نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 29-7-2014
السنة السابعة
العدد: 2524
الثلاثاء الحرّ
سوف يعود العيد جميلا..، حين نعود! (1)
لا أميل إلى الترحيب بمثل ذلك النعيب المتكرر الذى نستعيده أحيانا فى الأعياد العامة (عيد بأية حال عدت ياعيد- المتنبي) وأحيانا فى أعياد الميلاد (عدت يا يوم مولدي، عدت يا أيـها الشقي- كامل الشناوى/فريد الأطرش)، ومع ذلك فإننى وجدت نفسى أفعل ما أكره: ذلك أننى عثرت بين أوراقى على كلام كتبته منذ أكثر من خمسة عشر عاما، فوجدته أكثر انتسابا لأيامنا هذه التى نعيشها على مضض، برغم الوعود والأعياد. فقمت بتحديثه، كما يلي:
ما حاكت لى أمى جلبابا ذا صوت هامس،
لم يمسسه الماء الهاتك للأعراض،
لم يتهدل خيطــــه،
لم تتكسر أنفاســه.
مارتبت المهد الغائبة الثكـلي،
ما مرت كف حانية -غافلـة- فوق الخصله،
ما أعطتنى اللعبـه،
فحملت الآلة، حدباء بغير علامه.
***
أجرى بين الأطفال وأرتقب “العاده”،
يعطينى العم “المعلوم” وأكثر،
أتلفع بالورقة تدفئـني،
تتمايل،
تتأرجح مثل الأيام،
يتفتح برعم حب آخر،
فأخاف.
****
أقـف بذيل الصف وأفرك كفي.
أبحث عن ظل البسمه،
وذراعى مبتوره،
تختبئ بثنيات الوعد الميت،
أنزعها..،
تنــزعــني.
أهرب من كومة ناس مختلطه،
أخرج من باب الدرب الآخر.
***
دربى بكرٌ فوق حصاه تسيل دماء القدم العارى،
يتبعنى الناس الـمثــلى،
ليسوا مثــلى.
من مثــلى لا يسلك إلا دربـه،
يحفره بأنين الوحده، يزرع فيه الخطوات الراسخة الأبقي،
يرويه من رعـد الرؤية.
صدّقتُ بأن الْمَا حدث طوال العام، (عبر الأعوام)، يأتينى الآن.
لم يأتِ سوى الطيفُ الغامض.
فأخاف النوم وصبحا يترقبـنـي.
***
ينزف وعيى وسط الآلام المتناثرة هباءا،
أتشتت مني،
فأحاول.
أفشل قسرا،
أتمزق.
فافرِّقُ أبعاضى كل فى جانب،
أعجز أن أجمع نفسى من بين شظايا المرآة المسحورة.
أرجوحة هذا الزمن الأنذل دبـابة،
وعرائسه قنابل موقوته،
والطائرة بلا طيّار
والبهجة ماتت فى معزى مجلس أمن يحكمه شيطان لزج أملس.