الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / رسالة د. صادق السامرائى : من الشبكة العربية للعلوم النفسية

رسالة د. صادق السامرائى : من الشبكة العربية للعلوم النفسية

 

نشرة “الإنسان والتطور”

25-4-2011

السنة الرابعة

 العدد: 1333

يوم إبداعى الشخصى

رسالة د. صادق السامرائى

من الشبكة العربية للعلوم النفسية

الأستاذ الرخاوى المحترم

تقديرى ومودتى:

وشكرا لكلماتك العميقة المنيرة الوضاءة الساطعة فى دياجير الأعماق الحية الساعية نحو مجد الوعى والإدراك اليقينى والإستشراف البرهانى المنوّر بحديد البصر.

وأرجو أن أكون مصيبا، فقد وجدتك تقرأ الكلمات ببصيرة إشراقية وقدرة إستبطانية ذات معارج برهانية تستدعى التأمل والنظر، عندما قلت الذى همستْ به شفاه الروح وألمحت إليه نبضات القلب المعنّى بالإمعان والرحيل فى مسارات الأدرى البعيد.

وتثمينا لكلماتك الرائعة الشاسعة الثرية المحتوى والغنية المغزى والدلالات، رأيت أن أشاركك بما أوحت به حال قراءتها.

****

هـذا

عنوان روحٍ منسية

فى أفق الأكوان العلوية

عند جلالٍ

تعرفه دروب العشق الأبدية

………..

هـذا

براقٌ

لا يتعب

إن يكبو

ينهض أقوى

رميم عظامٍ لا تذهب

تطحنها رحى الدوران

فتتحدى المطلب

………..

هـذا

مولودٌ من رحم رؤاه

يغنم مهماز شروعٍ

فى بيداء مناه

فينادى مجهولا عن

 موضع خطاه

………..

هـذا

قال:

إنبجست لآلئ الروح

وحفت بالمدى

وتلامع الندى

على خدود الخيال

وحالما نظر

أبصر الأثر

وتساءل…..

أين الغطاء يا بشر؟!

………..

هـذا

آنُ الآنِ

وتكاتف قدرات الأزمان

واحتدام الوعي

وشبوب الأدرى كالنيرانِ

………..

هـذا

قال وداعا

والروح تنأى عن إنسانِ

تأبى طينا

تتحرر من قبضة إمكان

………..

هـذا

حميم آنٍ

وشظى دانٍ

يتعثر بالميزان

ويغفل

أن الأمل جنتان

………..

هـذا

صدى حيرةٍ

ونزيف نسيان

وتأرجح

ما بين الإحسان والإحسان

وتأمّلٌ

وسط مروج النخيل والرمان

………..

هـذا

بيان روحٍ

تتحرّق للمنان

أشواقها ضبحت

ومواقدها استعرت

ونجواها انعتقت

فأدركت معنى الجريان

………..

هـذا

يعبقُ أنوارا من عرش الرحمان

ويعْلمُ أن الوعي

شريان الإيمان

وأنّى يمضي

فكل شيئٍ بحسبان

فينادي:

إكدح يا نبض فؤادي

نحو ربوع الإيقان

………..

هـذا

أبصر

فهوى نور من قدح الأنوار

فى وعاءٍ كالدخان

وتقطّر عصير الألباب

فى دنان الوجد

فتعتق الأنا

بقارورة “كن”

فانبهرت الأشياء بمجد النظر

………..

هـذا

هو الذى رأى وما رأى

حينما غاب فى تلافيف المكان

فانمحى عنده الزمان

وتجمعت القدرات فى قطرة ضوء

تتوطن مصابيحا درية

فنهض معافى من داء التراب

وحلّق فى غياهب الإياب

وتنعّمَ بالأنوار القدسية!!

 وطبتَ متوقد الفكر مشعشع النظر

د. صادق السامرائي

18-4-2011

****

 أخى رفيق الدرب

أ.د. السامرائى

هممت أن أكتب لك  ردا  شاكرا، لكننى – فجأة –  تذكرت أنه:

لا شكر على صدق

ولا صدق إلا  على ما يستحق

وقد أكرمتَنى بصدق إشراقاتك على هوامشى العابرة  على قصيدتك الفياضة

كلماتك الجديدة آنَسَتْنى حتى أحاطتنى بطمأنينة يقظة

بصيرتك المنيرة اخترقت طبقات وعيى حتى الجذل

ما أجمل لغتنا العربية يا أخى

ما أجملها وأقدرها فعلا

لماذا هجَروها؟

لماذا قزّموها؟

لماذا خنقوها فى المعاجم؟ حتى كادوا يخنقون بها ومعها كلام الله عز وجل؟

هل أدعوك لتقرأ نفسك مرتين وأنت تقول:

“مولودٌ من رحم رؤاه”

رجعت أستنقذ ببعض دفاترى القديمة، لعلها تعيننى على الرد، فعثرت على ما قد يوضح لك موقعى المتواضع من مسألة “الروح” و “الإشراق” و”البراق”  و”الأكوان العلوية” ، مقدرا  لك حسن ظنك

أنا أحاول أن  أتمسك بموقعى حيث وضعنى ربى:

غائصا فى طين الأرض  إلى رحم الكون المفتوح النهاية

هذه القصيدة التى كتبتها  منذ ثلاثين عاما بعنوان “حرف النجاة” …..: أرجو أن يكون بها رد مناسب على إضاءات بصيرتك

” يهدى الله لنوره من يشاء”

أكرر شكرى

وأدعو الله لك بدوام العطاء لدعم أمثالى لكسر “الوحدة”

(دون أن نكسرها تماما…، فهى ثروة أخرى من الثروات المجهولة)

الحمد لله

وعليك السلام

يحيى الرخاوى

****

النصَ

-1-

يــا‏ ‏بسمة‏ ‏الرضيعْ‏ ،‏

يا‏ ‏نسمة‏ ‏المساء‏ ‏فى ‏الربيعْ‏،‏

يا  فـِطرتى ‏الوديعهْ

من‏ ‏لى ‏بسيفٍ‏ ‏باترٍ‏ ‏مُحبِّ‏ ‏؟

‏…..‏

يا أمنا‏ ‏الطبيعة

الثدى ‏جفَّ‏ ‏والرضيعُ‏ ‏لا‏ ‏يريدُ‏ ‏ينفطمْ

‏-2-‏

لا‏ .. ‏لستُ‏ ‏ممن‏ ‏يحذقُ ‏المسيرَ ‏فى ‏الهواءْ‏، ‏

أو‏ ‏من‏ ‏يعومُ‏ ‏فوقَ‏ ‏موجِ‏ ‏الـَّرمـل‏ ‏فى ‏العراءْ‏،‏

أو‏ ‏يقبضُ‏ ‏الريحَ‏ ‏التى حبستموها‏ ‏فى ‏القمـاقْـم‏.‏

لا‏..‏لست‏ ‏ملاّحا ‏يجوب  ‏الخافقين‏ ‏سائحـَا‏،‏

ولستُ‏ ‏من‏ ‏جنودِ‏ ‏سْـلطاِن‏ ‏الكلام‏ ‏والمقاِعِد‏ ‏الوثيرهْ‏،‏

ولستُ‏ ‏من‏ ‏حرّاس‏ ‏بيت‏ ‏المالِ ‏أو‏ ‏بيت‏ ‏القصيد‏ ‏والنَّغـَـمْ‏،‏

ولستُ‏ ‏ممَن‏ ‏يحذقون‏ ‏لــُعبة الأمثال‏ ‏والحـِكـم‏ْ ْ .‏ 

‏-3-‏

لكّـنِـنـى ‏برىءْ‏، ‏

قسماً‏ ‏بربِّ‏ ‏النـاسِ‏ ‏إننِّى ‏برىءْ‏.‏

جريمتِى ‏هُويّتى ،‏

‏ ‏فـقــدتُ‏ ‏مِقـْوَدِى‏،‏

فقادَنى ‏ذاك‏ ‏الذى ‏قد‏ ‏ألبسوه‏ ‏صورتى ،

‏فَـرُحْـتُ‏ ‏عَـنـهُ‏ ‏أنسلخٌ‏.‏

‏-4-‏

‏…‏لــمْ‏ ‏تنمُ‏ ‏بعدُ‏ ‏حولَ‏ ‏جِـذْعِـىَ ‏الزعانفْ‏.‏

وريشىَ ‏الزغبْ،‏

قد‏ ‏طار‏ ‏فى ‏غَـيْـرِ‏ ‏اتجاه‏ ،‏

فَـغُـصْـتُ‏ ‏فى ‏بحورها‏ ‏العميقهْ‏،‏

‏ ‏يا‏ ‏مُــرَّها‏ ‏الحقيقهْ.‏

‏-5-‏

العَـلْـقـمُ‏ ‏المعـقُودُ‏ ‏فوق‏ ‏جِـذْعِ‏ ‏شَـجـرهْ ، ‏

اللامعُ‏ ‏المصقولُ‏ ‏مثل‏ ‏دمعة‏ ‏المهاجرِ‏ ‏الوحيدْ‏،‏

‏ ‏قد‏ ‏صار‏ ‏زاد‏ ‏الأولياءِ‏ ‏الرُّحَّـلِ‏، ‏

إلى ‏بلادِ‏ ‏الله‏ ‏خلْقِ‏ ‏الله‏ ‏فى ‏كدْحِ‏ ‏اللقاءْ‏.‏

-6-

يــا‏ ‏شَـوْكها‏ ‏الظـُّـنُـون‏ ‏فى ‏خميلِـة‏ ‏القلوبِ‏ ‏الوجِـلـــةْ‏.‏

‏ ‏قد‏ ‏أجهضوا‏ ‏الآمال‏ ‏بعد‏ ‏ما‏ ‏تَـخَـلّقَّـتْ‏.‏

يــا‏ ‏رجفة‏ ‏الولاَدَةَ‏ ‏الجديدةْ‏،‏

يـــا‏ ‏رقصة‏ ‏الحبالِ‏ ‏فوق‏ ‏أَفـواهِ‏ ‏السـِّباع‏ ‏الجائعةْ‏.‏

يــــا‏ ‏بطءَ‏ ‏خطْوِ‏ ‏البعثِ ‏من‏ ‏قبلِ‏ ‏المـَخَـاِض‏ ‏المُـّنـتَـظَـرْ‏.‏               

     (الإسكندرية‏ 14/7/1981‏)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *