حوار مع مولانا النفرى (280): “موقف الوقفة”
نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 20-3-2018
السنة الحادية عشرة
العدد: 3853
حوار مع مولانا النفرى (280)
“موقف الوقفة”
وقال مولانا النفرى أنه:
وقال لى:
من لم يقف بى أوْقفه كل شئ دونى
فقلت لمولانا:
ثم ماذا يا مولانا؟ ثم ماذا؟
كلما يصلنى مما قاله لك ما يعلن لزوم الوقفة أساسا لكل شئ، وكل حِسّ، وكل معرفة، وكل علم، وكل سعى… وأنا لا أعرف إن كنت قد خبرتُ – ولو لثوان- أيا من ريحها، أم لا.
لم أطمئن أبدا إلى احتمال مرورى بها أو وقفتى فيها، ومن ثـَـمَّ عودتى الرائعة منها وإليها.
كلما خطرلى ذلك ترددت فى قبول ما وصلنى من معالمها الغامضة الرقيقة.
أعود إلى هذا النفى الوارد فى ما اقتطفتُ اليوم، ويخطر ببالى ألا أصدقه طمعا فى رحمته ورجاء فى عفوه.
بدا لى لأول وهله أن هذا النفى يا مولانا فى أول الجملة، يمكن أن ينطبق على كل من أعرف، اللهم إلا الأطفال والعجائز، والطيور فى السماء وهى تسبح له، ثم من لم أعرف ممن لا أعرف.
هو نفى يكاد يحرم الأغلبية الغالبة، إن لم يكن الجميع من فرصتهم ألا يوقفهم أى شئ عنه،
فكيف أصدق أن كل هؤلاء الذين لم يقفوا به قد “أوقفوا دونه” بكل شئ و أى شئ.!
لمْ أجد حلا لهذه الأزمة يا مولانا إلا الرجوع إلى وحدات الزمن الأصغر فالأصغر حتى التناهى فى الصغر، وهى التى يمكن أن نعيش فيها “وقفة به” دون أن ندرى، حتى دون أن نسميـَها كذلك، فـَنـُعـْفـَى من هذا الحرمان، فلا يقف أى شئ أو كل شئ دونه.
يبدو أنه على الكادح أن يواصل مهما ساورته الشكوك.
وأن يحسن الظن بخبرته وهو يرجو سماحه، وعفوه .
يقف به حتى دون أن يصله جـِـدَّا ذلك: فيواصل
رحمن رحيم.
2018-03-20