الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / رؤى ومقامات 2011 : (تحديث حكمة المجانين 1979) : ‏ حمْل الأمانة، وكدح اليقين (6 من 8)

رؤى ومقامات 2011 : (تحديث حكمة المجانين 1979) : ‏ حمْل الأمانة، وكدح اليقين (6 من 8)

نشرة “الإنسان والتطور”

12-3-2011

السنة الرابعة

 العدد: 1289

يوم إبداعى الشخصى:

رؤى ومقامات 2011

(تحديث حكمة المجانين 1979)

‏ حمْل الأمانة، وكدح اليقين (6 من 8)

(235)‏

الحماس‏ ‏للمعرفة‏ ‏الجزئية‏ ‏والاكتفاء‏ ‏بها‏ ‏تفسيرا‏ ‏للكل‏ ‏الأصعب‏، ‏لايقل‏ ‏حماقة‏ ‏عن‏ ‏الإيمان‏ ‏بالسحر‏ ‏والتنجيم‏ ‏تفسيرا‏ ‏للوجود‏ ‏والمرض‏ ‏وتقلبات‏ ‏الجو‏ ‏والكوارث‏، ‏حتى ‏لو‏ ‏خرجت‏ ‏هذه‏ ‏المعرفة‏ ‏الجزئية‏ ‏من‏ ‏معمل‏ ‏حديث‏ ‏الأدوات‏، محكم المنهج، لامع الأرقام.‏

‏(236)‏

العالم‏ ‏المعاصر‏ ‏فى ‏مأزق‏ ‏صعب‏: ‏بين‏ ‏غرور‏ ‏العقل الظاهر‏، ‏وجمود‏ ‏الكهانة‏، بين سطوة المنطق الخطى وبدائية العقول القديمة المتداخلة! ما العمل؟

 الحركة النابضة تؤلف بين كل ذلك فيصبح المأزق نعمة مؤلمة، وفرصة رائعة.

‏(237)‏

لو‏ ‏قبلت‏ ‏كل‏ ‏شئ‏ – ‏كل‏ ‏شئ‏ – ‏فى ‏نفس‏ ‏الوقت‏، ‏فأنت‏ ‏إما‏ ‏منافق‏ ‏مائع‏ ‏هارب‏، ‏وإما‏ ‏صبور‏ ‏يقظ‏ متألم ‏عالم‏ ‏عارف فاعل‏.‏

‏(238)‏

إذا‏ ‏وصلت‏ ‏إلى ‏درجة‏ ‏المعرفة‏ ‏المتحمِّلة‏ ‏للتناقض‏ ‏فقدت‏ ‏نعمة‏ ‏الانبهار‏، ‏ووهج‏ ‏التحيز‏، ‏ولذة‏ ‏الحماس‏، ‏ولكنك‏ ‏تكسب طزاجة البحث، وفرحة الكشف، وزخم المثابرة.

‏(239)‏

لا تفرض‏ ‏رؤية‏ التناقض، أو تَحَمٌلُه، على ‏من‏ ‏لم‏ ‏يمرّ بمرحلة‏ ‏عمق‏ ‏التحيز‏ ‏الواعى المسئول بدرجة كافية.

‏(240)‏

لو‏ ‏علم‏ ‏الناس‏ ‏كل ما ينبغى أن يعلمه الناس:‏ ‏لفسدت‏ ‏الأرض‏، ‏أو‏ ‏أصبحت‏ ‏شيئا‏ ‏غير‏ ‏ما‏ ‏نعرف‏.‏

(241)‏

كيف‏ ‏تكتم‏ عنى ‏بعض‏ ‏معرفتك‏ ‏بكامل‏ ‏إرادتك‏، ‏ثم‏ ‏تدعى ‏أنك معى بكامل حضورك؟

 ومع ذلك ‏‏فأنا ‏خائف‏ ‏من‏ ‏اقترابك أكثر،‏ ‏بقدر‏ ‏طمعى ‏فى ‏المزيد‏ ‏منه‏ .‏

‏(242)‏

أحيانا‏ ‏يكون‏ ‏ما‏ ‏تكتمه‏ ‏عنى .. ‏مما‏ ‏تعرفه‏ ‏أكثر‏ ‏منى … ‏لياقة‏ ‏أو‏ ‏ذوقا‏، ‏هذا طيب، فما‏ ‏أحوجنى ‏إلى ‏بعض‏ ‏ذلك‏، ‏ولكن‏ ‏حذار‏ ‏أن‏ ‏تتمادى ‏حتى لا ‏أتمكن من رؤيتك أصلاً.

‏(243)‏

… ‏أنا‏ ‏أخاف‏ ‏منك‏ ‏مادمتَ‏ ‏تكتم‏ ‏بعض‏ ‏ما‏ ‏تعرفه‏ ‏عنى،

 ‏من‏ ‏أدرانى ‏ماذا‏ ‏تعرف؟‏ ‏وماذا‏ ‏كتمت‏؟‏

‏(244)‏

حين يغلبنى الحذر: ‏أشم‏ ‏رائحة‏ ‏احتقارك‏ ‏لى ‏واستهانتك‏ ‏بى وهى تفوح من مسام ما تحجبه عنى خوفا علىّ، أو لطفا بى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *