الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / رؤى ومقامات 2011 (تحديث حكمة المجانين 1979) : حمْل الأمانة، وكدح اليقين (3 من 8)

رؤى ومقامات 2011 (تحديث حكمة المجانين 1979) : حمْل الأمانة، وكدح اليقين (3 من 8)

نشرة “الإنسان والتطور

21-2-2011

السنة الرابعة

 العدد: 1270

 

يوم إبداعى الشخصى:

رؤى ومقامات 2011  (1)

(تحديث حكمة المجانين 1979)

‏ حمْل الأمانة، وكدح اليقين (3 من 8)

 (205)‏

لا تتعجل‏ ‏الانفصال‏ قبل‏ ‏أن‏ ‏تنمو‏ ‏براعمك ‏خوفا‏ ‏من دوام الالتصاق‏، ‏حتى ‏لو‏ ‏ظللت‏ ‏فرعا‏ ‏مثمرا‏ ‏طول‏ ‏حياتك‏.

(205/)

إذا انفصلت قبل الأوان فقد تظل بعد ذلك تتطفل‏ ‏متسلقا‏ ‏الأشجار‏ ‏الباسقات‏، ‏فتعطلها، وتتعطل.

‏(206)‏

قد‏ ‏يكون‏ ‏الوعى ‏بالمسيرة‏ ‏معِّوقٌ‏ ‏لها‏، ‏ولعل‏ ‏القرد‏ ‏لو‏ ‏وعى ‏أنه‏ ‏سيصير‏ ‏انسانا‏ ‏لما‏ ‏تنازل‏ ‏عن‏ ‏قرديته‏ ‏أبدا‏، ‏وهذا ما حدث لبعضهم فعلاً (متى زرت حديقة الحيوان آخر مرة؟).

‏(207)‏

إذا‏ ‏حماك‏ ‏ذكاؤك‏ ‏المبادِرُ‏ ‏بالحكم‏ ‏على ‏الآخر‏ ‏من‏ ‏مواجهة‏ ‏نفسك‏، ‏فأنت مغرور أعمى: عنه، وعن نفسك.

‏(208)‏

مالم‏ ‏ينقرض‏ ‏الجنس‏ ‏البشرى – ‏وهذا‏ ‏محتمل جدا‏ – ‏فالتاريخ‏ ‏لن‏ ‏يرحم‏ ‏من‏ ‏يخون‏ ‏وعيه‏ .‏

‏(209)‏

بعد‏ ‏انتهاء‏ ‏حكاية‏ ‏تقسيم‏ ‏الناس‏ ‏بين‏ ‏البطل‏ ‏والشرير‏، ‏وأيضا‏ ‏بين‏ “‏الشاطر‏ ‏حسن”‏ ‏و”الوزير‏ ‏النذل”‏، ‏وكذلك‏ ‏بين‏ “‏ست‏ ‏الحسن‏” ‏و”أمنا‏ ‏الغولة”‏، ‏علينا أن‏ ‏نبحث‏ ‏عنهم‏ ‏جميعا‏ ‏هنا‏ – ‏معا‏ – ‏فى ‏الداخل‏ .‏

(210)‏

أسخف‏ ‏ما‏ ‏يقال‏ ‏عن‏ ‏أحد‏ ‏الناس‏ ‏أنه‏ ‏نقىُّ ‏طاهر‏،

 ‏وأكذب‏ ‏ما‏ ‏يقال‏ ‏عن‏ ‏نقيضه‏ ‏أنه‏ ‏جبانٌ‏ ‏مجرم‏،

 ‏وأجهل‏ ‏ما‏ ‏يقال‏ ‏عن‏ ‏ثالث‏ ‏أنه‏ ‏بطلٌ‏ ‏خيّر‏،

 ‏وأعمى ‏ما‏ ‏يقال‏ ‏عن‏ ‏رابع‏ ‏أنه‏ ‏كذّابٌ‏ ‏أشِرْ‏،

 ‏وأكثر‏ ‏ميوعة‏ ‏وهربا‏ ‏أن‏ ‏يقال‏ ‏أن‏ ‏كلا‏ ‏منا‏ ‏فيه‏ ‏كل‏ ‏هذا‏ ‏فى ‏آن‏ ‏واحد‏، دون تحمل مسئولية كل ذلك كل لحظة.

فماذا‏ ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏يقال‏؟

لا تقل شيئا، وستجد نفسك فيهم، كما ستقبلهم فيك، دون إعلان.

‏(211)‏

شرف‏ ‏إنسانيتك‏ ‏يرتبط‏ ‏مباشرة‏ ‏بمدى ‏قدرتك‏ ‏على ‏احتمال‏ ‏السير فى المسافة‏ ‏بين‏ ‏”القدرة‏” ‏و”الرؤية‏” ‏دون‏ ‏أن‏ ‏تتوقف‏ ‏أبدا‏ .‏

‏(212)‏

أنت‏ ‏أحسن‏ ‏منى ‏بقدر‏ ‏ما‏ ‏تمتد‏ ‏رؤيتك‏ ‏أبعد‏ ‏منى .. ،

 ‏ولكن‏ ‏يا ويحك‏ ‏لأن‏ ‏رؤيتك‏ ‏شملتنى ‏فجعلتك‏ ‏مسئولا‏ ‏عنى،

‏ومع‏ ‏ذلك‏ ‏سأواصل‏ ‏منازلتك‏ ‏محتجا‏ ‏بالمساواة‏ ‏حتى ‏لو‏ ‏كانت‏ ‏مزعومة‏.

هذا لصالحك، أعنى لصالحنا معاً طول الوقت

‏(213)‏

إذا‏ ‏كانت‏ ‏رؤيتك‏ ‏لى ‏قد‏ ‏أحاطتنى ‏من‏ ‏كل‏ ‏جانب‏، ‏فجعلتك تقتحم‏ ‏طبقات‏ ‏داخلى ‏أبعد‏ ‏مما‏ ‏أعرف‏ ‏أنا‏ ‏عنها‏، ‏فكيف‏ ‏بالله‏ ‏تنتظر‏ ‏منى ‏أن‏ ‏أسير‏ ‏بجوارك‏ ‏؟

‏(214)‏

إذا‏ ‏كنت‏ ‏قد‏ ‏رأيتنى ‏حقا‏ ‏وصدقا‏ ‏ولم‏ ‏تخبرنى، ‏فانتظرنى، ولا تشفق علىّ

‏ ‏وإذا‏ ‏كنت‏ ‏قد‏ ‏رأيتنى ‏حقا‏ ‏وصدقا‏ ‏ثم‏ ‏أخبرتنى، ‏فخذ بيدى ولا تحكم علىّ

[1] – بدءًا من هذه النشرة سوف استعمل عنوانا آخر، محتفظا بالعنوان الأصلى بين قوسين، وذلك درْءًا لشبهة النفخ فى حدس المجنون وبصيرته وهذا ما لا أريد توصيله، إن حل الجنون – فى نهاية النهاية- هو حل سلبى عاجز، كما أن إبداع المجنون هو إبداع ناقص مجهض.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *