إستلهام: الإيقاع الحيوى للكلمة الطيبة
حين تصبح الكلمة حياة ، وليست رمزا
أو
عربة لحمل غيرها ولو كان “المعني” !!!!
د. أسامة عرفة
شبه القرآن الكريم [فى سورة ابراهيم الآيات 24, 25] الكلمة الطيبة بالشجرة الطيبة(1) أصلها ثابت(2) فرعها فى السماء(2) تؤتى أكلها كل حين بإذن ربها.
الأصل الثابت = استمرار الإمكانية Continuos Potentiality.
فرعها فى السماء = تصاعد النمو واستمراريته Continuos Growth.
تؤتى أكلها كل حين= الرسالة الأصيلة Genuine Message
ولنتخيل معا هذا النموذج:
إن الكلمة الطيبة تخرج من صاحبها “المرسل وهو فى حالة كلية: معرفية – وجدانية – عقلية – إدراكية – نموية – موقفية
تخرج رسالة حيوية Biological Message مرتبطة بالإيقاع الحيوى لصاحبها كالتالي:
فى لحظة ما يحضر هو شخصيا فيها (أى فى الكلمة) بكل مستوياته وأيضا بدرجة رؤيته واستيعابه للآخر المستقبل كبؤرة للرسالة الموجهة له فى حد ذاته, وكجزء من إيقاع أعم للكون والحياة
وكذلك تخرج مرتبطة بدرجة امتثاله لله الذى يمثل الوساد الكلى لهذه الحركة التى تتم فى كنفه ولا تتحقق إلا بإرادته الفاعلة فلا تؤتى أكلها إلا بإذن امتثال حقيقى فى علاقة نابضة كأنك ترى الله رأى العين.
وعلى الجانب الآخر فإن الإيقاع الحيوى للكلمة الطيبة مرتبط كذلك بحالة الإيقاع الحيوى لمستقبل الرسالة حيث يمكن أن يكون فى حالة كلية (كالسابق وصفها) جاهزا لاستقبال هذه الرسالة حيث تصبح الكلمة الطيبة فعلا مؤثرا, آنيا.
وقد يكون المستقبل غير جاهز للتفاعل بها فى حينها فتصبح فعلا مؤثرا مؤجلا لحين نضج إيقاع مستقبـلها فى مرحلة نمو بعينها حين يستطيع أن يتمثل من خلالها -مخزونة منتظرة- ذات الرسالة السابقة, فتتحول من كونها فعلا مؤجلا لكونها فعلا قائما.
وقد لا يستفيد منها المستقبل أصلا لكونه غلف ولكنه ينقلها عفويا برتابة شديدة لمستقبل آخر فى حالة تأجج قادر على استلامها والتفاعل بها
وإذا تخيلنا هذه الأنماط المختلفة من المستقبلين إذا ما تفاعلوا بهذه الرسالة واختلطت بدمهم ولحمهم, وأصبحوا كل فى لحظته مرسل لها أو لنتاجها لمستقبلين آخرين, فلنا أن نتخيل إيقاع انتشار هذه الرسالة عبر محورى المكان والزمان-بإذن الله القادر الهادى المضل, صاحب المشيئة الذى إليه يصعد الكلم الطيب, وهذا التعبيرالأخير هو تأكيد لما ذهبنا إليه من محاولة قراءة ما هو “طيب” من هذا المنطلق البيولوجى الحي, الذى قصدنا إليه بتعبير “الإيقاع الحيوى للكلمة الطيبة” إذ تأخذ شحنتها وبركة استمرار فاعليتها من صعودها إلى الله تعالي
وهكذا نرى كيف تكون الكلمة الطيبة نبضة تنبعث من صاحبها فتملأ أرجاء الكون وتنتشر فيه ويستمر فعـلها ارتفاعا وهبوطا ونشاطا وخمودا عبر الزمن متجددة العطاء والتأثير مجسدة طبيعة إيقاعها الحيوى الفاعل.