كلمات
عن اللغة والفكر والعلم
د.عادل مصطفى
”تعليم الأمة بلغتها ينقل العلم بكليتة إليها, أما تعليمها إياه بلغة غيرها فإنه ينقل أفرادا منها إلى العلم”
الشيخ على يوسف
شرف الأمة لغتها
لغة الأمة هى وعيها, وكبرياؤها وعرضها والأمة التى لا تصون لغتها من العبث والتحلل لن يبقى لها شيء تصونه.
تولد كل الأجنة عارية . . إلا جنين الفكر فيولد متلبسا باللغة.
تعريب العلم:
أن نعرب العلم يعنى أن نعلمن العربية, أى نعلمن عقولنا وأطرنا الذهنية ومورفولوجيتنا الدماغية, أما أن نتحدث العلم بالإنجليزية وعقولنا مصبوبة بلغة كهفية حرمت دهورا من النور فتعاطت الوهم وتقولبت بالخرافة, فذاك انفصام معوق يجعلنا غرباء على العلم مهما حـفظناه وتقولناه, ويجعلنا عاجزين عن الإضافة الحقيقية إليه والإبداع الأصيل فيه, وهو واقع صلب لا محل فيه لجدل ولا نملك وجها لنقاشه.
سطوة اللغة
تعست فكرة رانت على البشر دهورا تقول إن اللغة مجرد وسيلة للتعبير عن الفكر ونقله إلى الآخرين, تعرض له من خارج وهو تام مكتمل كأنها غلاف الهدية أو كساء البدن أو وعاء السائل.
إنما شأن اللغة أبلغ من ذلك خطرا وأبعد نفوذا وأشد هولا.
اللغة هى ذخائر المقولات وخزائن المفاهيم, بحيث يستحيل عليك أن تفكر تفكيرا مركبا ثريا بلغة ساذجة فقيرة.
اللغة هى دالة الفكر و نماذج الرؤية, بحيث لا تملك أن ترى من العالم إلا بقدر ما تسمح لك لغتك أن تري.
اللغة هى حاملة العالم وأطلس الوجود, بحيث لا تجانب الصواب إذا قلت إن حجم وجودك هو حجم لغتك.