الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / ربّ ضارة نافعة (1 من 2) “رسالتان”

ربّ ضارة نافعة (1 من 2) “رسالتان”

“نشرة” الإنسان والتطور

23-12-2008

العدد: 480

السنة الثانية

ربّ ضارة نافعة (1 من 2)

“رسالتان”

كان للعطب الذى أصاب كابلات الانترنت منذ أول أمس فضل بالغ فى وقفة مراجعة اضطرارية لهذه النشرة العنيدة التى أبت أن تتوقف يوما منذ صدورها فى 1/9/2007 وحتى تاريخه (العدد 480)، مع أننا وبدون هذا العطب كنا نراجع معا باستمرار هذه الورطة التى استمرت طوال هذه المدة بدفع شبه مستقل تقريبا.

بعد أن حدث الخلل فى الكابلات مباشرة تصورت لأول وهله أننى سوف آخذ أجازه بضعة أيام، تمنيت بينى وبين نفسى أن تطول، لأتوقف وعذرى معى، لكننى شعرت بقلق لأمرين الأول: قلق على هؤلاء الذى يتابعوننا يوميا حتى تعودوا ذلك، خشيت أن يفتقدونا، ومن ناحية أخرى خشيت أيضا أن نفقدهم ونحن “ما صدقنا”، الأمر الثانى: أننى اكتشفتُ قيمة نصيحة المحبين والمشفقين، وكذلك توصيات المشغولين والمرهقين بإلزام المتابعة، اكتشفت أننى لو توقفت فعلا اسبوعا أو أكثر، فسوف أفهم نصيحتهم أوضح ، وأنها كانت نصيحة مخلصه محبة، فأقول لنفسى “بركة يا كابْل اللى جت منّك ما جتش منى”.

حين ضبطُّ نفسى متلبسا بهذا “التبرير” سارعت إلى استشارة أحد الأصدقاء ممن يفهمون فى هذه المسائل، فأشار علىّ أن أخاطب أحد أبنائى أو بناتى فى الخارج لينزل النشرة بمعرفته على موقعى أو على موقع بديل حتى يتم الإصلاح، وهنا قفزت فكرة الاتصال بالإبن  أ.د. جمال التركى الذى كان – وربما مازال- من أصدق المحبين الناصحين بالتوقف، فإذا به هو الذى يبادر بالتبرع كرما بإنزال النشرة يوميا على الشبكة العربية النفسية حتى يتم الإصلاح، إذن، فالبرغم من رغبته هذه فى إراحتى فى هذه السن، هو الذى عرض هذا البديل – الآن- احتراما لرغبتى وإصرارى، وربما أملا خفيا فى أن أواصل ما تصور أنه إرهاق يومى، فأنا لا أشك أنه من أهم المتابعين والمرحبين ومن أدق الناقدين وأنبه المحاورين برغم كل تحفظاته.

وهكذا صدرت النشرة ومنذ يوم السبت على الشبكة العربية النفسية، وهى سوف تصدر بانتظام-كما وعدنى جمال- لحين إصلاح الكابل.

أما المفاجأة الطيبة، فهى أنه من خلال هذا التحول الكريم وصلنى من زميلين فاضلين رسالتين، وكأنى أصدر هذه النشرة اليومية لأول مرة، وقد فرحت بهما بقدر ما تعجبت، وقررت أن أخص نشرة اليوم لهما على الوجه التالى:

الرسالة الأولى: من الزميل د. صادق السامرائى

وهذا نصها:

تحية طيبة وأعياد سعيدة،

هل يمكننا الكتابة فى نشرتكم؟

تقديرى.

تعجبت من هذا الإيجاز البليغ، والطلب المتواضع الكريم، فبادرت بالرد على الوجه التالى:

الأخ الفاضل الدكتور فاضل السامرائى

بعد السلام عليكم

رب ضارة نافعة

فقد تسبب العطل فى كابلات الإنترنت أن يتفضل الأخ الكريم الأستاذ الدكتور جمال التركى بنشر يومية الإنسان والتطور فى شبكتنا الرحبة، وجاءت رسالتكم هذه بشيرا بمشاركة دعوتُ إليها منذ صدور النشرة أول سبتمبر 2007 وهى لم تتوقف حتى الآن يوما واحدا. هذه النشرة هى امتداد – بشكل ما – لمجلة الإنسان والتطور التى كانت تصدر بانتظام – تقريبا- منذ يناير 1980 وحتى يوليو 2001 وتوجد أعدادها جميعا  بالموقع الخاص بشخصى www.rakhawy.org  وأظن أن الموقع غير متاح فى الوقت الحالى، فى مصر على الأقل، بسبب عطل كابلات الإنترنت منذ صدور هذه النشرة اليومية، وقد وصلنا اليوم الإثنين إلى العدد 479 ونحن ندعو الأصدقاء للمشاركة

لعله من المناسب يا دكتور فاضل أن أخبرك كيف استبشر الصديق الكريم الدكتور جمال التركى خيرا من هذه المحاولة بإصدار هذه النشرة، وتكررت دعوته للمشاركة بشكل مباشر عن طريق الموقع الذى تنشر فيه، وكذلك بما اقترحه من منتدى لا أعرف تفاصيله التقنية، لكن بعد سنة وأربعة أشهر تقلصت المشاركة لتقتصر على ما أسميناه “حوار بريد الجمعة”، الذى لم يتوقف ولا أى يوم جمعة منذ صدور النشرة ودعنى لا أخفى عليك يا دكتور فاضل أن الغالبية العظمى من المشاركين هم تلاميذى وتلميذاتى، وهم يشاركون بتوصية تكاد تصل إلى الإلزام

أما بالنسبة لسؤالكم، فحين يعود الموقع متاحا، سوف تجد ملحقا بالنشرة ملفا خاصا لمساهمات “الزوار” بعيدا عن ما ينشر فى النشرة يوميا

ونحن نرحب بأية مشاركة سواء نقدا أو رفضا أو إضافة لما ينشر يوميا

وكذلك بأية مشاركة تلقائية تساهم فى أهداف النشرة التى هى هى أهداف مجلة الإنسان والتطور والتى يمكن مراجعتها فى أول عدد يناير 1980 فى الموقع

أهلا بكم، وبإسهاماتكم، وبإسهامات أى من الزملاء الافاضل

ويا حبذا لو اطلعتم على أرشيف الـنشرة فى الشبكة العربية للعلوم النفسية أو فى الموقع الخاص السالف الذكر، بأمل أن تكون مشاركتكم هى إضافة تكاملية لأهداف المجلة فالنشرة، والتى سنعيد نشر الخطوط العريضة لفكرها غدا فى الجزء الثانى من هذه النشرة.

وعليكم السلام

***

الرسالة الثانية: من الزميل الاستاذ الدكتور عبد الحافظ الغامدى

ابتداء، فليسمح لى الزميل أن أعتذر عن نشر نصها لما فيها من إعطائى فوق حقى من تقريظ وما شابه، فأكتفى بالاعتراف بالامتنان لما ذكر، وأفرح أنه انتبه مشكوراً إلى أن النشره تصدر “يوميا” حين شكر أمثالى أنهم”.. يخرجون كل يوم دررهم وكنوزهم “….،….” “للأجيال الجديدة” من أجيال العلوم النفسية فى وطننا العربى “وبلغتنا العربية الأصيلة“.

إن هذا وذاك يا كتور عبد الحافظ هو من أهم أغراض النشرة: التوجه إلى الأجيال الجديدة “والكتابة والتفاهم” بلغتنا العربية الرصينة“.

فكتبت له الرد التالى:

الأخ الكريم

الدكتور عبد الحافظ الخامرى

أشكرك شكرا جزيلا على ثقتكم التى أفخر بها

كما أحمد الله على العطب الذى أصاب كابلات الإنترنت فى بلدنا فأسمعنى صوتك من خلال شبكتنا الرحبة، ولعلك لاحظت أن عدد اليوم هو العدد رقم 480، فالنشره لم تتوقف يوما منذ صدورها فى انتظار مشاركتكم أنتم والزملاء، حتى تعطل الكابل، وتفضل الدكتور جمال التركى باستضافة النشرة لحين إصلاحه فسمعتُ منك ومن آخرين هذا التشجيع الكريم

نفع الله بكم، وأفاض علينا من فضله وفضلكم ما يعيننا على الاستمرار

 

وبعد

أليس من حقى أن أدعو الله بين الحين والحين أن نصاب بمثل هذا العطب “الكابلاتى”، لعل رسالتى تصل أسرع هكذا.

اعتذار

أعتذر لمن كان ينتظر متابعة الحوار مع حالة الاسبوع الماضى “سامح” عن الخزى، والقهر، والذنب، والاحترام (1 من 2)، ثم المقابلة مع سامح،  (2 من 3)، لأننى فضلت أن أؤجله حتى نعطى حق المتابعة لمن كان بدأ قراءة الحالة فعلا على الموقع، وأيضا لكى تتاح الفرصة لمن لم يفعل ويريد أن يقرأ النشرتين السابقتين عن نفس الحالة “حالة سامح”، قبل الشرح التالى أن يجد الحلقتين فى المتناول، ثم يواصل المتابعة، وكل هذا لا يتوفر إلا بعد عودة الكابلات إلى مجاريها.

* * *

هذا… وسوف ننشر غداً الخطوط العريضة لفكر “الإنسان والتطور” نشرةً، ومجلةً، ترحيبا بالضيوف الجدد.

مع الاعتذار لبعض التكرار المحتمل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *