الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار مع الله (59) من موقف “نور”

حوار مع الله (59) من موقف “نور”

نشرة “الإنسان والتطور”

21-4-2012

السنة الخامسة

 العدد: 1695  

 

حوار مع الله (59)

من موقف “نور”

وقال له (لمولانا النفـّرى):

وقال لى:

أوقفنى فى نور وقال لى لا أقبضه ولا أبسطه ولا أطويه

ولا أنشره ولا أخفيه ولا أظهره،

وقال يا نور انقبض وانبسط وانطوِ وانتشر واخفَ واظهر،

فانقبض وانبسط وانطوى وانتشر وخفى وظهر،

ورأيت حقيقة لا أقبض وحقيقة يا نور انقبض.

وقال لى ليس أعطيك أكثر من هذه العبارة، فانصرفت

فرأيت طلب رضاه معصيته،

فقال لى أطعنى فإذا أطعتنى فما أطعتنى ولا أطاعنى أحد،

فرأيت الوحدانية الحقيقية والقدرة الحقيقية

فقلت له:

حين يحيط النور بالظلام يذوب الظلام فى النور فيضىء معه

لا يختفى، لا يظهر، لا ينتشر ولا ينطوى، لا ينقبض ولا ينبسط،

 كل ذلك بفضلك، فأرى نورك على نور

فإذا أمرت النور الجديد يأتمر بكل ما لم يستطعه

حين تحيطنى سبحانك بكل هذه اللاءات :لا تقبضه. ولا تبسطه. ولا تطويه، ولا تنشره. ولا تخفيه. ولا تظهره، فأنت تضعنى بحق قوة ضعفى ويقينى بك داخل رحمتك.

ينطلق منى إليك بأمرك: نور الاثبات من نور النفى

لا أعتذر. ولا أنسحب. ولا أعشي. ولا أتراجع،

أقتحم  النور عـَشـَماً ورضا.

إن خاطبتك مستضعفا مستكينا مستجديا، فهى المعصية فلا تسمع لى،

وإن خاطبتك عشما ورضا فهذا حقى

 حين وصلتنى كلمة “نور” اسما للموقف فرحت أنها لم تعرَّف “النور”،

ولم يلحق بها ضمير حتى انت سبحانك “نورك”.

“نور” كلمة أخرى تشرق بداخلى إلى خارجى، ولا تضىء فحسب،

هى تغرب لتشرق باستمرار.

لا عُتبى.

هى مجازفة بلا استئذان.

 يحيطنى نور لا يمحو ظلامى، فأشع بك منك.

لا انقباض، ولا انبساط، ولا انطواء، ولا انتشار، ولا خفاء، ولا ظهور.

 إذا تقابلت الأضدادُ بكل التحدى الحى اجتمعتْ فيك.

 هى نور ليس كمثله شىء.

كيف أنقبض وأنبسط وأظهر وأختفى وأنطوى وأنتشر وأنت تنيرنى بخطابك، وترجعنى إلى نفسى وإليك بلاءاتك.

لاءاتك ليست نفيا. هى حفز.

  رأيتُ حقيقة “لا أنقبض” فى حقيقة “أن أنقبض”، علمتُ أنه يمكن أن يتخلّق الإنسان فى كَبَد من جديد، ويظل الجديد يتجدد بك

الأول هو دائما “فى” أول.

وما طمعت أن تعطينى أكثر من النفى حتى أظل أسعى، ليس إلى الإثبات، وإنما بنفى النفى إليك،

 أستضئ بالحركة كما يضيئنى السكون: نور على نور.

النفى يحفزنى حتى يكفينى الحرف “لا”

فى البدء كان هو الحرف الذى يوصلنى إليك.

“لا” إله

إلا الله

لا تكفينى العبارة إلا أن تملأنى نورا

فلا أحتاج أكثر منها

لا تلمؤنى العبارة إلا ان تتجاوز نفسها

أنصرف عنها إليك تضيئنى بك

لو طاعتى هى التسليم فحسب، فهى ليست طاعة، بل جبنا

من يطيعك بحق يظل ساعيا ليعرف كيف يطيعك

وهو لا يعرف فلا يتوقف، فما أطاعك أحد

حين أطيعك أحافظ بذلك على نقطة البدء المتجدد:

أن يكون أوّلى هو إلى آخرى، وأخرى هو أولى

الأول لا يطيع، هو ينطلق فينطلق وكأنه يعرف الطريق

 بل هو يتوجه ليبدأ نحوك باستمرار

والآخِرَ لا يطيع بل يبدأ من جديد إليك

الوحدانية الحقيقية ليست حقيقية إلا بالسعى الدائم

والقدرة الحقيقية ليست حقيقية إلا بالكدح المستمر

 أحاول.

فلا تمتحنى أكثر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *