الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / دراكيولا (2) فشل علاقة الموت المتبادل: عدما (2 من 3)

دراكيولا (2) فشل علاقة الموت المتبادل: عدما (2 من 3)

نشرة “الإنسان والتطور”

17-3-2010

السنة الثالثة

العدد: 929

 

17-3-2010

هذه الحالات ليست حالات إكلينيكية واقعية، ولا حتى مـُتخيلة بشكل روائى شعرى مطلق، ولا هى تصف أشخاصا بالذات، إنها من وحى الفروض العلمية العملية التى استلهمناها من مزيج من الحالات المرضية، والأصدقاء المشاركين، وتراكم الخبرة، وإلهامات الأسطورة الذاتية للمؤلف.

دراكيولا (2)

فشل علاقة الموت المتبادل: عدما (2 من 3)

قبل النشرة

أمـَا وقد وصلنا إلى هذه المرحلة،

(“جملة” اعتراضية وسط التسلسل)

فإليك الاختيارات المطروحة التى تحاول هذه القصيدة – وغيرها – أن تجسدها باستمرار وإلحاح طوال هذا العمل باختصار:

v   إما أن تحب غيرك فيكون هو مفتاح الحب إلى غيره،  فالحياة.

  • وإما أن تحبه جدا جدا، دون غيره لأنه لا يوجد مثله ولن يوجد.

****

v  إما أن تحب لأن الله خلقنا نحب بعضنا بعضا: حتى نتعايش بشرا نحافظ على النوع وعلى الحياة.

  • وإما أن تحب لأنك جائع جدا جدا إلى من يـُبْلِـغـُكَ أنه “يريدك” بغض النظر عن الثمن  الذى تدفعه مقابل ذلك.

****

v   إما أن تحب محبوبتك طريقا إلى غيرها من البشر فهى بداية.

  • وإما أن تحبها دون غيرها فهى بداية المطاف، ونهايته معا

****

v   إما أن تحبه لأنك التقيته فتقاربتما دون إنكار احتياجكما لبعضكما البعض ===> إلى الناس .

  • وإما أن تحبه لأنك تحتاج إلى احتياجه إليك، وهو كذلك، ودمتم.

****

v     إما أن تحبها  بالأصالة عن نفسها والنيابة عن سائر غيرها (فالنوع)

  • وإما أن تحبها لأنها لا مثيل لها الآن وقبلا ومستقبلا

****

v   إما أن تحبه،  فتستطيع أن تحبه هو وغيره  أكثر  فأكثر باستمرار.

  • وإما أن تحبه فيحتكر طاقة الحب التى لديك له “حصريا”.

****

v   إما أن تحبه لتستعمله ويستعملك لتسدا بذلك نقصكما الدافع أكثر لحب الناس الناقصين أيضا، وباستمرار…

  • وإما أن تحبه لتستعمله فيستعملك فى دائرة خاصة، فلا ينسد النقص لأن الدائرة انغلقت عليكما.

****

v     إما أن تحرص على تنمية “القدرة على الحب”، فتتولد وتتزايد قدرات حبك لتغمر بها مساحات أكبر فاكبر

  • وإما أن تغرقه بكمٍّ هائل من الحب، هو فى مضطرد نقصان  بطبيعته الكمية غير المتولدة.

****

وبعد:

أعتقد أن علىّ أن أتوقف، وأن أعترف بتداخل هذه الاختيارات حتى تبدو أنها واحدة،

 وهى فعلاً واحدة،

وقد أرجع إليها فى الفصل الأخير،  فى هذا العمل،باعتبارها العناصر اللازم تناولها لتوصيل فروض هذا العمل “فقه العلاقات البشرية”، إذ يبدو أنه ينبغى أت تجمع الاستشهادات الدالة،  والتصنيفيات المقارنة من قصائد كثيرة وشروح متنوعة.

أما لماذا قفزتْ إلىَّ هذه الاختيارات الجذرية  الآن وانا لم أكمل بعد شرح هذه القصيدة “دراكيولا”، فذلك لأنه قد بلغنى أن ما وصل من هذه القصيدة بالذات هو تعرية صارخة وصاخبة، ربما مبالغ فيها،  لهذا النوع من الحب الذى نحذِّر منه، حتى لا يستأهل أصلا أن يطلق عليه كلمة حب،

 وفى نفس الوقت لم يصل من نفس القصيدة أن دراكيولا نفسها التى تمارس امتصاص الدم فالإهلاك  باندفاع جائع ملتهم، هى التى تحذر فريستها من الهلاك الذى يتعاونان فى إتمامه، وهى التى ترجو من هذه الفريسة أن تساعدها فى أن توقف الدائرة الجهنمية التى ينحدران من خلالها نحو هاوية العدم معا.

كما لم يصل أيضا إلى أى من الذين قرأوا القصيدة مجتمعة فى النشرة السابقة مدى قوة وعنفوان وذكاء تلك “الطفلة الفطرة العملاق الطيب”  التى تقاوم بعناد عنيد حتى تنتصر فى نهاية القصيدة.

من هنا جاءتنى فكرة التوقف عن تتابع شرح المتن لأقوم بعمل عملية جراحية أشبه باستئصال سرطان خبيث،  حتى لا يتمادى فيلتهم الخلايا السليمة الحية الفطرية، ثم نعود إلى الشرح فى حلقات قادمة.

النشرة

عملية تشريح واستئصال “سرطان” عدم الأمان

برغم أن عنوان الحلقة السابقة بدأ بكلمة “فشل ما هو: “علاقة الموت المتبادل عدما”، حتى لو سمى حبا، إلا أن ما نشر من هذا التشكيل (الجزء الأول) أثار نفورا واشمئزازا واستبعادا بشكل أدهشنى، برغم أن بعض هذه المشاعر كانت لدىّ شخصيا حتى أعلنت حرجى من تعرية هذا النوع من العلاقات كل هذه التعرية.

 حاولت أن أرد فى بريد الجمعة على بعض هذه الانطباعات المنزعجة من صورة هذا الحب الثنائى العدمى، إلا أننى وجدت نفسى أرد بأن أوصى بالانتظار حتى تنتهى الحلقات الكاملة لهذا التشكيل الذى وصل مـُفزعاً هكذا فى البداية.

رجعتُ إلى المتن الشعرى قبل أن أكتب هذا الجزء الثانى، فوجدت أن القصيدة إنما تعلن فشل هذا النوع من التواصل العدمى مهما سمى “حبا” أو “عشقا” أو “غراما” أو “هياما”،

بل إن التحذير من مضاعفات هذا الحب جاء على لسان “بصيرة” مصاصة الدم “دراكيولا”  نفسها طول الوقت تقريبا.

رحت أجمع من القصيدة (المتن) ما وصف هذا الحب الالتهامى (الجرييمة المشتركة) الذى أسميته بصريح العبارة “التهلكة المتبادلة“، فوجدت  أننى  لم أورد على لسان دراكيولا، ولا الطفلة بداخلها التى انتصرت فى النهاية أية إشارة إلى أن هذا الجانب السلبى البشع يمكن أن ترجح كفته مهما بلغ عنفوانه وتغطرست قوته وتمادى تحديه. 

مسحتُ بمقياس الأورام الذرى مساحة هذا  الجزء الذى يمثل هذا الجانب السرطانى مصاص الدم، وفى نفس الوقت يعلن ألاعيبه ومناوراته، ثم  قمت بتشريحه جراحيا حتى أتممت فصله عن الجزء السليم (الأصل) الذى يقاومه ويتحداه، وهو“خلقة ربنا” داخلنا، فاكتشفتُ أننى طوال الحدس الشعرى الذى أفرز القصيدة، كنت منتبها إلى قوة الفطرة فى الداخل التى تجسدت فى طفلة جميلة طيبة قادرة عملاقة وهى التى انتصرت فى النهاية،

 شعرتُ وأنا أفعل ذلك أننى إنما أقوم بعملية جراحية صعبة، لاشك أنها قد تشوه المتن شعرا، لكننى أحسست أنه لا مفر من إجرائها لانقاذ الفطرة وإظهارها،

فصلتُ الجزء السرطانى عن الفطرة القوية المتحدية، المنتصرة فى النهاية، فوجدت أن المسألة ليست بها أى لبس، وأن عملية استئصال السرطان قد نجحت وانتصر الحب الحياة، القدرة، الخلق، البناء، الإيمان على   العشق الالتهامى، مصاص الدم، “الموت العدمى معا” .

قررت أن أغامر اليوم بأن أخصص النشرة لعرض خطوات العملية ونتيجتها، بعد تشريح المتن واسئصال الورم،

 فأعرض الجزء السرطانى وحده أولا مستقلا،

 ثم أعرض ما تبقى من حياة ونبض بعد  نجاح العملية سعيا إلى وجه الحق تعالى.

لست متأكدا إن كان هذا سوف يزيد الأمر وضوحا، أم أنه لن يقدم إلا مزيدا من التشويه للمتن الشعرى.

التشكيل التركيبى :

الفكرة التى قد تساعد على قبول إجراء هذه العملية أن فى هذا التشكيل المتداخل عدة كيانات معاً:

كيان ظاهر غير آمن، مرعوب ملتهم جائع،  يندفع إلى احتواء “الموضوع” الآخر، حتى الموت العدمى، وهو (هى: دراكيولا) تتصور أن هذه هى الطريقة الوحيدة للحصول على الأمان وكأنه الحب:

هذا  الكيان يعرف ماذا يفعل، وهو يحدد فريسته بشكل صريح، ولفرط ثقته بأنه قادر على التهامها، يحذر فريسته  طول الوقت من أنها مسئولة ليس فقط عن مآلها العدمى، وإنما أيضا عن ضياعه هو ، فهو يعرف فى قرارة نفسه أنه لن يحصل على الأمان مهما تمادى فى  الالتهام ومص الدم

“ولا يروينى إلا الدم، ولا يروينى الدم”

v    يوجد داخل هذا الكيان، كيان آخر،

 “وعيون جوه عيون بتقول:

 حاسب عندك”،

هذا الكيان الوغد الملتهم يتمتع ببصيرة ناقدة لدرجة التحذير، وهو يعلن كلاما فيه محاولة إيقاف التمادى فى طريق خاسر، لكنها بصيرة عاجزة تساعده فى النهاية على  التمادى فى جريمة الإعدام الانتحارى .

“بكره حا تحتاج موتى يا موت، ونموت جمَعاً”،

بصراحة هذا المستوى البصيرى الناقد محير فعلا، ذلك لأنه يبدو أنه يريد من يوقفه عن التمادى فى هذا السعار الهلاكى حتى أنه يستنقذ بفريسته ألا تقبل التسليم له، ربما يكون فى ذلك إنقاذ لهما معا، لكنه فى نفس الوقت يشلُّ حركتها، الاستنقاذ يظهر جليا فى قولها:

“لو بتحب الدنيا صحيح:

 إوعى تسيبنى لنفسى”،

 وأيضا هى تتهم فريستها أنها ترفض أن تتراجع عن التمادى فى التسليم  بالالتهام، فالموت: 

“بس الموت جواك بيقولـّى: “إوعِكْ تصحى”.

بلغت حدة بصيرة دراكيولا مصاصة الدم أنها  إعلنت  موقفا مـُرَاجِعا يتساءل : ما الذى أتى بها إلى وسط هؤلاء الناس (الناس مع بعضهم البعض يكسرون احتكار الحب الثنائى حصريا) ، ما الضى بها إليهم بعد أن كانت  قد ألغتهم من حسابها أصلا.  هل كانت  تناور؟ أم تخدع؟  أم توهم نفسها بأنها تريد أن تتراجع أو تتوب عن جرائمها المسعورة، حتى إذا عجزت عن ذلك، تمادت فى مص الدم والالتهام ، فالإعدام المشترك،

” أيوه صحيح !!! أنا جيتكم ليه؟

 أخفى جريمتى؟

جيت أتعلم لما أمص الدم ما بانشى؟ ما يطرطشى؟

جيتكو أموت وسطيكم يعن، واسمى باحاول، ولا ابيّنشى ؟”

 برغم كل هذه الرؤية، إلا أن هذا الكيان غير الآمن “دراكيولا” يتمادى فى جريمته وهو لا يفيق أبدا بمحض إرادته، إلى أن  يأتيه الفشل/الإفشال من انتصار داخله الفطرى الأقوى “الطفلة الفطرة العملاق الطيب”.

حضور الفريسة فى القصيدة كان متوترا، لكنها لم تتكلم بلسانها مباشرة أبدا، ولم تدافع عن نفسها، مع أنها متهمة من جانب دراكيولا  المفترسة مصاصة الدم ، بأنها مشتركة فى عملية الإعدام المشترك، وذلك بالتمادى فى العمى إنكارا للعدم، مع أنها لا تحقق إلا العدم نفسه بهذا الاستسلام،

ودراكيولا تتحدى فريستها أن تستغنى عنها :

“لو ما  تخافشى الموت حاتشوفنى إنى الموت، وبامص الدم”

وهكذا لا يتحقق الوجوده العدمى لكليهما إلى من خلال هذه المؤامرة العدمية الانتحارية معا:

“بكره حاتحتاج موتى يا موت، ونموت جمعا”

وبعد

أكتفى فيما يلى بإعادة تقديم أغلب المتن، بعد تشريحه بالعملية الجراحية، وفصل هذا عن ذاك، فأقدمه من جديد بالترتيب التالى:

أولا: السرطان الذى تم استئصاله.

ثانيا: “الطفلة الفطرة العملاق الطيب” الذى انتصر أخيرا

أولا:

“الحب التهلكة معا”:

 العدم المشترك (السرطان المُسْتأصل)

‏(1)‏

…..

أنا‏ ‏مــش‏ ‏عندى ‏إلا‏ ‏الموت‏.‏

باشترى ‏بيه‏ ‏الناس‏ ‏وباسميه‏ “‏حب‏”.‏

والناس‏ ‏عايزه‏ ‏تحب‏ ‏تحب‏ ‏تموت‏،‏

أيوه‏ ‏تموت‏،‏

جوا‏ ‏بطن‏ ‏الحوت‏ ‏

والبوسة‏ ‏بتشلب‏ ‏دم‏،

 ‏

والحضن‏ ‏مغاره‏ ‏ملانه‏ ‏البنج‏ ‏السحر‏ ‏السمْ‏.‏

‏ ‏وبــدال‏ ‏ما‏ ‏الزهره‏ ‏الطفله‏ ‏تنبت‏ ‏جوه‏ ‏الورده‏ ‏القلب‏،

بنبيع‏ ‏بعضينا‏ ‏لبعـــض‏، ‏والقبض‏ ‏عدمْ‏ .‏

ولا‏ ‏فيش‏ ‏معجزه‏ ‏حا‏ ‏تطـلع‏ ‏يونس‏ ‏زى ‏زمان‏،‏

ولا‏ ‏فيش‏ ‏برهان‏،‏

نكــروا‏ ‏الرحمان‏. ‏

………..

………..

‏(2)‏

لكن‏ ‏الدم‏ ‏المالح‏ ‏ينزل‏ ‏يهــرى ‏ف‏ ‏جوفى،‏

ويخلــينى ‏أعطش‏ ‏أكتر‏.‏

ولا‏ ‏يروينى ‏إلا‏ ‏الدم‏.‏

ولا‏ ‏يروينى ‏الدم‏.‏

ولا‏ ‏يروينى ‏إلا‏ ‏أشوفك‏ ‏ميت‏ ‏زيي‏.‏

وارمى ‏مُصاصتك‏ ،‏

وأرجع‏ ‏أشكى ‏وأبكى ‏وأحكى، ‏

‏”‏نفس‏ ‏القصـــة‏”.‏

‏(3)‏

‏بكره‏ ‏حا‏ ‏تحتاج‏ ‏موتى ‏يا‏ ‏موتْ‏، ‏ونموت‏ ‏جمعا‏.‏

بكره‏ ‏حاتحتاج‏ ‏تخفى ‏جريمـتـك‏، ‏جوا‏ ‏جريمتى،‏

بكره‏ ‏بتاع‏ ‏الناس‏ ‏بينور‏.‏

بكره‏ ‏بتاعى ‏وحش‏ ‏يعوّر‏،‏

‏(10)‏

‏إوعى ‏تلومني‏.

 ‏إنتَ‏ ‏عايـزنى ‏كده‏.

تقتل‏ ‏روحك‏ ‏وبتتمسكن‏، ‏وتقول‏ ‏حاسْبي؟

‏ ‏هوا‏ ‏انا‏ ‏ممكن‏ ‏أقتل‏ ‏إلا‏ ‏اللى ‏اختار‏ ‏قتلـه‏؟

تبقى ‏جريمة‏ ‏عاملها‏ ‏اتنين‏.‏

كل‏ ‏جريمة‏ ‏عاملها‏ ‏اتنين‏.‏

يبقى‏ ‏المقتول‏ ‏هوّه ‏القاتل‏، ‏أصله‏ ‏استسلم‏. ‏

 

والآن:

 نعود إلى  الكيان الحى بعد استئصال السرطان منه لنتأكد معا من قوة التركيب الفطرى الطفلى العملاق المحب المؤمن الأقوى، (خلقة ربنا)، وهو الذى انتصر فى النهاية بل وعلى مدى القصيدة، ومع ذلك فقد كان خافيا على قراء النشرة السابقة مع أننى تعمدت نشر القصيدة كلها،

 ربما لهذا السبب استأصلنا السرطان الدراكيولى، حتى نشاهد أصل الفطرة ونطمئن قبل أن نكمل:

ثانيا:

“الطفل الفطرة / العملاق الطيب” 

‏(5)‏

ولا‏ ‏كنت‏ ‏اعرفْ‏.‏…

ولا‏ ‏كنت‏ ‏اعرف‏ ‏إن‏ ‏الناس‏ ‏الحلوهْ‏ ‏كـْـتَارْ‏. ‏

ولا‏ ‏كنت‏ ‏اعرف‏ ‏إن‏ ‏صْباع‏ ‏الرجل‏ ‏الحى،‏

أقوى ‏كتير‏ ‏من‏ ‏مليون‏ ‏ميت‏. ‏

….

وانا‏ ‏فرحانه‏،‏

وخايفه‏،‏

وعايزه‏،‏

ورافضه‏،‏

نوركم‏ ‏جامد‏ ‏يعمى ‏عـنيه‏.‏

‏ ‏زى ‏فراشه‏ ‏تحب‏ ‏النور‏،‏

تجرى ‏عليه‏، ‏وتحوم‏ ‏حواليه

وتموت‏ ‏فيه‏،‏

ترقص‏ ‏قبل‏ ‏ما‏ ‏تطلع‏ ‏روحها‏،‏

‏”‏آه‏ ‏يا‏ ‏حلاوه‏ ‏النور‏ ‏موِّتني‏” ‏

لأ ماحصلشِى!!

‏….‏

هوا‏ ‏النور‏ ‏بيموّت‏ ‏برضه‏ ‏إلا‏ ‏الضلمه‏ ‏؟‏ ‏

 

بعدها‏ ‏نور‏ ‏الفجر‏ ‏بيشرق‏ ‏من‏ ‏جوايا‏.‏ٍ

 

‏(7)‏

بس‏ ‏انا‏ ‏خايفة

‏ ‏أصلى ‏ضعيفةْ‏، ‏وطفلة‏ ‏لـوحدى، ‏وباحْبى ‏فْ‏ ‏حجر‏ ‏الناس‏ ‏واتلخبط‏.‏

 

لأ‏، ‏حاستني‏..، ‏لأ‏ ‏مش‏ ‏طالـعـة‏ .‏

خايفه‏ ‏لـدكـهـه‏ ‏تمثل‏ ‏دورى:‏

تختفى ‏تحت‏ ‏الجلد‏، ‏أو‏ ‏ورا‏ ‏ضحكة‏،‏

أو‏ ‏تتصرف‏ ‏زى ‏الناصحة‏ ،‏

‏ ‏تعرض‏ ‏فكرهْ !!‏، ‏

يمكن‏ ‏تنسُـوا‏. ‏

وانت‏ ‏تعوزها‏ ‏تانى ‏فى ‏السر‏.‏

(9)‏

………..

………..

ترجع‏ ‏برضه‏ ‏الطفلة‏ ‏تعافر‏، ‏وبتستنجد‏:

شمس‏ ‏الحق‏ ‏اللى ‏فى ‏عـْـنِيكم‏ ‏تقتل‏ ‏ليلها ‏اللى ‏اسمه‏ ‏بكره‏، ‏

ليل‏ ‏اللعبة‏ ‏الضلمة‏ ‏التانية‏،

 ‏ليل‏ ‏السرقة‏ ‏الوسخه‏ ‏العامية‏.‏

ليل‏ ‏الوغد‏ ‏يموّت‏ ‏روحى، ‏وروحك‏ ‏فيـّه‏.‏

وغد‏ ‏الطمع‏ ‏الخوف‏ ‏الهرب‏ ‏الكلبشه‏ ‏فينا‏، ‏

حاكم‏ ‏الخوف‏ ‏عايز‏ ‏يسحبنا‏ ‏بـعـيد‏ ‏وحدينا‏.‏

 

‏(10)‏

لكن‏ ‏الطفله‏ ‏الأصل الصَّحْ عفية‏ ‏وصاحية‏،

 ‏تضرب‏ ‏تقلب‏، ‏وبتتنطط وبتتحدّى:

 

‏- ‏أنا‏ ‏صاحيالـِك‏،‏

إنتى ‏تموتى ‏تروحى ‏فْ‏ ‏داهيه‏، ‏أنا‏ ‏ماباموتشي‏. ‏

أنا‏ ‏باستنى ‏اللحظة‏ ‏بتاعتى، ‏علشان‏ ‏أطلع‏.‏

أنا‏ ‏جايباكى ‏هنا‏ ‏برجليكى .. ‏علشان‏ ‏أشبع‏.‏

من‏ ‏ورا‏ ‏ضهرك‏ .‏

بعد‏ ‏شويه‏ ‏أجرى ‏وابرطع‏.‏

غصبن‏ ‏عنـِّـك‏ .‏

‏ ‏غصبن‏ ‏عنـُّه‏. ‏

 

أنا‏ ‏طول‏ ‏عمرى ‏واقفه‏ ‏استـنى ‏اللحظه‏ ‏دهيه‏:‏

لحظة‏ ‏كل‏ ‏شواهد‏ ‏القبر‏ ‏تنبِّت‏ ‏خـُـضره‏.‏

لحظة‏ ‏كل‏ ‏الناس‏ ‏الحـلـوه‏ ‏تموّت‏ ‏موتي‏.‏

لحظة‏ ‏طفله‏ ‏صغيره‏ ‏ثايره‏، ‏تقدر‏ ‏تقتلْ‏.‏

تقتل‏ ‏وحش‏ ‏يمص‏ ‏الدم‏.‏

لحظة‏ ‏لما‏ ‏الله‏ ‏سبحانه‏ ‏يرضى ‏عليّأ

أحلف يحصلْ

أصله وعدنى

وانا صدَّقـتُهْ

*****

وبعد

ولكن ما علاقة كل ذلك بالعلاج النفسى؟

وهل العلاج النفسى إلا علاقة حب مسئول، بآخر حقيقى، يبنيان معاً كل ما يمكنهما من اعتراف متبادل فانطلاق إلى رحاب الناس تحت مظلة رحمة الحق سبحانه، بأقل قدر من الاعتمادية والتملك والإحتواء والشروط.

وهذا ما سوف نرجع إليه فيما تبقى من أجزاء هذه القصيدة بعد هذه الجملة الاعتراضية التى احتلت نشرة بأكملها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *