الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار/بريد الجمعة : 25-7-2016

حوار/بريد الجمعة : 25-7-2016

نشرة “الإنسان والتطور”

الجمعة: 25-7-2014

السنة السابعة

العدد: 2520

حوار/بريد الجمعة

المقدمة:

وكل عام وانتم بخير

ومصر والعالم والناس الطيبون والمستضعفون والمبدعون والمجتهدون بخير على كل المستويات

عيد مبارك بكل هذا وأكثر

******

 حوار مع مولانا النفّرى (89)

“موقف القوة” (3)

د. رجائى الجميل

القوه هي نبض يقدح منه به اليه

اذا غشي النبض كل حركه لا تستطيع ان تميل أصلا

علمني وادبني ألا استطيع ان اميل ولو حرصت !!! لأنه احبني

الميل هو شرك يجهض بقوه حضوره حينما يرضي فيدمغ الميل فاذا هو زاهق

الاستقامة هي تعلق بالنبض صدقا وعدلا

الاستقامة هي إحاطته لما يرضي

 هي نوع الوجود وهدفه وبدايته ونهايته كدحا اليه لملاقاته

د. يحيى:

فتح الله عليك

واحدة واحدة! بارك الله فيك

د. أميمة رفعت

\” أول القوة أن تتفرغ لى، ورأس القوة أن تريد بالعمل وجهى\”

العمل دائما بالنسبة لى شغف وصدق وعطاء و حياة، لا انتظر من أحد شيئا أو هكذا اظن، ثم اقول أنا أفعل هذا لوجه الله، ولكن داخلى صوت صغير يقول عيب مايصحش يكون ما أريده هو مقابل من الله!، ثم أتعجب من هذا الصوت و أشعر ان فيه شىء غير مضبوط،  لكننى فى النهاية أتجاهله وأقاوم فكرة المقابل برمتها لا أعلم لماذا. هذه أول مرة عندما قرأت هذه العبارة أن أنتبه أنه من \”حقى\” وأكرر من \”حقى\” أن يكون عملى لوجه الله، ولا يجب أن أخجل من هذا أو أدعى عكسه ….. أشعرنى هذا  بالقوة  .

د. يحيى:

كل عام وانتِ بخير

وبقوة

تأخذين كما تعطين

فالاخذ أحيانا أصعب

ويحتاج لقوة من نوع آخر

د. مها محسن

المقتطف: أول القوة أن تتفرغ لى ورأس القوة أن تريد بالعمل وجهى.

التعقيب: كم هو شاق ان نتفرغ لله وجميع ما هو محيط بنا شرك بالله، مسألة تحتاج الى قوة فوق القوة

د. يحيى:

لكنه طريق أضمن، وآمَنْ

أ. أمير منير

المقتطف: التفرغ له هو رفض الشرك بكل صوره وبكل أحجامه وبكل تحايلاته ولو كان أخفى على النفس من دبيب النملة كما تعلمنا مرارا،

التعليق: كلام جميل

د. يحيى:

الله يفتح عليك

******

 الأساس فى الطب النفسى الافتراضات الأساسية

الفصل الخامس:   ملف الوجدان واضطرابات العواطف(5)

 الباحث والمواجدة والنكوص الإبداعى (1)

بين المواجدة والنكوص الإبداعى  (فى مجال دراسة الجنون والوجدان)

أ. نادية حامد محمد

فى تصنيف حضرتك للمعالجين فى الممارسة الإكلينيكية من حيث فريق يحمى نفسه من رؤية التناثر بمزيد من الدفاعات وفريق يغامر تدريجياً باستيعاب ما يرى من آلام ومخاطرة، وعدم تفضيلك لأى من الفريقين وإنهما مكملان لبعضهما.

لكنى أعتقد أن الفريق الثانى تكون فرصته للنمو والنضج أكبر مع مرضاه.

د. يحيى:

هذا صحيح

فقط أردت ألا نبالغ فى الحكم على من نختلف معهم، وهم يسلكون سبيلا آخر، بأنهم أدنى أو أقل، طالما هناك مرضى يترددون عليهم ويتحسنون أو يشفون.

أ. عمر صديق

في البداية اعلق على يومية الارجوزة من الاسبوع الماضي واقول لقد وصلني منها حسب ما اعتقد اكثر من ما كتب في اليوم السابق، فالشكر الجزيل

د. يحيى:

ادع لى ألا أقوم بشرح هذه الأراجيز وهى للأطفال أصلا، كما فعلت مع ديوانى “سر اللعبة” ثم مع ديوانى “أغوار النفس”،

 إن شرح الشعر يفسده، فما بالك بأراجيز للأطفال!!؟

أ. عمر صديق

اما بالنسبة لهذه اليومية، فقد تاثرت بشكل كبير جدا على الرغم من اقتناعي انني احتاج لقرائتها اكثر من مرة ولكني لا اجرأ على ذلك فقد وصلني من الالم والرعب ما يكفي والحق والله لا اعرف ماذا افعل فهناك قوة تدفعني للامام وهى هى القوة التى تسحبني للخلف!!! ما العمل ؟ ما هذه الامانة الثقيلة!؟ انا تعبان وحيران، كيف سأقرا بعد ذلك أى شيء؟ اذا كان كل شيء متداخل وغامض الى هذا الحد.

 د. يحيى:

المتداخل الغامض أقدر على الكشف أحيانا من المباشر الخطابى أو الاختزالى، والأمانة تقتضى أن نستعمل كل ما وهبنا الله فى ما خلق له، فلا نستسهل بعدم الفهم، ولا ننسى أن عدم الفهم هو فهم آخر.

د. نجاة إنصورة

السلام عليكم ورحمة الله تعالى أشكر لك سيدي هذا الثراء الملفت والممتد لموضوع النشرة خاصة رغم التداخل والتضمين في مفاهيمها .

*لفت فضولى هذه المواءمة بين الجنون والوجدان نحو فهم أعمق للسيكوباثولوجي .

** كنت أجزم بأن الدراسات الطوليه للنمو هي انجح الوسائل ضمانا والأكثر موضوعيه للتتبع السيكوباثولوجي إن لم تكن الوحيدة لتأدية ذلك … ربما المأخذ الوحيد والذي قد أوردته حضرتك هو في مدى إمكانية الوثوق في إن الحقيقة العلمية التي جُمعت للدراسة هي حقيقة علمية موضوعية!!! ولم يؤثر فيها ذاتية الباحث بإسقاطاته وتعميماته  حتى رغم ملاحظتة المضبوطة أحيانا من حيث فلسفتها وتفسيرها بما يثفق مع ذاتيته .. ربما إجراء مثل هذه البحوث وحل مسئلة الذاتية يكمن في إجراؤها جماعية بواسطة فرق عمل مشاركة وجادة .

د. يحيى:

لا تنسى يا نجاة أن الاعتراف بذاتية الباحث هو أهم نقطة نبدأ منها نحو موضوعية أكثر صدقا.

د. نجاة إنصورة

*** النكوص دون عقلنة الذكريات للمفحوص والمعالج على حد سواء يعُد من أفضل تكنيكات سبر أغوار السيكوباثولوجي ووفق علاقة علاجية حرة ومضبوطة الحدود في آن واحد.

**** لم يصلني تماما أن ينكص المعالج مع مريضه كضرورة علاجيه ثُم مايضطره لآن يستخدم ميكانيزماته الدفاعية !!

د. يحيى:

هذه المسألة – مرة أخرى – لا تتحسن بمزيد من الفهم وإنما بمواصلة الممارسة وقبول النقد والنقد الذاتى والإشراف بكل مستوياته (نشرة 19/3/2013 “مستويات وأنواع الإشراف”1)، (نشرة 24/3/2013  “مستويات وأنواع الإشراف على العلاج النفسى2)  والأهم النتائج الفرعية.

 مرة أخرى الممارسة الإكلينيكية والعلاج هما عمل فنى علمى من الدرجة الأولى.

د. نجاة إنصورة

–  هل هم يستخدم هذه الميكانزمات لعدم الإعتراف بها على المستوى الشخصي حتى بعد إعلانها إستسهالا للعمليه العلاجيه بعد خوضه لمراحل نكوصه مما يضطره لموائمة ذلك بنكوص مريضه كنوع من الطمأنه له ومايحتاج ذلك من مجهود مع مريضه فيلجأ لإستخدام النصح والعقلنه والسياسات الجاهزة مع مريضه بديلا لذلك؟  أم إن المعالج في كثير من الآحيان غير مضطر لآن يظهر ذلك لمريضه ولا لنفسه، وخوفا من عدم ثقة مريضه فيما بعد من قدرته على علاجه؟!!

شكرا جزيلا … مودتي

د. يحيى:

المعالج ليس مضطرا أن يظهر دفاعاته لنفسه أو أن يعترف بها أصلا طول الوقت، إنها عملية جدلية مستمرة ووصفها وتحديد معالمها قد يفقدها أصالتها، إذا كنا مضطرين للشرح أثناء الكتابة والتنظير فنحن لسنا مضطرين لمثل ذلك أثناء الممارسة، المهم النتائج ونوعيتها.

******

الأساس فى الطب النفسى  الافتراضات الأساسية

الفصل الخامس:  ملف الوجدان واضطرابات العواطف (6)

 الباحث والمواجدة والنكوص الإبداعى (2)  نقد النص البشرى

أ. أمير منير

‏المقتطف: ‏إن‏ ‏القول‏ ‏بأن‏ ‏المادة‏ ‏المستقاة‏ ‏من‏ ‏المرضى ‏لاتنطبق‏ ‏على ‏الأسوياء‏.. ‏قول‏ ‏سليم‏ ‏من‏ ‏جانب‏، ‏وغير‏ ‏سليم‏ ‏من‏ ‏جانب‏ ‏آخر‏، ‏فلو‏ ‏أخذنا‏ ‏مادة‏ ‏النكوص‏ ‏المرضية‏ ‏بعجزها‏ ‏وتناثر‏ ‏ماحولها‏ ‏وتصورنا‏ ‏أن‏ ‏هذه‏ ‏هى ‏صفات‏ ‏الطفل داخلنا مثلا، أى صفات مراحل بذاتها من مراحل نمو الطفل، ‏ ‏لكُنَّا‏ ‏أبعد‏ ‏ما نكون‏ ‏عن‏ ‏الصواب‏، ‏أما ‏أن‏ ‏نستعمل‏ ‏المادة‏ ‏المرضية‏ ‏النكوصية خاصة فى إثارة داخلنا، والمساعدة فى ممارسة المواجدة فالإبداع‏، ‏فهذا‏ ‏سبيل‏ ‏سليم‏ ‏ومفيد‏ ‏تماما.

التعليق: لست فاهم هذه الفقرة

د. يحيى:

لا ينبغى أن نخلط بين ضرورة الاعتراف بأن التركيب الأساسى للمريض هو التركيب الأساسى للسليم، لكن الذى يحدث لتنقلب المسألة مرضا هو أن هذا التركيب يحل عليه سوء التشكيل، وتداخل المستويات، وفرط الدفاعات حتى العمى، واحتمال النكوص الدائم، أو التفسخ الخطر،

 أما أن نأخذ من المرضى ما نفهم به الأسوياء فهذا مهم ومفيد، بل وضرورى.

******

نحن لا نفقد الأمل، ونواصل السعى، والله المعين

د. مها محسن

هذه الأفتتاحية منذ عام 1980 اى مر عليها ما يقراب ال 34 عام , هل لو حضرتك كتبت افتتاحية للنشرات اليوم عام 2014 ستحتوى على نفس الكلمات ام ستتغير الان نتيجة لتغير الطبيعه فى البلاد والبشر على مدار 34 عام ؟؟.

د. يحيى:

غالبا: نعم (للأسف)

د. مها محسن

 لفت انتباهى الجزء الخاص بتحطم الحواجز مابين العالم والاجناس والاديان وسعة الصدر ومابين الصفوة المثقفه والرجل العادى وما بين العقائد والايدلوجيات المختلفه، فهل هذا موجود الان بنفس صورة وجوده عام 1980؟ اعتقد الوضع اختلف والنفوس تغيرت للأسوء وليس للاحسن

د. يحيى:

طبعا الوضع اختلف، ربما إلى اسوأ، وربما إلى أحسن، فالمصائب والكوارث التى كانت موجودة عبر التاريخ كانت بشعة أيضا على مستوى العالم بالطول والعرض.

أ. أمير منير

المقتطف: إننا‏ ‏فى ‏مسيرتنا‏ ‏الحضارية‏ ‏نشارك‏ ‏إنسان‏ ‏العصر‏ ‏فى ‏مواجهة‏ ‏أزمة‏ ‏وجود‏ ‏يكاد‏ ‏يتفرد‏ ‏بها‏ ‏عن‏ ‏أجداده‏، ‏فعصرنا‏ ‏قد‏ ‏حطم‏ ‏حواجز‏ ‏كثيرة‏، ‏وهز‏ ‏أصناما‏ ‏راسخة‏، ‏حتى اختل ‏كيان‏ ‏الفرد‏ ‏العادى ‏فى ‏مسيرته‏ ‏اليومية‏، ‏وانتقلت‏ ‏مشكلة‏ ‏الوجود‏ ‏من‏ ‏صوامع‏ ‏الذهنيين‏ ‏إلى ‏الشارع‏، ‏وبهذا‏ ‏أصبح‏ ‏الفرد‏ ‏العادى ‏أكثر‏ ‏فأكثر‏ ‏طرفا‏ ‏فاعلا‏ ‏فى ‏تحديد‏ ‏مصير‏ ‏الكافة‏، ‏بما‏ ‏أتاح‏ ‏له‏ ‏التقدم‏ ‏من‏ ‏فرص‏ ‏زيادة‏ ‏الوعى ‏والمساهمة‏ ‏فى ‏إصدار‏ ‏القرار.‏

التعليق: هل كانت المقالة فى 1980 أيان ذلك الوقت كانت الصحف ديكورات لا أفهم؟

 د. يحيى:

نعم غالبا، وكنت أعنى الصحف القومية أساسا، أما الآن فهى ليست بالضرورة ديكورات للنظام، وإن كان أغلبها دغدغة للمشاعر غير الناضجة، وإثارة، وسطحية، وإعلانات!!

وربنا يستر

******

الثلاثاء الحرّ:

كان عمر- رضى الله عنه- “إذا حكم أبدع”

د. مها محسن

أعجبنى بصدق المقال, أعجبنى وصف الثورة بالابداع الجماعى و التنقل من الابداع الناجح إلى لحظات التفكك وهو جزء من الابداع، ما نحتاجه فعلا فى هذه المرحلة من التفكك هو رئيس مبدع يستطيع حل المشكلات اللى تواجه البلد بحرفنه وفن و ربنا يستر

د. يحيى:

بل نحتاج أكثر إلى شعب مبدع يحتوى التفكيك الذى هو مسئول عنه ليعيد تشكيله بشرف البقاء وتحدّى الاستمرار ورفض التبعية، وهذا الشعب المبدع هو القادر على إفراز رئيس مبدع (أو قد يضطر أن يبدع له رئيسا آخر يتناسب معه).

أ. أمير منير

المقتطف: أنهيت مقالى السابق فى الموضوع بتساؤل يقول: كيف نأمل أن يتمتع رئيس ما بالقدرة على الإبداع بعد أن عرفنا أن الإبداع ليس مرادفا للذكاء، وأنه متغير مستقل عن الكاريزما؟”، واليوم أحاول البدء بالرد على السؤال جزئيا

التعليق: أين الإبداع فى النوم والاستيقاظ؟

د. يحيى:

إبداع الشخص العادى يحدث أثناء ما يسمى بالنوم النقيضى، وهو نوم حركة العين السريعة، نوم “الريم” REM أو النوم الحالم ونحن لا نعرف تفاصيل ما يحدث أثناءه، وهو ليس له علاقة مباشرة تماما بما نحكيه من أحلام، وحين نستيقظ يكون قد تمت إعادة ترتيب المعلومات ولو بدرجة واحد فى المائة وهذا هو الإبداع الطبيعى لكل منا.

وكل هذا ليس له علاقة بما جاء فى المقال.

إبداع الرئيس لا يحدث أثناء النوم!!، وإنما أعنى به اقتحامه المشاكل والصعوبات بحلول غير تقليدية، وإصراره على الاستقلال الوطنى فى الرأى وفى الاقتصاد، وحفاظه على ثقافة قومه من أى تشويه أو تخريب بإعادة بناء وعى ناسه بإعلام مسئول، بتناول جديد بطرق جديدة.

******

 الأديان الجديدة فى مواجهة الإيمان المعرفى

أ. أمير منير

المقتطف: أكتفى بهذا القدر الآن، لأترك مساحة لسؤالين اثنين مؤقتًا:

السؤال الأول: أين‏ ‏موقع‏ ‏هذا‏ ‏الرأى‏ ‏بين‏ ‏الوسائل‏ ‏المعرفية‏ ‏العصرية؟‏ ‏سواء‏ ‏فيما‏ ‏يتعلق‏ بما يسمى العلم، أو فلسفة‏ ‏العلم‏، ‏أو‏ فيما ‏يتعلق‏ ‏بالإيمان وعلاقتنا بربنا، مع الأخذ فى الاعتبار كل القنوات المعرفية وفى نفس الوقت رفض ما شاع عن ما يسمى “التفسير العلمى للقرآن، أو للدين”، حتى لو زعم أهل ذلك المنهج أنهم يروّجون للإسلام بما يتصورونه علما، وهم لا يفعلون إلا أنهم يختزلونه ويقزمونه؟

د. يحيى:

أوافقك أن المسألة صعبة، لكن أذكرك أيضا أن الصعوبة مهما بلغت لا تبرر الهرب من مواجهة حمل الأمانة طول الوقت ولن ينفعنا أن نتبع هؤلاء الذين اكتفوا بالتكرار والمنقول والثابت والجامد، ثم التفسير اللفظى الخطى النقلى الاختزالى.

أما التفسير العلمى للقرآن فهو دليل على الاستهانة بالقرآن الكريم الذى لا يحتاج دعماً من خارجه، وأيضا دليل على الجهل بالعلوم الأحدث وخصوصا العلوم الكموية والمعرفية.

أ. أمير منير

السؤال الثانى: أين يا ترى تقع مسئولية من يستعمل كلمة الإسلام ليل نهار هذه الأيام، دون أن يخطر بباله ما خطر ببال واحد مسلم عادى مثلى، يرجو لقاء ربه ويطلب رحمته، ليساهم فى إنقاذ أمته، بدءًا بوطنه ، مسئولا عن كل الناس من كل ملة ودين، عبر العالم؟

“وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ

التعليق: أين تقع المسئولية على الإعلام أم الأئمة أم التربية؟

د. يحيى:

أنا أشكرك على هذا السؤال وهذا الموقف، أما المسئولية فهى متعددة المستويات، وهى تقع على كل من ذكرت الإعلام، والأئمة، والتربية، لكن كل ذلك لا يعفى أى منا من تحمل المسئولية شخصيا عن نفسه وعن كل العالم من أول بصيرته على نفسه (بَلِ الْأِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ) وحتى وهو يقرأ كتابه أمام ربه (اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا( إلى مستوى فزعه وهو يصيح “مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا”، وأخيرا وليس آخرا مسئوليته “إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا” & وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ”

******

قراءة فى كراسات التدريب: نجيب محفوظ الصفحة ( 33)

أ. ندى نوار

المقتطف: شعرت أن القرآن: إيقاعا وتركيبيا وحضورا: هو جزء من وعى كونى يخاطب وعيا بشريا من لدن حق مطلق ليس كمثله شىء،

التعليق: هل يمكن أن نعبر عن ذلك بلغتنا الدارجة أنه كأننا نفهم معانى القرآن بقلوبنا .. ندركها بوجداننا أكثر من إدراكنا لها بعقولنا فقط ؟

د. يحيى:

نعم، تقريبا

أ. ندى نوار

السؤال :

حين تأتيك تلك اللحظة التى تشعر فيها أنك أدركت تلك الآية داخلك، حينها: حتى جلودنا تفهمها وإن لم نقدر على شرحها ..أليس هذا ما تعنى ؟

أليس هذا ما يجعلنا جميعا كمسلمين بكل فئاتنا \”المتعلم وغير المتعلم والطفل والشيخ نشعر بلحظات الإنعاش لقلوبنا أحيانا أو دوما على حسب درجة كل إنسان منا فى خشوعه نشعر بنفس الإدراك الشعورى للكلمة وليس الإدراك المرادفى ؟

د. يحيى:

هو كذلك لكن على شرط ألا نكتفى بذلك، ثم أرجوك مراجعة بعض الالتزامات التى أشرت إليها فى حوارى مع مولانا النفرى فى موقف العبادة الوجهية:

– نشرة 31-5-2014  حوار مع مولانا النفّرى (82) موقف “العبادة الوجهية”(1) ، نشرة 7-6-2014 موقف “العبادة الوجهية” (2)  ،  نشرة 14-6-2014  موقف “العبادة الوجهية” (3) 

أ. ندى نوار

السؤال الثانى : أحيانا أشعر أن عقولنا قد تربكنا فى فهم الدين وفى هذه اللحظات يجب أن نترك قلوبنا العقل الثانى \”كما ذكرت فى إحدى كتباتك الأسبوع الماضى\” ألا يجب أن نتركه يقودنا فى تلك اللحظات ؟

د. يحيى:

لا مانع دون انفراد أو مبالغة

أ. ندى نوار

قال لى أحد أساتذتى ان محاولة اثبات الدين علميا هى أمر بائس فعلينا أن نؤمن به ككل دون محاولة اثباته وكأنه يتكلم عن الغيبيات ولكنه يقصدها فى كل مناحى الدين، قال لى من وجهة نظره أن ذلك هو الإيمان، صراحة تعجبت فى البداية ثم أكمل انه يقصد أن الانسان عليه أن يشعر بالايمان فى قلبه لا أن يحاول تفسير كل شئ فى الدين بعقله .. وهكذا آمن الصحابة الأوائل حين قال سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام أنه رسول آمن سيدنا أبو بكر الصديق قبل المعجزات وقبل أىشئ \”أعتقد أن إيمانه بالشخص قاده للإيمان بالله من وجهة نظرى الآن\” لا تحضرنى كلماته تحديدا ولكن هذا ما علق فى ذهنى منها

أعتقد أننى ومع الوقت بدأت أتفق معه .. لأن العقول أحيانا تصبح كالمتاهة تضل ولا تهدى .. هل تتفق مع هذه الكلمات ؟

د. يحيى:

هذا أستاذ فاضل يعرف ما يقوله، ويعرف الطريق إليه،

فقط أريد أن أشير إلى أن ما ذكرتِ عن إيمان أبى بكر رضى الله عنه ينقصه شىء بسيط، لأنه لم يؤمن بالشخص وإنما آمن بما جاء به الشخص لأنه يؤمن بصدق ونقاء هذا الشخص عليه الصلاة والسلام.

أ. ندى نوار

السؤال الأخير :

خلق الله لنا العقل لنتفكر ولكن فى كتاباتك الأخيرة كنت تتكلم عن الوجدان ككل وأن القلب هو عقل آخر ..يعمل على التوازى مع عقلنا الأساسى حينما أربط بداية مقالتك عن الوجدان بهذا المقال أشعر أنه لا يوجد تنافر بين ما تقول .. لأن اعتقداتك متكاملة ..ولكن بعض الشيوخ تقول أنه يجب أن نُعمل العقل حتى أن بعضهم يقولون أن علينا أن نجتهد فى التفسير ونتعمق فقهيا فى الدين.

د. يحيى:

علينا أن نجتهد بكل عقولنا وليس فقط بعقلنا الحسابى المنطقى الظاهر، نحن لنا عقل فى الجسد (القلب) وعقل بالوجدان وعقل بالإدراك وعقل بالفطرة والتعمق فقهيا فى الدين لا يكون بالانغلاق داخل الكتب فقط، وإنما هو باحترام داخل كل خلية من خلايا وجودنا وليس فقط من خلايا مخنا.

أ. ندى نوار

……… حتى ان هذه هى الكلمات التى تدرس بالكتب المدرسية .. ألا ترى أنهم هنا يضعون عبئا على البشر هم فى غنى عنه فقد خلقنا الله أصنافا وأنواعا ولا يتوجب عالجميع التعمق فى الدين ولكن علينا جميعا أن نسعى إلى الإيمان ؟ وأن الفارق بين الاثنين يجب أن يوضح ويبين للأطفال؟

د. يحيى:

أظن أنه واضح عند الأطفال أكثر من الكبار، ويمكنك الرجوع إلى أرجوزة فى موقعى خاطبت فيها الأطفال وأنهيتها هكذا:

………………….

-5-

الحياة الحلوة تِحلى بْكُلّنا، إنتَ وانَا،

كل واحدْ فينا هوّا بعضنا،

بس مش داخلين فى بعض وهربانين،

زى كتلةْ قَشّ ضايعةْ فْ بحر طينْ.

كل واحد هوّا نفسُه،

بس نفسُه هِـيّا برضه كلنا،

مالى وعيه  بربّنا

أ. ندى نوار

الشئ الثانى: أن سيدنا إبراهيم وصل إلى الله بالعقل .. ولكن ألم يؤمن به بقلبه ؟ أليس الإحسان أن تعبد الله وكأنك تراه فإن لم تكن تراه فهو يراك \” أليس هذا فى القلب أو لنقل أن الاحسان والايمان وتلك المفردات تصبح مع الوقت جزء من \”وجداننا\” ككل ؟

د. يحيى:

طبعا، هو كذلك وتساؤلات سيدنا إبراهيم لم تكن منطقية عقلية فقط، لكنها كانت تشير إلى الوعى  بالحركة، واحترام الإيقاع والتقاط أنه هو الطريق الى التناغم مع إيقاع الطبيعية فالإيقاع الكونى إلى وجه الله.

أ. ندى نوار

استفسار :\”لا أذكر هل كتبت فى قراءتى حتى الآن فى كراسات التدريب ما يكفى عن قراءتى لظاهرة التسبيح\” هل هناك مقالة مفضلة لك تكلمت فيها عن التسبيح بعد ذلك ؟

شكرا لك ..

د. يحيى:

أظن ذلك، وإليك هذه الإشارة:  

–  نشرة  31-12-2009 (فى شرف صحبة نجيب محفوظ: تلميذٌ “أنا” فى مدرسة السماح اليقـِظ  “‏السبت‏ 19/12/1994‏”)

– نشرة  18-8-2011  صفحة تدريب رقم “33” من الكراسة الأولى

– نشرة 29-9-2011  صفحة تدريب رقم “37” من الكراسة الأولى

  حتى أكمل البحث.

******

الثلاثاء الحرّ:

عن الأمّيـة والثقافة الإعلامية الكلامية الاستقطابية

د.نجاة إنصورة

ياسيدي أن مايُسوق الآن يعارض الواقع مئة وثمانون درجة تقريبا أصبحنا لانستمع إلا لتشوهات للواقع وأصبح ذلك تكنيك السوق الحاليه إعلاميا لصياغة الواقع عل غير واقعيته إن صح التعبير ..فمثلا ..المشكلة الحقيقية هي دور مصر التي ارتضت ان تكون جزءا من المحور السعودي بدل ان تكون المحور القائد، فنجد كيف تزدرى مبادراتها وهذا لا يليق بمصرولا بواقعية وجودها الريادي …دون الإعلان عن تحمل جهة معينه أذت لهذا المنزلق رغم تهليل الإعلام لذلك !!

د. يحيى:

ليس عندى خبر أن مصر ارتضت أن تكون جزءًا من المحور السعودى، ولا أنا أعرف تحديدا توجه المحور السعودى الذى تتحدثين عنه إذ يبدو لى أن موقف السعودية فى صراع العراق عكس موقفها فى صراع سوريا والله أعلم.

أما عن ما يليق بمصر فالمسألة لم تتضح تماما، وأعتقد أن محاولات جادة تسير فى اتجاه إعادة بناء دولة قادرة، ثم هى بقدر قدرتها تحدد دورها وتقوم بواجبها من منطلق مسئوليتها وترتيب أولوياتها.

شكرا

د.نجاة إنصورة

وكثيرا جدا من المفارقات التي تسوق إعلاميا بطريقة مشوهه جدا بغيه هذف معين يخدم غاية معينه يصمت عنها العرب صمت القبور عندما إبتدأت بتقسيم السودان ثم كرت الثورات العربيه المدمره وماصاحبها من تدعيم إعلامي مشجع ومحفز لها لينطلق المقص لتقسيم  الجغرافيا إلى الديموغرافيا والدينوجرافيا والمذهبوجرافيامشوهين لكل جوانب حياتنا ومكوناتها  … ضياع يقوده مُدرك لم يتسنى لي من أي منطلق ذهني أو وعيا متشوه وحتى ونحن نتفهم ذلك تجدنا نصدق وننقاد ونهلل ويزداد الإعلام شعلله مشوها لوعيا الجمعي وربما مؤثرا فيه تغييبيا لحد الهستيريا الجماعيه رغم عدم واقعيته ولا منطقيته .

د. يحيى:

نحن جميعا مسئولون عن كل هذا، وعلينا أن نسارع بدفع الثمن والبدء من جديد باستقلال حقيقى وانتاج وإبداع، لا يوجد حل آخر.

د.نجاة إنصورة

إنني أجد تلقائية الوعي الجماعي  للمرضى الذي أشاهده بقصر العيني فى العلاج الجمعى أكثر منطيقة ووضوح من الوعي الجماعي السياسى الذي ينساق في الغالب للامنطق والامعقول ومايزيد الطين بله يبررون ويمنطقون الدنيا على غير منطقيتها .

د. يحيى:

كررت مرارا كيف أننا فى هذا العلاج الجمعى إنما نقوم بتشكيل مستمر لما يسمى الوعى الجماعى، وأنا أتعلم منه طول الوقت، وأتعرف على ناسى وشعبى من خلاله، كما أتعرف على نفسى وواقعى، وأدعو الله أن أستطيع أن أنقل ذلك لبعض من يهمهم الأمر، حتى لا تقتصر فائدته على مجموعات من عشرات الأفراد، ومعهم إذا صدق الأداء، وأتقن الفن، وواصل السعى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *