الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار مع مولانا النفّرى (90) من موقف حجاب الرؤية

حوار مع مولانا النفّرى (90) من موقف حجاب الرؤية

نشرة “الإنسان والتطور”

السبت: 26-7-2014

السنة السابعة

العدد: 2521 

 

  حوار مع مولانا النفّرى (90)

من موقف حجاب الرؤية

وقال مولانا النفرى:

     وقال لى:

              كلاهما مفتقر إلى صاحبه كرأس المال والربح

    وقال لى:

             أنت بينهما فى غيبتى

    وقال لى:

             ما فى رؤيتى مال ولا ربح

*******

فقلت لمولانا:

حسبت لأول وهلة أنك فتحت ملف الاقتصاد، وما عهدتك كذلك يا مولانا، لكننى انتبهت إلى أنك إنما فتحت باب الافتقار إلى الأسباب التى تحول دوننا والأصل وغاية الغاية، وأنها ليست إشارة إلى رأس المال والربح بالذات، وإنما هى إشارة إلى إغلاق الدائرة على المنحبس داخلها ، فعلا رأس المال يفتقر إلى الربح، والربح ينمى رأس المال، تماما كما يفتقر أى منا إلى الشهرة بما يفعل، والشهرة تجلب الصيت، وكما يفتقر المنجز إلى الجائزة، والجائزة تجلب التقدير، والتقدير يحفز لجائة أكبر، وكل هذه الدوائر المغلقة لا يدرى ممن بداخلها أنها غيّبته عنه، عن يكون خالصا لوجهه، ألم يردف يا مولانا ما يؤكد هذا الانغلاق داخل الدائرة “وأنت بينهما فى غيبتى”، لا أحد ينغلق هكذا إلا إذا غاب عن وعيه الأصل وأصل الأصل، إلا إذا لم يحسن الإنصات إلى دبيب النملة،

الخروج من الدائرة ليس صعبا، وليس سهلا، إن مجرد النظر خارج أسوارها، سوف يهدى من يطلب الهدى إلى التجارة الأربح التى تنجيه من عذاب أليم، والتى توصله ليس فقط إلى الجنات التى تجرى من تحتها الأنهار ومساكن طيبة، وإنما إلى “أخرى يحبها”، وهل أحب من من رؤيته التى ليس فيها نفى لغيبته، ومن ثم :انعتاق من سجن المطرقة والسندان، الربح ورأس المال.

الخروج يا مولانا من سجن بؤرة هذه الدائرة المغلقة وارد بالتصالح مع الطبيعة الأصل بعد التنبه للخدعة الدوارة

لم أكن أعرف أننى أعرف ذلك قبل أن أعرفه

أخرجنى شعرى من الدائرة دون أن أدرى حين قلت فى نهاية قصيدة تهجو  شاعرا أطلقت عليه : “شاعر  الوداد والسهاد والمؤانسة”، حيث وصلنى أنه يكتب شعره  فى “المخدع الوثير”، فلم أستطع أن أصحبه

أخرجنى شعرى من الدائرة حين أنهيت هذه القصيدة هكذا:

…………..

…………….

يشدّنى ‏من‏ ‏سـُرَّتى ‏حرفُ‏ ‏النجاه،‏

‏ ‏تـُرضـِعـُنى ‏الطبيعهْ‏.‏

‏..‏فوق‏ ‏الصخور‏ ‏أرتطمْ‏.‏

تموتُ‏ ‏آثارُ‏ ‏القدمْ‏.‏

‏ ‏لا‏..، ‏لستُ‏ ‏شاطراً‏.‏

‏-3-‏

وســْط‏ ‏الحياة‏ ‏كلـَّها‏ ‏

‏(‏بها‏ … ‏بدونها‏ ) ‏

نصبتُ‏ ‏خيمتى‏:‏

ناجيتُ ‏ثـُعْـباناً‏ ‏وحيداً‏ ‏ذات‏ََ ‏ليلهْ،

‏أناملى ‏ترتاح‏ ‏فوق‏ ‏شوك‏ ‏قـُنفـُدْ، ‏

حَـضرتُ‏ ‏حفلاً‏ ‏ساهرا‏ًً ‏فى ‏وكْـرِ‏ ‏صـُرْصُـورٍ‏ ‏مُـهـَاجِـرْ‏، ‏

صاحبتُ‏ ‏نملةً ‏وحيدهْ،‏

‏ ‏فى ‏رحلةٍ ‏عنيدهْ‏

كلَّمتُ‏ ‏فرخا‏ ‏عاجزا‏ ‏قد‏ ‏أسقطتـْهُ‏ ‏قسوة‏  ‏الرياحْ، ‏

حمـَلـُتـُه‏ ‏مـُهـَدْهِداً‏ ‏لعـُشَّه‏ ‏فوق‏ ‏الـَّشـَجرْ، ‏

وما‏ ‏نسيتُ‏ ‏حورَكم‏ ‏من‏ ‏الحِـسـَانْ

‏(‏الحسن‏ ‏عندى ‏كل‏ ‏ما‏ ‏دبّت‏ ‏به‏ ‏حياه‏ْْْ).

وفاضَ قلبى بالسماح والشَّجَنْ:

يمامَتَان حَطَّتَا عَلَىَ فَنَنْ

لكننى لم أَسِتَطَع أن أصْحَبَكْ،

يا شاعر الوداد، والسهاد، والمؤانسةْ

فى المَخْدَعِ الوثيرْ

فمعذرهْ

خَرَجْتُ بَعْدَ الدَّائِرهْ.‏

أخرَجنى شعرى بعد الدائرة المغلقة، وقداعتدت أن يكتبنى لا أكتبه حتى قلت فى ذلك فى قصيدة “ياليت شعرى لست شاعرا: “أمضِى ‏أغافلُ ‏المعاجِمَ‏ الجحافلْ، ‏بين‏ ‏المَخاضِ‏ ‏والنحيبْ‏، ‏أطرحُنى:‏ بين‏ ‏الضياع‏ ‏وَالرُّؤى،‏ بين‏ ‏النبىَّ والعدَمْ‏.‏أخلّق‏ ‏الحياةَ ‏أبتعث‏،‏ ‏تقولنى  ‏القصيدةْ‏، أعرفأُنى جديدا‏

*******

شكرا يا مولانا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *