الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار مع مولانا النفّرى (141)

حوار مع مولانا النفّرى (141)

نشرة “الإنسان والتطور”

السبت: 18-7-2015   

السنة الثامنة

العدد: 2878

 

حوار مع مولانا النفّرى (141)   

مازلنا فى موقف التقرير

وقال مولانا النفرى(يكمل) فى موقف التقرير:

وقال لى:

                    إن استطعت طرحه فإلى أين تطرحه

                    والطرح حجاب والأين المطروح فيه حجاب،

فقلت لمولانا:

هكذا يتواصل التنبيه الذى تَنَبَّهَنَا إليه الأسبوع الماضى عن ضرورة طرح الحجاب تلو الحجاب، كما ضرورة خوض البلاء تلو البلاء، دون توقف أو نجاح تام فى هذا أو ذاك ويكمل هنا أنه حتى “الأين” الذى نتصور أننا طرحنا عنده وفيه الحجاب: هو أيضا حجاب.

هكذا أتأكد يا مولانا أنه “لا توقف”، فالاختيارات مستمرة والأحجبة متجددة، ولا هذا يوقف السير، ولا ذاك يوقف الكدح

هكذا تتأكد المسيرة: لا بوهم الوصول، وإنما باستمرار الكشف تلو الكشف.

 روعة الحجاب كما روعة البلاء أن كليهما ليس سوى تنشيط متجدد، فلا إحباط ولا توقف أبدأ …. أبدأ.

 من مقارنة تواصل البلاء تلو البلاء، بـ: لا نهائية الحجاب تلو الحجاب حتى يصير “الأين” حيث تصورنا أننا ألقينا الحجاب المطروح هو حجاب آخر، بتواصل كل ذلك بعد كل ذلك لنعرف حقيقة وفرحة وروعة وحتم الحركة إليه بلا انقطاع.

إن الدعوة صريحة تقول: إن علينا أن نرضى بما نستطيع إلى ما نستطيع، نحو ما لا نستطيع فنستطيع بفضله: هى الرحمة بعينها، الرحمة لا تبرر محدودية قدرتنا، ولكنها تحقق لطفا بنا يحفزنا إلى مواصلة السعى لطرح الأحجبة الواحد تلو الآخر، وقبول البلاء تلو البلاء، طمعا فى مزيد من رحمته، أملا فى فضله:

وها هو ذا يتفضل علينا حين نقرأ ما قاله لك مباشرة فى نفس الموقف مكملا، حين تقول يا مولانا:

وقال لى:

          فاتبعنى أطرح حجابك فلا يعود ما طرحته

          وأهدى سبيلك فلا يضل ما هديت.

فقلت لمولانا:

ها هى الرحمة بنا حين يهدينا إلى “أن نتبعه”، نتبع ما أرشدنا إليه وما أمرنا به، دون الاكتفاء بمحاولات طرح الحجاب، فالأولوية هى فى اتباعه وهو الذى يهدينا سواء السبيل، ثم هو الذى يقوم بفضله حين يشاء بالسماح أن يطرح هو عنا الحجاب، فلا يعود ما طرحه لأنه هو الذى طرحه، فيهدينا إلى السبيل الذى لا ضلال فيه، ولا ضلال بعده، السبيل ليس نهاية دائما هو طريق مفتوح.

 ثم تصلنى رحمة أخرى حين أرجح أن طرح الحجاب حتى لو كان عن طريقه وبفضله هو ليس وعدًا بالحضور بين يديه دون حجاب، وإنما هو هداية إلى ما يهدينا إليه، صراط الذين أنعم عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين، لنواصل فنواصل مهما بَلَغَت البلاءات وتعددت الحُجُب،

ونظل نسعى، راضين بأى حجاب، رافضين التوقف عند أى حجاب إلا إلى حجاب تالٍ، منتظرين رحمته بالاهتداء إلى اتباعه، مع الاعتراف بفضل العجز وروعة الأمل وحتم استمرار الكدح إليه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *