نشرة “الإنسان والتطور”
السبت: 20-12-2014
السنة الثامنة
العدد: 2668
حوار مع مولانا النفّرى (111)
من موقف العهد (2)
الموقف فوق العلم والمعرفة، بهما!!
وقال مولانا النفرى أنه:
وقال لى:
كن أجيرى أرفعك فوق العلم والمعرفة، فترى أين يبلغ العلم، وترى أين ترسخ المعرفة، فلا يسعك المبلغ ولا يستطيعك الرسوخ.
فقلت لمولانا:
تذكرة جديدة بضرورة نقاء كامل لما هو أنه “لا إله إلا الله”: لا شريك له، ليس فقط فى الملك والألوهية، ولكن فى أىّ جزء من ثانية، وأية لفتة من درجة، وأية ذرة من عمل، فإن كان ذلك كذلك، أو كنت من أهل ذلك، كنتَ أجيره وحده لا شريك له، ومن المستحيل أن تكون أجير غيره معه فى نفس الوقت،
لكنك لا تستغنى عن أى من الوسائل والأسباب إليه، دون أن تكون أجيرها.
يمكنك أن تتعاطى العلم وأنت فوق العلم بالغا ما بلغ، وأن تعيش المعرفة وأنت عاليها ودارٍ أين موقعها ومرساها، فتترسخ مهما ترسخت، لكنك لست أجيرها،
وما دمت اجيره وحده لا شريك له فكل الوسائل ملك يمينك تنفع بها نفسك والناس دون أن تستأجرك من دونه ولا حتى معه، فلا مبلغ العلم مهما بلغ بِمُلْهِيكَ عن أن تخلص فى توحيده، ولا رسوخ المعرفة مهما ترسَّخت بقادر أن ينزلك عن المنزلة العليا التى أنعم بها عليك ما دمت أخلصت أن تكون أجيره لا أجير غيره ولا مع غيره.
هانذا أتعرف من جديد يا مولانا على العلم مهما قدّسه غير أهله حتى ألهّوه، فَبَدَا قادرا على توجيه وجهتهم إلى غير ما أمر به، وما ينفع الناس، لكنهم ليسوا أصحابه، ولا يزال العلم الحقيقى نورا على الطريق.
كما نبهتنى يامولانا ألا أبالغ فى الفرحة بالانتقال من تعظيم العلم إلى تعظيم المعرفة مهما فاقته واحتوته، المعرفة – فى النهاية- مهما تفوقت على العلم أو احتوته لا تكون فائقة العطاء نبيلة الحضور إلا إذا تعاطيُتها وأنا أجيرك لا أجيرها دون إزاحة العلم أو التقليل من شأنه.