الرئيسية / مجلة الإنسان والتطور / عدد ابريل 1986 / عدد ابريل 1986- قصيدتان قصيرتان

عدد ابريل 1986- قصيدتان قصيرتان

عدد أبريل 1986

قصيدتان قصيرتان

حلمى سالم

(1) كسرت محارتها الوحيدة

كسرت محارتها الوحيدة،

ثم نامت فى مداها.

كنت أشهد خطوها،

ما بين ورد والأصول.

سألت : هل يتخاصم السفر الطويل مع الوصول؟

أجاب طيف فى المدى:

طيف يدس صباى فى أنشوطة،

سأبدأ إذ يزول.

بها ندى،

نهضت ترتيب رمزها،

وتخبئ البدن الوحيد عن الفصول.

السر خامرها،

فشكت شعرها

فى نيزك يمضى إلى على الصدى.

خلصت إلى أنفاسها وتراثها الليلى.

دست فى يدى محارة

مكسورة

كانت إلى النهر الصموت خفيفة

كالموت والنجوى.

وكنت على دمى المفصول،

أشهد خطوها الموصول

هل ستمر من رئتى؟

لا أحد يجيب

ولامحارتها تقول.

(2) يؤذن مغرب

يؤذن مغرب،

فتحط عاشقة إزارا فوق أبيضها الرهيف،

وتنحنى.

فى الماء ترمق شكلها شهبا وأعشابا

بلون رجالها الفانين والآتين.

تكشف خطوة فى الصمت،

يسألها الرعاة عن الخليل.

تحط فوق الأبيض المخبوء حمصة،

وترحل.

فى نوافذها القريب كنت أسمح للفتى

أن يختلى بالنرجسات الخضر،

يخلع عن مواقتها الأصائل،

ثم يبكى فوق شاهدها الشهى،

ويترك الأثواب عندى.

من مناثرها يؤذن مغرب.

فألم أوراقى من المقهى

وأحلم بالنجيل،

يحوط حمصة بمائدة تشيل إزار عاشقة ترامت فوق كف الغائبين

مدى.

وأحلم بالنجيل،

يؤذن الحزن البسيط فأنحنى عند المياه:

الشكل صنو الشكل،

لكن الفتاة تلم غامضها،

وتقضى نحبها اليومى

قرب المغرب المعلوم فى،

وتنتفى تحت الموائد.

عريها ينحل فوق الأسطر المكتومة،

انتبهت،

فخانت خاطرى وخطاى.

كان المغرب الفضاح أذن،

فانتشلت قصيدتى ملموسة بمسيرها

كانت عشيقتنا

تلملم نثرها خلف المكان.

(نوفمبر 1984)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *