الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الاشراف على العلاج النفسى (83) ضبط جرعة الرؤية أثناء العلاج

الاشراف على العلاج النفسى (83) ضبط جرعة الرؤية أثناء العلاج

نشرة “الإنسان والتطور”

16-3-2010

السنة الثالثة

العدد: 928

 

التدريب عن بعد

الإشراف على العلاج النفسى (83)

 

مرة أخرى:

 ضبط  جرعة الرؤية أثناء العلاج

(والعلاقة الممتدة بين الإبداع والصرع والمرض النفسى)

د.أشرف مختار: ….،  هى ست عمرها 28 سنه، حضرتك كنت محولها لي من حوالي سنتين ونص، هى متزوجه وخريجة كلية فنية تشكيلية، وهى أم لطفلة عندها 4 سنين. هى كانت جايه بشوية أعراض كده مش محددة قوي، يعنى  بتقول إنها متضايقه، ومش على بعضها، وما عادتشى مستحملة، لا حضرتك حبيت تقول إنها اكتئاب كالعادة، ولا انا لقيت نفسى حاستفيد من اليافطة، هى عيانة وبتشتكى ومحتاجة مساعدة، وخلاص

د.يحيي: الله نوّر، كده العلام ماشى صح، هى بتشتغل؟

د.أشرف مختار: آه، يعني،  هى  ما كانتش بتشتغل، هى يعنى بتشتغل بطريقة خاصة شوية، هى فنانه مبدعه،  بتخـّلق تماثيل وحاجات كأنها بتصنّع الحياة نفسها،  ونحتها من أروع ما يكون،  بصراحه هى إنسانة مبدعه جدا، وبرضه حلوة، ولها حضور، وانا بانبسط لما بتيجى كل جلسة.

د.يحيي: كويس إنك راصد نفسك فى نفس الوقت، هوه جوزها بيشتغل إيه ؟

د.أشرف مختار: جوزها كمان مبدع ، بس موظف إبداعه بطريقة عملية، بيشتغل  في المقاولات بياخد مقاولة التصميم الداخلي للأماكن، وهات يا جمال وتجميل، وكسب عملى وحاجات كده.

 د.يحيي: فيه عندها تاريخ عائلى إيجابى لأى مرض من أمراضنا؟

د.أشرف مختار: بصراحة أيوه، تاريخ إيجابى  طيفه واسع جدا، كل حاجة تقريبا، يعنى اكتئاب على فصام على إبداع، على اضطراب وجدانى مختلط، على مزيكا، على رسم، على كل حاجة

د.يحيي: والمزيكا والرسم دول برضه أمراض ولا إيه؟

د.أشرف مختار: لأ يعنى حضرتك علمتنا ندوّر على التاريخ العائلى من الناحيتين

د.يحيي: تمام، الله ينوّر

د.أشرف مختار: بصراحة أنا بقيت مستغرب، عيلتها كلها عندهم  كل حاجه، التشكيله كلها موجوده

د.يحيي: وتاريخها السابق هى؟

د.أشرف مختار: برضه ملان، أغلبه اضطراب وجدانى، بس بعض التقارير اللي شفتها فيها صرع برضه،  كان عندها صرع…

د.يحيي: التقارير بتاعتها هى شخصيا ولاّ تقارير قرايبها

د.أشرف مختار: لأ هى، لأ هى شخصيا.

د.يحيي: فيه في عيلتها صرعيين تانيين؟

د.أشرف مختار: ما اقدرتش أحدد من وصفها، لكن يمكن فيه

د.يحيي: وهى كانت بتتعالج قبل كده ، مش كده؟

د.أشرف مختار: أيوه، هى كانت ماشيه على حاجات منظمات  للمزاج، ومضادات للصرع، وبعدين في بداية الشكوى اللي هى جايه بيها، كانت عايزه تعرف هوه اللى  عندها ده صرع ولا مش صرع، أصل نوبات الصرع الظاهر كانت بتتبادل مع نوبات تانية برضه، زى انشقاق كده.

د.يحيي: بقالها قد ايه معاك؟

د.أشرف مختار: سنتين ونص

د.يحيي: يا خبر !! ده انت لازم حفظتها صم

د.أشرف مختار: آه ، تأكدت من إن عندها اعراض تحوليه  Conversion  (هستيرية) برضه، ولو إن مش لايقة عليها، وده اللى خلانى أفكر إن مش كل النوبات صرع، وإنها بتتبادل مع نوبات انشقاقية Dissociation، واخده شكل الصرع، ودى كانت ورطه كبيرة مش سهلة، عشان ما كنتش باقدر أحدد النوبة دى من دى، لكن بعد ماغوطنا فى العلاج، يعني بعد فتره ما بقتش دي المشكله الأساسية، أصل  ظهر بقي عندها احتياجات جامدة مش مشبعة، من ناحية جوزها، وضح إنها عايزة تتشاف بحق وحقيق،  مع إنها بتشتغل، وشغلها بيخش معارض، وبيبع، وبياخد تقدير يستاهله،  وبقى لها موقع على الانترنت وبتخش معارض، ومع ذلك احيتاجها شديد إنها تتشاف، الظاهر هى غير شغلها، أنا استنتجت كده، زى ما يكون هى فصلت نفسها عن شغلها، فبقى شغلها يتشاف على حسابها، حاجة كده، مع إنها عملت شكل جديد غير مسبوق فى شغلها، والأمور ماشية، وناجحة تمام قوي وخلاص، والعلاج عمل اللى عليه، لكن بصيت لقيت بعد سنه ونص المسائل مش هيه، المشكله في اللى جاى، بصراحة أصلها رجعت من حوال شهر ونص كده.

د.يحيي: هى كانت  انقطعت خالص يعني؟  ولا ايه؟

د.أشرف مختار: آه ، كنا خلصنا بعد السنه ونص تقريبا، وكانت الدنيا مشيت كويس قوي، بس  من حوالي 6 اسابيع كلمتني وقالت لي انا محتاجه إنى آجى، وجت، فانا قلت لها خير؟ قالت لى حسيت إنى  محتاجه إنى آجى، عملنا اتفاق جديد  نقعد مع بعض 6 جلسات نشوف ايه اللي موجود، وبعدين نتفق حانكمل، ولا مش حانكمل

د.يحيي: طيب ما هو كل ده صح، عايز إيه بقى ؟

د.أشرف مختار: هى بدأت تقول لي ان انا شغلي متأثر،  مش قادره اكمل، أصل هى مش بس ذكيه جدا، لأه دى كمان عندها حضور كده  يا دكتور يحيي، وعندها رؤية، ورؤية الرؤية، والحكاية دى عماله تزداد وضوح، وخصوصا  رؤية الداخل،  يعني شايفاه بشكل واضح جدا، يعني زي الكتاب ما بيقول يعني….

د.يحيي: أنهي كتاب ؟

د.أشرف مختار: كتاب حضرتك،  السيكوباثولوجى،  وبعدين الرؤيه بقت غير محتملة، وهى شعرت من خلالها  تقريبا إن الموت قريب جدا

د.يحيي: الموت قريّب عشان الرؤية مش محتملة ؟ ولا إيه ؟

د.أشرف مختار: آه، يمكن،  الرؤيه صعبة جدا، وواضحة جدا، وباين إن العملية الابداعية مابقتشى كافيه انها تستوعب لا الرؤية ولا الطاقة اللى بتتفجر جواها، والظاهر ده خلاها تخش فى أعراض تحولية، ونوبات انشقاقية اكتر واكتر، وبقت مش عايزه تروح الشغل ومتراجعه عن كتير من اللى كانت بتعمله.

د.يحيي: والجنس ؟

د.أشرف مختار: الجنس شغال

د.يحيي: مع جوزها ؟

د.أشرف مختار: آه

د.يحيي: بس ؟

د.أشرف مختار: جوزها راجل كويس جدا،  راجل كويس فعلا، يعني متفهم كويس قوي، لكن يبدو إن ده مش كفاية، ناقصة حاجة

د.يحيي: ازاى؟

د.أشرف مختار: يعني جوزها مهما عمل، شكاواها زى ما هى، وضيقها عمال يزداد حده معاها، لحد ما قربت تبطل شغل فعلا، وشغلها هوه إبداعها، دى ست بصراحة ما حصلتشى

د.يحيي: يابني دا حقد ، مش علاج، يا راجل اقرا قل أعوذ برب الفلق، تلاقيها اتنكست عشان انت نقرتها عين

(ضحك)  

د.أشرف مختار: بصراحة أنا فعلا باحقد عليها ، يجوز، بس عايز لها خير أكتر، يبقى مش حقد، أنا يا دكتور يحيي،…أنا تقريبا الحاجات كده ماشيه جوايا عكس بعض …

د.يحيي: السؤال بقى ؟ 

د.أشرف مختار: انا شايف يعني مثلا إن حضورها الجلسات، وهى عندها استعداد لمزيد من الرؤية الصح الحادة دى، زى ما يكون  بيحركها جامد جدا وبيقلبها جامد جدا ، الرؤية بتزيد، وبدال ما تحركها، بتعطلها.

د.يحيي: طيب ما انت شايف صح أهه، فين العكس بقي ؟

د.أشرف مختار: العكس إن لو ده صح يبقى المفروض بقي ما كملشى معاها،  يعني المنطق اللي جوايا بيقول طب اكمل ليه جلسات ما دام بتعطلها، إنما فى نفس الوقت حاسس إنى لو بطلت، وهى بكل الاحتياج ده، وبالذات الاحتياج إنها تتشاف وتتقبل لحد ما تلم نفسها، يبقى أنا تخليت فى وقت مش مناسب، ومش عارف بالشكل ده إمتى حاييجى الوقت المناسب.

د.يحيي: مش احنا اتكلمنا كتير قبل كده فى حكاية “جرعة الرؤية” و”لزوم الوقت الكافى” و”التوقيت المناسب”…

د.أشرف مختار: أيوه، لكن الكلام شىء والتطبيق شىء، ثم دى حالة خاصة، لأن فيها إبداع وصرع، ونجاح، وانشقاق، داخلين فى بعض بشكل صعب جدا، مش عارف أضبط جرعة إيه ولا إيه، ولا عارف الوقت اللازم قد إيه، أنا جيت أعزم عليها بإن كفاية كده، رحت فاكر  الموت القريب اللى اتكلمت عنه،  واللى هى بتشوفه جواها، تراجعت وأجّلت..

د.يحيي: ايه بقى حكاية الموت القريب ده؟

د.أشرف مختار: ما هو ده اللى انا اتكلمت عنه، زى ما يكون اختيار الموت،  قريب جدا منها برغم كل النجاح ده

د.يحيي: فيه حد في عيلتها انتحر ؟

د.أشرف مختار: آه

د.يحيي: كام واحد

د.أشرف مختار: هي اللي تعرفه واحد، بتقول إنه اختفى وكان تعبان، وغالبا انتحر

د.يحيي: قالت لك إيه؟

د.أشرف مختار: هوه كان شاب برضه، حاجه وتلاتين سنه، وكان موسيقار واختفى، ما قالتشى أكتر من كده.

د.يحيي: هل فيه سؤال تانى غير إنك تكمل ولا ما تكملشى؟

د.أشرف مختار: الحاجه التانيه هى عن دور الدواء، إحنا عندنا  هنا إكتئاب وصرع وانشقاق واحتياج، أعمل إيه؟ أنا كتبت ليها دوا  بس دوا  بين البينين كده، حسيت زى ما اكون بارقص على السلم، يعنى كتبت لها  إستيلازيل 2 ملجم علشان يهدّى اللى بيتقلب جوه على مزاجه ده شوية يعنى.  

د.يحيى: هو ده كل اللى بتاخده؟  

د.أشرف مختار: لأ ما هى بتاخذ ديباكين 500 طول الوقت عشان الصرع، بس أن حاسس إنها محتاجة حاجة أقوى عشان نهدى الحاجات التانية اللى بتتحرك جواها دى.

د.يحيي: عندك حق، بس احنا بنظبط جرعة الدوا بحيث ما يعطلشى شغلها، وخصوصا إذا كان شغلها هو إبداع من النوع اللى انت حكيت عنه ده، بس هى بطلت تشتغل للأسف زى ما انا فهمت منك، فالخوف إن لو زودنا الدوا، تبطل أكتر

د.أشرف مختار: ده صحيح، يمكن عشان كده إديتها الجرعة الخايبة دى

د.يحيي: بس مش للدرجة دى، إنت تزق ناحية شغلها من خلال علاقتها معاك، وفى نفس الوقت تزود الدوا اللى بيظبط الداخل بعد ما عجلة الشغل تتحرك شويتين، وتستمر تشتغل ولو تحت ضغط، لحد ما انت تشعر إن التراجع بقى صعب، ولو من خلال ضغطك المسئول، يعنى من خلال علاقتكم العلاجية.

د.أشرف مختار: …. علاجية إيه ! ما هو الست أسابيع آخرهم الأسبوع اللى جاى.

د.يحيى: ما هو الكونتراتو(العقد) مفتوح، مش انتم قلتم بعد الست أسابيع يا نبطل يا نكمل

د.أشرف مختار: أنا متوقع الجلسه اللى جايه حاتقوللى لأه أنا محتاجه إن الجلسات تمتد

د.يحيى: ويجرى إيه ، ما هو ده حقها، بس انا حاسس إنك مش عايز

د.أشرف مختار: مش مش عايز، أنا خايف نكمل وهى ما بتشتغلشى، تستحلاها، وخلاص

د.يحيى: يا خبر !!  عندك حق، بس دى حالة صعب إنها تهمد، الحالة دى بكل هذه الطاقة الإبداعية اللى  فيها وفى عيلتها بالشكل ده، وبرضه بكل تشكيلة الأمراض اللى فيهم دى، ومع وجود حكاية الموت القريب ده، يبقى قرار التبطيل مش سهل، مهما كان التكميل فيه سلبيات.  

د.أشرف مختار: بصراحة أنا حاسس إنها ورطه أكبر منى

د.يحيى: وإيه يعنى، ما كل شغلنا أكبر منا، بش مش اكبر من ربنا، إحنا بنعمل اللى علينا وربنا بيسهل، إحنا ما عندناش جدول ضرب نمشى عليه، وانت بتعمل اللى عليك، وجوزها بيعمل اللى عليه، وهى كمان يا أخى باين بتعمل اللى عليها، يبقى تاخد الفرصة.

د.أشرف مختار: بس انا خايف

د.يحيى: ما هو ده برضه حقك ومسئوليتك فى نفس الوقت

د.أشرف مختار: الحقيقة أنا خايف ومحتاس، وساعات أحس إنها لاقطة خوفى ده  

د.يحيى: بصراحة فى العلاج النفسى الجد، مش عيب إنك تخاف، بس الخوف شىء والتردد اللى يقعد أكتر من اللازم شىء تانى، وبرضه مش عيب إن عيانتك تلقط خوفك، ده يمكن ده يشعرها قد إينه انت مسئول وواخد الحكاية جد، أنا عاذرك فعلا، وواصلنى إن الحاله دي مش سهلة على أى حد، وأعتقد إن مزيد من توثيق العلاقة بينكم، حايسمح بمزيد من الضبط والربط، يعنى ننسى حكاية الرؤية والداخل والخارج دلوقتى شوية، ونركز على الشغل، والنحت والمعارض والأتيليه والكلام ده، نركز بضغط كإنه شرط استمرار العلاج بصراحة، أنا عارف إنك عارف طبعا عيلتى والبلاوى اللى فيها، أنا اتعلمت منها ومن نفسى ومن العيانين إن الواحد محتاج قضبان وفرامل، وبعدين كل حاجة تييجى بعد كده واحدة واحدة، لو ضامنين حكاية القضبان والفرامل دى، يبقى فاضل توجيه الطاقة وضبط السرعة، واحنا بعد كده كل اللى علينا إن احنا نمشى جنب القطر طول الوقت عشان نعدل الحسبة أول بأول، وده يمكن اللى بنسميه “المواكبة“، القضبان هنا هى الشغل اليومى المنتظم المستمر، والفرامل هى الدوا بجرعة ما تخليش الفرامل تزرجن وتقفش، ومع المواكبة يمكن تشوف أول بأول الحسابات اللى تورينا مشينا قد إيه وحانوصل إمتى وكلام من ده، ولو ان فى رحلة الحياة، اللى العلاج هوه الماكيت المصغر بتاعها، ما فيش حاجة اسمها وصول، فيه حاجة اسمها استمرار، العيانة دى  طالما هى عملت إنجازات موضوعيه، يعنى شهد لها العالم خارجها من النقاد والمعجبين اللى قدّروا شغلها واشتروه وكلام من ده، يبقى احنا عندنا ثروة تطمئنّا إنها إذا عادت لشغلها حايبقى مكسب جامد للمشوار العلاجى، مش المهنى ولا الفنى بس، لكن لازم ما تنساش مرة تانية إنها بنى آدماية قبل ما تبقى مبدعة أو فنانة، وأعتقد إنك إن شاء الله حاتقدر تربط بين حاجتها للشوفان كإنسانه، وحاجتها للشوفان كمبدعة، خصوصا لو نجحت إنك تسخر رؤيتها الحادة دى إنها ترصد الوصلة الصعبة بينها وبين شغلها، هى صعبة، لكنها موجوده، بس خلى بالك، لا إنت ولا هى حاتعملوا وصلة صناعى، لأه، إنت حا تدور على الوصلة، هى موجودة خلقة ربنا، حاتلاقيها بس مستخبية ورا شوية وحدة، على شوية خوف من الانتماء للنجاح لذاته، على كلام من الصعب ده.

د.أشرف مختار: هوه كلام صعب فعلا

د.يحيي : ما هو كل حاجة صعبة، لحد ما ربنا يسهلها، وربنا بيسهلها لما ينور بصيرتها وبصيرتنا إننا نحافظ علينا زى ما خلقنا، إنت عارف أنا بتوصلنى الدعوة اللى بتقول “اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا” ازاى؟ يعنى معناها إن كل حاجة صعبة إلا اللى اتظبطت على القوانين اللى اتخلقنا بيها، مش اللى لعبنا فيه لحد ما خلت النجاح يحل محلنا، أو الإبداع يبقى برّانا أو على حسابنا، حاجة زى كده.

د.أشرف مختار: يتهيأ لى كده بقت أصعب

د.يحيي: عندك حق، إسع لما أقول لك ببساطة:  إحنا عندنا مصيبة سوده  بتكركب الدنيا على دماغنا اسمها شوية أمراض داخلة فى بعضيها، وعندنا فى نفس الوقت نعََمْ كتير جدا بتفتح لنا فرص ما لهاش آخر، يعنى ذكاءها، وتاريخها، وإبداعها، وجوزها، ورؤيتها، واستمرارها، والتزامها، الحسبة لازم نحسبها طول الوقت من الناحيتين، حتى حكاية الموت القريب ده، هوه ممكن يبقى لها وعليها، الموت عند المبدع ساعات بيكون خطوة هامة فى مسيرة إبداعه إذا كان إبداع جامد قوى، لأنه هو بيتخلق من خلال إبداعه من أول وجديد، يبقى مات وصحى، يبقى الموت قريب فعلا عند أى مبدع حقيقى، فإنت ما تخليش كلامها عن الموت القريب عائق عن استمرار الحسابات بكل جدية، وأديك أهه بتلجأ تطلب المساعدة من الإشراف أول بأول، ولا يهمك، ويبقى الهدف هو إطلاق الطاقة اللى احنا واثقين من وجودها من تاريخها المرضى وإنجازها الإبداعى مع بعض، أيضا من تاريخ عيلتها، إطلاق الطاقة دى إلى مجالها الإيجابى بشكل منتظم ومستمر.

د.أشرف مختار : يعنى أكمـّل؟

د.يحيي :  يتهيأ لى فى المرحلة دى إن ده الاحتمال الأرجح، إنت قطعت مشوار كبير وصعب، كتر خيرك، وممكن تكمل بخوف أقل، وبلاش حكاية الموت القريب دى تنط لك كل شوية، وإلا مش حاتعرف تتحرك، إنت ما دام إديت الدوا، وعملت حساباتك صح، وبتسأل أول بأول فى الصعوبات اللى بتقابلك، يبقى فيه بعد كده حاجة اسمها قضاء وقدر بتاع ربنا، وإلا مش حاتروح ولا حاتييجى، ولا حد حايخف عمره.

د.أشرف مختار : طيب وإذا هى ما سمعتش الكلام وما اشتغلتش وما التزمتشى، أنا ما زلت حاسس إننا لو وقفنا بعد الست أسابيع اللى اتفقنا عليهم يمكن يكون أحسن ولو مرحليا.

د.يحيي: ما اخبيش عليك، بصراحة يمكن، بس فيه طريقتين إنك توقف، الطريقه الأولى إنك توقف وبس حسب الاتفاق، يعنى ” مش إحنا إتفقنا يابنت الناس على 6 أسابيع ، أهم خلصم، وأنا واثق فيكى ومع السلامه”،  حتى ماتقولشى لها : وإذا عوزتينى إبقى أطلبينى،  الطريقه التانيه هى إن ” ..كفاية كده فى المرحلة دى، ونوقف لمدة”،  ، مدة طويلة شويتين، يعنى سنة ، ست شهور، و”إذا عوزتينى إبقى أطلبينى”، أظن فى الحالتين، وهى بالتاريخ ده، حا تتعب شوية، إنما حاتلاقى نفسها جوه بحر الواقع، وهى بتعرف تعوم كويس، فحتستعيد قدراتها وهـُبْ يمكن تعملها وتوصل للشط وبعدين تنزل وتطلع زى ما هى عايزه، ما هو يمكن فى الحالات دى، التوقيف والعودة، والتوقيف والعودة، يبقى زى النوم والصحيان، حاجة كده تفكرنا بأفكارى عن الإيقاع الحيوى، اللى باشوفه أكتر وضوحا فى المبدعين، مع إنه زى ما انتوا عارفين، أساس فكرى فى كل حاجة. هو اللى بينام مش بيطبل صحيان برضه، وبعدين يصحى يبطل نوم،  فأظن إن هى إن شاء الله قادرة إنها ترجح الكفـّة الإيجابية بعد كل دورة “وصل وفصل”

د.أشرف مختار : أنا حاسس إن لو وقفنا دلوقتى العلاقة كده تبقى انقطعت

د.يحيي :  ما أظنش، أعتقد إن استمرار الإيجابية فى العلاقة مش مرتبط قوى بإنها تيجى أو ما تجيش قد ما هو مرتبط باللى انت تمثله لها بعد سنتين ونص، ودى مدة مش قليلة.

د.أشرف مختار : أنا عايز أحس إنى عملت اللى علىّ

د.يحيي :  هوه انت عايز تعمل  إيه أكتر من كده؟ دى حالة  يعنى مستلمينها ملانة كل حاجة، يعنى من الناحيه الوراثية دى عيلة عندها كل هذا الزخم من الحركية ومن التقليب ومن الاستهداف للفركشة، وانت صبرت عليها، ووقفت جنبها، وحبيتها، وفرحت بيها، وحافظت على المسافة، وعلى الوصلة اللى بينك وبينها، مش هوه ده العلاج برضه ولا إيه، مرة تانية وعشرة، إحنا مش مطلوب مننا إن احنا نعمل معجزات، إنت وانت بتكمل بتعمل ضبط وربط، وانت بتبطل بتبقى فى المُتَنَاول حتى لو ما قلتلهاش، وواضح إنك حريص طول الوقت إنك ما تفتحشى باب الاعتمادية على مصراعيه، عايز إيه أكتر من كده عشان تبقى أديت واجبك وتحمد ربك على كده

د.أشرف مختار : الحمد لله

د.يحيي :  وبعدين أنا لازم أشكرك إنك وريتنا الوصلة اللى باتكلم عليها عمال على بطال، الوصلة بين الإبداع، والصرع، والمرض، والوراثة، والكلام ده كله اللى ما ليش شغلة إلا إنى أقول وأعيد وأزيد فيه، لأسباب خاصة، وبرضه أسباب موضوعية وعلمية، مش كده ولا إيه؟

د.أشرف مختار : أيوه كده، أنا اللى متشكر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *