الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار مع مولانا النفّرى (133)

حوار مع مولانا النفّرى (133)

نشرة “الإنسان والتطور”

السبت: 23-5-2015   

السنة الثامنة

العدد: 2822 

 

حوار مع مولانا النفّرى (133)   

من موقف “أنا منتهى أعزائى”

وقال مولانا النفرى:

وقال لى:

                  إستغفرنى من فعل قلبك، أكفِكَ تقلبه

فقلت لمولانا:

القلب يفعل: القلبُ عقلٌ نابض.

 ونبض العقل فعلٌ يسرى عليه ما يسرى على نبض القلب الصدر وأكثر، ولولا تنبيه محمد إبنى لى: “أن الحق لا يحتاج دليلا من غيره”، لأفضت فى الحديث عن ما وصلنى جديدا من علاقة ما يسمى “العقل الوجدانى الاعتمالى”(1) بهذا القلب الذى يعقل ويفعل: يخطئ ويصيب، ولتحدثت عن فروضى عن علاقة ذلك بما وصلنى من مواقفك يا مولانا حتى الآن وأنت تذكر القلب والقلوب تباعا، وأيضا ما ورد فى القرآن الكريم! لكن لا … أبدا.

المهم يا مولانا – هنا الآن – أنه ينبهك ، فتنبهنا، إلى أفعال هذه القلوب التى يحتاج بعضها إلى الاستغفار، فالعقل القلب ليس دائما على صواب، ولا هو يعرف الطريق المستقيم وحده تلقائيا أو باستمرار، وربما لهذا نحن ندعو ربنا كل صلاة، وفى كل فاتحة أن يهدينا الصراط المستقيم، فإذا لم يهتد القلب إلى الصراط المستقيم، ، فقد يصل بنا إلى صراط المغضوب عليهم أو الضالين،

على صاحب البصيرة الكادح إلى وجهه أبدا: أن يرصد التوجه ليعرف الاتجاه، حتى إذا انحرف إلى غير ما يرجو له، أو ينتظر منه، استَغَفَر ربه صادقا منيبا، فإن فعل فهو تعالى يكفِيه تقلبه.

تقلب القلوب أيضا ليس واحدا، فمن ناحية هو دليل حركة ومراجعة، ومن ناحية أخرى قد يكون علامة ذبذبة وتردد واهتزاز يقين، وبديهى أن ما يكفينا الله من تقلب هو النوع الأخير المتذبذب الرقّاص، وهى مكافأة رائعة لمن التقط انحراف فعل قلبه فاستغفر ربه ، فكفاه ربه التقلب الاهتزاز، والتقلب العاجز، والتقلب التراجع (لا المراجعة) .

تقلب الوجه بحثا عن قْبلِةٍ إليه، يستجلب رحمة ربنا أن يهدينا إلى قبلة نرضاها، وقد علمتنا يا مولانا كيف نرحب بالتقلب مع الوسواس الذى هو ذكر لله تقلبا وعدا باقتراب أعمق مهما بلغت الشدة، واحتدت المحنة.

التقلب الذى يكفينا الله إياه مكافأة لاستغفارنا لفعل القلب إذا انحرف: هو الذى يأخذ إليه الذين مكروا السيئات، “.. فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ”.

التقلب الكدح هو الذى يراه ربنا فيه وفينا بين الساجدين “..وهوالسميع العليم”.

[1]- Emotionally Processing Mind

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *