الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار مع الله (64) : من موقف “الثوب” (1)

حوار مع الله (64) : من موقف “الثوب” (1)

نشرة “الإنسان والتطور”

 26-5-2012

السنة الخامسة

  العدد: 1730

 

حوار مع الله (64)

من موقف “الثوب” (1)

وقال له (لمولانا النفـّرى):

وقال لى:

قل للمستوحش منى الوحشة منك

أنا خير لك من كل شيء.

وقال لى:

 يوم الموت يوم العرس

ويوم الخلوة، يوم الأنس

فقلت له:

فى بداية الطريق إليك يحق لى أن أستوحش منك وأنا أقفز فوق حواجزهم تحول بينى وبينك

 حين استشعرت مظلة رحمتك تظلنى، فتحت عينى فى نورك، فمن أين الوحشة؟

فإن استوحشت بعد ذلك فهى منى

 من يعرفك لا يموت؟

الموت نقلة منى إليك، فهو العرس الكبير

أتجلى فى نور آخر كنتَ قد حجبته عنى وراء أستار الغيب لأظل مشتاقا إليك حتى ألقاك.

 “فهو العرس”. الأنس الوجـْد الحب

 الفرحة عرس اللقاء فى التجلى الآخر.

كيف كنت أسميها  خلوة وأنت تملؤها فتملؤنى

****

من موقف “الثوب” (2)

وقال له (لمولانا النفـّرى):

وقال لى:

إن شغلتـُك بدلالة الناس علىّ! فقد طردتـُك.

وقال لى أنا وشئ لا نجتمع وأنت وشئ لا تجتمع

فقلت له:

لا يعرفك من ينشغل عنك بالدلالات إليك.

لو أنشغل بها عنك لأُثبــتـُك، فهو عمى القلب وطمس الوعى، فأستحق الطرد

أنت لا تحتاج إلى دلالة ولا إلى إثبات

دلالاتهم عنك، هى لعبة الحروف التى لا تعكس إلا بريقها هى.

يتصورون أنها تهدى إليك، وكأن أسماؤك هى أنت،

وكأن حججهم هى دليل وجودك

لا إله إلا أنت، فكيف تجتمع وشىء،

حين أجتمع وشىء فى حضورك فى وعيى فهو الشرك

 سبيلى إليك، هو أنت، وليس الدليل عليك.

الدليل عليك لا يدل عليك، بل على نفسه.

لا أقرنك بشىء، ولا اقرن شيئا بك.

أصبحت أسمع دبيب النملة،

 الشرك أخفى منه، فأشحذ وعيى أكثر لأخلـُص إليك.

أمتلئ بك، فلا يبقى عندى ما أجتمع به سواك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *