الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار مع مولانا النفّرى (50): من “موقف الوقفة”

حوار مع مولانا النفّرى (50): من “موقف الوقفة”

نشرة “الإنسان والتطور”

السبت: 19-10-2013

السنة السابعة

العدد:  2240

    حوار مع مولانا النفّرى (50)

من “موقف الوقفة”

 وقال لمولانا النفرى فى موقف “الوقفة”

   وقال لى:

             العلم لا يهدى إلى المعرفة والمعرفة لا تهدى إلى الوقفة

               والوقفة لا تهدى إلىّ.

 فقلت لمولانا:

حين أحاورك يا مولانا أتردد مرار لمن أوجه كلامى؟ لك؟ هل هذا يجوز وأنت تعلّمنا ما وصلك منه، وتهدينا إلى ما صنعَتْنَا به ومن أجله؟ إليه؟ لقد توقفت كما تعلم يا مولانا – عن ما تجرأت فبدأت به استلهاما من مواقفك-، كان عنوانه “حوار مع الله”، توقفت خجلا وحياء واستغفارا ورهبة، واكتفيت بأن تسمح لى أنت بهذا الحوار المتواضع أعلن من خلاله حيرتى أكثر مما أضيف إليه رؤيتى. هل أنا أوجّه حوارى هذا معك “إليهم” “لهم؟ من هم؟ العلماء؟ علماء هذه الأيام يا مولانا علماءٌ جدا، ولو أن ما قاله لك وصلهم على أنه يصفهم ويصف علمهم لعلهم يتواضعون ويعلمون أكثر وأعمق، لشجبوا كل ما قاله لك وأنكروه،  أو ربما مزقوا كل ما كاد يصلهم خشية إقراره أو استلهامه أو الاستهداء به، هذا إذا سمحوا له أصلا بالمرور أمام أعينهم، علماء هذه الأيام يا مولانا ربما يعانون من شرك خفى، ليس بمعنى التكفير، حاشا لله، فهو وحده الذى يعلم السر وأخفى، لكنهم يقدسون علمهم لدرجة يخجل منها من تطور منهم بعلمهم إلى ما بعد علمهم، حين يقول لك إن العلم لا يهدى إلى المعرفة، من حقهم أن يتساءلوا: إذن يهدى إلى ماذا؟ وهم لا يهمهم معنى المعرفة، فما بالك إذا انتقلوا معنا ليصلهم أنه حتى المعرفة ليست هى نهاية المطاف، بل هى درجة متوسطة وهى بدورها عاجزة أن تهدى إلى الوقفة، إذن إلى ماذا تهدى المعرفة؟ قال لك إنها حتى لا تهدى إلى الوقفة بكل غموضها ووعودها؟ ليكن، لكن حتى الوقفة لا تهدى إليه؟

 أهكذا يا مولانا تحرجنى معهم حين تسمح بأن أعيد كلماتك من موقع الجاهل المجاهد المجتهد؟ إذا كنت تغرينا بصعود كل هذه الدرجات واحدة واحدة من العلم إلى المعرفة إلى الوقفة، فإنى – إننا – نصدقك أملا فى أن نهتدى إليه، وإذا بالباب يبدو لنا وكأنه ينغلق قرب النهاية، حتى موقف الوقفة يا مولانا لا نهتدى منه إليه؟

 أليس فى هذا مبرر لهؤلاء العلماء جدا أن يسخروا من سعينا؟ وأن يرفضوا لغتنا؟ وأن يطرحوا كل ما نعرض عليهم جانبا إما باستعلاء أو بشفقة أو باستهانة أو برعب ذاتىّ لا يعرفون عنه شيئا يعينهم للتخلص منه أو اختراقه؟

أى تحدِّ أن يكون الطريق هو أن نسلك الطريق ونحن نعلم أنه ليس الطريق، وأنه فى نفس الوقت لا طريق غيره إليه؟

الجواب كما تعلم يا مولانا هو فى نصِّ السؤال

– عذرا يا سادتى العلماء جدا، وهو الرحيم

– عذرا أيها العارفون الجادون فعلا، وهو الرحمن

– عذرا أيها الواقفون المتبتلون أبدا، وهو الغفور

عذرا، لكننى أعنى ما أقول!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *