نشرة “الإنسان والتطور”
السبت: 29-6-2013
السنة السادسة
العدد: 2129
حوار مع مولانا النفّرى (34)
موقف ما تصنع المسألة
وقال مولانا: من موقف “ما تصنع المسألة”
وقال لى:
“العبارة ستر، فكيف ما ندبت إليه”
فقلت لمولانا:
لن أخجل من إعادة، أو استعادة، قوله لك “إذا اتسعت الرؤية ضاقت العبارة”، فقد شاع هذا القول بدرجات مختلفة لأغراض مختلفة، ولم تصلنى مسؤولية كل من ردده، فأتوقف الآن أمام لفظ “العبارة”، فى هذا القول، وكيف أنها “ستر”،
فهل هو ستر للرؤية حتى نطيقها فتخفف من هول مواجهتها؟!
أم هو ستر للعجز عن الرؤية حين ننطق “العبارة” بديلا عنها إذا اتسعت علينا حتى العجز؟
نحن نحتاج للعبارة لتخفيف وتجزىء جرعة الرؤية لا للتعبير عنها،
كما نحتاج “للحرف” لنواصل تبادل الممكن.
وأيضا: نحتاج للعلم لندخل منه إلى الجهل المعرفى الأوسع: إلى العلم: إلى الغيب إليه،
يعلمك يا مولانا فتعلمنا أن نستتر بالعبارة لا أن نُحِلَّها محل ما لا تصلح لتحل محله، ثم يعلمك فتعلمنا أنه إذا استقلت العبارة وتجاوزت وظيفة الستر إلى ما ندبت إليه لتعبر عن مضمونها بدلا من أن تكتفى بأن تحضِّر ريح مضمونها، زادت طبقات الستر لا نقصت.
فما العمل يا مولانا؟
كيف نستعمل العبارة لتوحى بما وراءها، لا تخفيه بأن تتضمنه إحكاما؟
كيف نستعمل العبارة لما ندبت إليه دون أن تحل محله؟
كيف نستغنى عن العبارة ونحن أحوج ما نكون إليها؟
لعل التواضع فى وضعها فى حدود “الإشارة” بديلا عن “التعبير” هو الذى يفتح الوعى إلى ما يمكن، مما لا نحتاج عادة للتعبير عنه.
إذا كانت العبارة سترا، فما نُدِبتْ إليه أستر إذا هو استسلم فغاب وراء ستائرها ولم يلحظ أنها ما سترته إلا ليظهر مستغنيا عنها من خلالها.