الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / دراسة فى علم السيكوباثولوجى (الكتاب الثانى) الحلقة (37) امتداد وقفة المراجعة (2): الحق فى الحب عينة من جلسة من علاج جمعى (منذ أسبوع واحد)

دراسة فى علم السيكوباثولوجى (الكتاب الثانى) الحلقة (37) امتداد وقفة المراجعة (2): الحق فى الحب عينة من جلسة من علاج جمعى (منذ أسبوع واحد)

نشرة “الإنسان والتطور”

26-11-2009

السنة الثالثة

العدد: 818

image001

مزيد من التعقيب، وبعض الحوار، (وعموميات مؤقتا) 

دراسة فى علم السيكوباثولوجى (الكتاب الثانى) الحلقة (37)

امتداد وقفة المراجعة (2):

الحق فى الحب عينة من جلسة من علاج جمعى (منذ أسبوع واحد)

أ. زكريا عبد الحميد

ملاحظة 1: سطور أ.أمل ذكرتنى بكتابات د.نوال السعداوى فى شبابها.

ملاحظة 2 : تقول السطور “الحديث عن وعى كلى لدى الانسان أمر شديد الصعوبة..”، أعقب بدورى: أليس الحديث عن الرجال كحزمة واحدة أو كتلة واحدة أمر شديد الصعوبة كذلك؟..

ملاحظة 3: وأخيرا جملة “لو اعدنا تربية الأجيال فى الحضانات والمدارس والجامعات على فعل الحب” ذكرتنى بواحدة من روايات الخيال العلمى لــ الدوس هسكلى ) لا اذكر عنوانها) يهجو فيها هذا الأمر

د. يحيى:

ابتداء، لم أجد وجه الشبه الذى ذكرت فى هذه المداخلة مع اجتهادات الدكتورة نوال السعداوى خاصة فى شبابها، أنا لا أنكر أن لها فضل ما، لكن التناول هنا هو من زاوية أخرى بطريقة أخرى.

الإشكال يا زكريا هو أننا اعتدنا أن نختصر آراء ورؤى بعضنا البعض إلى أقرب واحد شاعت عنه مقولة بذاتها، فليس كل نصير للمرأة هو “قاسم أمين”، وليست كل من أرادت أن تضع المرأة فى مكانها الأوْلى بها تاريخا وحاضرا هى د. نوال السعداوى، هذا اختزال يحرمنا من حسن تلقى واستيعاب الإضافات الإبداعية الحقيقية التى يمكن أن تصحح المسار من خلال جدية وتجديد تناول القضايا الجوهرية، للرجل والمرأة، أو لأىٍّ من قضايا التطور والمعرفة، خاصة لو كان التناول نابعا من مصادر لم نألف تناولها بهذا العمق، مثل الأسطورة والتاريخ، ونقدهما، وإعادة تشكيلهما

ثم أحيل ملاحظتك الثانية والثالثة إلى صاحبة الأطروحة، إن تفضلت بمواصلة الحوار، وقد أعود إليك لأقول رأيى الخاص إن شئتَ ووجهتَ الحديث إلى شخصى.

أ. رامى عادل

الحب هو الروح، اوالمشكاه، القنديل اللى تجلى لرابعة العدوية، حين تجلى، فعرفت الهوى

د. يحيى:

لا أوافقك على اختزال الحب إلى تعريفك هذا هكذا، وربما إلى أى تعريف كان، كما لا أحب أن أحدده فى خبرة رابعة العدوية مع احترامى الشديد لتجربتها وانبهارى بها.

عندى أن الحب غير الهوى غير الغرام غير المحبة، غير كلمات كثيرة نرددها ونحسب أننا نتفق على ما تعنيه، وكل منا له قاموسه الخاص، وهذا ليس عيبا فى ذاته، لكن علينا أن نضعه فى الاعتبار حتى نتواصل بالرغم من اختلافنا حول تحديده من الألفاظ.

د. مدحت منصور

نريد أن نفرق بين (غصب عنك) وبين الإكراه، فأنا أرى أن “كل شئ بالخناق..” كان يشير إلى الإكراه أما “غصب عنك” التى استعملت فى الدراما هنا فهى تشير إلى أنه موجود سواء قبلت أم رفضت، اعترفت أم أنكرت.

كى تحب شخصا غصب عنه هو صعب وبعيد عن مفهوم جيلنا عن الحب و لكن لتشعر بالامتلاء أعتقد أنك يجب أن تتجرد من كل تلك المفاهيم بما فى ذلك الرغبة فى القرب فتمتلئ فيتخطى الحب امرأة ليضم كل النساء ثم يضم كل الناس فلا تصبح وحيدا فتشعر بامتلاء أكبر يوصلك للخير وربما للإيمان. ولكن تخيلت أنه الحب كما فى الأساطير أو فى الإنسان الذى ندعى أنه كان بدائيا، يقابلها عند جدول الماء أو البحيرة فى سكون الدنيا وسلامها فيحبها ثم تأتى إلى الجدول كل يوم باحثة عنه أو يأتى باحثا عنها ثم تتوالى القصة أو تنتهى بمأساة لتبدأ قصة جديدة.

د. يحيى:

إضافة شارحة، أتفق مع بعضها، وأختلف مع أخرى كما جاء فى النشرات الثلاثة، وبالتالى فأنا مازلت أعتقد أننا مازلنا فى بداية البداية…

شكرا

د. مها وصفى مباشر

 لما مَرّرت اللى حضرتك بتقوله على العيانين وعلى نفسى ده لقيته قريب قوى وطبيعى خالص. طيب ليه بقى محتاج كل الجهد ده علشان نطلعه من العيان ويستفيد منه بشكل صحى! يمكن علشان المعنى اللى حضرتك ذكرته “إن ربنا خلق البشر، خلق الناس، وفيهم ميكانزم، بروجرام إنهم يحبوا بعض، وإن فيه حاجات إحنا عملناها فى نفسنا خبّت ده، أو منعته، أو صعّبته،حاجة كده، فجُعنا حب وشوفان “

وعلى أى حال سوف أجربها اليوم فى العلاج الجمعى بشكل ما: حكاية الحق فى المعرفة والحق فى الحب.

المهم دلوقت يا د.يحيى أنا باحبك غصب عنك وكنت عايزة أقول لك كل سنة وإنت طيب وبخير وعطاء ماشاء الله فى يوم أو أسبوع ميلادك ولكنك كنت مسافر.وربنا يخليك لنا

د. يحيى:

أظن يا مها أننا نكتشف أن أعظم الأمور هى أبسطها وأقربها، كما يبدو أننا حين ابتعدنا عن “خلقة ربنا”، قد لعبنا فى تركيبتنا لعبة غبية فعلا، وما إن نرجع إلى أصل الأصول حتى نجد أن الجمال والسلاسة والحب أقرب من كل ما نتصوره عنها

المهم وصلت هديتك، وتهنئتك، وشكرت صدقك ووفائك، وفرحت بكلماتك واطمأننت أن لحياتى (أو ما تبقى من حياتى) فائدة تستحق

وأنت بالصحة والسلامة

* * * *

دراسة فى علم السيكوباثولوجى (الكتاب الثانى) الحلقة (36)

حوار حول هذا العمل، خارج حوار الجمعة

أ. عابر سبيل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، محاولاتكم لسبر غور النفس البشرية وفهم العلاقات البشرية لامست تجربتنا الخاصة بدقة، وسؤالنا يدور حول:

ما مدى إمكانبة معاودة الكر والفر أو الاقدام والانسحاب لمثل هذه العلاقة رغم وجود بديل للآخر لدى الطرف الأول وتأكيده على موت مشاعر الحب لحبه الأول؟؟؟؟

 الواقع يحكى انه يستحيل لكن العقل الباطن يرفض الانصياع لمثل هذا المستحيل !!!

فما السبيل لحل مثل هذا الصراع؟؟؟ وما هى الحكاية؟

أفيدونا وجوزيتم خيرا.

د. يحيى:

أولا: أريد أن أنتهزها فرصة لأنبه الجميع إلى ضرورة التفرقة بين عدة مصطلحات تداخلت فى بعضها البعض حتى اختلطت الأمور وهى، “الكر والفر“، و”الإقدام والانسحاب“، ثم “برنامج الدخول والخروج“، وأيضا “حركية جمّاع الكره والحب” أرجو أن تتاح الفرصة للتمييز بينها من خلال استمرار هذا العمل، وهذا الحوار:

 الكر والفر هو ما يقصد به: الهجوم عدوانا، والتراجع توجسا ومناورة، وهو ما يصف الموقف البارانوى الأكثر بدائية

 برنامج الدخول والخروج يقصد به ذراعىْ الإيقاع الحيوى، وهى حركية إيجابية شريطة ألا تنتهى نبضه الإيقاع فى نفس موقعها، فالنوم واليقظة مثلا يمثلان دخولا وخروجا نمائيا، إن أديا وظيفتهما بكفاءة، تماما مثل دورات النوم الحالم “ريم”REM تبادلا مع النوم غير الحالم، وكل هذا يختلف عن موقف تناقض الوجدان الذى يجمع الحب مع الكره، كما يجمع الكره مع إما سلبا حتى الشلل وإما جد لا حتى التخلقّ من جديد.

آسف للإيجاز المُخِلّ، لكننا سنعود مرارا وتكررا لتأكيد هذه الفروق وتوضيحها.

ثانيا:

مشاعر الحب لا تموت ، وإن تغير منطلقها ومصبها،

وطاقة الحب تتجدد باستمرار،

والقدرة على الحب – كما بدا فى جلسة العلاج الجمعى– هى طاقة مبرمجة فطريا جاهزة للتفعيل قبل وبعد، مع وبدون مواقعة الحب فعلا ظاهرا، هذه طبيعة بشرية بقائية مهما اختلفت التسميات، وتنوعت درجات وعينا بها

ثالثا: إنه لا يحل حب محل حب وإنما يضاف إليه حب جديد يحتويه ويرتقى به (أحيانا بعد التعديل أو التحديث من خلال الخبرة أو الخبرات السابقة).

أ.رامى عادل

فى انتظار قراءة الأسطر الثلاثة المرسلة للاستاذه أمل محمود من حوالى اسبوعين أو اكثر قليلا، ليس مره ثانيه يا عم يحيي، غصب عن اهلى عايز اشوف سطور عزيزه، من غير ما تعلق

د. يحيى:

والله يارامى لا أدرى أين هذه السطور، ولا حتى أين الاستاذة أمل، سوف أعاود سؤال السكرتارية، الله يسامحهم، اعتذر لك، ولها، وأرجو أن ترسلها لنا هذه السطور ثانية، وأعدك ألا أعلق.

د. محمد أحمد الرخاوى

ترددت كثيرا قبل ان ارد على سيل السلخ والشتائم التى تخصنى بها وحدى المهم ان هذا ليس موضوعى فقط اذكرك ان الغرب هم من اباد الهنود الحمر فى امريكا والسكان الاصليين فى استراليا بالملايين ان الغرب قتل حوالى 80 مليون من بعضه البعض فى الحرب العالمية الاولى والثانية!!!!!!!

ان الغرب هو الذى انشأ اسرائيل وهو الذى يناصرها حتى الساعة جهارا نهارا واللى عاجبه انت لا تعيش فى الغرب وبالتالى تحكم على رؤيتى دون ان تعرفها

ابداعاتهم مقفولة ولن تجدى حين يحل الانقراض

اخيرا موضوع اغنية عبد الوهاب دى نكتة. عبد الوهاب طبعا ما قالهاش.

انا كنت فاكرك عارفها. صارت مثلا لما حد يقول للتانى زعلت منى ولا ايه يقوم يرد عليه :- ابدا وحازعل منك ليه مانت ابن….. كل سنة وانت طيب وربنا يسامحك

د. يحيى:

وانت بالصحة والسلامة

حين تقول يا محمد قولا طيبا أرد ردًّا طيبا، أما حين تصرخ وتشجب وتعمم على الناحيتين، فأنا أوقفك عند حدك ما أمكن ذلك، وعادة لا يمكن ذلك

لو سمحت إقرأ نفسك الأن وانت تقول “ابداعاتهم مقفولة” هكذا “خبط لصق”!

 هل انت قرأت واحد على مائة من إبداعاتهم الحالية أو السابقة بكل ما فيها من نقد ومراجعة وأصالة وإضافة؟،

إن أعظم ما فيهم هو تلك الابداعات الجادة المتقنة الناقدة الذاهبة العائدة طول الوقت،

 لماذا تظلم نفسك يا محمد بالإصرار على هذا الموقف وأنت تعيش بينهم وتتجنس بجنسيتهم؟ وربما تتزوج إحدى كريمتيك أو كلتاهما منهم.

واحدة واحدة يا محمد من أجلك أنت

أما أنا فمن حقى أن اقتلك حرصا عليك، وفى الإسلام كما تعلم “لا قصاص لقاتل ولده”

وأخيرا، كنت أتمنى ألا ترجع لهذا الاستشهاد القبيح فى غير محله، حتى بالشرح أو بالاعتذار، نحن نتكلم عن الحب، وهذا الاستشهاد هو عن الزعل، وأنا لا أعرف النكتة التى أشرت إليها، وهى بايخة، وتتكلم عن “حازعل منك ليه” وليس حاحبّك ليه؟

ما هذا؟

لماذا فتحت هذه السيرة مرة ثانيه يا إبنى.

لولا أن أمك الطيبة الجميلة هى ابنة عمتى، لقلت لك أهو انت اللى …..

كل سنة وانت طيب.

* * * *

دراسة فى علم السيكوباثولوجى (الكتاب الثانى) الحلقة (37)

امتداد وقفة المراجعة (2):

الحق فى الحب عينة من جلسة من علاج جمعى (منذ أسبوع واحد)

د. محمد أحمد الرخاوى

فكرتنى الحكاية دى بموضوع العلاقة مع الآخر دون نبس كلمة فعلا فيه لغة شديدة الدلالة موجودة فعلا بين الناس دون كلام، ذلك كثيرا لدرجة ان ساعات يتهيألك ان فى واحد مثلا عدوك ومفروض يكون عدوك (حسب الدور المطلوب) وبعدين تلاقى راح فط شايفك من جوة عشان شفته من جوه، ويصبح الاتنين اللى جوة مصاحبين بعض ويحبوا بعض من غير ما يتكلموا ولا كلمة وساعات ما حتى لو ما شافوش بعض تانى

المسألة كلها سماح وصدق وموقف وجودى مع اقل القليل من اللغة التى نعرفها الآن تصور فعلا ان احنا فى مرحلة تطورنا او تدهورنا الحالية اصبح من الحتميات تخلق لغة جديدة دون كلام!!!!!!!!

د. يحيى:

أخيراُ يا محمد مددت يدك بداخلك فوجدت هذه القدرة على الحدس وهذا القدر من السماح،

 المهم، هى لقطة درامية لمجموعة من البشر، مرضى ومعالجين، استطاعوا، أن يختبروا صفة إنسانية، برنامجا بشريا من خلال القيام بتمثيل مينى دراما شديدة القصر، هذه الصفة الرائعة، القدرة على الحب، نحن قد دمرناها بالعمى والخوف والشك طول الوقت، ومع ذلك ما إن مددنا يدنا إليها دون استئذان، ودون مخاوف وحسابات مسبقة، حتى وجدناها، ولو كعينة.

الدنيا بخير يامحمد

شكرا، وأرجو أن تتعهد هذا الجانب فيك أكثر فأكثر

د. مدحت منصور

فضلت أن أعلق قبل أن أقرأ الفرض فى الحلقة التالية حتى لا أتأثر به ،ما وصلنى أن هناك حب هو حقى وحقك و حق الناس فيه سواء أن نحب أو نحب (ضم النون و فتح الحاء) هو ما خلقنا الله به وهناك حب ما أخص به أحد أو ما يخصنى به أحد أو هو حب موجه وهو أيضا حق وأيضا خلقنا به اما النوع الأول فلا نسأل أنفسنا كيف ولماذا وماذا نأخذ و ماذا نعطى وأما الثانى فهو ما يحدث فيه هذا الخلط والاختلاط بين ما هو شحاته وما هو صفقة وما هو سرقة أو فرض و كأننا نحتاجهجدا ولا نطمئن أننا سنحصل عليه أوتوماتيكيا فيحدث كل التحايل فى وسائل الحصول عليه من صفقة لرشوة إلى آخر وسائل التحايل ويبدو أن شئ ما (ربما الاطمئنان) لو حصلنا عليه مع الحب لارتقى للنوع الأول أو هو نوع من التركيبة التى تستطيع أن تحب دون أن تسأل لماذا تحب وتشعر بالحب دون أن تسأل لماذا تحب (ضم التاء و فتح الحاء) يعنى الموقف يقول : أنا أحبك لأنى أحبك و فقط وأشعر أنك تحبنى لأنك تحبنى وفقط وأظل أحبك وإن لم يصلنى حبك وأشعر أنك تحبنى وإن لم يصلك حبى.

د. يحيى:

شكراً

وأرجو أن يكون ما نشر لاحقا فى الحلقة الثانية (الحق فى الحب بين الاخذ، والتسول، والسرقة، والخطف، والصفقة، والفرض!) والمناقشة) ربنا خلقنا نحب بعضنا البعض، لنبقى بشرا) ما يرد على تعليقك بما يكفى.

* * * *

دراسة فى علم السيكوباثولوجى (الكتاب الثانى) الحلقة (38)

امتداد وقفة المراجعة (3): الحق فى الحب بين الاخذ، والتسول، والسرقة، والخطف، والصفقة، والفرض! مقدمة فى المنهج ثم تكملة نشرة أمس (3/2/2)

د. أسامة عرفة

“متاهة البحث عن الحب المجهول”

عذرا وجدتنى رافضا بشدة هذه المرة هذه المحاولة الجادة لاقتناص ما أطلق عليه الحب

لم اعد أحتمل طلب ما لا أعرف و ما لا أستطيع أن أفرضه.

دعنا نستبدل الحق فى الحب بالحق فى العدل إنى أتصور جدلا أننى أستطيع فرض العدل حتى ولو بالقوة لكننى لا أستطيع فرض الحب بالقوة فالحب لا يفرض إلا بالحب

ما رأيكم فى مقولة الحب القائم على العدل .. هل يجتمع حب و ظلم .. هل يقوم الحب فى نطاقه الأوسع بدون العدل

وإلى مزيد من الحوار

د. يحيى:

أولا: من قال إننا نبحث عن الحب “المجهول”، ومن قال أنه “اقتناص”؟

إننا نمد يدنا لنغرف من الفطرة، من برنامج القدرة على الحب، وهو موجود –خلقة ربنا- ونحن الذين أخفيناه عن أنفسنا حتى صار مجهولا نحن نتحدث عن “الحب الموجود” وهو عكس “الحب المجهول” تماما.

ثانيا: أرجوك يا أسامة أن تشاركنا فى استيعاب المفاجأة التى وصلتنا من خلال “المينى دراما” التى جرت فى العلاج الجمعى وقد ناقشناها بعد هذه النشرة بعنوان ربنا خلقنا نحب بعضنا البعض، لنبقى بشرا”

ثالثا: أوافقك تماما على مقولة الحب القائم على العدل إلا أنك لابد أن تعلم أن العدل أصعب من الحب.

وأخيرا: هناك فرق بين أن تفرض الحب، وبين أن تمد يدك دون استئذان، لتأخذ ما هو موجود لك فعلا عند الآخر، (وبالعكس: ما هو موجود عندك له) من بعض “خلقة ربنا”، وهو ما جرى فى “الجروب” غالبا.

فى انتظار حضورك معنا صابرا مثابرا فى المستحيل الممكن، وأذكّرك أننى أكره المثالية كره العمى،

ربنا لم يخلقنا مثاليين، لذلك نحن نبحث فى خلقة ربنا، كما هى، وليس كما ينبغى أن تكون

أما أن الحب لا يفرض إلا بالحب فهذا وارد وهو غير مرفوض، لكنها قضيتنا الآن، نحن لسنا فى هذه المنطقة الآن، لعلها منطقة “الصفقات الأرقى” ونحن لم نرفض مبدأ الصفقات الشريفة العادلة، تلاحظ ذلك لو عندك وقت لمراجعة ما طرح فى مقتطفات العلاج الجمعى فى المجموعة وفى مناقشة السيكودراما.

أ. نادية حامد

أول مرة انتبه بالشكل ده لـ حقى فى الحب من اللى قدامى بمختلف المعانى التى طرحتها حضرتك من (الأخذ/التسول/الفرض) وصلنى الإصرار الشديد على هذا الحق؟

د. يحيى:

عندِك حق

أ. علاء عبد الهادى

بعد ما قرأت الحق فى الحب لقيت نفسى باخد حقى بالخطف والصفقة والسرقة مع كل واحد بشكل مختلف، مش عارف اتراجع ولا أكمل .. حاسس إنها عدم إمانة؟

د. يحيى:

هذا غير صحيح،

الحق حق

وأخذ الحق بأى طريقة هو حق

وهذا منتهى الأمانة.

أ. رامى عادل

هو فيه علاقه بين ان الواحد يفرض على الناس حبه،وبين انه “ما استعصى على قوم منال اذا الإقدام كان لهم ركابا”، هذا إذا اعتبرنا الحب هو المنال.

د. يحيى:

أعتقد أنها علاقة شكلية مسطحة.

ثم لعلك لاحظت أننى لا أرحب كثيرا بالاستشهاد بالشعر والحكم الشائعة وحتى بالنصوص المقدسة، ربما لأننى أستشعر ان كل هذه الاستشهادات، تحشرنا فيما شاعت عنه هذه النصوص، بدلا من أن توصلنا لحالة الوعى الإبداعى الذى أخرج هذه النصوص مكتملة لتحركنا، إلى الممكن خارج سجن النص، فما بالك لو كان “خطابيا” هكذا

 أعذرنى يارامى، لكننى لم اشعر أن ما جرى فى المجموعة كان له علاقة لا بـ”منالا” ولا بـ : “الإقدام ركابا”.

المسألة ليست بالعافية هكذا.

أ. السيدة

هل يمكن ان يحيا الانسان بدون حب انا فعلا ممكن اافرض حبى على الاخر بس يكون يستاهل يتحب فيه كلمه احنا ديما بنرددها بتوضح ده هى\”نفسك معنا\” وهى استلهام الحب والروح والوجوووووود حتى لو الشخص ده مش حانا من خلال حبى ليك اضر الحب احساس وتواصل وأخذ وعطاءانامن خلال حبى ليك دخلت على النت وعلى الموقع واستفدت كتير حاسة انى بدأت اكتشف الناس من جديد وقرارتى بقت افضل على فكره فيه ناس كلتير زى د. محمد احمد الرخاوى عاشقين للاختلاف ومنفرين\”بالضمة\” بصراحه انازهقت منه لكن حضرتك لازم تتحب غصب عن اى حد

د. يحيى:

ولماذا غصب

المهم الناس

ونحن منهم، ومعهم

أ.د. صادق السمرائى

الدكتور يحيى الرخاوى المحترم: شكرا على هذا التفاعل الفكرى الأصيل ، وتقديرى للدكتور جمال التركى على إتاحته الفرصة للتواصل معكم والأخوة الزملاء على هذه الشبكة الحيوية…وأرجو ان لا أكون قد أسهبت ، فبعد أن قراتمداخلاتك ، أجاد القلم بهذه الموضوعات فى سنحة نادرة من الوقت… 

تقديرى للإجتهاد الفكرى المضيء

 د. يحيى:

أشكرك يا د. صادق على فضل كرمك، وأشاركك فى إرجاع الفضل للأخ والإبن والصديق د. جمال التركى، وأستسمحك أن أنشر باقى رسالتك مكتملة دون تعليق مباشر، لأننى لاحظت أنك تعرض من خلالها فكرا موازيا، أكثر من أنها تحمل تعليقا محددا عن ما ينشر فى هذا الباب (الكتاب الثانى فى السيكوباثولوجى، شرح ديوان أغوار النفس)، وقد خصصنا يوم الخميس لذلك بناء على اقتراح د.جمال.

أعلم أنك تفضلت بتوضيح كثير مما استوضحته أنا فى حوارنا السابقا، إلا أننى أوضحت بعد ذلك أملى فى أن يكون هذا اليوم هو مشاركة حوارية فى نقد هذه المحاولة المستمرة التى تهدف للتعرف على النص البشرى، من خلال هذا النص الإبداعى (أغوار النفس)، بالإضافة إلى النص البشرى المتعرى خاصة (المريض)، (مثل الدراما فى العلاج الجمعى).

 وفيما يلى نص رسالتك الكريمة دون تقطيع، ثم قد أجتهد فى تذييل موجز فى النهاية نعود بعده معا إن شاء الله إلى النص البشرى والإبداعى المحدد وتداعياته.

أ.د. صادق السمرائى

الجاذبية…هى أحد أسرار المخلوق المسمى “إنسان” ، هى طاقة كامنة فيه ، تتحفز حينا وتخمد حينا آخر. وفى الحالتين ، تحقق تفاعلا متوافقا مع قدراتها الفعالة والمؤثرة فى الذات والموضوع.

لا أستطيع أن أسميها أو أرسمها ، لكنها تحدد مساره وتسوقه إلى حيث تريد .

هل هى فكرة ، إدراك، وعى ، تجلى ، إشراق ، تفاعل ، إنتماء؟…لا أدري!

هذه القوة أجدها فى مرضاى وأعرفها عند الآخرين من الأفذاذ أصحاب الأثر الكبير فى فتح الآفاق . وهى التى تقرر بأن المخلوق يريد أو لا يريد الحياة ، وربما تكمن وراء جوهر ديناميكيات ” الغرائبية ” فى السلوك الفردى والجمعى عند البشر. إنها طاقة مهيمنة ، مستعبدة لنا.

وباختصار ربما إنها قوة انجذاب البشر نحو التراب أو الغياب!

وأرجو ان لا تقترب منها بمنظار التبسيط وتقل لى بأنها إرادة الموت أو غريزته وملحقاتها، فنحن فى صدد البحث فى أسرار الإنسان.

 المعرفة سلطان السلوك ، وبقدر ما نعرف تكون طبيعة السلوك المولود والمتحقق فى الواقع أو المحيط الذى نسعى فيه ، وباختلاف المعارف يتنوع السلوك البشري. فعندما نتأمل ثقافات الشعوب ونغوص فى أعماق المجتمعات ونتحسسها عن قرب، يتضح دور المعرفة فى تحديد معالم سلوكها. وكلما توسعت المعرفة أصبح السلوك أكثر تعقيدا وتركيبا . وكلما أمعن البشر بالجهل ، ينحدر سلوكه إلى تلك الآليات الأولية البدائية الدفاعية البسيطة المباشرة. وبين المعرفة والجهل ما لا يحصى من طبقات السلوك والتفاعلات النفسية الصاخبة التى تضج بها الحياة وتستعر.

المحبة: أوسع وأشمل من الحب ، لأنها القدرة على التمازج النقى الخلاق مع أخينا الإنسان، والإطلاع على أرقى وأنبل وأسمى المشاعر الصادقة المتموجة فى أعماقه. إنها إرادة السعى المتوهح الدفاق بسحر الصفاء والألفة والمودة والرجاء.

لنبحر فى محيط الإنسان ونزور جزره المرجانية ونطلع على ما يدور فى دياجير أعماقه من احتدامات وصراعات ، ونصيخ السمع لدوى انفجارات الرغبات الهائلة التى تبحث عن ديمومة انتماء أبدى لنسغ الخلود وسر البقاء. وربما سنقوم بجولة غير معهودة فى ربوعه السحيقة المتأججة المتسعة الملتهبة كالكون الشاسع الرحيب.

وأمنياتى بمزيد من الفوز بمكنونات التجلى وجواهر الوعى والإشراق.

أيّها الإنسان مهلا، هل ترى أم كوهمٍ يتراءى ما ترى؟!

عبثا تسعى وتدرى مَن سعى دونها يبقى يعانى ما جرى

سرّ أسرار الوجود المنتفى نقطة فيها صراخٌ قد سرى

الإنسان: مدينة الأعماق الإنسانية قد وضعت أسسها منذ ما لا يحصى من القرون، ومضت على نهجها الأجيال مقلدة ومتكيفة مع بعض متغيرات المحيط الذى تكون فيه، لكن التغيرات الخارجية التى تستدعى تكيفا معها لم تكن سريعة ومعقدة، بل يمكن القول بأنها ثبتت وترسخت على طول المدى، وكذلك خريطة مدينتنا الخفية قد تأكدت وثبتت، ولم تواجه التحدى والإهتزاز العنيف إلا فى القرن العشرين، وخصوصا النصف الثانى منه ولا زالت فى دوامة التحديات. وهذا أصاب مدينة اعماقنا بهزات شديدة واضطرابات متسارعة، أفقدتها القدرة اللازمة على التواصل والتكيف مع المتغيرات المتحققة فى الواقع الذى عليها أن تكون فيه وتتأقلم معه. أى أن المسافة اخذت تتسع ما بين الذى فينا والذى من حولنا، وهذا قد دفع إلى الإنشطار والتعدد والتفتت النفسى وتشظى طاقاتنا الغريزية ودوافعنا الذاتية، وأصاب عالمنا الداخلى بالتشوش والارتباك ، حتى لترانا نطارد السراب. فالذى جرى ويجرى هو زعزعة غير معهودة أو منظورة لأجهزتنا النفسية والروحية وتمزقات متنافرة لطبقات وعينا وإدراكنا. ولهذا يكون من الصعب علينا أن نتبين حقيقة الإنسان المعاصر فى هذا الجيل أو الأجيال القليلة القادمة، لأن خريطة الأعماق بحاجة إلى زمن طويل لكى تنضج وتترسخ وتكتسب القدرة على السيطرة والتواصل المتوازن مع إرادة الذات وديمومة النوع. وهذا يعنى أننا نستخدم آلياتنا وأجهزتنا النفسية القديمة المهيمنة علينا للتفاعل مع مستجدات بحاجة إلى آليات ومهارات لم نتعلمها من الأجداد، وهذا ربما سيدفع بنا إلى ترسيخ آلية التقليد والتعدد الذاتي. وهكذا فأننا سنشهد اضطرابات عنيفة ومتفاقمة– بدأت فى النصف الثانى من القرن العشرين– وستتعاظم على مدى القرن الحادى والعشرين، ولن نعرف الهدوء والحكمة إلا بعد أن نتمكن من بناء أجهزة نفسية جديدة فى دنيانا الحائرة. فالعلاقات البشرية ستعكس هذا التشوش القائم فينا ولأن الواقع من حولنا هو مرآة لما نخفى ونضمر، وبهذا نرسم مأساتنا ونصنع حياتنا.

كما أن ما يحصل أوجد تناقضا ما بين الصورة الذهنية للذات الفردية وحقيقتها الواقعية والغريزية، فأصبحا فى حالة تناقض وصراع، يدفع بالإنسان إلى الخسران، لأنه يعبر عن اختلال قدرات التكيف والتوازن والتواؤم مع التبدلات المتنامية فى محيطه، ولنمو إطلاعه على العالم الذى هو فيه، وتفاقم ضخ المعلومات وانتشارها وتوفرها، أضاع قدرات التواصل ما بينه وبين ذاته، وأصيب بحالة من التشتت أو تعدد الأدوار والاستجابات وتنافرها التام.

أرجو أن لا أكون قد أثقلت عليك، فهذا غيض من فيض، وأملى أن يسمح لى وقتى بالمزيد إذا رغبت…ومرحبا بك فى حوار جديد.

وفى الحوارات القادمة سنتناول موضوعا محددا ونسبر أغواره إذا رأيت هذا الاقتراح معقولا، أم أجدك تميل إلى التنوع والتعدد لتعكس لوحة الحياة على السطور.

*****

تذييل

 د. يحيى:

أحترم كل هذا الالتزام بالتعريف الواضح لما تعنيه بكل من الجاذبية والمعرفة والمحبة، ثم احترامك الشديد لطبيعة الإنسان الغامضة الرائعة معاً، خاصة وانت تتكلم عن “مدينة الأعماق الإنسانية” فتذكرنى بجمهورية أفلاطون التى اعتبرها أفلاطون مجرد تكبير بالغ للنفس الإنسانية، فى حين تعامل معها الكافة على أنها جمهورية مائلة،

توقفت عند تعبيرك القائل: إن “الجاذبية” ربما تكون “قوة انجذاب البشر نحو التراب أو الغياب”، وفرحت، ووافقت بحذر. شكراً

أما رؤيتك لضرورة تغير الإنسان المعاصر ليتلاءم مع الانجازات التى ابتدعها عقله أو أبدعتها عقوله، فهى رؤية تحفزنا إلى حمل مسئولية التطور وأمانة الحياة

وأخيرا، دعنى أكرر أننى فى انتظار نقدك البناء لهذا العمل المتواصل فى هذا الكتاب المحدد الذى يتوالى صدوره يوم الأربعاء، مثلما جاء فى أغلب بريد اليوم المخصص لذلك كمثال:

بريد الخميس خاص بما يثيره المتن والشرح والاستطردات من قضايا حول “دراسة فى علم السيكوباثولوجى شرح ديوان سر اللعبة”، وما يثيره النص البشرى إذ يتعرى من فروض ورؤى، نعرضها ونناقشها فنتعرف علينا “ثقافة مختلفة، وإنسان واحد”.

وأكرر شكرى

وعليكم السلام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *