الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار مع مولانا النفّرى (115) ومازلنا فى موقف المحضر والحرف

حوار مع مولانا النفّرى (115) ومازلنا فى موقف المحضر والحرف

نشرة “الإنسان والتطور”

السبت: 17-1-2015   

السنة الثامنة

العدد: 2696

حوار مع مولانا النفّرى (115)   

       ومازلنا فى موقف المحضر والحرف

الشعور بالذنب (ملحق)

وقال مولانا النفرى أنه:

وقال لى:

          اطرح ذنبك تطرح جهلك.

وقال لى:

           ذكرت ذنبك لم تذكر ربك.

رجعت أراجع ما كتبته وأنا أخاطب ربى ثم أخاطب شيخنا ثم أخاطب نفسى استلهاما مما حاء فى مواقف أخرى عن الذنب فلم أجد هذين السطرين بالذات وكنت قد أشرت فى النشرات السابقة إلى ما تعلمته من مولانا عن الشعور بالذنب، وهو ما أكد لى بعض ما ذهبت إليه فى أطروحتى عن الذنب (الموسوعة النفسية: “ذنب”  عدد أبريل (34 – 35) أبريل 1988 مجلة الإنسان والتطور)، كما أننى وجدت أن أوفيت الموضوع حقه فى النشرات السابقة (نشرة 27-1-2008 “الشعور بالذنب)، (ونشرة 28-1-2008 “النفّـرى..، والشعور بالذنب)، و(نشرة 29-1-2008 سر اللعبة: لعبة الذنب) وبرغم ذلك استوقفنى ما جاء فى هذا الموقف هكذا:

توقفت اليوم عند قول: “اطرح ذنبك تطرح جهلك”، فوصلنى من جديد أن من يصر على الحديث عن ذنبه وطرحه وتكرار ذكره يجهل حقيقة عفو الله ورحمته التى هى أكبر من كل الذنوب، وهذا يذكرنا بما جاء فى موقف الصفح الجميل: “لا ترجع إلى ذكر الذنب فتذنب بذكر الرجوع”، وأيضا: “ذكر الذنب يستجرّك إلى الوجّد به، والوجْد به يستجرّك إلى العود فيه”.، وهو ما جاء فى نفس الموقف “الصفح الجميل”.

سوف اعتبر اليوم هذين السطرين من موقف المحضر والحرف مجرد ملحق للنشرات السابقة التى أدعو من يهمه الأمر إلى الرجوع إليها.(نشرة 19-11-2011 حوار مع الله 37)، و(نشرة 10-12-2011 حوار مع الله 40).

أما السطر الثانى:  “ذكرت ذنبك لم تذكر ربك”

فقد وصلنى أكثر وضوحا وجمالا لأنه أكد لى مرة أخرى أن ذكر الذنب وحده هو دليل على عدم الثقة برحمة ربنا، وقد وصلت إلى يقين أن أى ذكر لله بأى اسم من أسمائه الحسنى لابد أن يصحبه أنه “الرحمن الرحيم” ومن هنا تكررت البسملة بكل هذا التواتر ليس فقط  فى أوائل سور القرآن الكريم وإنما فى كل شىء كل شىء وكل أمر، كل أمر، مجرد أن تعيش بجهلك المعرفى أو بموقفك اليقظ أو بمعرفتك الإدراكية أنه رحمن رحيم لا يمكن أن يقفز إليك ذكر الذنب منفصلا، وإنما هو يسبقه ويلحقه ذكر الرحمن الرحيم، فيتوارى ذكر الذنب، وكأنه يذوب ذوبانا أو أنه لم يعد ذنبا فى غمر رحمة ربنا.

أكرر ما جاء فى نشرة 28 يناير 2008 لأنه مرتبط ارتباطا شديدا بهذه النقطة فقد استلهمت هناك مما قاله لمولانا: “اطرح ذنبك على عفوى”،

 ما شجعنى أن أقول لربى:

طلقت الذنب حين رضيتُ أن أتحمل يقين أخطائى.

 يقينى بعفوك مسح الذنب، ولم يبرر لى تكراره.

حين أطرح ذنبى على عفوك، يصبح حسنة أطرحها على فضلك، فتباركها

فأين الذنب؟

هذا هو حيائى منك.

إذا طرفت عينى بعيدا عنك أذنبت فى حق نفسى لا فى حقك.

وإذا وجب قلبى لغيرك حرمت نفسى من نبضةٍ أنا أوْلى بها إليك.

لعل هذا هو ما يشرح هنا قوله: “إن ذكرت ذنبك لم تذكر ربك”،

 كتبت ما كتبت هكذا منذ سبع سنوات ولم أكن قد قرأت هذا النص الجديد.

وبعد

يا ترى يا مولانا هل سوف تتاح لى الفرصة لدراسة أشمل تجمع المواضيع إلى بعضها؟

لست متأكدا.

ولست راغبا.

الحمد لله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *