغول عليك بجد، بس ولا يهمك،  إنت جدع عشان بتشتغل وبتيجي فى المعاد، كتر خيرك

رشاد: كتر خيرك انت

د.يحيى فاضل بقى حكاية السفر، أنا قلت لك فى أول المقابلة إيه اللي انا عايز اتكلم فيه، وشاورت لك إن السفر لسه جواك زى ما هوه، مش كده؟ 

رشاد: يعني أنا  كل خوفي إن هينة النقل يقولولي لسه قدامك شهرين تاني

د.يحيى: اوعى تكون عايز تسافر الشهرين دول يا جدع انت!! إيه الحكاية؟

رشاد: لأ ما اقصدش بس خوفي لحسن يتلغي الموضوع ده

د.يحيى: يتلغى موضوع الهيئه ولا موضوع السفر؟

رشاد: الهيئه، مش عارف إيه اللى حا يحصل فى 10/6 زى ما وعدونى، همّا اللى حددوا المعاد ده

د.يحيى: ما انت بتشتغل شغلة تانية، وانت قدها وقدود ، تقدر تلاقى تالتة ورابعة،

رشاد: أيوه بس انا بافضّل السواقه عن كل الحاجات التانية 

د.يحيى: يابن الحلال، إحنا فى الزنقة دى نفضل اللى موجود، وكل اللي يجيبه ربنا كويس

رشاد: طيب خلاص، أنا  ما عنديش حاجه اقولها تاني

د.يحيى: انا عندي، انا مشغول عليك، إنما حاسس إنك لو استمريت معانا ربنا حايسترها، سواء انت اتعينت او ما اتعينتش مادام عايشين بنواجه الأحداث سوا ومش حاتسافر دلوقتي، أنا عارف إن  السفر لسه مرعرع جواك، إنما خلاص قلبنا الصفحة مؤقتا

رشاد: مظبوط

د.يحيى: بلاش استعجال الله يخليك

رشاد: حاضر

د.يحيى: حاشوفك الجمعه اللي جايه ولاّ اللي بعدها؟ زي ما انت عايز

رشاد: انت بتيجي هنا يوم الجمعة؟

د.يحيى: لأ، قصدى  الاسبوع الجاى، الخميس  يعني

رشاد: يبقى الخميس اللي جاي خلاص ماشي

د.يحيى: تحب تيجي الخميس اللي جاي ولا اللي بعده

رشاد: مش عارف بقي

د.يحيى: زي ما انت عايز حسب وقتك وحسب ظروفك وحسب علاقتك بينا

رشاد: خليها كل خميس(7) 

د.يحيى: مش تعب عليك؟

رشاد: لأ مش تعب

د.يحيى: خلاص انا مستنيك

رشاد: بس انا طالب من حضرتك طلب ياريت تدخلني اول واحد عشان انا باجي بدري قوي عشان انا باجي الساعه 6 هنا باصحي الساعه 4

د.يحيى: حاضر حاضر

رشاد: خلاص ماشي

د.يحيى: مع السلامه

رشاد: سلامو عليكم

د.يحيى: بلاش بقي عايز “اعرف”، “أعرف”، أعرف،

رشاد: بلاش

د.يحيى: نعرف سوا سوا

رشاد: ان شاء الله، سلامو عليكم

خروج رشاد

د.يحيى: فيه أى سؤال أو تعليق؟

د.مى (إحدى الحضور): إيه حكاية العـِرْق اللى فى عينه، وإيه الحاجة الناعمة اللى بتجبّن دى زى ما حضرتك قلت له وانت بتفسرها له، وما كمّلتش؟

 د.يحيى:

(ملحوظة: الرد على هذا السؤال استدرجنى لتفاصيل لم أذكرها شفاهة فىالرد على الزميلة د. مى إبراهيم أى أنه ليس “نصاً” حرفيا، ولقد وجدت فيه تفسيرا لكل الحالة، فاكتفيت به مستغنيا عن مناقشة مطولة لكل الفروض، على الأقل فى المرحلة الحالية، كما جاء فى مقدمة هذه الحلقة)

بصراحة يا مَىْ أنا لما بتجيلى فكرة تفسر ظاهرة معينة، أو جزئية انطرحت أثناء الحوار مع حالة، يروح الفرض بتاعها فارض نفسه، أقوم أقولها مباشرة للمريض، وكتير ألاقيه بيلقطها أكتر من الدكاترة، قصدى أكتر منكم، ده مش دليل طبعا يثبت صحة الفرض، بس برضه ما ينفيهوش، الفكرة اللى جت لى فى الحتة دى هى متعلقة برؤيتى لواحدية مستويات الوعى كحركية متسقة، مش على مستوى معين من الوعى، لأ على المستويات على بعضها، وطول ما اللحن الواحد بينغّم مع بعضه، والعازفين بيتبادلوا العزف مع حركة وعصا المايسترو، الدنيا تمشى مظبوط، يقوم المايسترو (اللى هوّا أى مستوى وعى “رّيس” فى اللحظة دى) يشاور لدول يعزفوا، ودول يبطلوا، والمسألة تمشى، يبقى اللحن وعى متكامل يحتوى كل أفراد الفرقة اللى بتعزف، يعنى يلم المعلومات على المشاعر على المستويات على كله، لما ييجى واحد من العازفين أو شوية عازفين لنوع واحد من الآلات يعلى عزفهم، وهما شطار فى حتتهم، يعْلَى عزفهم جامد وهمّا بيبصوا لبقية المشاركين فى عزف اللحن، يقوم يحصل النشاز، بسبب الفرقة اللى اتفلحست دى، الجميع بقى يِنَشِّر ويتفكك عن بعضه، وتتفضل عضلة العقل المنطقى الإدراكى يعزف حته خايبة على ناحيته هوه، ده اللى انا سميته هنا العقلنة مش العقل، يعنى قنزحة العقل المفاهيمى المنطقى الرمزى الخطى، تصورت إن المجموعة دى طاحت تعزف لوحدهأ، ومن ضمن نشاطها الحاد ده نشطت العين الداخلية وهى اللى شافت التفكيكة بتاعة بقية الفرقة، واحنا فاكرين ازاى الاستعداد للتفكيكة دى كان جاهز بالوراثة عند رشاد، المهم المجموعة بتاعة العقلنة، بما فيها العين الداخلية اتنشطت وقعدت توصف اللى هىّ شايفاه، وبرضه قعدت تزعق، وتعلّى، فخلت أعضاء الفرقة (محتوى ومستويات الوعى الأخرى) تفك من بعضها، بعضهم بطل عزف، وبعضهم عزف حتة من لحن تانى،بس كل العازفين هنا فضلوا قاعدين على كراسيهم، ودا اللى بان فى الحالة دى إن ماحصلشى تفسخ، أما فرقة العقلنة اللى احنا استغربنا ازاى بتوصف ده كله فاستمرت فى العزف لكن عزف جزء مستقل، منفصل عن اللحن الكبير، وفى نفس الوقت قدرت تبص على الباقيين اللى سكتوا، واتباعدوا لكن ما اتبعزقوش، والعين الداخلية زى ما قلنا هى ضمن المجموعة دى، وهى اللى قعدت توصف فى الباقيين اللى اتباعدوا من غير ما يتبعزقوا، وده اللى خلّى رشاد يوصف كل التفكك ده، من غير ما يتفكك، ما هو مجوعة عازفى العقلنة ما اتفككتشى من أصله، أما بقية الفرقة فهى اللى اتفككت فى المحل، وفى الأداء.

 اللى خلانى استنتج الحكاية كده وأحط الفرض ده هى المقابلة الأخرانية دى، لما قعد رشاد يصر طول الوقت على إعطاء أولوية للتفهيم والتفسير والتعليل اللى هوه سماه مرة “معرفة”، ومرة “علم”، ويمكن ده اللى خلانى ازرجن معاه جامد، ولا انساقشى لإصراره واقعد أفسر وأرد على أسئلته.

 أنا متصور إن حتى حكاية إنه رجع الشغل أخيرا، هى مجرد رشوة لنا من “مجموعة المنطق والعقلنة دى”، زى مايكون الفرقة المنفصلة دى كانت عايزة تستمر فى السيطرة، ويحل لحنها المستقل، وهو مجرد جزء خايب، محل اللحن الكبير اللى يحتاج كل العازفين، بس لما التزم رشاد وراح الشغل، كانت الفرقة دى بتشاور عقلها تساعد فى استرجاع بقية العازفين يعزفوا اللحن الجماعى، الشغل هنا والعلاقة معانا يمكن يدّى فرصة لبقية العازفين، تطمنهم، وتنظمهم وكده، على فكره “الإعداد” اللى كان بيتكلم عنه رشاد، ما أظنش إنه كان بيشاور على بقية الفرقة، أعتقد إنه كان مركز على مجوعة عازفى العقلنة، فى حين إنى كنت أنا باناقشه على أساس إن “الإعداد” هو استعادة تناسق كل المستويات، بالتناغم والتبادل، والكلام ده.

أظن إن الخروم اللى كانت بتحصل من نظرات الآخرين، هى إسقاط سخط واحتجاج بقية العازفين اللى اتقرطسوا نتيجة لسيطرة مجموعة العقلنة العالية قوى دى، فبقية العازفين مع أنهم متفككين عن بعض، من غير ما يحصل تفسخ، قعدوا “ستاند باى”، فهو لما خف، أو زعم إنه خف، أنا شكّيت يا ترى الأعراض ليه اختفت كده؟ هل معنى ده إن حصل تصليح ولا هو اختفاء، أظن كل اللى حصل إن فرقة العازفين العقلانيين قررت ترشينا بالشغل، وفى نفس الوقت تمارس نشاطها فى التأكيد على ضرورة الفهم والتعليل والتفسير اللى هوه سماهم العلم والمعرفة، اللى انا اعتبرته مجرد عقلنة.

نييجى بقى لسؤالك يا مى عن قصدى بكلمة “يجبّن”، مش انت لما بتغلى اللبن غلط، يقوم يقطع منك، لو غليته صح يتنيه لبن حليب طازة جميل، أهو رشاد، باللى جراله قدر يوصف بعض تفاصيل فركشة السائل الواحد المتداخل (اللحن الواحد “الوعى الكلى المتناغم”)، وهو حاول يلم الحكاية بالعافية بمزيد من تقوية ضجيج لحن عازفى العقلنة، فقعد يرصد حركات بقية الفرقة المتفككة، ويحاول يقفل عليهم الباب، يلاقيه ما بيتقفلشى، ويقوم يشوفهم وهما بيتحركوا من مجرى لمجرى، (من كرسى لكرسى) يمكن كانت محاولة خايبة لاستعادة “كلية” اللحن الأصلى، لكن ما فيش فايدة لأنها عملية مفتعلة مش متفاعلة أو متجادلة، ورشاد بالشكل ده شغـّل العين الداخلية (الحاسة الداخلية) بنشاط زائد فقدر يوصف اللى جارى،

الظاهر العين الداخلية دى رخرة ممكن تعتبر تبع العازفين المعقلنين فى ظروف خاصة زى فى بداية المرض، وبعدين بقى جينا احنا حاولنا نعمل علاقة مع أكثر من مستوى من مستويات وعيه فى نفس الوقت، من غير ما ندى فرصة لمزيد من العقلنة، أو نسقف لرؤيته الحادة للى جارى، بالعين الداخلية.

نيجى بقى نفسر حكاية إنه (فرط كبت) اتحسن وقال إن كل حاجة استخبت، الظاهر ده حصل لأنه طفى النور، يبقى الحاجات دى اختفت عشان الدنيا بقت ضلمة “والعين الداخلية” ماعادتشى قادرة ترصد تفكك العازفين التانيين، ما فضلشى من الحدوتة كلها غيرالنظرات اياها اللى بتخرق المخ زى ما تكون جايّه إسقاط من عيون بعض أفراد الفرقة المتفككة اللى بتلمع فى الضلمة ، وهى دى اللى فضحت إن اللحن مش هو، وإن اللى سامعينة هو حتت مجّبنة من تقطيع اللبن، (نشاز اللحن الأصلى) يروح شايفها بعينه الداخلية ويوصفها على إن النظرات نتج عنها العرق اللى ظهر فى عينه، وما حدش غيره شافه، أنا آسف، هو تفسير صعب شويتين لكن حتى لو طلع غلط أنا مستريح له مرحليا، ويمكن يبان لما أكمل لك بقية تفسير اختفاء الأعراض حالا

أنا رأيى إن  كل الأعراض والوصف، والانفصال، والأوض، والمجرى، كل دول اللى اختفوا دول مع بعض مرة واحدة كان عشان الدنيا ضلمت زى ما قلت حالا، ضلمت، يعنى فرط استعمال الميكانزمات، (وبالذات: الكبت) ما فضلشى إلا الاخرام اللى هو بيرجعها لنظرات الناس، اللى هى زى ما قلنا اسقاطات من العيون اللى زى عيون القطط فى الضلمة، تصدر من بعض العازفين المتفرقين، “المفككين فى المحل”.

 أنا رأيى إن  اللى حصل هو إن رشاد طفى النور على بقية الفرقة، وده باستعمال مزيد من الميكانزمات- زى ما قلت حالا- وبالذات الكبت والعقلنة، يعنى الاختفاء ده مش لأن بقية فريق العازفين رجع كل واحد مسك آلته، وانتظموا مع بعض من جديد، على أمل إنهم يعزفوا سوا تانى، لأ دول اختفوا لأنه طفى النور قوى، حتى عينه الداخلية ما عادتشى بتشوف فى الضلمة، يعنى بقية العازفين اختفوا، لأنهم ما عادوش متشافين، مش لأنهم اترتبوا ولا اتنظموا، فى نفس الوقت فضل عند رشاد زى ما تقولى نشاط عازفى مجموعة العقلنة هو الطاغى، من غير القدرة الحادة الأولانية للعين الداخلية.

 على فكرة النشاط المعقلن عند رشاد هنا مش كله وحش، دا هوّه اللى ظهر بشكل إيجابى، فى الشغل، وفى رجوعه من السفر، وفى علاقته بينا، وفى التزامه بالمواعيد، وهو النشاط ده نفسه اللى اتفقس من إلحاحه فى طلب المعرفة والتفسير والمناقشة بطريقته، وكان واضح إن طريقته كانت عشان يضلمها زيادة “بميكانزم العقلنة” والكبت، زى ما شفنا.

ده التفسير اللى عندى فى المرحلة دى، إيه بقى اللى فضل؟ نظرات الناس والاخرام، تصورى الدنيا ضلمة، والفركشة ما عادتشى معلنة، لأنها حتى ما بقتشِ متشافة من أصله زى بداية المرض، لكن لسه زى ماقلت حالا فيه بريق من عيون العازفين المهمشين المتفركشين،  فيه عيون بعض العازفين زى عيون القط بتلمع فى الضلمة، يقوم هوه يروح مسقطها (إسقاط Projection) على الخارج، ويقولك الناس بتبص لى لدرجة إن نظراتهم بتعمل اخرام، النظرات دى والاخرام دى بتدل على إن بقية العازفين ،  لسه موجودين، وإنه ما نجحشى تماما إنه  ينكر وجودهم حتى وهما مشطوب عليهم فى الضلمة، ولا بيعزفوا مع بعض ولا حاجة.

ياه!!! دا انا ما جاوبتش على سؤالك الأولانى يا مَىْ بتاع العرق اللى فى عينه، نتيجة للنظرات، واللى هو شايفه لوحده، ومش بوضوح، إنما احنا لأ، أظن إن ده نوع من التعيين بعد التقطيع (التجبين) اللى حصل فى اللحن الأساسى، (يعنى فى مستويات الوعى المتناغمه فى وعى “واحدِى”، وهنا نرجع تانى لقدرة العين الداخلية (الحاسة الداخلية) إنها ترصد ما تبقى من العملية الإمراضية بشكل المرة دى فيه “تعيين، يعنىConcretization

بس خلّى بالك برضه، يا مَىْ مش معنى إن الدنيا ضلمت قوى كده لحد ما كل حاجة تانية اختقت إن العقلنة بتاعته يعنى هى اللى كسبت الجولة للنهاية، لأ ، الراجل ده اتحركت فيه مستويات تانية، من ساعة ما قال حاجة وصلتنى، فوّقتنى، لحد ما قالحسيت إن الدم بيجرى فى عروقى، لحد ما رجع من السفر يمكن عشان يكمل علاج، ورضى إنه يقبل شروط العلاج، واحنا انتهزناها فرصة وبنستغل نشاط العقلنة الإيجابى (العقل) وبناخد منه المنطق السليم بتاع المخ المنظم، ونستعمله فى استعادة علاقته بالحياة الواقعية الملتزمة بعد توقف سنة ونص، وفى نفس الوقت بنهوّى على الحاجات المنسية والملغية، زى ما عملنا فى المقابلة دى اللى قعدنا نتكلم فيها عن العواطف، والطاقة الحيوية، ونشاور على الجنس وحقه فى الحضن، وفى الونس، والكلام ده

إذن إحنا مش عايزين نلغى فضل العقل أو حتى العقلنة، احنا بنحاول إنها تبقى“عقل” مفيد مش “عقلنة” بس عقل يساعدنا، وفى نفس الوقت مش عايزين نرجح دور بقية العازفين اللى لسه متفركشين فى المحل على حساب شلة العزف المعقلن، لازم ناخد المسألة كده واحدة واحده، نصالح ده، ونطبطب على ده، ونولف ونحترم الجميع، ونسمح بالفركشة فى الحلم، وما نبالغشى فى إزاحة العقلنة بعيد، لأن عشمنا إنها تتقلب عقل يساعدنا زى ماقلنا، يعنى ما نسقفشى قوى لبقية العازفين لحسن كل واحد يعزف على مزاجه وتتقلب مَعْيَلَة (المخ القديم) ونبقى مش عارفين نلم مين على مين، ولازم نفضل نعمل كده بالتدريج لحد ما يتفقوا، مش بس إنهم يعزفوا مع بعض اللحن القديم، لأ ده يمكن يألفوا لحن أجدع.

طبعا فى حالة زى دى إحنا بندى دوا، وعارفين كل مجموعة عازفين (مستوى وعى) إيه الدوا اللى بيهدى حركتهم الزيادة أو العشوائية، ندى ونبطل، وندى ونبطل، ندّى دول، ونفوّت لدول، ونسمح لدول، وأنواع الأدوية بتساعدنا على كده، لحد ما الكل يطمن إنه واخد حقه، وحايعزف آلته، ضمن اللحن الكبير، اللى المفروض إنه يكبر بعد كل فركشة، سواء كانت فركشه مرض، أو فركشه أزمة نمو، أو فركشه حلم.

 وهكذا.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

(1) استعمال أبجدية المريض مهم، دون الخلط بالمضامين العامة للألفاظ.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

(2) لاحظ طريقة تناول هذه المنطقة الحساسة أمام آخرين.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

(3) حكاية أن الجسد يفكر ويبدع تشغلنى كـ “لغة” ليست إشارية أصلا، فهى عندى نوع من المعرفة، وحين استعمل هذه اللغة الخاصة لا أعتنى بشرحها، والمريض يستقبلها كما يشاء، وغالبا يكون الاستقبال إيجابيا بمعنى الفائدة، وليس بالضرورة بمعنى الفهم.

 

 

(4) جرعة مفرطة – ربما غير مناسبة – من التنظير.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

(5) يحرك الطبيب يده من عينه إلى اتجاه المريض، ويقذف فى الهواء كأنه يلقى شيئا فى اتجاه رشاد.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

(6) محاولة بسرعة لتجنب الاستطراد فى شرح نظرى صعب، انظر التعقيب بعد المقابلة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

(7) لاحظ الحرص على الانتظام فى المتابعة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *