الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / عن الخزى، والقهر، والذنب، والاحترام (5) : الحلقة الخامسة (آخر لحظة!!! قبل الأخيرة)

عن الخزى، والقهر، والذنب، والاحترام (5) : الحلقة الخامسة (آخر لحظة!!! قبل الأخيرة)

“نشرة” الإنسان والتطور

13-1-2009

السنة الثانية

العدد: 501

عن الخزى، والقهر، والذنب، والاحترام (5)

الحلقة الخامسة (آخر لحظة!!! قبل الأخيرة)

عزيزى الزائر الصديق، نأمل أن تكون قد قرأت النشرات التى قدمنا فيها هذه الحالة، قبل قراءة هذه النشرة، وإلا فسوف تكون المتابعة، صعبة، إن لم تكن مستحيلة. النشرات هى: 16- 12 – 2008  ،  17-12-2008،   30-12- 2008، 31-12-2008  

ومع ذلك فها نحن نعيد نشر موجز الحالة مضطرين:

موجز الحالة

سامح إبراهيم (ليس اسمه الحقيقى كالعادة) 17 سنة، طالب متوقف عن الدراسة فى سنة تانية دبلوم متوسط، جاء يشكو من ضلالات اضطهاد (فيه ناس عايزين يئذونى ويخسسونى،)، وهلاوس سمعية (باسمع صوت هبد على العربيات – ثم منذ شهرين بدأ يشكو من أصوات متعددة، تنقر على الأبواب، وتصفر، مع صوت أنثوى فيما بينهم يمكن تمييزه وهو يعقب على تصرفاته ويسُبــُّـه أحيانا)، وتوقف عن الدراسة، ورفض العمل كبديل، ثم غرق تحت انسحاب وعزلة، (دايما قاعد لوحده فى الأوضة، راقد فى السرير ومغطى وشه بالبطانية، بس صاحى) كما رفض الأكل تقريبا تماما، حتى فقد عدة كيلوجرامات كما كان معظم الوقت يتخذ وضعا ثابتا متصلبا دالا بقى يغطى وشه وممكن ياخد وضع ويقعد حاطط وشه فى الأرض مدة طويلة قوى (أعراض تصلبية = كاتاتونيا)

سامح يعيش مع والديه وأخويه اللذين لم يتزوجا بعد، فى حين تزوجت أختيه، وهو آخر العنقود، وقد أحضره أبوه للاستشارة على مستوى العيادة الخارجية، وكان قد أخذ علاجات فيزيقية فارماكولوجية مناسبة تحسن بعدها قليلا ثم انتكس بسرعة، ليس فى عائلته تاريخ إيجابى للمرض النفسى/العقلى، والده رجل طيب عطوف لا يميز بين أولاده أو بناته، والأم 52 سنة، اجتماعية سهلة، علاقتها بسامح أقرب إلى التدليل، علاقته بإخوته طيبة، عموما،

سامح طول عمره خجول، مالوش اصحاب كتير، بيحب يقعد فى البيت أكثر الأوقات، بيصلى ويصوم من صغره

……. حكى عن خبرات جنسية صعبة، فهو يقول أن اثنين من زملاء المدرسة، أكبر منه مارسا معه الجنس فى ظروف يستحسن أن نعيد حكيها بألفاظه:

…. فيه اثنين زمايلى فى اعدادى كانوا بيجبرونى على كده، كانوا يدونى مواعيد ولازم أروح فيها، وكنت باقول لأهلى انى رايح اذاكر مع صحابى، يمكن لوْ والدى شد علىَّ ماكنتش رحت، لو رفضت كانوا بيهددونى، واحد منهم قال لى إنه مصورنى 36 صورة، وكان بيهددنى انه حايوريهم لأمى، كان كل مرة باحرق صورة لحد لما خلصوا، كانوا يقولوا لى لو ماجتش حانجرسك بالفضيحة، كنت باحس انهم عاملين فىّ حاجة غلط، كنت خايف اخلـّـف، كنت حاسس إن انا فى بطنى ولد وخايف ينزل، كنت عايش فى رعب، بطلت الحاجات دى لما دخلت الدبلوم

المناقشة بعد مقابلة الحالة مع الزملاء المتدربين

…. نرجع بقى لسامح، نفتكر إنه آخر العنقود، (مثل عم عبد الغفار 2-12-2008، وهو عكسه تماما، إنتظر المقارنة، يجوز) نلاقى زى ما يكون ما فيش حد خد باله منه من أصله، زى ما يكون أبوه وامه اطمأنوا إنه كله تمام، زى ما يكون كان “كمالة عدد”، لقوه “هادى ونادى”، ركنوه على جنب، نسيوه، لكن من غير إهمال مقصود يعنى، لبوا كل طلباته، من غير “اعتراف” بأنه كائن له كيانه، له معالمه المختلفة الخاصة، باين إن أول اعتراف وصل له كان من الخبرة الفظيعة اللى مر بيها دى، هى خبرة مهما حكى تفاصيلها حا تفضل غامضة وغير معروفة البداية، ولا محددة المدة، هى خبرة خليط من اللذه والقهر، أصعب حاجه فى الدنيا إنى أنا أحصل على لذة ملوثة، والأصعب إنها هى دى اللى تشعرنى إنى أنا، هى اللى تأكد لى إنى موجود، وفى نفس الوقت يتم ده بقهر فظيع،

 الواد يا عينى فى سن حرجة، جرى له اللى جرى له، والله وأعلم إمتى ابتدا، المسألة مش واضحة، يمكن فى سن تسعة أو عشرة، أو قبل كده، وهو منسى ومركون جنب الحيطة مع إن أبوه وامه بيلبوا طلباته، بص لقى نفسه داخل فى حدوتة وسخة بتتكرر بانتظام لمدة الله أعلم كام سنة، يمكن خمس ست سنين، لقى نفسه بيلتذ، وفى نفس الوقت بتوصله إهانة ساحقة، يقعدوا يكبروا الاتنين: اللذة والإهانة، ولا هو قادر يعترف إنه عايز، ولا قادر يبطل، ويمكن بيتلكك لنفسه علشان يبرر العوزان بإنهم بيقهروه، وهما بيقهروه فعلاً، لكن لقى نفسه ما عندوش رادع داخلى كفاية عشان يساعده إنه يقول لنفسه لأه تقوم توصل لهم لأه، ومن بره برضه مالاقاش رادع، لا أبوه شايف حاجة ولا أمه شايفه زى ما هى شايفا أخوه، إنما بترضيه برضه وتلبى طلباته بس، وتركنه، أبوه حتى ما بيقولوش إنت رايح فين، أصبح لا عنده “بره” يراقبه ويساعده، ولا “جوه” يمنعه، ومع ذلك هو مش مستسلم لأنه ما قررشى يختار الطريق ده وخلاص، كنا سميناه جنسى مثلى وبس، ويمكن ما كناش شفنا شكله من اصله، بالشكل ده ما فضلشى قدامه عشان يقاوم اللى هوا فيه، ما دام مارضيش بيه غير إنه هو يتفرتك، حتى الفرتكة أو الفركشة مش زى ما قالت د.اليا ما حصلتشى، راح لامم نفسه قبل ما يتفركش وقلبها تصلب، تخشب، انحنى على الأرض يخبى وشه، وعلّق على كده، دا اللى خلانى أحس إنه متجمد فى وضع “الخزى”، أنا ما أعرفش الكلمة دى إذا كان قصادها Shame بالانجليزى ولا إيه،

لو تصورنا إننا مش حانتكلم بلغة المرض والأعراض، إزاى واحد ممكن يعبر عن نفسه إذا لقى نفسه فى موقف فيه كل الإهانة دى، والقهر ده، اللى جواه مشارك فيه برضه، لأن جوا جواه عايز اللى جارى، أظن وضع الجسم المتخشب اللى هوا واخده ده أصدق تعبير عن كل ده، بيقول إنه مش قادر يبص فى عين حد من أصله، وكافى وشه ناحية الأرض، ناقص يوصل رجليه، هو بيعبر عن الخزى اللى هو عايشه، تصوروا بقى إن إحنا ماعندناش مرض ولا يحزنون، والحدوتة دى وصلت إلى مستوى ما من الوعى، لما تتلم الرغبة على القهر ويستجيب لهم، وبعدين فجأة يفكر يرفضهم، يلاقى نفسه زى ما يكون اتعرى حتى لنفسه، يعنى نفسه بالشكل ده تبقى هى العالم الخارجى إللى حايحكم على تصرفاته دى، تيجى نفسه (مستوى الوعى) اللى استقبل الحكاية كده يستعرّ من نفسه، يتجنب النظرات، ويوطى فى الأرض من الشعورى بالعار، وبعدين يطلع شوية شخوص من جواه تشتمه، وتوبخه وترصد حركاتة وتعرية (ونسميها هلاوس وضلالات)، أهو ده الخزى اللى خشّبه بالشكل ده، وضع جسده ده بالشكل ده من وجهة نظرى بيقول كده،

نيجى بقى لبقية الأعراض السلوكية نقراها من الزاوية دى، نلاقى إنه انسحب من أى تعرض للناس حتى أهله، وده ممكن يكون ببساطة منطق إللى عامل عاملة، تبص تلاقيه قدام أى مواجهة أو تهديد بمواجهة ياخد بعضه ويخش أوضته، ده إذا خرج منها من أصله، (فاكرين هو كتب إيه، ..) 17-12-2008، بص لقى نفسه عنده حاجتين كبار أوى، الخوف ومعاه التهديد، والرغبة ومعاها اللذة، وزى ما يكون مالقاش حل إنه يقاوم ده وده فى نفس الوقت إلا بالانسحاب والخزى اللى ظهروا فى شكل أعراض الانسحاب، والمعايرة والتوبيخ والخبط والرزع اللى خرجوا منه ورجعوا له فى شكل أعراض، لقى نفسه متلخبط، إزاى يكون عايز، وفى نفس الوقت مقهور وهو بيحقق اللى عايزه، شغلانة تلخبط من جوه ومن بره، ……، لما تجيب طفل يحصل على لذة من كوب فيه سكر مسموم، ويلاقى إن ده مصدر لذته، وفى نفس الوقت يلاقى إن الناس بتقول له من بعيد لبعيد، من غير منع حقيقى، حاسب ده فيه سم، وبرضه يلاقيهم بيغصبوا عليه إنه يشرب منه، قال إيه عشان يسمحوا له يفضل معاهم مثلا، تلاقى الحكاية بقت مش مفهومة، يكبر شوية يلاقيها عيبة كبيرة اللى بيعمله ده، سامح اتزنق، ييجى يحاول يقول للعيال السفلة دول “لأه” يلاقى جواه بيقول آه، يتلكك ويقول ده تهديد ما هو غصبن عنى،

 طب إيه بقى اللى خلاه يبطل فى الآخر؟ فى الغالب “اللأه” كبرت، كبرت، أكبرت بس ما وصلتشى للوعى العادى اللى بنستعمل فيه الإرادة الظاهرة ونمتنع عن اللى احنا اكتشفنا إننا مش عايزينه قوى كده، أو تمنه غالى جدا، إنما فيه وعى تانى برضه وصلته نفس “اللأه” بحجمها المتزايد ده، فراح الوعى الخفى ده، وباين عليه إنه وعى قوى جدا ومستبيع، راح قايلها ومعممها، فطلعت “لأه” للى جارى ده، وبعدين بقت “لأه”، لكل حاجة، زى ما يكون شاف إن الاحتياط واجب، بقت “لأه” لأى رغبة، “لأه” لأى لذة، “لأه” لأى بنى آدم يبص له “لأه” لأى أكل، “لأه” لأى حركة،

قبل كده، قبل ما يعيا، كانت عنده “لأه” عادية بس لها دلالة، يعنى هو تقريبا ما اتعلمشى وما اشتغلشى، ممكن دى تتقرا إنها “لأه” للمدرسة، “لأه” للصنعة، إنما دول كانوا “لأات” خايبة مااتعلمشى منها الرفض الحقيقى، لما جه فاق وحب يرفض اللى جارى، يعنى يرفض القهر واللذة مع بعض فى نفس الوقت، طلعت الحكاية صعب قوى، أظن إنتوا لاحظتوا وانا باكلمه، إنى أعلنت صعوبة حالته مرة واتنين لدرجة إنه اتخض وقال لى: هى حالتى صعبة قوى كده؟، يعنى انا مش حاخف؟، على ما أذكر، بصراحة زى ما شفتم أنا حاولت، حاولت على قد ما اقدر، وأنا عارف نفسى، عارف إنى باقدر أحترم النوع ده من الوجود من غير منظرة ولا فوقية، حاجة كده لها علاقة بخلقة ربنا اللى انا شاورت له عليها، ما هو مش معقول ربنا يخلق واحد مش محترم، تبقى مش صعبانية، إنت بتعدى التشويه وتبص وراه تلاقى خلقة ربنا موجودة مستخبية مستنياك تشوفها، آدى كل الحكاية.

ثم إنه وصلنى إنه فعلا مكافح زى ما قلت له، وهوا استغرب، فين الكفاح ده؟ قال لى: أنا مكافح؟ أنا كان قصدى إن اللى ما قدرش يعمله بوعى الصحة، لأن أهله ما مرنوش الوعى الظاهرى بتاعه إنه يقول آه ولأه، دا إذا كانو سمحوا من أصله إنه يبقى له وعى ظاهرى، قصدى “ذات” خصوصى، يعنى “سامح”، أعتقد إن سامح اللى اتكون قرب المراهقة بعد ما اتنسى قبل كده اتكون بالزفت ده اللى أذاه بالشكل ده، جه وعى المرض نجح فى اللى فشل فيه وعى الصحة، بس التمن كان المرض الشديد قوى ده. أظن أنا قلت له إنت كافحت بالأعراض إللى ما قدرتش تعمله بالإرادة، وان ما كنتش قلت له كده يبقى أدينى باقول لكم أهه، لو كنتم لاحظتم تعبيرات وشه وانا باقول له الكلام ده وهو بيستغرب وبعدين يفكر وبعدين يصدق، وانا ماصدقشى إنه صدق يمكن كان ينفع الكلام ده، (ولو فيه فرصة نعيدها ونشوف ما هو كله متسجل)، بس أول ما كنا نقرب على اللى حصل، والصور والكلام ده تروح ناطه تعبيرات “الخزى” دى، ويروح موطى لحد ما يقرب يوصل الأرض. إنتم شفتم توطية راسه ـ زى ما يكون حاجة مكسورة، عارفين لما واحد يقول للتانى أنا كاسر عينك، أو حاكسر عينك، مش حاخليك تفتح فىّ، أهو الجدع الغلبان عايش ده على طول زى ما انتو شايفين، يبقى المرض اللى احترمناه إنه قال لأه، كان تمنه غالى قوى لدرجة إنه محتمل يهدد وجوده شخصيا بينا، لو امتدت “اللأه” للحياة نفسها.

نرجع بقى لحكاية الاحترام اللى انا ألحيت عليها كتير بصراحة، وبطريقة مباشرة، بصراحة أنا ما لقيتشى كلمة غير الاحترام أوصف بيها موقفى ناحيته، هو حاجة كده أنا معرفش أوصلها لكم إزاى، أظن هى لها علاقة بموقف مسيحى قوى ما خدش حقه فى الفهم والتوظيف، حاجة كده من باب “من كان منكم بلا خطيئة”، يمكن قريبة برضه من ” حبوا أعداءكم” أنا ما بتكلمشى عن المسيحيين اليومين دول، ولا عن مسلمين اليومين دول، انا باتكلم على المسيحيين والمسلمين بتوع ربنا، الاحترام اللى من النوع ده هو أبعد ما يكون عن الشفقة والطبطبة والمصمصة، هو عندى فى ممارستى خصوصا مع العيانين، موجود فى أعماق اللى بنسميه حب، أنا لما أحمل العيان مسئولية مرضه عشان يساعدنى واحنا خارجين منه، يبقى باحترمه، وكلام كتير من ده، الشىء ده اللى سميناه احترام بيتطلب إن اللى يعيشه يبقى عارف حاجات كتير، أو يعنى عارف كفاية، هو بيحترم مين كله، بيحترم واحد صفاته كذا وكذا وعامل كيت وكيت، ومع ذلك هوا فى الأول والآخر خلقة ربنا، يبقى محترم، هوا المسألة مش مثالية ولا حاجة، هوا البديل إيه، حانعمل أيه لواحد زى ده، حانقعد نطبطب عليه، وهوه صعبان علينا جدا جدا، طب وبعدين، يبقى ما قدامناش غير إننا ناخد بإيده واحده واحده، وهو مش حايصدق ويمد لنا إيده عشان ناخد بيها إلا لما نحترمه، يقوم يثق إن المسألة مش سطحية أو مؤقته،…..، أنا باتكلم كلام نظرى، بس انا بيتهيأ لى إنه علم بقى، وإنه صنعة، ما انتوا شايفين قدامكو اهه، إنت ماتقدرشى تعمل الحكاية دى إلا لما تكون هى جزء من وجودك انت، تديك معنى لحياتك شخصيا قبل ما توصل لغيرك، مريض أو غير مريض، وأظن إن دى مش فضل أو فضيلة، أنا أعتقد إنها طبيعة بشرية بس احنا دفناها ما اعرفشى ازاى، لما بتوصل الرسالة دى زى ما شفتم واحنا بنشاور إن الاحترام هو حق لأى واحد بمجرد إنه “خلقة ربنا”، لو وصلت بجد للعيان الأمور بتختلف حتى بالنسبة لجرعة الدوا والكلام ده، أصل المسألة مش إقناع، دى حركة رايحة جاية، يا توصل يا ما توصلشى، وهى بتوصل لك إنت الأول قبل ما توصل للى قصادك، بس العيانين بتوصل لهم أسرع، يمكن عشان اتعروا، أو يمكن عشان محتاجينها، حاجة كده.

بصراحة أنا ساعات أحس إنها حاجة بسيطة جدا، زى ما تكون هى دى أصل الحياة مع بعض، لكن لما باحاول أوصلها لكم مثلا دلوقتى باحس إنى بعيد، مع سامح ما كانشى كده قوى، بس انا ما كنتش مصدق زى ما شفتم وقلت له، مش عارف بس هى باينّها صح، لما بتوصل رسالة فى الحته اللى أسمها الحياة، اللى أسمها ربنا، إنشا الله واحد فى الألف بتبقى البداية هى النهاية، الظاهر أنا صعبتها أكتر، المهم أول ما الرسالة دى بتوصل، بأى درجة، تعرف ازاى إنها وصلت؟ تروح مصحيّة الحته الأصلية اللى فى وجودنا، تقوم انت تحافظ على الحته اللى أتحركت دى، وتهدى اللعب وانت ماسك أمل فظيع إن فيه ربنا، وإن فيه إحترام حقيقى، أنا مش قصدى حاجة دينية عبيطة، هى الطبيعة “خلقة ربنا”، بصراحة أنا باعملها مع الحالات الصعبة اللى زى دى، يمكن عشان ماعنديش حاجة تانية، نظرى نظرى، هوا اللى انتو شوفتوه بعنيكوا ده نظرى برضه، ييجى واحد يثبت لى إنه غلط، !! ما يبقى غلط، أنا حاعمل إيه، حاعمل إيه يعنى؟ أبطل احترم الناس وعيانينى لحد ما اثبت إنه صح، حتى لو هو غلط 100% أنا أشوف نتيجته، العيان ده وهو راجع للضلمة دى كلها، وإلغاء كل حاجة لو اديته مهما اديته أدوية يمكن ينام أو يهدى شوية، بس هو هادى جاهز، يمكن يتحسن بشوية جلسات بس تبص تلاقيه رجع تانى، بس لو هو اتحرك ناحية “يمكن” وناحية مشاركته فى الرجوع، وناحية إن فيه “لأه” تانية مع ناس شافوا وقبلوا واحترموا يقدروا يبتدو من أول وجديد مع بعض، تديله نفس الدوا تلاقيه جاوب بشكل مختلف، دى خبرتى وما اقدرشى انكرها مستنى إذن من شركات الدوا اللى لخبطوا مخاخكم، الحالة دى لما المرض قال لأه للحياة بالشكل ده، فى الغالب حرك مستويات قديمة/مخ قديم يساعده فى “اللأه” دى، فى الرجوع إلى مرحلة ماكانشى فيها الكائن الحى محتاج للحواديت تدى زى الاعتراف، والشوفان، واللذة المعقدة بالشكل ده، نشاط المخ القديم بيلغى الآخر، زى ما سامح بيبص فى الأرض، ويستخبى من الناس، ويرجع أودته، وما ياكلشى مع أهله، فده بيحتاج دوا يهدى نشاط المخ القديم ده، وانتو عارفين إن عندنا أدوية شاطرة بتنشن على المخ ده بالذاتن وتهمده، يقوم تمنعه إنه يرجع يستخبا فى بطن أمه

وبعدين فى المقابلات الجاية، ومع الأهل برضه لازم نجمع المعلومات الناقصة، يعنى ندرس كويس قوى السنين الأولى قبل العيال السفلة دول ما يدوه الاعتراف الملوث ده بالشكل ده، ده مهم ليه؟ لإننا واحنا بنهمد المخ القديم، بنحاول نستعيد نشاط المخ الحديث اللى كان شغال قبل العيا، وعلى قد ما كان بيشتغل صح، على قد فرصتنا إن احنا نبدأ صح، بس واضح طبعا إن كان فيه حاجات ناقصة، إهمال ودلع وقلة شوفان وتطنيش وقلة شغل وقة مدرسة وقلة ناس، يبقى حايرجع يشتغل لإيه ولمين، فإحنا بنعمل علاقة، ونبذل جهد عشان نأهل المخ الحديث يستلم مسئوليته فى ظروف جديدة، فيه علامات مهما كانت الهشاشة والضياع قبل المرض، فيه علامات إنه بدأ يشتغل، العلاقة معانا، الانتظام فى الدوا، الشغل ولو كبداية، وهو عايز يخلص الدبلوم مش عشان يتعلم أو ياخد دبلوم، لأ عشان يختصر سنين الجيش، بس الدراسة مش حاتنفعنا قوى واحنا بنرجع المسائل لأصولها، لأنها عمرها ما كان لها قيمة عنده، إحنا عايزين حاجة فيها ناس وعمل وناتج واضح، وساعتها الدوا، ويمكن الجلسات تزقة زقة فى زقة، زى ما بنقول إنها إعادة تشغيل للأمخاخ كلها، واللى يقودها هوه اللى احنا حضرناه بالشكل ده عشان يمسك عجلة القيادة، بس مش كل الوقت زى ما انتو عارفين، يعنى يفوت كده أثناء الحلم والكلام ده.

 لحد دلوقتى إحنا ما اتكلمناش فى الخبرة المهببة دى، وآثارها، وازاى حايعديها، المسألة مش مسألة إنه يحكيها من أول وجديد، وكل ما يحكى قال إيه يفرغ وكلام من ده، إحنا عرفنا عنها كلام مهم، وحانكمل الباقى على قد ما احنا عايزين، فيه هنا غلطة فى النمو، لو اتصلحت حاتخد الكبوة دى جواها وتحطها فى المكان المناسب لها، ما فيش حاجة بتتنسى، والمخ ما هو وعاء إذا اتملى حاجة غلط ندلقها ونملاه باللى احنا عايزينه، كل حاجة حصلت حتى لو زفت الزفت، لها مكانها مع إعادة التنظيم يمكن هى نفسها تبقى جزء من التنظيم الجديد لكن بشكل تانى.

فيه أى حاجة حد عايز يسأل فيها؟

د. محمد عبد الفتاح: ماقولناش على موضوع الـولد اللى فى بطنه

د.يحيى: شعوره بإنه حامل، وإنه فى الحمام لو حايحزق يمكن يولد أظن إحنا فسرناه فى الأول، وانا بناقش الدكتورة داليا وبشرحلها علاقة الحكاية دى بالأساطير، وحواديت زمان عن الراجل اللى حبل وولد من بز رجله …. ………إلخ

(تناونا هذا الموضوع فى الحلقات السابقة

 وسوف نعود له فى الحلقة الأخيرة غدا حين نختم الحالة بالحديث عن النمو والجنس والثنائية )

………………..

………………..

د.عدلى: مش الجيش ممكن يبقى خطر على العيان ده يادكتور

د.يحيى: قصدك احتمال إنه ينام مع حد تانى، عندك حق، لكن أن ما أظنش إن ده وارد دلوقتى بعد ما قال “لأه”،”لأه””لأه”،” بالعيا ده قوى كده، ثم احنا حانعمل إيه، ساعتها نشوف.

د.عدلى: لأ مش بس الحكاية دى، أنا قصدى الجيش كله على بعضه

د.يحيى: لأ لأ ما هو كل البلد “قدوة حسنة”، إنت عارف إن كل اللى بيطلع من الجيش من غير ما يتسجن بيطلع بتقدير قدوة حسنة،، ما تخافشى قوى كده، الظاهر الجيش بقى حنين قوى، اللى انا خايف منه هو استعباط بعض زملاؤه وهما ساعات بيناموا جنب بعض، ترجع تتحرك اللذة اياها، بس احنا فين والجيش فين دلوقتى، …وهوه بحالته دى مش لايق، وسنه لسه فين، حد عارف ساعتها حانبقى وصلنا لحد فين فى علاجه. ثم إنى محترم “اللأه” بتاعته، دى ياراجل غطت على كل حاجة، أظن إنه حايترعب لو يلاقى نفسه معرض للسجن ده من جديد، سجن القهر واللذة مع بعض على حساب كبرانه.

د.عدلى: يعنى هوا عايز يكبر يعنى بعد اللى جرى ده؟

د.يحيى: أنا مش قصدى إنه بيحسبها كده زى ما احنا بنحسبها، بس دى قوانين الطبيعة

د.عدلى: يعنى حضرتك أنا خايف إن الـخبرة دى اللى حركت معاه الأنثى اللى جواه لدرجة الأمومة، مش برضه هى لسه قوية قوى؟ يمكن حاجة تحركها أثناء خدمته فى الجيش.

د.يحيى: عندك حق، إحنا استنتجنا إنها لازم تكون قوية، خصوصا ان انا باشوفها تركيب بيولوجى، مش بس ميل نفسى وخيال وكلام من ده، وبرضه طريقة الرفض اللى هوا لجأ إليها بالمرض تدل على إنها قوية فعلا، إنت قدامك حالة كاتاتونيا صريحة، يعنى جمود فى المحل قريب من الموت، يبقى لازم القوة اللى اضطرته لكده تبقى قوية جدا زى ما انت عايز، صفر التجمد ده عشان تحركه بيبقى عامل زى ما تكون بتفجر الذرة، شوف بقى المخاطر،

ومع ذلك المقابلة كانت غريبة فى سلاستها بالشكل اللى احنا شفناه ده، بس اللى جى أصعب، إيه رأيك يا داليا؟

د. داليا: طبعا أصعب، وحضرتك صعّبتها أكتر

د. يحيى: يعنى إيه؟

د. داليا: حضرتك ابتديت معاه بالنسبة للـعلاقة بإنى باحترمك، ودى صعبة جدا.

د.يحيى: أنا بصراحة كنت شاكك فى نفسى، وقلت له كده بصراحة، إنى شاكك فى نفسى، اصل أنا الظاهر باحترم الحياة قوى، وباحمد ربنا إن هو خلقها، وادانا الفرصة دى، دى البداية، هى بداية بعيدة شوية، ثم إنى باحترم الكفاح، إن شالله بالمرض، أو حتى إذا كان مخلوط بالقرف المزفت زى الحكاية القطران اللى احنا شفناها دى، وبعدين ده ما بسميهوش موقف مثالى، مثالى فى إيه؟ أنا باكره المثالية كره العمى، ما فيش أكذب منها، أنا ماليش دعوه، إذا ماكانتشى القيمة تتجسد فى شخص قدامى آخد وادى معاه، شخص “هنا والآن” له معالم، يبقى كلام فارغ، فا أنا باحاول من هذا المنطلق إن اللى عندى أجتهد أطلعّه عشان يتجسد لهذا الولد، ومابابصش لنتيجة المحاولة فى اللحظة نفسها، أى شىء حقيقى هو خير وبركة، حتى لو واحد فى الألف زى ما قلنا، كلمة إحترام هى اللى خطرت لى، يمكن يكون فيه كلمة تانية، إنما باحس إنها حب شكل تانى، حب مش مضروب يعنى، إحنا بنمارسها واحنا بنتكلم عن علاقة الصغير بالكبير من منطلق أخلاقى، وده اللى خده سامح فى الأول، واستمر الحوار فيه مدة زى ما انتى فاكره، إنما هنا هى حاجة تانية، إحترام الصغير للكبير ده ممكن ما يبقاش إحترام، ساعات يبقى خوف، نفاق، اما الإحترام اللى احنا بنتكلم هنا عنه، فهو، أظن يعنى، إنك تشوفى واحد بحجمه الحقيقى كله على بعضه، وتشعر بحقه فيما حرم منه، اللى هو هو حقك برضه، وتقدر تساعده فى الحصول على حقه لأنه بنى آدم، لمجرد إنه بنى آدم. هو ده الأحترام، لو أحترمته من غير ما تشوفه ماينفعش، لو إحترمته من فوق ماينفعشى، لو إحترمته لأسباب كيت وكيت، ماينفعشى، لو أحترمته وهو جواك بس، يعنى مش ماثل براك، وتقعد تسقط عليه قيمك الأخلاقية وانت بتمصمص شفايفك، ماينفعشى، أظن أنا باتكلم فى منطقة اهتمت بيها الأديان الحقيقية قبل ما تتشوه، ولما باظت، باظت كل حاجة

طيب فى حاجة تانية؟

………

د.محمد عبد التفاح: طيب بعد كده لما يبتدى يعمل علاقة طبيعية إن هو حيتجوز فى يوم من الأيام، الأمور حاتمشى ازاى؟

د.يحيى: إيش عرفنى، ساعتها نشوف هى ماشية ازاى، أو البنية حاتتصرف ازاى

د.محمد عبد التفاح: حاتتصرف إزاى؟ لأ صحيح، يعنى إزاى الشغل حايبقى فى الحته دى مع الدكتورة داليا دلوقتى؟

د.يحيى: هى داليا بدأت النهارده وهى بتقول أنا باحبه حد طايل أمورة زى دى تحبه

د.داليا: وحضرتك مش حبيته برضه

د.يحيى: لأ ه، أنا اتوجعت أوى الأول، ماقدرتش أحبه الحب بتاعك ده، أصل الحب بتاعى بيوجع، لما أنا باحب باتوجع، أصل الحكاية بتبقى جد، الوجع ده مش ضد نشوة الحب، وبلاقى نفسى باخاف بعد كده من العجز من إنى أساعد اللى باحبه، إنتِ لما تلاقى نفسك مشلولة قدام حد بتحبيه، تتوجعى أكتر، تتوجعى بجد مش هزار، تقعدى تدورى على الحته الصح اللى تبتدى منها مشاعرك نحو واحد بالشكل ده، تلاقيها بعيدة خالص، تنط لك الصعبانية بدال الاحترام، تحسى بإنك بتبعدى، تنتبهى ترجعى تحبيه تانى تلاقيكى ينسحب منك الإحترام وتلاقى نفسك عايزة تحكمى أو توصفيه وخلاص، تروحى مصبرة نفسك ومفتكرة خلقة ربنا، خلقة ربنا محترمة مش ضعيفة تحتاج مصمصة، طيب وسامح مثلا عمل إيه يعنى عشان مانحترموش؟، هوا شوه خلقة ربنا مع سبق الإصرار مثلا؟، ما هو كافح أهه لحد ما عيى، ترجعى تلاقى نفسك فى منطقة الاحترام، اللى هوه الحب اللى بصحيح، ومع كل ده تفضلى مش مصدقة نفسك، عشان كده كنت عمال أقول له أنا مش مصدق مش مصدق مش مصدق،

 ما هو الصعب صعب ما فيش فايدة، يعنى الحالة صعبة قوى قوى، بس العلم علم، نفع يبقى علاج، ما نفعشى أهو فتح أبواب، العلم الحقيقى بييجى من الصعوبات دى، من الغلط وتحمل المراجعة، وده ضد الاختزال إلى اللى احنا بنعرفه وبس.

فيه حاجة تانية؟

طيب،

شكراً جزيلاً

وبعد

انتهت المقابلة دون أن تنتهى الحالة فإلى باكر، نرجو أن نختمها بكلمة موجزة عن النمو والجنس، أو ربما عن نمو الجنس، وخاصة إذا نجحنا فى مقارنة بعض هذه الحالة ببعض حالة التدريب عن بعد، وربما بإشارة لحالة أرسلتها لنا د. أميمة رفعت

لست متأكدا

وغدا نرى ما كان

(برغم الجارى فى كل مكان).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *