الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار مع مولانا النفّرى (129)

حوار مع مولانا النفّرى (129)

نشرة “الإنسان والتطور”

السبت: 25-4-2015   

السنة الثامنة

العدد:  2794 

حوار مع مولانا النفّرى (129)   

من موقف “لا تفارق اسمى”

وقال مولانا النفرى:

وقال لى:

إذا جاءك العلم بجوامعه فى صلواتك ، فأجبته، انفصلت عنى

فقلت لمولانا:

هكذا يا مولانا تواصل مصالحتنا على العلم، نستعمله ولا يستعملنا،

نحترمه أكثر حين لا ينفى الجهل، ولا يكون ضدا له،

تنبهنا يا مولانا هنا أن العلم قد يأتينا رغما عنا، فى غير موقعه،

وهو لا يأتينا هنا هادئا مستأذنا، بل إنه يأتينا بجوامعه مختالا،

وجوامع العلم يا مولانا مترامية الأطراف، قوية العتاد، وعلينا ونحن  نحترمه وننهل منه أن نحذر أن يأتينا فى غير مجاله.

أنت تعلم يا مولانا أننى أبحر هذه الأيام فى بحور “علم الوعى”، فيهدينى “إليه” بحذر، أقرب وأشمل،

 أفرح يا مولانا، ولا أسمح للعلم أن يتخطى حدوده،

أكتشف الآن أكثر، من خلال هدْى حدسك، أن من ضمن حدوده ألا يتطوع لتفسير كلماته: تلك  الوعى الخالص،

وهكذا يضع لنا حدسك للعلم حدودا أصعب وألزم:

أكتشفُ المزيد من  هدْى حدسك هذا وهو:  ألا أسمح للعلم  أن يأتينى فى صلواتى بوجه خاص، فلصلواتى وعيها المستقل الممتد إليه، وحتى إذا أتانى رغما عني، وهو يلوّح أنه قادر على أن ينشّط وعيي إليه ، فعلىّ ألا أجيبه  أو أسمع منه، وأنا فى صلواتى،  فهذا وعىٌ آخر.

للعلم يا مولانا رموزه ومعادلاته إلى مساحات أخرى من الوعى،

ولا أعنى بالمساحات  الآخرى  أنها منفصلة عن دوائر الوعى الإيقاعية الممتدة، وإنما أعنى ببساطة أنها “أخرى “

حين أكون فى وعى الصلاة علىّ ألا أجيب العلم حتى لو جاءنى بجوامعه،

علىّ أن أستغرق فى وعى “قرة عينى” دون وصاية من أى مصدر آخر،

 وإلا: كما يعلّمنا حدسك منه الآن :”انفصلتُ عنه”، حتى وأنا لا أدرى .

وما أصعب ذلك

وأخفاه!!!

هذه إضاءة جديدة مفيدة، لا تفصل بين مستويات الوعى،

لكنها تحدد المعالم حتى نحذق استعمال الوسائل، دون وصاية إحداها على الأخرى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *