نشرة “الإنسان والتطور”
الأربعاء: 23-12-2015
السنة التاسعة
العدد: 3036
حوار مع مولانا النفّرى (163)
من موقف “الوقفة”
وقال مولانا النفرى أنه:
وقال لى:
أطلب كل شىء عند الواقف تجده،
وأطلب الواقف عند كل شىء لا تجده.
فقلت لمولانا:
ما زلت يا مولانا محتارا فى ماهية الوقفة برغم أننى أتحرك بحذر فى مواقفك منذ أعوام آملا أن يصلنى منها عبر حدسك ما يهدينى إلى بعض معالمها.
علَّمتنا، وتعلمنا مما قاله لك يا مولانا من قبل، أن نتجاوز الحرف إلى العلم، وأن نتجاوز العلم إلى المعرفة، وها أنت تنبهنا أن نتجاوز كل شىء إلا الوقفة إذْ هى مصدر كل شىء.
فما أثرى هذا الذى عنده كل شىء يفيض به على كل طالب ما يطلبه، دون أن يكشف عن ماهيته أو سر عطائه.
الوقفة كشفٌ خفى فهى ليست كشفا
الوقفة معرفة أعمق فهى بعد المعرفة
الوقفة علم بلا معلومات، فهى علم منفتح
الوقفة بلا معالم فهى تحتوى كل المعالم
إن صحَّت الوقفة لم نْحتَجْ لأى شىء آخر من خارجها بل إنها تفيض بكل شىء وتحيط بكل شىء وتجيب أى طالب إلى مطلبه، تجيبه إلى كل شىء، متى طلب أى شىء وجده.
وفى نفس الوقت فالواقف الواقف لا يحتاج أن يقف عند أى شىء، فمن يطلبه عند كل شىء لا يجده، إذْ هو لا ينتمى إلى أى شىء إلا وجهه، فكيف نجده عند الأشياء.