الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار مع مولانا النفّرى (157) من موقف “الأعمال”

حوار مع مولانا النفّرى (157) من موقف “الأعمال”

نشرة “الإنسان والتطور”

الأربعاء: 11-11-2015

السنة التاسعة

العدد: 2994

 

 حوار مع مولانا النفّرى (157 

من موقف “الأعمال”

وقال مولانا النفرى أنه:

وقال لى:

إن أنحصر علمك لم تعلم، وان لم ينحصر عملك لم تعمل

فقلت لمولانا:

أما أن ينحصر العلم فهى النهاية إلى عدم، ولا عدم إلا لمن لا يواصل، أما من يواصل فعليه أن يواصل بلا وصول، العلم بداية التعلم، والتعلم طريق الكادحين،

من اغتر بما حصل عليه من علم فانحصر فيه، بل وأقام الأسوار عليه وشجب كل من اقترب من حصنه إلا أن يحصل على إذن منه باستعمال شفرته، فقد انقلب يا مولانا كاهن لأيديولوجيا مغلقة، وهى كلمة لم تكن فى عهدك، فلنقل إنه حول العلم إلى مؤسسة لها كهنتها منحصرة فيما حصلوه وما سمحوا بتحصيله، وما يزيدون عليه بشفرتهم ولغتهم دون غيرها،

 لم يقتصر هذا الغرور البشرى على العلماء بل امتد إلى كل من توقف، كل من انحصر فيما حصّل فانحصر فى معارفه،

 أنت تعلم يا مولانا  أننى لا أحب المتنبى، لا وهو يهجو كافور، ولا وهو يمدح، بل يتغزل: فى سيف الدولة، وإن كنت أقبل بعض حكمته، لا أحبه يا مولانا برغم أن صاحبك شيخى محفوظ (الذى لم يحِك لى عن صداقته المباشرة لك، لكننى استشعرتها من حبه لطاغور)، أقول إن صاحبك محفوظ حاول أن يصالحنى على المتنبى، فقبلت رأيه بقدر ما سمح وجدانى، ذكرت المتبنى هنا لأن له بيت شعر يعبر عن معنى الانحصار فى العلم والمعارف والانحصار بالعلم والمعلومات، يقول هذ البيت كما تعرف:

وعلمتُ حتى ما أُسائل واحداً … عن علِمَ واحدةٍ لكي أزدادَها

فأشفق عليه وهو ينحصر فيماعَلِمَ بلا أمل فى انفراج

هذا عن أول فقرة.

أما الفقرة الثانية “وإن لم ينحصر عملك لم تعمل”

فأنا أحوج إليها الآن أكثر من أى وقت مضى، وكنت أحوج إليها دائما ولم أستطع أن أنفذها بحقها، أدعو الله أن يعيننى أن ينحصر عملى فى عمل واحد محدد المعالم واضح النهاية، وألا أنتقل منه إلى العمل التالى، إلا إذا فرغت من الأول، فتتواصل الأعمال ويرتفع التشييد، العمل له أول وله آخر، فهو يحتاج لأن أنحصر فيه، مع أن الأعمال أيضا لا تنتهى، لكنها عمل فعمل فعمل، وما استلهمته اليوم من هذه الوصية هو أن علىّ أن أقبل أن ينحصر عملى فى الطابق الذى أعمل فيه حتى أتمه قبل أن أقفز إلى الطابق الذى يليه وأحيانا إلى المبنى المجاور،

 وعلى ذكر شيخى محفوظ فكم أوصانى بذلك، وأن ينحصر عملى فى مجالى الذى لا يستطيع غيرى أن يضيف فيه ما أضيف، ولم أستطع أن أعمل بوصيته فمنكما السماح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *