الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / قراءة فى كراسات التدريب نجيب محفوظ صفحة (217) من الكراسة الأولى

قراءة فى كراسات التدريب نجيب محفوظ صفحة (217) من الكراسة الأولى

نشرة “الإنسان والتطور”

الخميس: 24-12- 2015

السنة التاسعة

العدد: 3037

mahfouz 2

ص 217 من الكراسة الأولى

24-12-2015

بسم الله الرحمن الرحيم

نجيب محفوظ

أم كلثوم نجيب محفوظ

فاطمة نجيب محفوظ

ـــــــ

حسبى الله ونعم الوكيل

ربنا كريم عادل

الله يديم دولة حسنك

دولة حسنك هى دولة العدل والرحمة

الله جميل يحب الجمال

هو المحسن ونحن الفقراء

حسبى الله ونعم الوكيل

فكما انتم كنا وكما نحن تكونون

نجيب محفوظ    

 

    القراءة:

وصلنـّى من هذه الصفحة رؤية جديدة لطبيعة تداعيات شيخنا هكذا، فقد بدت لى هذه الصفحة أقرب إلى الذكر (ذكر الله) والابتهالات، كما تداخل بعض ماورد فيها من عبارات وأغان وأشعار سبق أن وردت فى تداعياته قبل ذلك، وقد رجعت إلى تداعياتى عليها وجدت أنها اختلفت، لأن ما وصلنى من عموم روح الصفحة هو حضور الله جميلا رحيما فى وعى شيخنا امتدادا إلى آفاق الغيب ورحابة الآفاق.

سوف أحاول أن أربط المكرر هنا بالسياق الحالى دون الاكتفاء بذكر أنه سبق فى صفحة كذا أو كيت، وذلك لأسمح لنفسى أن أطور بعض تداعياتى عليه حسب السياق الجديد فى هذه الصفحة، ولعل فى ذلك ملمح إلى بعض معالم الدراسة الشاملة (إن كان فى العمر بقية للعودة إليها)، وأيضا فيه نموذج لنقلات شيخنا الطليقة وعدم إلتزامه بما يوحيه اللفظ هو هو فى كل مرة يرد إليه.

بدأ شيخنا اليوم بالتوكل على الله “حسبى الله ونعم الوكيل” وانهى بالتوكل على الله بنفس العبارة، ثم أعقبها بشطر البيت الذى ذكره قبل ذلك مراراً وناقشنا كيف أنه يدعونا إلى الانصات لما يبلغنا إياه إلى الذين سبقونا لعلنا نتعلم وليس فقط نتعظ. .

حين حضرته أغنية سبق أن طفت على وعيه فى صفحة التدريب رقم (76) بتاريخ 17-5-2012، وهى “الله يديم دولة حسنك“، وكنت قد أعلنت فرحتى وشكرته على إعطائى فرصة الاستماع إليها وهى أصلا موشح لـ عبده الحامولى باسم “الله يصون دولة حسنك على الدوام” وهى من كلمات مفتى الديار المصرية وقتها الشيخ عبد الرحمن قراعة.

وكنت حين وصلت إلى مقطع:

ويصون فؤادى من جفنك    … ماضى الحسام من غير قتال

أبديت إعجابى بهذه الرقة المحبة أيما إعجاب، لكننى اليوم أجد أن بعض كلمات هذه الأغنية الرقيقة (دولة حسنك) راحت تستدعى ما خطر على سطح وعى شيخنا من معنى آخر يتفق مع ابتهالاته وتوكله على الله، فى هذه الصفحة فيحضرنى جمال آخر أتاكد منه بما تداعى فى وعى شيخنا بعد ذلك قائلا: “الله جميل يحب الجمال“، وحتى  ما ورد عن الحسن، وكيف أنه “المحسن”، وصلنى من منطلق الجمال أيضا, لكننى  أنتبه كيف جرجر هذا “الحسن” وهذا الجمال قيمة “العدل”، وصلتنى أنها من أجمل القيم الجميلة، وإذا به يربط الحسن بالدولة السليمة الرحيمة قائلا: “دولة حسنك هى دولة العدل والرحمة”، ليعود بعد ذلك ينبهنا للأوْلى بعدل المولى ورحمته وأنهم “نحن الفقراء” إليه، وهكذا يربط بين الحسن والجمال والعدل والرحمة والدولة التى يباركها صاحب كل هذه النعم حين تكون الدولة جميلة بما تلتزم به من عدل وتنشره من رحمة مرة أخرى “دولة حسنك هى دولة العدل والرحمة“.

أما آخر سطر فى هذه الصفحة فهو بيت من البيتين القائل:

أيها الركب المخبون  .. على الأرض المجدون

كمـا أنتـم كنـا … وكمـا نحن تكونـون

ولم أجد ما أزيده بالنسبة لهذين البيتين عما تداعى منى عليهما فى النشرة السابقة: نشرة 13/10/2011 صفحة التدريب رقم (39).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *